الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب قسمة الأفعال:
وَإِنْ أَرَدْتَ قِسْمَةَ الأَفْعَالِ
…
لِيَنْجَلِي عَنْكَ صَدَى الإِشْكَالِ
فَهْيَ ثَلَاثٌ مَا لَهُنَّ رَابِعُ
…
مَاضٍ وَفِعْلُ الأَمْرِ وَالْمُضَارِعُ
الفِعْلُ: حَدَثٌ؛ وهو لا يقع إلاّ في زمان، ويختلف باختلافه.
والزّمانُ على ثلاثة أقسام: ماضٍ، وحالٍ، ومستقبل.
فكلّ [فعل] 1 يقع في زمانٍ فهو مختصّ به؛ فالماضي يُعْتَبَرُ بأمس2، والمضارِع يُعْتَبَرُ بالآن، وهو [بدخول] 3 السِّين أو سوف للمستقبَل، وفعل الأمر يُسْتَدعى به من المأمور أن يُحْدِثَ الفعلَ فلا يقع إلَاّ [8/أ] في المستقبَل.
1 ما بين المعقوفين غير واضح في أ.
2 تمييز الفعل الماضي بأن تلحقه تاء الفاعل وتاء التأنيث السّاكنة أولى من تمييزه بأن يحسن معه (أمس) ؛ لأنّ من الفعل الماضي ما لا يحسُن معه (أمس) كـ (عسى) و (ليس) . وكذلك لا يصحّ أن تقول في مثل: (إنْ خرج زيدٌ أكرمته) : إن خرج أمس أكرمته، مع أنّه صيغة فعل ماض؛ وكذا يصحّ أن تقول في مثل:(لم يخرج زيد) : لم يخرج أمس.
والعلّة في عدم صلاحيّة (أمس) في نحو: (إن خرج زيد) أنّ (إنْ) الشَّرْطيّة تقلب معنى الماضي مستقبلاً وإن كان لفظه ماضيًا.
والعلّة في صلاحية (لم يخرج زيد أمس) أنّ (لم) النّافية تقلب معنى المستقبل ماضيًا وإن كان لفظه مضارِعًا.
يُنظر: شرح الكافية الشّافية 1/170، وتحفة الأحباب 6.
3 ما بين المعقوفين غير واضحٍ في أ.
ومن ذلك قولُ زُهَيْر1:
وَأَعْلَمُ مَا فِي اليَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَهُ
…
[وَلَكِنَّنِي] 2عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِ3
فقسَّم الزّمان على ثلاثة أَقْسَامٍ مَجَازًا.
فَكُلُّ مَا يَصْلُحُ فِيهِ أَمْسِ
…
فَإِنَّهُ مَاضٍ بِغَيْرِ لَبْسِ
وَحُكْمُهُ فَتْحُ الأَخِيرِ مِنْهُ
…
كَقَوْلِهِمْ: سَارَ وَبَانَ عَنْهُ
الماضي يُعْتَبَرُ وقوعُه في زمنٍ مَاضٍ قَرُبَ أو بَعُدَ؛ فإنْ دخل عليه حرفُ شرطٍ نَقَل معناه إلى الاستقبال4، كقولك:(إِنْ وصلَ زيدٌ أَكْرَمْتُهُ) لِمَا يقتضيه الشَّرْط من وقوع الجزاءِ في المستقبل.
1 هو: زُهير بن أبي سُلمى؛ شاعر جاهليّ، من أصحاب المعلَّقات؛ كان ممّن يُعْنَى بشعره وينقِّحه، ولذلك سمّى قصائده الحوليّات؛ غلب على شعره المدح والحكمة؛ توفّي قبل المبعث بسنة.
يُنظر: طبقات فُحول الشّعراء 1/63، والشّعر والشّعراء 69، والأغاني 10/336، والخِزانة 2/332.
2 في أ: على أنّني.
3 هذا بيتٌ من الطّويل.
والشّاهد فيه: وُرُوْدُ الأزْمِنَة الثّلاثة فيه: اليوم للحال، والأمس للماضي، وغد للمستقبَل.
يُنظر هذا البيت في: ديوانه - بشرح ثعلب - 29، وبشرح الأعلم 25، وشرح القصائد السّبع الطِّوال 289، وشرح ملحة الإعراب 60، واللّباب 2/14، والخزانة 7/506.
4 في ب: للاستقبال.
وهو مبنيّ 1 على الفتح، وكان مبنيًّا على حركةٍ لوُقوعه موقع الفعل المضارِع في مواضع:
أحدها: أَنْ يكون خبرًا لمبتدأٍ، كقولك:(زيدٌ قام)، كما تقول:(يقوم) .
وأن يقع خبرًا لحرفٍ عاملٍ، كقولك:(ليت عَمْرًا ذَهَبَ) كما تقول: (يذهب) .
وأن يقع به الشّرط كما يقع بالمضارِع، كقولك:(إنْ قام زيدٌ قمتُ) كما تقول: (إن تقم 2 أقم) .
[8/ب] وَبُني على الفتح طلبًا3 للخِفّة، ما لم يكن معتلّ اللاّم4؛ وذلك
1 الفعل الماضي مبنيّ؛ لأنّ البناء هو الأصل في الفعل، والأصل في البناء السُّكون؛ وإنّما بُني على حركةٍ لأنّه أشبه الفعل المضارع المعرب في وقوعه صفة وصِلةً وخبرًا وحالاً وشرْطًا؛ والأصل في الإعراب أن يكون بالحركات.
وكذلك بُني على حركة لتكون له مزيّة على فعل الأمر الّذي لم يشبه الاسم، ولم يقع موقع الفعل المضارِع.
يُنظر: التّبصرة 1/78، وأسرار العربيّة 315، وكشف المُشْكِل 1/254، وشرح المفصّل 7/4، 5، والتّصريح 1/54.
2 في ب: يقم.
3 في ب: طباً.
4 الفعل الماضي يبنى على الفتح لفظًا أو تقديرًا؛ فإن لم يتّصل به شيء
كـ (ضرب) ، أو اتّصل به تاء التّأنيث السّاكنة، نحو:(ضربت) ؛ أو ألف الاثنين، نحو:(ضربا) فهو مبنيّ على الفتحة الظّاهرة؛ وإن اتّصل به تاء الضّمير، أو نا الّتي للفاعل، أو نون النّسوة؛ نحو:(ضربت) ، أو (ضربنا) أو (ضربْن) فهو مبنيّ على الفتحة المقدَّرة، منع من ظهورها اشتغال المحل بالسكون العارض لدفع كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة.
وإنّ اتّصل به واو الجماعة، نحو (ضَرَبُوا) فهو مبنيّ على الفتحة المقدَّرة، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة مناسبة.
وإذا كان الماضي معتلّ الآخر، نحو (دعا) و (رحى) فهو مبنيّ على فتحة مقدّرة للتّعذّر.
يُنظر: أوضح المسالِك 1/27، والتّصريح 1/54، 55، والأشمونيّ 1/58، وحاشية ياسين على التّصريح 1/54، 55.
إن كان ثلاثيًّا كـ (ضَرَبَ) 1،
أورُباعيًّا كـ (أَقْبَلَ) ، أو خُماسيًّا كـ (انْعَطَفَ) ، أو سُداسيًّا2 كـ (اسْتَخْرَجَ) .
1 في ب: كضربا.
2 في ب: سادسياً.