المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌112 - (17) باب كم يدخل الجنة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بغير حساب ولا عذاب - الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج - جـ ٥

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌96 - (1) باب: آخر أهل النار خروجًا منها

- ‌97 - (2) باب آخر أهل الجنة دخولًا الجنة

- ‌98 - (3) باب: أدنى أهل الجنة منزلة فيها

- ‌99 - (4) باب عرض صغار الذنوب على العبد وإقراره بها وتبديل كل سيئة منها بحسنة

- ‌100 - (5) باب انطفاء نور المنافقين على الصراط ونجاة المؤمنين على اختلاف أحوالهم والإذن في الشفاعة وإخراج من قال لا إله إلا الله من النار

- ‌101 - (6) باب ما خُصَّ به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الشفاعة العامة لأهل المحشر (المسماة بالشفاعة العظمى)

- ‌102 - (7) باب: كون النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الأنبياء أتباعًا وأولهم شفاعة وكونه أول من تفتح له الجنة منهم

- ‌103 - (8) باب: اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوته شفاعة لأمته

- ‌104 - (9) باب: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وبكائه شفقة عليهم

- ‌105 - (10) باب: أن من أشرك بالله وعبد الأوثان من أهل الفترة يدخل النار مخلدًا فيها لا تنفعه شفاعة شافع ولا قرابة مُقرب

- ‌106 - (11) باب: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإنذار عشيرته الأقربين وأنه لا ينفعهم إذا ماتوا على الشرك

- ‌107 - (12) باب: صعود النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا وقوله لعشيرته الأقربين: سلوني من مالي ما شئتم ولا أملك لكم من اللَّه شيئًا

- ‌108 - (13) باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب في التخفيف عنه

- ‌109 - (14) باب أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة

- ‌110 - (15) باب من لم يؤمن لن ينفعه عمل صالح في الآخرة

- ‌111 - (16) باب موالاة المؤمنين ومقاطعة غيرهم والبراءة منهم

- ‌112 - (17) باب كم يدخل الجنة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بغير حساب ولا عذاب

- ‌(تتمة في مباحث تتعلق بهذا الحديث)

- ‌113 - (18) باب أمة محمد صلى الله عليه وسلم نصف أهل الجنة

- ‌ كتاب الطهارة

- ‌114 - (19) (1) باب فضل الوضوء

- ‌115 - (20) - (2) باب في بيان صفة الوضوء الكامل (أي كيفيته)

- ‌116 - (21) (3) باب فضل الوضوء والصلاة عقبه

- ‌117 - (22) (4) باب إذا أحسن الرجل وضوءه وصلاته بخشوعها وركوعها وسائر أركانها تكون كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يرتكب كبيرة

- ‌118 - (23) (5) باب كون صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة

- ‌119 - (24) (6) باب حجة من قال يثلث مسح الرأس كما يثلث كسل سائر الأعضاء

- ‌120 - (25) (7) باب من أتم وضوءه كما أمره الله تعالى فالصلوات المكتوبات كفارات لما بينهن

- ‌121 - (26) (8) باب من أحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد فصلى مع الجماعة غُفر له

- ‌122 - (27) (9) بابٌ الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر

- ‌123 - (28) (10) باب الذكر المستحب عقب الوضوء

- ‌124 - (29) (11) باب وضوء النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌125 - (30) (12) باب الإيتار في الاستجمار والاستنثار

- ‌126 - (31) (13) باب وعيد من لم يسبغ الوضوء

- ‌127 - (32) (14) باب وجوب استيعاب محل الفرض بالطهارة

- ‌128 - (33) (15) باب خروج الخطايا مع ماء الوضوء

- ‌129 - (34) (16) باب استحباب إطالة الغُرَّة والتحجيل في الوضوء

- ‌130 - (35) (17) باب بيان سيما أمته صلى الله عليه وسلم حين ورودهم عليه على الحوض وبيان قدر الحوض وصفته وبيان ذود رجال من أمته عنه

- ‌131 - (36) (18) باب بلوغ حلية المؤمن حيث يبلغ الوضوء

- ‌132 - (37) (19) باب فضل إسباغ الوضوء مع المكاره

- ‌133 - (38) (20) باب السواك

- ‌[تتمة]

- ‌134 - (39) (21) باب خصال الفطرة والتوقيت فيها

- ‌(فصل في مباحث خصال الفطرة العشرة)

- ‌135 - (40) (22) باب الاستنجاء والنهي عن استقبال القبلة واستدبارها ببول أو غائط وعن الاستنجاء بروث أو عظم وعن الاستنجاء باليمين

- ‌136 - (41) (23) باب ما جاء من الرخصة في ذلك

- ‌137 - (42) (24) باب النهي عن التمسح باليمين من الخلاء وعن التنفس في الإناء عند الشرب

- ‌138 - (43) (25) باب التيمن في الطهور وغيره

- ‌139 - (44) (26) باب النهي عن التخلي في الطرق والظلال

- ‌140 - (45) (27) باب حمل الإداوة والعَنَزَة مع الإمام والأمراء ليستنجي بمائها

- ‌141 - (45) (28) باب المسح على الخفين

الفصل: ‌112 - (17) باب كم يدخل الجنة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بغير حساب ولا عذاب

‌112 - (17) باب كم يدخل الجنة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بغير حساب ولا عذاب

417 -

(194)(30) حدَّثنا عَبْدُ الرحمنِ بْنُ سَلامِ بْنِ عُبَيدِ الله الْجُمَحِي، حَدَّثَنَا الربِيعُ، يَعْنِي ابنَ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمدِ بْنِ زِيادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَال: "يَدْخُلُ مِنْ أُمتِي الْجَنةَ سَبعُونَ أَلْفا بِغَيرِ حِسَابٍ

ــ

112 -

(17) باب كم يدخل الجنة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بغير حساب ولا عذاب

أي هذا باب معقود في ذكر الأحاديث التي تكون جوابًا لاستفهام قولك أي عدد يدخل الجنة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بغير محاسبة على أعمالهم ولا سبق عذاب لهم، فكم هنا استفهامية وهي التي تكون بمعنى أي عدد بخلاف الخبرية وهي التي تكون بمعنى عددٍ كثير كما بسطنا الكلام عليه في كتابنا نزهة الألباب على ملحة الإعراب بما لا مزيد عليه فراجعه إن شئت.

417 -

(194)(30)(حدثنا عبد الرحمن بن سلَّام) بتشديد اللام (بن عبيد الله) مصغرًا بن سالم القرشي (الجمحي) مولاهم أبو حرب البصري، روى عن الربيع بن مسلم في الإيمان والصلاة وغيرهما، وحماد بن سلمة، ويروي عنه (م) صدوق من العاشرة مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين (231) روى عنه في (3) أبواب، قال (حدثنا الربيع) وأتى بقوله (يعني ابن مسلم) إشعارًا بأن هذه النسبة من زيادته القرشي الجمحي أبو بكر البصري روى عن محمد بن زياد في الإيمان والوضوء والصلاة وغيرها، والحسن ويروي عنه (م د ت س) وعبد الرحمن بن سلام، وعبد الرحمن بن بكر بن الربيع ابن ابنه، ويزيد بن هارون، ويحيى القطان، وابن المبارك، وقال في التقريب: ثقة من الرابعة مات سنة (167)(عن محمد بن زياد) الجمحي مولاهم أبي الحارث المدني ثقة ثبت ربما أرسل من الثالثة، روى عنه في خمسة أبواب (عن أبي هريرة) عبد الرحمن بن صخر الدوسي المدني، وهذا السند من رباعياته رجاله اثنان منهم مدنيان واثنان بصريان (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفًا بغبر حساب) أي بغير محاسبة على أعمالهم ولا سَبْقِ عذاب، قال الأبي: والأظهر أن السبعين ألفًا حقيقة لا كناية عن كثرة العدد لقوله في الحديث الآخر مع

ص: 137

فَقَال رَجُلٌ: يَا رَسُولَ الله، ادع اللهَ أَن يَجعَلَنِي مِنهُم. قَال: اللهُم اجعلهُ مِنهم ثُم قَامَ آخَرُ. فَقَال: يَا رَسُولَ الله، ادْعُ اللهَ أَن يجعَلَنِي مِنهم. قَال: سَبَقَكَ بِهَا عُكاشَةُ"

ــ

كل واحد سبعون (فقال رجل) من الحاضرين (يا رسول الله ادع الله) لي (أن يجعلني منهم) أي من أولئك السبعين (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم اجعله) أي اجعل هذا الرجل القائل (منهم) أي من أولئك السبعين والرجل هو عُكَاشة بن محصن (ثم قام) رجل (آخر فقال يا رسول الله ادع الله) لي (أن يجعلني منهم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (سبقك بها) أي بهذه الدعوة (عكاشة) بن محصن بضم العين وتشديد الكاف وتخفيفها لغتان مشهورتان ذكرهما جماعة من العلماء منهم ثعلب والجوهري وآخرون، وقال صاحب المطالع: التشديد أكثر وأما محصن فبكسر الميم وفتح الصاد، وفي الأبي قال السهيلي: وعكاشة من عكش على القوم إذا حمل عليهم وقيل من العُكَّاشة وهي العنكبوت، قال القرطبي: وقد يكون من عكاشة بالتخفيف اسم لبيت النمل أو من عَكَشَ الشَعر إذا التوى.

وعكاشة هذا من أفاضل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وفيه قال صلى الله عليه وسلم:(منا خير فارس في العرب، قيل: ومن هو؟ قال: عُكَاشَة بن محصن) وله ببدر المقام المشهور ضرب بسيفه حتى انقطع فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم جَزْلَ حطب فهزه فعاد سيفًا فقاتل حتى وقع الفتح وكان ذلك السيف يُسمى العون ولم يزل يشهد به المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقي عنده حتى قُتل في جهاد المرتدين وهو عنده، ولرغبته رضي الله عنه فيما عند الله تعالى سبق غيره من الصحابة. قال القاضي عياض: قيل إن الرجل الثاني لم يكن يستحق تلك المنزلة ولا كان بصفة أهلها بخلاف عكاشة، وقيل بل كان منافقًا فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بكلام محتمل ولم ير صلى الله عليه وسلم التصريح له بأنك لست منهم لما كان صلى الله عليه وسلم عليه من حسن العُشرة، وقيل قد يكون سبق عكاشة بوحي أن يُجاب فيه ولم يحصل ذلك للآخر، قلت: وقد ذكر الخطيب البغدادي في كتابه في الأسماء المبهمة أنه: يقال إن هذا الرجل هو سعد بن عبادة رضي الله عنه فإن صح هذا بطل قول من زعم أنه منافق ويكون سبقك بها عكاشة سدًا لباب أن يقوم كل واحد ويطلب الدعاء، قال

ص: 138

418 -

(00)(00) وحدثنا مُحَمدُ بن بَشارٍ، حَدَّثَنَا محمدُ بْنُ جَعفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعبَةُ، قَال: سَمِعتُ مُحَمدَ بنَ زَيادٍ، قَال: سَمِعتُ ابَا هُرَيرَةَ يَقُولُ: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ

بِمِثلِ حَدِيثِ الربِيعِ.

419 -

(00)(00) حدثني حَرمَلَةُ بن يَحْيَى، أخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَال: أَخبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابنِ شِهَابٍ، قَال:

ــ

النواوي: وهو الأظهر المختار وبطل قول من قال: إن الرجل الآخر منافق، قلت لوجهين: أحدهما: أن الأصل في الصحابة صحة الإيمان فلا يُظن بأحد منهم شيء يقتضي خلاف ذلك الأصل ولا يُسمع ما لا يصح نقله ولا يجوز تقديره، والثاني أنه قَلَّ أن يصدر مثل ذلك السؤال عن منافق إذ ذلك السؤال يقتضي تصديقًا صحيحًا ويقينًا ثابتًا، والله سبحانه وتعالى أعلم.

وحديث أبي هريرة هذا انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى عَن غيره من أصحاب الأمهات وغيرهم، ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث أبي هريرة فقال:

418 -

(00)(00) وحدثنا محمد بن بشار) العبدي البصري قال (حدثنا محمد بن جعفر) الهذلي البصري قال (حدثنا شعبة) بن الحجاج العتكي البصري (قال) شعبة (سمعت محمد بن زياد) الجمحي المدني (قال) محمد (سمعت أبا هريرة) الدوسي المدني، وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم بصريون واثنان مدنيان، وغرضه بسوقه بيان متابعة شعبة للربيع بن مسلم في رواية هذا الحديث عن محمد بن زياد، وفائدتها تقوية السند الأول لأن شعبة أوثق من الربيع بن مسلم وفيها أيضًا تصريح السماع في موضعين لم يُصرح فيهما في السند الأول، حالة كون أبي هريرة (يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) يدخل من أمتي الجنة .. الحديث، وقوله (بمثل حديث الربيع) متعلق بحدثنا شعبة لأنه العامل في المتابع وهو شعبة.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:

419 -

(00)(00)(حدثني حرملة بن يحيى) التجيبي المصري قال (أخبرنا) عبد الله (بن وهب) بن مسلم القرشي المصري (قال) ابن وهب (أخبرني يونس) بن يزيد الأيلي الأموي (عن) محمد بن مسلم بن عبيد الله (بن شهاب) الزهري المدني (قال) ابن

ص: 139

حَدثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيبِ؛ أَن أَبَا هُرَيرَةَ حَدَّثَهُ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَدْخُلُ مِنْ أمتِي زُمْرَةٌ هُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا. تُضِيءُ وُجُوهُهُمْ إِضَاءَةَ الْقَمَرِ لَيلَةَ الْبَدْرِ".

قَال أَبُو هُرَيرَةَ: فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الأسدِي، يَرْفَعُ نَمِرَةً عَلَيهِ. فَقَال: يَا رَسُولَ الله، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"اللهُم اجْعَلْهُ مِنْهُمْ ثُم قَامَ رَجُلٌ مِنَ الأنصَارِ فقَال: يَا رَسُولَ الله ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: سَبَقَكَ بِهَا عُكاشَةُ"

ــ

شهاب (حدثني سعيد بن المسيب) بن حَزْن القرشي المخزومي المدني (أن أبا هريرة) الدوسي المدني (حدثه) أي حدث لسعيد بن المسيب الحديث الآتي.

وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون واثنان مصريان وواحد شامي، وغرضه بسوقه بيان متابعة سعيد بن المسيب لمحمد بن زياد في رواية هذا الحديث عن أبي هريرة، وفائدتها تقوية السند الأول لأن سعيد بن المسيب أوثق وأوسع من محمد بن زياد وبيان كثرة طرقه، وكرر متن الحديث لما في هذه الرواية من الزيادة التي لا تقبل الفصل.

(قال) أبو هريرة في تحديثه لي (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يدخل من أمتي) الجنة كما هو مذكور في بعض النسخ (زمرة) أي جماعة (هم) أي عددهم (سبعون ألفًا) بلا حساب وهذه الجملة الاسمية صفةٌ أُولى لزمرة وجملة قوله (تضيء وجوههم إضاءة القمر) أي إضاءة كإضاءة القمر (ليلة البدر) أي ليلة أربع عشرة صفة ثانية لها (قال أبو هريرة) بهذا السند المذكور (فقام عكاشة) بوزن رُمانة (بن محصن) بوزن منبر (الأسدي) حالة كونه (يرفع) ويشد (نمرة) أي مئزرة له (عليه) أي على حِقْوه، والنمِرة كساء فيه خطوط بيض وسُود وحُمر كأنها أُخذت من جلد النمر لاشتراكهما في التلون من ألوان، وهي من مآزر الأعراب (فقال) عكاشة معطوف على قام (يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعله منهم) ولقوة يقينه وشدة حرصه على الخير ورغبته فيما عند الله سبحانه سبق عكاشة الصحابة كلهم بقوله ادع الله أن يجعلني منهم (ثم قام رجل) آخر (من الأنصار فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك الرجل (سبقك بها) أي بهذه المقالة (عكاشة) بن محصن، فلما لم يكن عند القائم بعده من تلك الأحوال الشريفة

ص: 140

420 -

(00)(00) وحدّثني حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيوَةُ قَال: حَدثَنِي أَبُو يُونُسَ عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "يَدْخُلُ الْجَنةَ مِنْ أُمتِي سَبْعُونَ أَلْفًا، زُمْرَة وَاحِدَة مِنْهُمْ، عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ".

421 -

(195)(31) حدثنا يَحْيَى بْنُ خَلَفِ الْبَاهِلِي،

ــ

ما كان عند عكاشة قال له سبقك بها عكاشة، وأيضًا فَلِئَلَّا يطلب كل من هنالك ما طلبه عكاشة والرجل ويتسلسل الأمر فسدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الباب بما قال لعكاشة، وهذا أولى من قول من قال إن ذلك الرجل كان منافقًا كما مر.

وهذه الرواية من حديث أبي هريرة شارك المؤلف فيها البخاري رواها في الرقاق والنسائي أيضًا، ثم ذكر المؤلف المتابعة ثالثًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:

420 -

(00)(00)(وحدثني حرملة بن يحيى) التجيبي المصري قال (حدثني عبد الله بن وهب) بن مسلم القرشي المصري، قال (أخبرني حيوة) بن شريح بن صفوان التجيبي أبو زرعة المصري أحد الأئمة الأعلام ثقة ثبت فقيه من السابعة مات سنة (159) روى عنه في (7) أبواب (قال) حيوة (حدثني أبو يونس) سليم بن جبير بالتصغير فيهما الدوسي مولى أبي هريرة المصري ثقة من الثالثة مات سنة (123) روى عنه في (4) أبواب (عن أبي هريرة) الدوسي المدني.

وهذا السند من خماسياته ومن لطائفه أن رجاله كلهم مصريون إلا أبا هريرة فإنه مدني، وغرضه بسوقه بيان متابعة أبي يونس لسعيد بن المسيب في رواية هذا الحديث عن أبي هريرة، وفائدتها بيان كثرة طرقه، وكرر متن الحديث لما بين الروايتين من المخالفة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفًا) بلا حساب ولا عذاب بدليل الرواية الأخرى (زمرة واحدة) مبتدأ سوغ الابتداء بالنكرة وصفها بما بعدها، والزمرة الجماعة في تفرقة بعضها في إثر بعض (منهم) أي من أولئك السبعين كائنة (على صورة القمر) ليلة أربع عشرة في الاستعارة.

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة رضي الله عنه بحديث عمران بن حصين رضي الله عنه فقال:

421 -

(195)(31)(حدثنا يحيى بن خلف الباهلي) أبو سلمة البصري المعروف

ص: 141

حَدَّثَنَا الْمُعتَمِرُ عَنْ هِشَام بنِ حَسَّانَ، عَن مُحَمد -يَعْنِي ابنَ سِيرِينَ- قَال: حَدثَنِي عِمْرَانُ قَال: قَال نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بَغَيرِ حِسَابٍ قَالُوا: وَمَن هُمْ يَا رَسُولَ الله؟ قَال: هُمُ الذِينَ لَا يَكتَوُونَ وَلَا يَسْتَرْقُونَ

ــ

بالجُوبَارِي بجيم مضمومة وواو ساكنة ثم موحدة روى عن المعتمر في الإيمان وعبد الأعلى في النذور والطب وبشر بن المفضل وعبد الوهاب الثقفي وغيرهم ويروي عنه (م د ت ق) وأبو بكر بن أبي عاصم وأبو بكر البزار وغيرهم، وثقه ابن حبان، وقال في التقريب: صدوق من العاشرة مات سنة (242) مائتين واثنتين وأربعين، روى عنه في ثلاثة أبواب تقريبًا كما بيناها، قال (حدثنا المعتمر) بن سليمان بن طرخان التيمي أبو محمد البصري ثقة من التاسعة مات سنة (187) روى عنه في (10) أبواب (عن هشام بن حسان) الأزدي القُرْدُوسِي نسبة إلى القراديس بطن من الأزد نزلوا البصرة ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال من السادسة مات سنة (148) روى عنه في (7) أبواب (عن محمد) بن سيرين الأنصاري مولاهم مولى أنس بن مالك أبي بكر البصري ثقة ثبت عابد من الثالثة مات سنة (110) عشر ومائة روى عنه في (16) بابا وأتى بالعناية في قوله (يعني ابن سيرين) إشعارًا بأن هذه النسبة من زيادته إيضاحًا للراوي (قال) محمد (حدثني عمران) بن حصين بن عبيد الخزاعي أبو نجيد مصغرًا البصري أسلم عام خيبر له مائة وثلاثون حديثًا (130) وكان من علماء الصحابة مات سنة اثنتين وخمسين (52) بالبصرة (قال) عمران (قال نبي الله صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفًا بغير حساب) أي من غير محاسبة على أعمالهم (قالوا) أي قال الحاضرون من الصحابة (ومن هم) أي ومن أولئك السبعون (يا رسول الله قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (هم) أي أولئك السبعون الذين ليس عليهم حساب هم (الذين لا يكتوون) أي لا يحرقون أبدانهم بحديدة محماة طلبًا للشفاء من الأمراض من الاكتواء، وهو استعمال الكي في البدن وهو إحراق الجلد بالمكواة، وفي بعض هامش المتون والاكتواء استعمال الكي في البدن وهو إحراق الجلد بحديدة محماة وكان الكي علاجًا معروفًا عندهم في كثير من الأمراض ويرون أن يحسم الداء ثم نهوا عنه في الحديث راجع في صحيح البخاري في باب الطب.

(ولا يسترقون) أي ولا يطلبون الرقية بالقراءة أي لا يقرؤون على أبدانهم بأسماء

ص: 142