المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌103 - (8) باب: اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوته شفاعة لأمته - الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج - جـ ٥

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌96 - (1) باب: آخر أهل النار خروجًا منها

- ‌97 - (2) باب آخر أهل الجنة دخولًا الجنة

- ‌98 - (3) باب: أدنى أهل الجنة منزلة فيها

- ‌99 - (4) باب عرض صغار الذنوب على العبد وإقراره بها وتبديل كل سيئة منها بحسنة

- ‌100 - (5) باب انطفاء نور المنافقين على الصراط ونجاة المؤمنين على اختلاف أحوالهم والإذن في الشفاعة وإخراج من قال لا إله إلا الله من النار

- ‌101 - (6) باب ما خُصَّ به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الشفاعة العامة لأهل المحشر (المسماة بالشفاعة العظمى)

- ‌102 - (7) باب: كون النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الأنبياء أتباعًا وأولهم شفاعة وكونه أول من تفتح له الجنة منهم

- ‌103 - (8) باب: اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوته شفاعة لأمته

- ‌104 - (9) باب: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وبكائه شفقة عليهم

- ‌105 - (10) باب: أن من أشرك بالله وعبد الأوثان من أهل الفترة يدخل النار مخلدًا فيها لا تنفعه شفاعة شافع ولا قرابة مُقرب

- ‌106 - (11) باب: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإنذار عشيرته الأقربين وأنه لا ينفعهم إذا ماتوا على الشرك

- ‌107 - (12) باب: صعود النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا وقوله لعشيرته الأقربين: سلوني من مالي ما شئتم ولا أملك لكم من اللَّه شيئًا

- ‌108 - (13) باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب في التخفيف عنه

- ‌109 - (14) باب أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة

- ‌110 - (15) باب من لم يؤمن لن ينفعه عمل صالح في الآخرة

- ‌111 - (16) باب موالاة المؤمنين ومقاطعة غيرهم والبراءة منهم

- ‌112 - (17) باب كم يدخل الجنة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بغير حساب ولا عذاب

- ‌(تتمة في مباحث تتعلق بهذا الحديث)

- ‌113 - (18) باب أمة محمد صلى الله عليه وسلم نصف أهل الجنة

- ‌ كتاب الطهارة

- ‌114 - (19) (1) باب فضل الوضوء

- ‌115 - (20) - (2) باب في بيان صفة الوضوء الكامل (أي كيفيته)

- ‌116 - (21) (3) باب فضل الوضوء والصلاة عقبه

- ‌117 - (22) (4) باب إذا أحسن الرجل وضوءه وصلاته بخشوعها وركوعها وسائر أركانها تكون كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يرتكب كبيرة

- ‌118 - (23) (5) باب كون صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة

- ‌119 - (24) (6) باب حجة من قال يثلث مسح الرأس كما يثلث كسل سائر الأعضاء

- ‌120 - (25) (7) باب من أتم وضوءه كما أمره الله تعالى فالصلوات المكتوبات كفارات لما بينهن

- ‌121 - (26) (8) باب من أحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد فصلى مع الجماعة غُفر له

- ‌122 - (27) (9) بابٌ الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر

- ‌123 - (28) (10) باب الذكر المستحب عقب الوضوء

- ‌124 - (29) (11) باب وضوء النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌125 - (30) (12) باب الإيتار في الاستجمار والاستنثار

- ‌126 - (31) (13) باب وعيد من لم يسبغ الوضوء

- ‌127 - (32) (14) باب وجوب استيعاب محل الفرض بالطهارة

- ‌128 - (33) (15) باب خروج الخطايا مع ماء الوضوء

- ‌129 - (34) (16) باب استحباب إطالة الغُرَّة والتحجيل في الوضوء

- ‌130 - (35) (17) باب بيان سيما أمته صلى الله عليه وسلم حين ورودهم عليه على الحوض وبيان قدر الحوض وصفته وبيان ذود رجال من أمته عنه

- ‌131 - (36) (18) باب بلوغ حلية المؤمن حيث يبلغ الوضوء

- ‌132 - (37) (19) باب فضل إسباغ الوضوء مع المكاره

- ‌133 - (38) (20) باب السواك

- ‌[تتمة]

- ‌134 - (39) (21) باب خصال الفطرة والتوقيت فيها

- ‌(فصل في مباحث خصال الفطرة العشرة)

- ‌135 - (40) (22) باب الاستنجاء والنهي عن استقبال القبلة واستدبارها ببول أو غائط وعن الاستنجاء بروث أو عظم وعن الاستنجاء باليمين

- ‌136 - (41) (23) باب ما جاء من الرخصة في ذلك

- ‌137 - (42) (24) باب النهي عن التمسح باليمين من الخلاء وعن التنفس في الإناء عند الشرب

- ‌138 - (43) (25) باب التيمن في الطهور وغيره

- ‌139 - (44) (26) باب النهي عن التخلي في الطرق والظلال

- ‌140 - (45) (27) باب حمل الإداوة والعَنَزَة مع الإمام والأمراء ليستنجي بمائها

- ‌141 - (45) (28) باب المسح على الخفين

الفصل: ‌103 - (8) باب: اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوته شفاعة لأمته

‌103 - (8) باب: اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوته شفاعة لأمته

384 -

(176)(12) حدّثني يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، أَخبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَال: أَخبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ يَدْعُوهَا

ــ

103 -

(8) باب: اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوته شفاعة لأمته

أي هذا بابٌ معقودٌ في بيان الأحاديث الواردة في ادخار النبي صلى الله عليه وسلم دعوته المحققة الإجابة بوعده تعالى التي أعطاها لكل نبي من الأنبياء وجَعْلِها شفاعةٌ لأمته بدل ما يدعوها في الدنيا.

(384)

- (176)(12)(حدثني يونس بن عبد الأعلى) بن ميسرة بن حفص الصَّدَفي منسوب إلى صدف قبيلة معروفة أبو موسى المصري ثقة من العاشرة مات سنة (264) روى عنه في (3) أبواب تقريبًا، قال (أخبرنا عبد الله بن وهب) بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمد المصري ثقة حافظ من التاسعة مات سنة (197) روى عنه في (13) بابًا تقريبًا (قال) عبد الله بن وهب (أخبرني مالك بن أنس) بن مالك بن أبي عامر بن عمرو الأصبحي أبو عبد الله المدني ثقة ثبت إمام فقيه حجة من السابعة مات سنة (90) روى عنه في (17) بابًا تقريبًا (عن) محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله (بن شهاب) القرشي الزهري أبي بكر المدني ثقة متقن حافظ من الرابعة مات سنة (125) روى عنه في (23) بابًا تقريبًا (عن أبي سلمة) عبد الله (بن عبد الرحمن) بن عوف بن عبد عوف الزهري المدني ثقة فقيه كثير الحديث من الثالثة مات سنة (94) روى عنه في (14) بابًا تقريبًا (عن أبي هريرة) عبد الرحمن بن صخر الدوسي المدني، وهذا السند من سداسياته رجاله أربعة منهم مدنيون واثنان مصريان (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكل نبي) من الأنبياء (دعوة) واحدة محققة الإجابة بوعده تعالى (يدعوها) أي يدعو ذلك النبي تلك الدعوة متيقنًا إجابتها وأما غير تلك الدعوة التي اختارها من دعواته فمرجوة الإجابة لعدم وعده تعالى إجابتها بعينها وتلك الدعوة كدعوة نوح عليه السلام بقوله {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} فأُجيب بالطوفان، يعني أن لكل نبي دعوة أوحي إليه أنها تُقبل

ص: 86

فَأُرِيدُ أَنْ أَختَبِئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامةِ".

385 -

(00)(00) وحدّثني زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ، قَال زُهَيرٌ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

ــ

منه وإلا فأكثر أدعيتهم مقبولة لكنهم عند الدعاء بغير هذه الدعوة ليسوا على يقين من قبولها. اهـ سنوسي.

قال القاضي: فإن قيل كيف هذا وقد أُجيب لهم دعوات؟ قيل المعنى دعوة محققة الإجابة بإعلان الله عز وجل وغيرها مرجو الإجابة وفي المفهم قوله (لكل نبي دعوة) معناه أنهم عليهم الصلاة والسلام لهم دعوة في أممهم هم على يقين في إجابتها بما أعلمهم الله تعالى ثم خيَّرهم في تعيينها، وما عداها من دعواتهم يرجون إجابتها وإلا فكم قد وقع لهم من الدعوات المجابة وخصوصًا نبينا صلى الله عليه وسلم فقد دعا لأمته بأن لا يُسلط عليهم عدوًا من غيرهم وأن لا يُهلكهم بسَنَةٍ عَامَّةٍ فأُعطيهما وقد مُنع أيضًا بعض ما دعا لهم به إذ قد دعا أن لا يجعل بأسهم بينهم فمُنعها، وهذا يحقق ما قلناه من أنهم في دعواتهم راجون الإجابة بخلاف هذه الدعوة الواحدة، والله تعالى أعلم.

(فأُريد) أنا (أن أختبئ) وأدخر (دعوتي) التي وُعدت إجابتها وأجعلها (شفاعة لأمتي يوم القيامة) ولا أريد أن أدعو بها في الدنيا لأمتي أو على أمتي كغيري من الأنبياء، وفي هذا الحديث بيان كمال شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ورأفته بهم واعتنائه بالنظر في مصالحهم المهمة فأَخَّرَ دعوته لأمته إلى أهم أوقات حاجاتهم. وهذا الحديث أعني حديث أبي هريرة شارك المؤلف في روايته أحمد [2/ 275] والبخاري [6304] والترمذي [3597] وابن ماجه [4307]. ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:

(385)

- (00)(00)(وحدثني زهير بن حرب) بن شداد الحرشي مولاهم أبو خيثمة النسائي ثقة من العاشرة (وعبد بن حميد) بن نصر أبو محمد الكسِّي نسبة إلى كسٍّ مدينة فيما وراء النهر ثقة من الحادية عشرة مات سنة (249) روى عنه في (12) بابًا تقريبًا، وأتى بقوله:(قال زهير حدثنا) تورعًا من الكذب على أحد شيخيه، وأما عبد فروى بالعنعنة ولم يُصرح بصيغة السماع (يعقوب بن إبراهيم) بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري أبو يوسف المدني ثقة فاضل من التاسعة مات سنة

ص: 87

حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ عَن عَمِّهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ؛ أَنَّ أَبَا هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ. وَأَرَدْتُ، إِنْ شَاءَ اللهُ، أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

386 -

(00)(00) حدّثني زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ

ــ

(208)

روى عنه في (4) أبواب تقريبًا، قال يعقوب (حدثنا) محمد (بن) عبد الله بن مسلم (أخي) محمد بن مسلم (بن شهاب) الزهري المدني صدوق له أوهام من السادسة مات سنة (152) قتله غلمانه بأمر ابنه روى عنه في (3) أبواب تقريبًا (عن عمه) محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري المدني ثقة من الرابعة مات سنة (125) قال عمه ابن شهاب (أخبرني أبو سلمة) عبد الله (بن عبد الرحمن) الزهري المدني (أن أبا هريرة) عبد الرحمن بن صخر الدوسي المدني. وهذا السند من سداسياته رجاله كلهم مدنيون إلا زهير بن حرب فإنه نسائي وعبد بن حميد فإنه كسِّي، وغرضه بسوقه بيان متابعة ابن أخي ابن شهاب لمالك بن أنس في رواية هذا الحديث عن ابن شهاب، وفائدتها بيان كثرة طرقه، وإلا فابن أخي ابن شهاب لا يصلح لتقوية مالك بن أنس لأنه صدوق له أوهام ومالك من أوثق الناس. (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبي) من الأنبياء (دعوة) واحدة وُعد بإجابتها سواء دعا لأمته أو عليها وأما غير تلك الدعوة الموعودة بإجابتها فمرجو الإجابة إن شاء أجاب وإلا فلا (وأردت أن شاء الله) سبحانه وتعالى اختبائي لها (أن أختبئ) وأدخر (دعوتي) التي وُعدت بإجابتها عند الله سبحانه وتعالى ليعوضني عنها (شفاعة لأمتي يوم القيامة) قيل وقد عُوض عن ذلك الشفاعة فيهم، وأتى بالمشيئة على جهة التبرك والامتثال لقول الله تعالى:{وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} لا للتعليق، وفي سنن أبي داود (أمتي أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة عذابها في الدنيا الزلازل والفتن) قال القاضي: ودعوة كل نبي خاصة بأمته كما دل عليه قوله الآخر (دعا بها في أمته فاستعجلها وخَبَّأْتُ دعوتي شفاعةً لأمتي) قال الإمام: أي ادخرتها لأمتي، والمعنى أن كل نبي له دعوة متيقنة الإجابة وهو على يقين من إجابتها، وأما باقي دعواتهم فهم على طمع من إجابتها وبعضها يُجاب وبعضها لا يُجاب. ثم ذكر المؤلف المتابعة ثانيًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:

(386)

- (00)(00)(حدثني زهير بن حرب) الحرشي النسائي (وعبد بن حميد)

ص: 88

قَال زُهَيرٌ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ عَن عَمِّهِ. حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ أَسِيدِ بْنِ جَارِيةَ الثَّقَفِيُّ، مِثْلَ ذَلِكَ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ. عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

387 -

(00)(00) وحدَّثني حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ؛ أَنَّ عَمْرَو بْنَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ أَسِيدِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيَّ أَخْبَرَهُ؛ أَنَّ أَبَا هُرَيرَةَ

ــ

الكسي (قال زهير حدثنا يعقوب بن إبراهيم) بن سعد الزهري المدني (حدثنا) محمد (بن) عبد الله بن مسلم (أخي) محمد بن مسلم (بن شهاب) الزهري المدني (عن عمه) محمد بن مسلم الزهري، قال ابن شهاب (حدثني عمرو بن أبي سفيان بن أَسِيد) بفتح أوله وكسر ثانيه (بن جارية) بالجيم (الثقفي) حليف بني زهرة المدني روى عن أبي هريرة في الإيمان، وابن عمرو وأبي موسى ويروي عنه (خ م د س) والزهري وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، وثَّقه ابن حبان، وقال في التقريب: ثقة من الثالثة (مثل ذلك) أي مثل ما روى أبو سلمة بن عبد الرحمن (عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا السند من سداسياته رجاله كلهم مدنيون إلا زهيرًا وعبد بن حميد، وغرضه بسوقه بيان متابعة عمرو بن أبي سفيان لأبي سلمة بن عبد الرحمن في رواية هذا الحديث عن أبي هريرة، وفائدتها بيان كثرة طرقه.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:

(387)

- (00)(00)(وحدثني حرملة بن يحيى) بن عبد الله التُّجيبِي أبو حفص المصري صدوق من الحادية عشرة مات سنة (244) روى عن عبد الله بن وهب في مواضع كثيرة، قال (أخبرنا) عبد الله (بن وهب) بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمد المصري ثقة حافظ من التاسعة مات سنة (197) روى عنه في (13) بابًا تقريبًا، قال (أخبرني يونس) بن يزيد الأيلي أبو يزيد الأموي مولاهم ثقة إلا أن في روايته عن الزهري وَهْمًا قليلًا وفي غير الزهري خطأ من كبار السابعة مات سنة (159) روى عنه في (7) أبواب تقريبًا (عن) محمد بن مسلم (بن شهاب) الزهري المدني (أن عمرو بن أبي سفيان بن أَسِيد بن جارية الثقفي) المدني (أخبره) أي أخبر لابن شهاب (أن أبا هريرة) الدوسي المدني. وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون واثنان مصريان

ص: 89

قَال لِكَعْبِ الأَحْبَارِ: إِن نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ يَدْعُوهَا. فَأنَا أَرِيدُ، إِنْ شَاءَ اللهُ، أَنْ أَختَبِئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ" فَقَال كَعْبٌ لأبِي هُرَيرَةَ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَال أَبُو هُرَيرَةَ: نَعَمْ.

388 -

(00)(00) حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَأَبُو كُرَيبٍ (وَاللَّفْظُ لأَبِي كُرَيبٍ)

ــ

وواحد أيلي، وغرضه بسوقه بيان متابعة يونس بن يزيد لابن أخي ابن شهاب في رواية هذا الحديث عن ابن شهاب، وفائدتها تقوية السند الأول (قال لكعب الأحبار) هو كعب بن مَاتِع بكسر التاء المثناة فوق وبالعين المهملة الحِمْيَرِي أبو إسحاق الحمصي ثقة مخضرم الحَبْرِ المعروف بكعب الأحبار من مسلمة أهل الكتاب، والأحبار العلماء واحدهم حبر بفتح الحاء وكسرها لغتان أي كعب العلماء كذا قاله ابن قتيبة وغيره، وقال أبو عبيد: سُمي كعب الأحبار لكونه صاحب كتب الأحبار جمع حِبر وهو ما يُكتب به وهو مكسور الحاء، وكان كعب من علماء أهل الكتاب ثم أسلم في خلافة أبي بكر رضي الله عنه وقيل بل في خلافة عمر رضي الله عنه توفي بحمص سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان رضي الله عنه وقد جاوز المائة وهو من فضلاء التابعين روى عن عمر وصهيب، ويروي عنه (خ م د ت س) وأبو هريرة وابن عباس ومعاوية وجماعة من الصحابة والتابعين رضي الله تعالى عنهم أجمعين (إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لكل نبي دعوة) محققة الإجابة (يدعوها) أي يختارها من بين الدعوات ويُعينها بالدعاء بها فتُجاب له لا محالة بمقتضى وعده (فأنا أريد إن شاء الله أن أختبئ) وأدخر (دعوتي) وأجعلها (شفاعة لأمتي يوم القيامة فقال كعب لأبي هريرة) أ (أنت) بتقدير همزة الاستفهام (سمعت) يا أبا هريرة (هذا) الحديث (من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو هريرة نعم) سمعته منه صلى الله عليه وسلم.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله المتابعة رابعًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:

(388)

- (00)(00)(حدثنا أبو بكر) عبد الله بن محمد (بن أبي شيبة) العبسي الكوفي ثقة ثبت من العاشرة (وأبو كريب) محمد بن العلاء بن كريب الهمداني الكوفي ثقة من العاشرة، وأتى بقوله (واللفظ) الآتي (لأبي كريب) تورعًا من الكذب على أبي

ص: 90

قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوَيةَ عَنِ الأعمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لِكُل نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ، فَتَعَجَّلَ كُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ. وَإِنِّي اخْتَبَأتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. فَهِيَ نَائِلَةٌ، إِنْ شَاءَ اللهُ، مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ باللهِ شَيئًا"

ــ

بكر (قالا) أي قال كل من أبي بكر وأبي كريب (حدثنا أبو معاوية) محمد بن خازم الضرير التميمي الكوفي ثقة ثبت من التاسعة (عن الأعمش) سليمان بن مهران الكاهلي مولاهم أبي محمد الكوفي ثقة من الخامسة (عن أبي صالح) ذكوان السمان المدني ثقة ثبت من الثالثة (عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم كوفيون واثنان مدنيان، وغرضه بسوقه بيان متابعة أبي صالح لأبي سلمة بن عبد الرحمن في رواية هذا الحديث عن أبي هريرة، وفائدتها بيان كثرة طرقه، وكرر متن الحديث لما في هذه الرواية من الزيادة التي لا تقبل الفصل (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة مستجابة) أي مُجابة فالسين والتاء زائدتان، يقال أجاب واستجاب قال الشاعر:

فلم يستجبه عند ذاك مُجيب

أي لم يُجبه، والمعنى أنهم عليهم السلام لهم دعوة في أممهم هم على يقين في إجابتها بما أعلمهم الله تعالى ثم خيَّرهم في تعيينها وما عداها من دعواتهم يرجون إجابتها ليسوا على يقين في إجابتها كما مر (فتعجل) في الدنيا أي فاستعجل (كل نبي دعوته) التي وُعد إجابتها بتعيينها لربه وسؤالها إياه (وإني اختبأتُ) وادخرت (دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فهي) أي فتلك الدعوة المدخرة لي (نائلة) أي شاملة (إن شاء الله) تعالى شمولها، أتى بالمشيئة امتثالًا لقوله تعالى:{وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} (من مات من أمتي) أي عامة جميع من مات من أمتي حالة كونه (لا يشرك باله شيئًا) من المخلوق، قال النواوي: وفي هذا الحديث دلالة لمذهب أهل الحق على أن كل من مات غير مشرك بالله تعالى لم يخلد في النار وإن كان مُصِرًّا على الكبائر وقد تقدمت دلائله وبيانه في مواضع كثيرة. اهـ. قال في المفهم: وقوله (فهي نائلة) أصله من نال الشيء إذا ظفر به وحصل عليه ودخول الاستثناء هنا بقوله (إن شاء الله) نظير دخوله في قوله {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ} وسيأتي

ص: 91

389 -

(00)(00) حدَّثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عُمَارَةَ (وَهُوَ ابْنُ الْقَعْقَاعِ) عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لِكُل نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ يَدْعُو بِهَا، فَيُسْتَجَابُ لَهُ فَيُؤْتَاهَا. وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

390 -

(00)(00) حدَّثنا عُبَيدُ اللهِ بْنُ مَعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي،

ــ

القول فيه عند قوله صلى الله عليه وسلم: (وإنا إن شاء الله بكم لاحقون)، ثم ذكر المؤلف المتابعة خامسًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:

(389)

- (00)(00)(حدثنا قتيبة بن سعيد) بن جميل بن طريف الثقفي مولاهم أبو رجاء البغلاني ثقة من (10) مات سنة (240) روى عنه في (7) أبواب تقريبًا، قال (حدثنا جرير) بن عبد الحميد بن قُرْطٍ الضبي الكوفي ثقة من (8) مات سنة (188) روى عنه في (16) بابًا تقريبًا (عن عُمارة) بن القعقاع بن شُبْرُمة الضبي الكوفي ثقة من (6) روى عنه في (5) أبواب تقريبًا، وأتى بقوله (وهو ابن القعقاع) إشارةً إلى أن هذه النسبة لم يسمعها من شيخه كما مر مرارًا (عن أبي زرعة) هَرم بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي ثقة من (3) روى عنه في (2)(عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم كوفيون وواحد مدني وواحد بغلاني، وغرضه بسوقه بيان متابعة أبي زرعة لأبي سلمة بن عبد الرحمن في رواية هذا الحديث عن أبي هريرة، وفائدتها بيان كثرة طرقه، وكرر متن الحديث لما بين الروايتين من المخالفة (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها فيُستجاب له) فيها (فيؤتاها) أي فيُؤتى ذلك النبي مسؤول تلك الدعوة ويعطاها (وإني اختبأت) وادخرت (دعوتي) عند الله تعالى لتكون (شفاعة لأمتي يوم القيامة) ولذلك كنت أكثر الأنبياء شفاعة يوم القيامة، ثم ذكر المؤلف المتابعة سادسًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:

(390)

- (00)(00)(حدثنا عبيد الله بن معاذ) بن معاذ بن نصر بن حسان (العنبري) أبو عمرو البصري ثقة حافظ من (10) مات سنة (237) روى عن أبيه فقط في الإيمان وفي غيره قال (حدثنا أبي) معاذ بن معاذ التميمي العنبري أبو المثنى البصري، قال القطان: ما بالبصرة ولا بالكوفة ولا بالحجاز أثبت من معاذ بن معاذ، وقال في

ص: 92

حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدٍ - (وَهُوَ ابْنُ زِيَادٍ) قَال: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيرَةَ يَقُولُ: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لِكُل نَبِيٍّ دَعْوَةٌ دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ فَاسْتُجِيبَ لَهُ.

وَإِنِّي أُرِيدُ إِنْ شَاءَ اللهُ، أنْ أُؤَخِّرَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

391 -

(177)(13) حدّثني أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ

ــ

التقريب: ثقة متقن من (9) مات سنة (196) روى عنه في (10) أبواب تقريبًا، قال (حدثنا شعبة) بن الحجاج بن الورد العتكي مولاهم أبو بسطام البصري ثقة حافظ متقن من (7) مات سنة (160) روى عنه في (30) بابًا تقريبًا (عن محمد) بن زياد القرشي الجُمَحيِّ مولاهم مولى عثمان بن مظعون، ويقال مولى قدامة بن مظعون أبي الحارث البصري روى عن أبي هريرة في الإيمان والصلاة والزكاة وغيرها، وعبد الله بن الزبير في الفتن، وعن عائشة وابن عمر وغيرهم، ويروي عنه (ع) وشعبة والربيع بن مسلم والحَمَّادان ويونس بن عبيد وغيرهم، وثقه أحمد وابن معين والنسائي، وقال في التقريب: ثقة ثبت ربما أرسل من الثالثة، وأتى بجملة (وهو ابن زياد) إيضاحًا للراوي وإشعارًا بأن هذه النسبة لم يسمعها من شيخه بل مما زادها من عند نفسه لغرض الإيضاح.

(قال) محمد بن زياد (سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا السند من خماسياته رجاله كلهم بصريون إلا أبا هريرة فإنه مدني، وغرضه بسوقه بيان متابعة محمد بن زياد لمن روى عن أبي هريرة في رواية هذا الحديث عنه، وكرر متن الحديث لما فيها من المخالفة للروايات السابقة.

(لكل نبي دعوة دعا بها في أمته فاستجيب له) في الدنيا كدعوة نوح عليه السلام استجيب له بالطوفان (وإني أُريد) وأقصد (إن شاء الله أن أؤخر) بصيغة المبني للفاعل المسند لضمير المتكلم وهو مِنْ أَخَّرَ المضعَّف الهمزةُ الأولى فيه همزة المضارعة والثانية فَاء الكلمةِ، أي أَدَّخِرُ (دعوتي) عند الله تعالى لتكون (شفاعة لأمتي يوم القيامة) إن شاء الله تعالى. ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه فقال:

(391)

- (177)(13)(حدثني أبو غسان) مالك بن عبد الواحد (المِسْمَعِي) بكسر الميم الأولى وفتح الثانية بينهما مهملة ساكنة البصري ثقة من (10) مات سنة (230) روى عنه في (9) أبواب (ومحمد بن المثنى) بن عبيد بن قيس العنزي أبو موسى البصري

ص: 93

بَشَّارٍ حَدَّثَانَا -وَاللَّفْظُ لأَبِي غَسَّانَ- قَالُوا: حَدَّثَنَا مُعَاذٌ -يَعْنُونَ ابْنَ هِشَامٍ- قَال: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ. حَدَّثَنَا أَنس بْنُ مَالِكٍ؛ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ دَعَاهَا لأمَّتِهِ. وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةٌ لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ"

ــ

ثقة من (10) مات سنة (252) روى عنه في (14) بابًا (و) محمد (بن بشار) بن عثمان العبدي أبو بكر البصري ثقة من (15) مات سنة (252) روى عنه في (13) بابا، وقوله ومحمد بن المثنى مبتدأ، وابن بشار معطوف عليه، وجملة قوله (حدَّثانا) بألف الفاعل وضمير المفعول خبر المبتدأ أي حدث لنا كل من الشيخين معنى الحديث الآتي، والجملة الاسمية معطوفة على جملة قوله حدثني أبو غسان، وجملة قوله (واللفظ لأبي غسان) أتى بها تورعًا من الكذب على الشيخين. وعبارة السنوسي هنا قوله (حدثانا) بألف الاثنين ونون المتكلمين خبر عن قوله محمد بن المثنى وابن بشار وإنما لم يعطفهما على أبي غسان لشدة احتياطه وإتقانه رحمه الله تعالى لأن أبا غسان سمع منه وحده ولهذا قال: حدثني وهذان سمع منهما مع غيره فلهذا قال: حدثانا، فقوله محمد بن المثنى مبتدأ لا معطوف على أبي غسان فتنبه لهذه اللطيفة. اهـ منه. وجملة قوله (قالوا) أي قال كل من أبي كسان ومحمد بن المثنى ومحمد بن بشار مستأنفة أي قال كل من الثلاثة (حدثنا معاذ) بن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي البصري صدوق من التاسعة مات سنة (200) روى عنه في (4) أبواب تقريبًا، وأتى بالعناية في قوله (يعنون) أي يعني كل من مشايخي الثلاثة بمعاذ معاذ (بن هشام) إشعارًا بأن هذه النسبة من زيادته إيضاحًا للراوي وتورعًا من الكذب على مشايخه (قال) معاذ (حدثني أبي) هشام بن سنبر الدستوائي، ثقة ثبت من (7) مات سنة (154) روى عنه في (7) أبواب تقريبًا (عن قتادة) بن دعامة السدوسي أبي الخطاب البصري الأكمه، ثقة ثبت مُفسِّر مدلس من (4) مات سنة (117) روى عنه في (25) بابا، قال (حدثنا أنس بن مالك) الأنصاري البصري.

وهذا السند من خماسياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم بصريون، (أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لكل نبي دعوة) محققة الإجابة (دعاها لأمته) أي على أمته (وإني) قد (اختبأت) أي خَبَّأْتُ وادخرت عند الله سبحانه، وافتعل هنا بمعنى فَعَّلَ المُضعَّف (دعوتي) لتكون (شفاعة لأمتي يوم القيامة) وحديث أنس هذا انفرد به الإمام مسلم عن أصحاب الأمهات وغيرهم.

ص: 94

392 -

(00)(00) (وَحَدَّثنِيهِ زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ وَابْنُ أَبِي خَلَفٍ. قَالا: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ.

393 -

(00)(00) وَحَدَّثنَاه أَبُو كُرَيبٍ،

ــ

ثم ذكر المؤلف رحمه الله المتابعة في حديث أنس رضي الله عنه فقال:

(392)

- (00)(00)(وحدثنيه زهير بن حرب) بن شداد الحرشي أبو خيثمة النسائي ثقة من العاشرة (و) محمد بن أحمد (بن أبي خلف) السُّلمي مولاهم أبو عبد الله البغدادي القطيعي بفتح القاف نسبة إلى محلة ببغداد تُدعى قطيعة، روى عن روح بن عبادة في الإيمان والصوم والحج وغيرها، وموسى بن داود في الصلاة، وزكريا بن عدي في الزكاة وغيرها، وإسحاق بن يوسف في الصوم، ومنصور بن سلمة الخزاعي في البيوع، ومَعْنِ بن عيسى في الصيد، ويحيى بن أبي بكير في اللباس والقَدَر، وجملة الأبواب التي روى عنه فيها تسعة، ويروي عنه (م د) والسَّرَّاج وطائفة، ثقة من العاشرة مات سنة سبع وثلاثين ومائتين (237) وله سبع وستون سنة ووُلد في سنة سبعين ومائة واسم أبي خلف محمد مولى بني سليم.

وفائدة هذه المقارنة بيان كثرة طرقه (قالا) أي قال كل من زهير وابن أبي خلف (حدثنا روح) بن عبادة بن العلاء القيسي أبو محمد البصري، ثقة فاضل له تصانيف من التاسعة مات سنة (207) روى عنه في (14) بابًا، قال (حدثنا شعبة) بن الحجاج بن الورد العتكي مولاهم أبو بسطام البصري، ثقة متقن من (7) روى عنه في (30) بابا (عن قتادة) بن دعامة السدوسي أبي الخطاب البصري، وقوله (بهذا الإسناد) متعلق بحديث شعبة لأنه العامل في المتابع أي حدثنا شعبة عن قتادة بهذا الإسناد أي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث هشام عن قتادة، وهذا السند من خماسياته رجاله أربعة منهم بصريون وواحد إما نسائي أو بغدادي، وغرضه بسوقه بيان متابعة شعبة لهشام الدستوائي في رواية هذا الحديث عن قتادة، وفائدتها بيان كثرة طرقه.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أنس رضي الله عنه فقال:

(393)

- (00)(00)(وحدثناه) أي حدثنا هذا الحديث يعني حديث أنس وفي بعض النسخ (ح وحدثنا) بحاء التحويل وحَذْفِ الضمير والأولى أوضح وأَوْلَى لأن المقام ليس مقام التحويل لأنه بداية سند المتابعة، (أبو كريب) محمد بن العلاء الهمداني

ص: 95

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ. ح وَحَدَّثَنِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، جَمِيعًا عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. غَيرَ أَنَّ فِي حَدِيثِ وَكِيعٍ قَال: قَال: "أُعْطِيَ" وَفِي حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

ــ

الكوفي قال (حدثنا وكيع) بن الجراح بن مليح الرؤاسيُّ أبو سفيان الكوفي ثقة حافظ من (9) مات سنة (196) روى عنه في (19) بابًا تقريبًا (ح) أي حول المؤلف السند (و) قال (حدثنيه) أي حدثني الحديث المذكور يعني حديث أنس بن مالك (إبراهيم بن سعيد الجوهري) الطبري أبو إسحاق البغدادي ثقة حافظ من (10) مات سنة (249) روى عنه في (3) أبواب قال (حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة الهاشمي مولاهم الكوفي مشهور بكنيته ثقة ثبت ربما دلس من (9) مات سنة (101) روى عنه في (17) بابا، وفائدة التحويل بيان اختلاف شيخي شيخيه وإن كان شيخهما واحدًا وقوله (جميعًا) حال من وكيع وأبي أسامة أي حالة كونهما مجتمعَينِ أي مُتَّفِقَينِ في الرواية (عن مِسْعَرِ) بن كِدَام الهلالي أبي سلمة الكوفي ثقة ثبت فاضل من (7) مات سنة (153) روى عنه في (9) أبواب (عن قتادة) بن دعامة البصري وقوله (بهذا الإسناد) متعلق بما علم في المتابع وهو مسعر أي روى مسعر عن قتادة بهذا الإسناد يعني عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذان السندان من خماسياته الأول منهما رجاله ثلاثة منهم كوفيون واثنان بصريان والثاني منهما رجاله اثنان منهم كوفيان واثنان بصريان وواحد بغدادي، وغرضه بسوقهما بيان متابعة مسعر لهشام الدستوائي في رواية هذا الحديث عن قتادة وفائدتها بيان كثرة طرقه (غير أن في حديث وكيع) وروايته عن مسعر (قال) أنس (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (أُعطي) كل نبي دعوة دعاها لأمته الحديث بصيغة تدل على السماع (وفي حديث أبي أسامة) وروايته عن مسعر عن أنس (عن النبي صلى الله عليه وسلم بصيغة العنعنة، وفي هامش بعض المتون قوله غير أن حديث وكيع

إلخ يعني أن روايتهم اختلفت في كيفية لفظ أنس ففي الأول أن النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية وكيع قال النبي صلى الله عليه وسلم أُعطي لكل نبي دعوة، وفي رواية أبي أسامة عن النبي صلى الله عليه وسلم، واختلف متن الحديث أيضًا في رواية وكيع.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث أنس رضي الله عنه فقال:

ص: 96

394 -

(00)(00) وحدّثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ عَنْ أبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ؛ أن نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال

فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ.

395 -

(178)(14) وحدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَلَفٍ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيجٍ. قَال: أَخبَرَنِي أَبُو الزُّبَيرِ؛ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ قَدْ

ــ

(394)

- (00)(00)(وحدثني محمد بن عبد الأعلى) القيسي أبو عبد الله الصنعاني ثم البصري روى عن المعتمر بن سليمان في الإيمان والبيوع وغيرهما، ويزيد بن زريع وعثام بن علي وابن عيينة ومعتمر، ويروي عنه (م ت س ق) وابن خزيمة وابن بُجير، وثقه أبو حاتم وأبو زرعة، وقال في التقريب: ثقة من العاشرة مات سنة (245) خمس وأربعين ومائتين روى عنه في (3) أبواب، قال (حدثنا المعتمر) بن سليمان بن طرخان التيمي أبو محمد البصري ثقة من (9) مات سنة (187) روى عنه في (10) أبواب (عن أبيه) سليمان بن طرخان التيمي نزل في التيم فنُسب إليهم أبي المعتمر البصري ثقة من (4) مات سنة (143) روى عنه في (13) بابا (عن أنس) بن مالك، وهذا السندُ من رباعياته ومن لطائفه أن رجاله كلهم بصريون، وغرضه بسوقه بيان متابعة سليمان بن طرخان لقتادة في رواية هذا الحديث عن أنس، وفائدتها بيان كثرة طرقه (أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال فذكر) سليمان بن طرخان (نحو حديث قتادة عن أنس) رضي الله عنه ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة ثانيًا بحديث جابر رضي الله عنهما فقال:

(395)

- (178)(14)(وحدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف) اسمه محمد مولى بني سليم السلمي أبو عبد الله البغدادي ثقة من (10) مات سنة (237) روى عنه في (9) أبواب، قال (حدثنا روح) بن عبادة بن العلاء القيسي البصري من (9) قال (حدثنا) عبد الملك بن عبد العزيز (بن جريج) الأموي مولاهم أبو الوليد المكي ثقة فقيه يدلس ويرسل من السادسة مات سنة (150) خمسين ومائة، روى عنه في (16) بابًا تقريبًا (قال) ابن جريج (أخبرني أبو الزبير) محمد بن مسلم بن تَدْرُس الأسدي مولاهم المكي صدوق يدلس من الرابعة مات سنة (126) روى عنه في (9) أبواب (أنه سمع جابر بن عبد الله يقول) ويروي (عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله (لكل نبي دعوة) محققة الإجابة (قد

ص: 97

دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ. وَخَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ"

ــ

دعا بها) أَي بتلك الدعوة (في أمته وخبأت) أنا (دعوتي) وأخرتها لتكون (شفاعة لأمتي يوم القيامة).

وهذا السند من خماسياته رجاله اثنان منهم مكيان وواحد مدني وواحد بصري وواحد بغدادي وحديث جابر هذا انفرد به الإمام مسلم، وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب ثلاثة أحاديث.

الأول حديث أبي هريرة ذكره للاستدلال به على الترجمة وذكر فيه ست متابعات.

والثاني حديث أنس وذكره للاستشهاد به لحديث أبي هريرة وذكر فيه ثلاث متابعات.

والثالث حديث جابر وذكره للاستشهاد أيضًا ولم يذكر فيه متابعةً. والله سبحانه وتعالى أعلم.

***

ص: 98