المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌113 - (18) باب أمة محمد صلى الله عليه وسلم نصف أهل الجنة - الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج - جـ ٥

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌96 - (1) باب: آخر أهل النار خروجًا منها

- ‌97 - (2) باب آخر أهل الجنة دخولًا الجنة

- ‌98 - (3) باب: أدنى أهل الجنة منزلة فيها

- ‌99 - (4) باب عرض صغار الذنوب على العبد وإقراره بها وتبديل كل سيئة منها بحسنة

- ‌100 - (5) باب انطفاء نور المنافقين على الصراط ونجاة المؤمنين على اختلاف أحوالهم والإذن في الشفاعة وإخراج من قال لا إله إلا الله من النار

- ‌101 - (6) باب ما خُصَّ به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الشفاعة العامة لأهل المحشر (المسماة بالشفاعة العظمى)

- ‌102 - (7) باب: كون النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الأنبياء أتباعًا وأولهم شفاعة وكونه أول من تفتح له الجنة منهم

- ‌103 - (8) باب: اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوته شفاعة لأمته

- ‌104 - (9) باب: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وبكائه شفقة عليهم

- ‌105 - (10) باب: أن من أشرك بالله وعبد الأوثان من أهل الفترة يدخل النار مخلدًا فيها لا تنفعه شفاعة شافع ولا قرابة مُقرب

- ‌106 - (11) باب: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإنذار عشيرته الأقربين وأنه لا ينفعهم إذا ماتوا على الشرك

- ‌107 - (12) باب: صعود النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا وقوله لعشيرته الأقربين: سلوني من مالي ما شئتم ولا أملك لكم من اللَّه شيئًا

- ‌108 - (13) باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب في التخفيف عنه

- ‌109 - (14) باب أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة

- ‌110 - (15) باب من لم يؤمن لن ينفعه عمل صالح في الآخرة

- ‌111 - (16) باب موالاة المؤمنين ومقاطعة غيرهم والبراءة منهم

- ‌112 - (17) باب كم يدخل الجنة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بغير حساب ولا عذاب

- ‌(تتمة في مباحث تتعلق بهذا الحديث)

- ‌113 - (18) باب أمة محمد صلى الله عليه وسلم نصف أهل الجنة

- ‌ كتاب الطهارة

- ‌114 - (19) (1) باب فضل الوضوء

- ‌115 - (20) - (2) باب في بيان صفة الوضوء الكامل (أي كيفيته)

- ‌116 - (21) (3) باب فضل الوضوء والصلاة عقبه

- ‌117 - (22) (4) باب إذا أحسن الرجل وضوءه وصلاته بخشوعها وركوعها وسائر أركانها تكون كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يرتكب كبيرة

- ‌118 - (23) (5) باب كون صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة

- ‌119 - (24) (6) باب حجة من قال يثلث مسح الرأس كما يثلث كسل سائر الأعضاء

- ‌120 - (25) (7) باب من أتم وضوءه كما أمره الله تعالى فالصلوات المكتوبات كفارات لما بينهن

- ‌121 - (26) (8) باب من أحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد فصلى مع الجماعة غُفر له

- ‌122 - (27) (9) بابٌ الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر

- ‌123 - (28) (10) باب الذكر المستحب عقب الوضوء

- ‌124 - (29) (11) باب وضوء النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌125 - (30) (12) باب الإيتار في الاستجمار والاستنثار

- ‌126 - (31) (13) باب وعيد من لم يسبغ الوضوء

- ‌127 - (32) (14) باب وجوب استيعاب محل الفرض بالطهارة

- ‌128 - (33) (15) باب خروج الخطايا مع ماء الوضوء

- ‌129 - (34) (16) باب استحباب إطالة الغُرَّة والتحجيل في الوضوء

- ‌130 - (35) (17) باب بيان سيما أمته صلى الله عليه وسلم حين ورودهم عليه على الحوض وبيان قدر الحوض وصفته وبيان ذود رجال من أمته عنه

- ‌131 - (36) (18) باب بلوغ حلية المؤمن حيث يبلغ الوضوء

- ‌132 - (37) (19) باب فضل إسباغ الوضوء مع المكاره

- ‌133 - (38) (20) باب السواك

- ‌[تتمة]

- ‌134 - (39) (21) باب خصال الفطرة والتوقيت فيها

- ‌(فصل في مباحث خصال الفطرة العشرة)

- ‌135 - (40) (22) باب الاستنجاء والنهي عن استقبال القبلة واستدبارها ببول أو غائط وعن الاستنجاء بروث أو عظم وعن الاستنجاء باليمين

- ‌136 - (41) (23) باب ما جاء من الرخصة في ذلك

- ‌137 - (42) (24) باب النهي عن التمسح باليمين من الخلاء وعن التنفس في الإناء عند الشرب

- ‌138 - (43) (25) باب التيمن في الطهور وغيره

- ‌139 - (44) (26) باب النهي عن التخلي في الطرق والظلال

- ‌140 - (45) (27) باب حمل الإداوة والعَنَزَة مع الإمام والأمراء ليستنجي بمائها

- ‌141 - (45) (28) باب المسح على الخفين

الفصل: ‌113 - (18) باب أمة محمد صلى الله عليه وسلم نصف أهل الجنة

‌113 - (18) باب أمة محمد صلى الله عليه وسلم نصف أهل الجنة

426 -

(198)(34) حدَّثنا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَثَنَا أَبُو الأحْوَصِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمرِو بْنِ مَيمُونٍ، عن عَبْدِ الله؛ قَال: "قَال لَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: أَمَا تَرْضَوْنَ أنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَال فَكَبَّرْنَا. ثُمَّ قَال: أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلٍ الْجَنَّةِ؟ قَال: فَكَبَّرْنَا. ثُمَّ قَال: إِنِّي لأرْجُو أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ

ــ

113 -

(18) باب أمة محمد صلى الله عليه وسلم نصف أهل الجنة

أي هذا باب معقود في بيان الأحاديث الدالة على كون أمة محمد صلى الله عليه وسلم نصف أهل الجنة.

426 -

(198)(34)(حدثنا هناد بن السَّرِي) بفتح المهملة وكسر الراء المخففة بعدها ياء مشددة بن مصعب التميمي الدارمي أبو السري الكوفي ثقة من (10) مات سنة (243) روى عنه في (6) أبواب قال (حدثنا) سلام بن سليم الحنفي مولاهم (أبو الأحوص) الكوفي ثقة متقن من (7) مات سنة (179) روى عنه في (12) بابا (عن) عمرو بن عبد الله الهمداني (أبي إسحاق) السَّبِيعي الكوفي ثقة عابد من الثالثة مات سنة (129) روى عنه في (11) بابا (عن عمرو بن ميمون) الأودي أبي عبد الله الكوفي ثقة عابد مخضرم مشهور مات سنة (74) وقيل بعدها (عن عبد الله) بن مسعود الهذلي أبي عبد الرحمن الكوفي الصحابي المشهور مات سنة (32) روى عنه في (3) أبواب، وهذا السند من خماسياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم كوفيون، وفيه رواية تابعي عن تابعي (قال) عبد الله (قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ترضون أن تكونوا) أيتها الأمة المحمدية (ربع أهل الجنة) والهمزة فيه للاستفهام التقريري وما نافية، والمقصود من هذا الكلام تبشير آحاد الأمة بدخول الجنة لأن ظن الواحد بدخولها مع أكثرة داخليها من هذه الأمة أجدر من ظنه دخولها مع قلة داخلها منهم. اهـ أبي (قال) عبد الله (ف) تعجبنا من ذلك وفرحنا به و (كَبَّرنا) شكرًا على تلك البشارة العظيمة (ثم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (أما ترضون أن تكونوا ثلث اهل الجنة قال) عبد الله (فكبرنا ثم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة) أي نصفهم يعني أن نسبة هذه الأمة إلى جملة من يدخل الجنة الشطر أي النصف، ومنه يقال شاطرته مشاطرة

ص: 154

وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ. مَا الْمُسْلِمُونَ فِي الْكُفَّارِ إِلا كَشَعْرَةٍ بَيضَاءَ فِي ثَوْرٍ أَسْوَدَ، أَوْ كَشَعْرَةٍ سَوْدَاءَ فِي ثَوْرٍ أبْيَضَ"

ــ

إذا قاسمته فأخذتَ نصف ما في يديه. قال القرطبي: وهذا المرجو محقق الحصول لقوله تعالى {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)} ولحديث "إنا سنرضيك في أمتك" وإنما قال صلى الله عليه وسلم: أرجو أدبًا ووقوفًا مع العبودية اهـ، قال الأبي: المحقق حصوله إنما هو دخول الجنة وكونهم الشطر غير محقق فلا يمتنع أن يكون الرجاء على بابه، قال النواوي: ولم يخبرهم أنهم النصف ابتداءَ لأن التدريج أوقع في النفس وأبلغ في الإكرام لأن الإعطاء مرة بعد أخرى دليل الاعتناء بالمعطى أو ليتكرر منهم عبادة الشكر أو لعله كذلك أوحي إليه ووجه الوحي به كذلك ما ذكر اهـ.

(وسأخبركم عن ذلك) أي عن سبب كونكم شطر أهل الجنة وأقول لكم في بيانه (ما المسلمون) أي ما نسبة المسلمين (في الكفار) أي بالنسبة إلى كثرة الكفار (إلا كـ) نسبة (شعرة بيضاء في) جلد (ثور أسود) إلى سائر شعوره (أو) قال النبي صلى الله عليه وسلم أو الراوي عنه إلا (كـ) نسبة (شعرة سوداء في) جلد (ثور أبيض) بالنسبة إلى سائر شعوره، والشك من الراوي أو ممن دونه، قال الأبي: أتى بهذه الجملة توجيهًا لكونهم الشطر (فإن قلت) لا يتوجه به بل يُبعده لأنهم إذا كانوا كالشعرة المذكورة فكيف يكونون الشطر (قلت) أسقط الراوي في هذا الطريق ما يتم به التوجيه وهو قوله في الطريق الآخر لا يدخل الجنة إلا المؤمنون أي لا تستبعدوا كونهم الشطر مع أنهم كالشعرة المذكورة لأنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون وهم من المؤمنين الشطر. اهـ. وعبارة النواوي هنا (وأما قوله صلى الله عليه وسلم ربع أهل الجنة ثم ثلث أهل الجنة ثم الشطر) ولم يقل أولًا شطر أهل الجنة فلفائدةٍ حسنةٍ وهي أن ذلك أوقع في نفوسهم وأبلغ في إكرامهم فإن إعطاء الإنسان مرة بعد أخرى دليل على الاعتناء به ودوام ملاحظته، وفيه فائدة أخرى هي تكرير البشارة مرة بعد أخرى، وفيه أيضًا حملهم على تجديد شكر الله تعالى وتكبيره وحمده على كثرة نعمه والله سبحانه وتعالى أعلم.

ثم إنه وقع في هذا الحديث شطر أهل الجنة، وفي الرواية الأخرى: نصف أهل الجنة، وقد ثبت في الحديث الآخر أن أهل الجنة عشرون ومائة صفِّ هذه الأمة منها ثمانون صفًّا فهذا دليل على أنهم يكونون ثلثي أهل الجنة فيكون النبي صلى الله علية

ص: 155

427 -

(00)(00) حدَّثنا مُحَمدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمدُ بْنُ بَشَّارٍ (وَاللَّفْظُ لابْنِ الْمُثَنَّى) قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيمُونٍ، عَنْ عَبْدِ الله قَال: "كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فِي قُبَّةٍ، نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِينَ رَجُلًا فَقَال: أَتَرْضَوْنَ

ــ

وسلم أخبر أولًا بحديث الشطر ثم تفضل الله سبحانه بالزيادة، فأعْلَمَ بحديث الصفوف فأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ولهذا نظائر كثيرة في الحديث معروفة كحديث (صلاة الجماعة تفضل صلاة المنفرد بسبع وعشرين درجة وبخمس وعشرين درجة) على إحدى التأويلات فيه كما سيأتي تقريرها في موضعها، وهذا الحديث أعني حديث عبد الله بن مسعود شارك المؤلف في روايته البخاري أخرجه في الرقاق وفي النذور والإيمان، والترمذي في صفة الجنة، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه في الزهد. اهـ تحفة.

ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه فقال:

427 -

(00)(00)(حدثنا محمد بن المثنى) بن عبيد العنزي أبو موسى البصري ثقة ثبت من العاشرة مات سنة (252) روى عنه في (14) بابا (ومحمد بن بشار) بن عثمان العبدي أبو بكر البصري ثقة من العاشرة مات سنة (252) روى عنه في (12) وأتى بقوله (واللفظ الابن المثنى) تورعًا عن الكذب على محمد بن بشار (قالا) أي قال كل من المحمدين (حدثنا محمد بن جعفر) الهذلي مولاهم أبو عبد الله البصري ثقة من التاسعة مات سنة (193) روى عنه في (6) أبواب، قال (حدثنا شعبة) بن الحجاج بن الورد العتكي مولاهم أبو بسطام البصري (عن أبي إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي الكوفي (عن عمرو بن ميمون) الأودي الكوفي (عن عبد الله) بن مسعود الهذلي الكوفي، وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم كوفيون وثلاثة بصريون، وغرضه بسوقه بيان متابعة شعبة لأبي الأحوص في رواية هذا الحديث عن أبي إسحاق، وفائدتها بيان كثرة طرقه، وكرر متن الحديث لما في هذه الرواية من المخالفة للرواية الأولى (قال) عبد الله (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة) من أَدم كما هو مصرح به في الرواية الآتية أي في خيمة من جلد مدبوغ، قال ابن الكلبي: بيوت العرب ستة أنواع قبة من أدم، وأبنية من حجز، وخيمة من شجر، ومظلة من شعر، وبجاد من وبر، وخباء من صوف، حالة كوننا (نحوًا) أي قريبين (من أربعين رجلًا فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (أترضون

ص: 156

أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَال: قُلْنَا: نَعَمْ. فَقَال: أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ فَقُلْنَا: نَعَمْ. فَقَال: وَالَّذِي نَفْسِي بَيدِهِ، إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ. وَذَاكَ أَن الْجَنَّةَ لا يَدْخُلهَا إِلا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ. وَمَا أَنْتُمْ فِي أَهْلِ الشِّرْكِ إِلا كَالشَّعْرَةِ الْبَيضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ. أَوْ كَالشَعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأَحْمَرِ".

428 -

(00)(00) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ نُمَيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مَالِكٌ (وَهُوَ ابْنُ مِغْوَلٍ) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيمُونٍ، عَنْ عَبْدِ الله؛

ــ

أن تكونوا ربع أهل الجنة قال) عبد الله (قلنا) معاشر الحاضرين (نعم) نرضى ذلك (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم ثانيًا (أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة فقلنا: نعم) نرضى ذلك (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده إني لأرجو) وأطمع (أن تكونوا نصف أهل الجنة وذاك) أي وسبب ذاك أي سبب كونكم نصف أهل الجنة (أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة) أي مؤمنة منقادة لأوامر الشرع ونواهيه (وما أنتم في أهل الشرك) أي بالنسبة إلى أهل الشرك في القِلَّةِ (إلا كالشعرة البيضاء) أي إلا كنسبة الشعرة البيضاء إلى الشعر الأسود (في جلد الثور الأسود) في القلة (أو) قال النبي صلى الله عليه وسلم أو الراوي (كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر) بدل الأسود، والمراد بالأحمر هنا الأبيض كما في حديث "بعثت إلى الأحمر والأسود" ثم ذكر المؤلف المتابعة ثانيًا في حديث عبد الله رضي الله عنه فقال:

428 -

(00)(00)(حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير) مصغرًا الهمداني أبو عبد الرحمن الكوفي ثقة حافظ من (10) مات سنة (234) روى عنه في (10) أبواب، قال (حدثنا أبي) عبد الله بن نمير الهمداني أبو هشام الكوفي ثقة من التاسعة مات سنة (199) روى عنه (17) بابًا تقريبًا، قال (حدثنا مالك) وأتى بهوفي قوله (وهو ابن مغول) بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه البجلي أبو عبد الله الكوفي إشارة إلى أن هذه النسبة من زيادته إيضاحًا للراوي ثقة ثبت من السابعة مات سنة (159) روى عنه في (7) أبواب تقريبًا (عن أبي إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي الكوفي (عن عمرو بن ميمون) الأزدي أبي عبد الله الكوفي (عن عبد الله) بن مسعود الهذلي أبي عبد الرحمن الكوفي، وهذا السند من سداسياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم كوفيون، وفيه رواية تابعي عن تابعي،

ص: 157

قَال: "خَطَبَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَأَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى قُبَّةِ أَدَمٍ، فَقَال: أَلا لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ. اللَّهُمَّ، هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ، اشْهَدْ، أَتُحِبُّونَ أَنَّكُمْ رُبُعُ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ فَقُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله. فَقَال: أَتُحِبُّونَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. يَا رَسُولَ الله. قَال: إِني لأرْجُو أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، مَا أَنْتُمْ فِي سِوَاكُمْ مِنَ الأُمَمِ إِلَّا كَالشَّعْرةِ السَّوْدَاءِ فِي الثَّوْرِ الأبْيَضِ، أَوْ كَالشَّعْرَةِ الْبَيضَاءِ فِي الثَّوْرِ الأسوَدِ".

429 -

(199)(35) حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيبَةَ

ــ

وغرضه بسوقه بيان متابعة مالك بن مغول لأبي الأحوص وشعبة في رواية هذا الحديث عن أبي إسحاق السبيعي وكرر متن الحديث لما في هذه الرواية من المخالفة للروايتين السابقتين في بعض الكلمات (قال) عبد الله بن مسعود (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعظنا يومًا (فأسند ظهره) عقب الخطبة (إلى قبة أدم) أي إلى خشبها، والأدم بفتحتين جمع أديم وهو الجلد المدبوغ كما مر، ويستنبط منه جواز إسناد الخطيب ظهره إلى عمود المنبر أو إلى جدار المسجد ليستريح (فقال) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا) أي انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم وهو قوله (لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة) قال النواوي: هذا النص صريح في أن من مات على الكفر لا يدخل الجنة أصلًا وهذا النص على عمومه بإجماع المسلمين (اللهم هل بلغت) ما أمرتني بتبليغه (اللهم اشهد) لي على تبليغي، والمعنى أن التبليغ واجب عليَّ وقد بلغت فاشهد لي به (أتحبون) بهمزة الاستفهام التقريري أي أتودون (أنكم ربع أهل الجنة) أي كونكم ربع أهل الجنة (فقلنا: نعم يا رسول الله فقال) ثانيًا (أتحبون أن تكونوا ثلث أهل الجنة، قالوا: نعم يا رسول الله قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة) أي نصفهم (مما أنتم) أيتها الأمة المحمدية في القلة (في سواكم) أي بالنسبة إلى غيركم (من الأمم إلا كالشعرة السوداء في الثور الأبيض) أي إلا كنسبة الشعرة السوداء في جلد الثور الأبيض في القِلَّةِ (أو) قال النبي صلى الله عليه وسلم (كالشعرة البيضاء في) جلد (الثور الأسود)، ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عبد الله بحديث أبي سعبد الخدري رضي الله عنهما فقال:

429 -

(199)(35)(حدثنا عثمان) بن محمد (بن أبي شيبة) إبراهيم بن عثمان

ص: 158

الْعَبْسِيُّ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ الله عز وجل: يَا آدَمُ فَيَقُولُ: لَبَّيكَ وَسَعْدَيكَ وَالْخَيرُ فِي يَدَيكَ. قَال: يَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ

ــ

(العبسي) مولاهم أبو الحسن الكوفي أخو أبي بكر بن أبي شيبة أكبر منه بسنتين ثقة حافظ له أوهام من العاشرة مات سنة (239) روى عنه في (13) بابا، قال (حدثنا جرير) بن عبد الحميد بن قرط الضبي أبو عبد الله الكوفي ثقة من الثامنة مات سنة (188) روى عنه في (16) بابا (عن الأعمش) سليمان بن مهران الكاهلي أبي محمد الكوفي ثقة ثبت من (5) مات سنة (148) روى عنه في (13) بابا (عن أبي صالح) ذكوان السمان مولى جويرية بنت قيس المدني ثقة من (3) مات سنة (101) روى عنه في (8) أبواب (عن أبي سعيد) الخدري سعد بن مالك بن سنان الصحابي الجليل مات بالمدينة سنة (65) روى عنه في (8) أبواب تقريبًا، وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم كوفيون واثنان مدنيان (قال) أبو سعيد (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل: ياآدم، فيقول) آدم (لبيك) يا إلهي أي أجبت لك إجابة بعد إجابة (وسعديك) أي أسعدتك إسعادًا بعد إسعاد، والمقصود منه تأكيد معنى لبيك ولذلك لا يذكر إلا بعده وكلاهما منصوب بعامل محذوف وجوبًا على المصدرية، ولم تستعمل العرب له فعلًا يكون مصدرًا له (والخير) كله (في يديك) أي تملكه أنت لا يملكه غيرك، وهذا كقوله "بيدك الخير إنك على كل شيء قدير" أي بيدك الخير والشر ولكن سكت عن نسبة الشر إليه تعالى مراعاة للأدب مع الله سبحانه ولم ينسب الله لنفسه الشر تعليمًا لنا مراعاة الأدب معه واكتفى بقوله "إنك على كل شيء قدير" إذ قد استغرق كل الموجودات الممكنات (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقول) الله سبحانه وتعالى لآدم (أَخْرِجْ) وميز من ذريتك (بعث النار) أي الفريق المبعوث إلى النار، والبعث هنا بمعنى المبعوث كالخلق بمعنى المخلوق، واللفظ بمعنى الملفوظ والمعنى مَيِّزْ أهلَ النار المبعوثين إليها من غيرهم وبعثُ النار مَن يبعث إليها وكذلك بعث أهل الجنة، ومعنى أَخْرِج هنا مَيِّز فَيُخرج ويميز بعضهم عن بعض وذلك يكون في المحشر حين يجتمع الناس ويختلطون والله تعالى أعلم، ويحتمل أن يكون معنى أَخْرِج أي احضُر إخراجهم فكأنهم يُعرضون عليه بأشخاصهم وأسمائهم كما عُرِضت عليه نسمهم وإنما خَصَّ آدم بذلك القول لأنه أب

ص: 159

قَال: وَمَا بعْثُ النَّار؟ قَال: مِنْ كُلِّ أَلفٍ تِسْعَمائَةٍ؟ وَتسْعَةً وَتِسْعِينَ. قَال: فَذَاكَ حِينَ يَشِيبُ الصَّغِيرُ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلكِنَّ عَذَابَ الله شَدِيدٌ قَال: فَاشْتدَّ ذَلِكَ عَلَيهِمْ. قَالُوا: أَيُّنَا ذَلِكَ الرَّجُل؟

ــ

للجميع ولأن الله تعالى قد جمع له نسم بنيه في السماء بين يديه وهم الأسودة التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء عن يمين آدم وهم أهل الجنة وعن يساره وهم أهل النار (قال) آدم (وما بعث النار) يا رب أي كم بعثها يا رب فليست ما هنا للسؤال عن الحقيقة كما هو أصل معناها وإنما هي هنا بمعنى كم لجوابها بالعدد (قال) الله سبحانه أَخْرِج (من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين) نفرًا (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فذاك) الوقت الذي قيل فيه لآدم ذلك (حين يشيب) أي وقت ينبت فيه (الصغير) الشيب والشعر الأبيض (وتضع) أي تسقط فيه (كل ذات حمل) أي صاحبة حمل وجنين (حملها) لشدة الهول، قال النواوي: وضع الحمل هنا مجاز إذ لا حمل في الآخرة وإنما هو تقدير أي لو قدر هنالك الحمل لوضع (وترى) أيها المخاطب في ذلك اليوم (الناس) أي أهل الموقف (سكارى) أي حيارى من شدة الموقف والسكارى بضم أوله وفتحه جمع سكران وهو الذي ثَمِلَ وسكر مِن شُرْبِ المسكر (وما هم بسكارى) حقيقة أي ليسوا بسكارى من الشراب (ولكنَّ عذاب الله) في ذلك اليوم (شديد) ولذلك تحيَّروا ودَهِشوا حتى كأنهم سكارى حقيقة (قال) الراوي أبو سعيد الخدري (فاشتد ذلك) القول الذي أخبره الرسول صلى الله عليه وسلم من قول الله تعالى لآدم أخرج من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين أي شَقَّ وعَظُمَ ذلك القول (عليهم) أي على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فـ (قالوا: أَيُّنَا) أي أيُّ واحد منا (ذلك الرجل) الواحد الذي ينجو من الألف أي فهموا أن ذلك بالنسبة إلى كل أمة أي الناجي من كل أمة واحد من كل ألف فقالوا: أينا ذلك الرجل الواحد فبَشَّرَهُم بأنه ليس المراد كذلك وإنما المراد بيان قلة أهل الجنة بالنسبة إلى أهل النار من بني آدم لا من كل أهلها وهذا هو الظاهر اهـ أبي.

وعبارة المفهم هنا: قوله (وما بعث النار) وُضِعَتْ هنا ما موضع كم التي يُستفهم بها عن العدد لأنه أجيب عنها بعددٍ، وأصل "ما" أن يسأل بها عن ذوات الأشياء وحدودها ولما سمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن ألفًا إلا واحدًا للنار وواحدًا للجنة اشتد خوفهم لذلك واستَقلُّوا عدد أهل الجنة منهم واستبعد كل واحد منهم أن يكون

ص: 160

فَقَال: أَبْشِرُوا فَإِنَّ مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفًا. وَمِنْكُمْ رَجُلٌ قَال: ثُمَّ قَال: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إنِّي لأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَحَمِدْنَا الله وَكَبَّرْنَا. ثُمَّ قَال: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَحَمِدْنَا الله وَكبَّرْنَا. ثُمَّ قَال: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجنَّةِ، إِنَّ مَثَلَكُمْ فِي الأُمَمِ كَمَثَلِ الشَّعْرَةِ الْبَيضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأسْوَدِ، أَوْ كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الْحِمَارِ"

ــ

هو ذلك الواحد فسكَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم خوفهم وطيب قلوبهم (فقال) لهم (أبشروا) أي كونوا في بشارة من الله تعالى ولا تهتموا لذلك (فإن مِنْ يأجوج ومأجوج ألفًا ومنكم رجل) يعني بالألف هنا التسعمائة والتسعة والتسعين المتقدمة الذكر و"يأجوج ومأجوج" خلق كفار وراء سد ذي القرنين كما يدل على كفرهم هذا الحديث وقد استوفينا الكلام عليهما في تفسيرنا بما لا مزيد عليه فراجعه، والمراد بهم في هذا الحديث هم ومن كان على كفرهم أي كل من كفر بالله تعالى كما أن المراد بقوله "منكم" أصحابه ومن كان على إيمانهم أي كل من آمن بالله تعالى لأن مقصود هذا الحديث الإخبار بقلة أهل الجنة من هذه الأمة بالنسبة إلى كثرة أهل النار من غيرها من الأمم ألا ترى أن قوله صلى الله عليه وسلم "إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالرقمة في ذراع الحمار" يدل على ذلك المقصود والله أعلم، وأما نسبة هذه الأمة إلى من يدخل الجنة من الأمم فهذه الأمة شطر أهل الجنة كما نص عليه. اهـ.

(قال) أبو سعيد الخدري (ثم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده إني لأطمع) وأرجو (أن تكونوا ربع أهل الجنة فحمدنا الله) سبحانه وتعالى وشكرناه على هذه البشارة العظيمة (وكبَّرْنا) الله سبحانه تعجبًا من هذه البشارة (ثم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده إني لأطمع) وأرجو (أن تكونوا ثلث أهل الجنة فحمدنا الله وكبرنا، ثم قال: والذي نفسي بيده إني لأطمع) وأرجو (أن تكونوا شطر أهل الجنة) ونصفهم، وهذه الطَّمَاعِيَة قد حُقِّقَتْ له بقوله تعالى {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)} وبقوله "إنا سنرضيك في أمتك" كما تقدم، لكن عَلَّقَ هذه البشرى على الطمع أدبًا مع الحضرة الإلهية ووقوفًا مع أحكام العبودية (إن مثلكم) وصفتكم (في الأمم) السابقة (كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود) في القِلَّةِ (أو) قال النبي صلى الله عليه وسلم أو الراوي والشك منه أو ممن دونه (كالرقمة في ذراع الحمار) ويده

ص: 161

430 -

(00)(00) حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ. ح وَحدَّثَنَا أَبُو كُرَيبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاويَةَ. كِلاهُمَا عَنِ الأَعْمَشِ، بِهذَا الإِسْنَادِ. غَيرَ أَنَّهُمَا قَالا: "مَا أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ فِي النَّاسِ إِلا كَالشَّعْرَةِ الْبَيضَاءِ فِي الثَّوْرِ الأسْوَدِ أوْ

ــ

أي الأثر في باطن ذراعه اليسرى، وفي رواية (في ذراع الدابة) كما في النهاية، قال: الرقمة هنا الهَنَةُ الناتئة في ذراع الدابة من داخل وهما رقمتان في ذراعيهما اهـ. قال القرطبي: والرقمتان للفرس أو الحمار الأثران بباطن أعضادهما، والرقمتان للشاة هيئتان في قوائمها متقابلتان كالظُّفُرَين اهـ. قال النواوي: قال أهل اللغة الرقمتان في الحمار هما الأثران في باطن عضديه، وقيل هي الدائرة في ذراعيه، وقيل هي الهنة الناتئة في ذراع الدابة من داخلٍ اهـ، ومفاد العبارات كلها واحد، وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [3/ 33، 32] والبخاري [6530].

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فقال:

430 -

(00)(00)(حدثنا أبو بكر) عبد الله بن محمد (بن أبي شيبة) العبسي الكوفي ثقة من (10) قال (حدثنا وكيع) بن الجراح بن مليح الرؤاسي أبو سفيان الكوفي ثقة من (9)(ح) أي حول المؤلف السند (و) قال (حدثنا أبو كريب) محمد بن العلاء بن كريب الهمداني الكوفي مشهور بكنيته ثقة من (10) وأتى بحاء التحويل لاختلاف شيخي شيخيه وإن اتحد شيخهما، قال أبو كريب (حدثنا أبو معاوية) محمد بن خازم التميمي الضرير الكوفي ثقة من (9)(كلاهما) أي كل من وكيع وأبي معاوية رويا (عن الأعمش) سليمان بن مهران الكاهلي أبي محمد الكوفي ثقة من (5) وقوله (بهذا الإسناد) متعلق بما عمل في المتابع وهو رويا المقَدَّرُ، واسم الإشارة راجع إلى ما بعد شيخ المتابع أي كلاهما رويا عن الأعمش عن أبي صالح المدني عن أبي سعيد الخدري، وهذان السندان من خماسياته رجالهما ثلاثة منهم كوفيون واثنان مدنيان، وغرضه بسوقهما بيان متابعة وكيع وأبي معاوية لجرير في رواية هذا الحديث عن الأعمش، وفائدتها بيان كثرة طرقه (غير أنهما) أي لكن أن وكيعًا وأبا معاوية (قالا) في روايتهما (ما أنتم) أيتها الأمة المحمدية (يومئذ) أي يوم إذ أُخْرِجَ بَعْثُ النار (في الناس) أي بالنسبة إلى الناس أي إلى سائر الأمم (إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود أو) قال النبي صلى الله عليه وسلم أو

ص: 162

كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي الثَّوْرِ الأَبْيَضِ" وَلَم يَذْكُرَا: "أَوْ كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الْحِمَارِ"

ــ

الراوي (كالشعرة السوداء في الثور الأبيض ولم يذكرا) أي ولم يذكر وكيع وأبو معاوية (أو) قال النبي صلى الله عليه وسلم أو الراوي (كالرقمة) بفتح الراء وسكون القاف (في ذراع الحمار) وهذا بيانٌ قال المخالفة بين المتابَع والمتابع.

وجملة ما ذكره المؤلف فيه هذا الباب من الأحاديث اثنان الأول حديث عبد الله بن مسعود ذكره للاستدلال وذكر فيه متابعتين، والثاني حديث أبي سعيد الخدري ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة، وجملة ما ذُكر في كتاب الإيمان من الأبواب مع ما زدت عليه في بعض الأحاديث كما حذفته عن بعضها لعلَّة هناك مائة وثلاثة عشر بابا، ومن الأحاديث الأصولِ غير المكررة مائة وتسعة وتسعون حديثًا، وجملتها مع المكرر أربعمائة وسبعة وعشرون حديثًا، وجملة ما في كتاب الإيمان من رباعياته التي هي أعلى ما وقع من أسانيده خمسة وعشرون سندًا ولم يقع في كتاب الإيمان من التُّسَاعِيات التي هي أنزل ما في صحيح مسلم من الأسانيد إلا سند واحدٌ وهو قوله في ((باب كون النهي عن المنكر من الإيمان)) (20) رقم الباب (50) رقم الحديث ((حدثني عمرو الناقد، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال: حدثني أبي، عن صالح بن كيسان، عن الحارث، عن جعفر بن عبد الله بن الحكم، عن عبد الرحمن بن المِسْور، عن أبي رافع، عن عبد الله بن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب .. )) الحديث وهو أنزَلُ ما في صحيح مسلم وكذا صحيح البخاري وهو أندر ما يوجد فيهما من الأسانيد، وجملة ما وقع في كتاب الإيمان من الأسانيد الثُّمانيات ستة أسانيد فقط وهي تلي التساعيات في الندور، وأغلب ما في صحيح مسلم من الأسانيد الخماسيات ثم السداسيات ثم السباعيات وهي على هذا الترتيب في الكثرة كما أوضحنا ذلك في رسالتنا المقاصد الوفية في بيان ما وقع في صحيح مسلم من الأسانيد الرباعية والتساعية والثمانية والله سبحانه وتعالى أعلم.

ص: 163

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

سبحانك ربِّ لا علمَ لنا

إلا مَا ألْهَمْتَ وعَلَّمتَ لنا

العلمُ علمُك يا أهلَ الثَّنا

فعِلْمُنَا إن لم تُرِدْ هَبَا

تَسَاوَى الكلُّ منا في المسَاوي

فأفْضَلُنَا فَتِيلًا ما يسَاوي

فقلَّ مَن جَد في أمْرٍ تَطَلَّبَهُ

واستعمل الصبرَ إلا فاز بالظفر

إلى هنا وصلت الأقلام، وانشرحت الصدور والأفهام، لشرح ما بقي من صحيح الإمام، منتصف الليلة المباركة الليلة السادسة من شهر شوال الحرام، الشهر العاشر من شهور سنة ألف وأربعمائة وعشرين: 6/ 10 / 420 1 هـ من الهجرة المصطفية على صاحبها أفضل الصلوات وأزكى التحيات، وعلى آله وأصحابه أئمة الهدى والهدايات، ولما فرغ المؤلف رحمه الله تعالى من أحاديث الطهارة من الأرجاس المعنوية التي هي الإيمان أخذ يتكلم في أحاديث الطهارة من الأنجاس الحسية فقال واضع الترجمة له:

ص: 164