الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[بَابُ رُبَّ]
1:
وَرُبَّ أَيْضًا ثُمَّ مُذْ فِيمَا حَضَرْ
…
مِنَ الزَّمَانِ دُوْنَ مَا مِنْهُ غَبَرْ
تَقُولُ: مَا رَأَيْتُهُ2 مُذْ يَوْمِنَا
…
وَرُبَّ عَبْدٍ كَيِّسٍ مَرَّ بِنَا
(رُبَّ) : حَرْفُ جرٍّ3؛ معناه: التّقليل4، ويختصّ بدخوله على الظّاهر، وبالنّكرات دون المعارِف، وقد تخفَّف كقول الشّاعر:
أَزُهَيْرُ إِنْ يَشِبِ الْقَذَالُ فَإِنَّهُ
…
رُبَ هَيْضَلٍ لَجِبٍ لَفَفْتُ5 بِهَيْضَلِ6
1 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.
2 في شرح الملحة 122: تَقُولُ: مَا لَقِيتُهُ.
3 هذا قولُ البصريّين، وذهب الكوفيّون إلى أنّ (رُبَّ) اسم.
تُنظر هذه المسألة في: الإنصاف، المسألة الحادية والعشرون بعد المائة، 2/832، وائتلاف النّصرة، فصل الحروف، المسألة الرّابعة، 144، والهمع 4/173.
4 اختلف النّحويّون في معنى (رُبّ) على أقوال:
1-
القول الأوّل: أنّها للتّقليل دائما؛ وهو مذهب الجمهور، وعليه الشّارح.
2-
القول الثّاني: أنّها للتّكثير دائما.
3-
القول الثّالث: أنّها تكون للتّقليل والتّكثير.
4-
القول الرّابع: أنّها أكثر ما تكون للتّقليل، والتّكثير بها نادر.
5-
القول الخامس: أنّها أكثر ما تكون للتّكثير، والتّقليل بها نادر.
6-
القول السّادس: أنّها حرفُ إثباتٍ، لم يوضع لتقليل ولا تكثير، بل ذلك مستَفادٌ من السِّياق.
7-
القول السّابع: أنّها للتّكثير في موضع المُباهاة والافتخار.
8-
القول الثّامن: أنّها لمُبْهَم العدد؛ تكون تقليلاً وتكثيرًا.
يُنظر: الجنى الدّاني 439، والهمع 4/174.
5 في أ: كففت، وهو تحريف.
6 هذا بيتٌ من الكامل، وهو لأبي كبيرٍ الهذلي.
(أزهير) : الهمزة للنّداء؛ وزهير: مرخم زُهيرة وهي ابنته.
و (القَذال) : ما بين الأذنين والقفا؛ وهو أبطأ الرّأس شيبا.
و (الهيضل) : الجماعة من النّاس. و (لَجِب) - بفتح اللاّم، وكسر الجيم -: كثير الجلبة، مرتفع الأصوات؛ ويروى في مكانه (مَرِس) -بفتح فكسر -، ومعناه: شديد. و (لففت) : جمعت.
والشّاهد فيه: (رُبَ هيضل) حيث جاءت (رُبّ) بالتّخفيف.
يُنظر هذا البيت في: ديوان الهذليّين 2/89، والأزهيّة 265، وأمالي ابن الشّجريّ 2/179، 3/48، والإنصاف 1/285، وشرح المفصّل 8/31، والمقرّب 1/200، ورصف المباني 270، والخزانة 9/535.
وَرُبَّ تَأْتِي أَبَدًا مُصَدَّرَهْ
…
وَلَا يَلِيهَا الاسْمُ إِلَاّ نَكِرَهْ
[35/ أ]
و (رُبَّ) تختصّ عن الحروف بوجوهٍ؛ منها1:
أنّها لا تقع إلَاّ في صدر الكلام. وبدخولها على النّكرات.
وأنّه لا يجوز الاقتصار على النّكرة الّذي دخلت عليه حتّى تُوصف2، كقولك:(رُبَّ عبدٍ ملكتُه)3.
وَتَارَةً تُضْمَرُ بَعْدَ الْوَاوِ
…
كَقَولِهِمْ: وَرَاكِبٍ4 بِجَاوِي5
وتختصّ - أيضًا -بجرِّها الاسم مُضمرةً بعد الواو والفاء،
1 يُنظر في خصائص (رُبّ) : الكتاب 1/427، والأصول 1/416، وأسرار العربيّة 261، وشرح المفصّل 8/27، وجواهر الأدب 367.
2 في كلتا النسختين: الذي دخلت حتى يوصف، ومطابقة الكلام تقتضي ما أثبته.
3 في ب: ملكت.
4 في أ: ورالب.
5 بجاء: قبيلة. ينظر: الصحاح (بَجى) 6/2278.
كقول الشّاعر:
وَفَارِسٍ فِي غِمَارِ المَوْتِ مُنْغَمِسٍ
…
إِذَا تَأَلَّى عَلَى مَكْرُوهَةٍ صَدَقَا1
أي: وَرُبَّ فارسٍ.
وكقول2 امرئ القيس:
فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ وَمُرْضِعٍ3
…
.................................
فهي مضمر4 بعد الفاء5.
وتقدّر بغير الواو والفاء، كقول6 الشّاعر:
1 هذا بيتٌ من البسيط، وهو لِبَلْعَاء بن قَيس الكِنانيّ.
والشّاهد فيه: (وفارس) حيث جرّ بـ (رُبّ) المحذوفة بعد الواو.
يُنظر هذا البيتُ في: الحماسة 1/67، والزّهرة 2/213، وديوان المعاني 1/114، وشرح الحماسة للمرزوقيّ 1/59، واللّسان (غمر) 5/29، (كره) 13/536، والتّذكرة السّعديّة1/59.
2 في ب: قال.
3 هذا صدرُ بيتٍ من الطّويل، وعجزُه:
فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْوِلِ
وقد تقدّم تخريجُه في ص 121.
والشّاهد فيه هُنا: (فمثلك) حيث جرّ بـ (رُبّ) المحذوفة بعد الفاء.
4 في ب: تضمر.
5 في قول الشاعر:
فَحُورٍ قد لَهوتُ بِهِنّ عِينِ
…
نواعِمَ في المرُوطِ وفي الرّياط
ينظر: شرح عمدة الحافظ 1/273.
6 في ب: قال.
رَسْمِ دَاْرٍ وَقَفْتُ فِي طَلَلِهْ
…
كِدْتُ أَقْضِي الْحَيَاةَ مِنْ جَلَلَهِ1
وتضمَر بعد (بل)، كقول الرّاجز:
بَلْ بَلَدٍ مِلْءُ الآكَامِ قَتَمُهْ
…
لَا يُشْتَرَى2 كَتَّانُهُ3 وَجَهْرَمُهْ4
1 هذا بيتٌ من الخفيف، وهو لجميل بن مَعْمَر العذريّ.
و (الرسم) : ما بقي من آثار الدّيار لاصقا بالأرض كالرّماد. و (الطّلل) : ما بقي منها شاخصا مرتفعا كالوتد والأثافي. و (من جلله) : من عظمه في عيني، وقيل: من أجله.
والشّاهد فيه: (رسم دارٍ) حيث جرّ (رسم) بـ (رُبّ) المضمَرة، ولم يتقدّمها واو ولا فاء؛ وهو قليلٌ جدًّا.
يُنظر هذا البيتُ في: الخصائص 1/285، 3/150، وشرح المفصّل 3/28، 79، 8/52، وشرح عمدة الحافظ 1/274، وابن النّاظم 377، ورصف المباني 233، والمغني 164، وابن عقيل 2/37، والأشمونيّ 2/233، والخزانة 10/20، والدّيوان 105.
2 في كلتا النّسختين: لا يستوي، وهو تحريف، والصّواب ما هو مثبَت؛ لأنّ جميع المصادر الّتي تعرّضت للبيت - ومنها الدّيوان - أوردته هكذا.
3 في أ: كنانه، وفي ب: كعانه، وكلتاهما محرفة، والصواب ما هو مثبت.
4 في أ: وجوهمه، وفي ب: وجرهمه، وكلتاهما محرَّفة، والصّواب ما هو مثبَت؛ لأنّ جميع المصادر الّتي تعرّضت للبيت -ومنها الدّيوان - أوردته هكذا.
وهذا البيت من الرّجز، وهو لرؤبة بن العجّاج.
و (الآكامُ) : جمع أَكَمَة، والأَكَمَةُ: القُفُّ من حجارة واحدة، وقيل: هو دون الجبال، وقيل: هو الموضع الّذي أشدُّ ارتفاعا ممّا حوله؛ وهو غليظٌ لا يبلُغ أن يكون حَجَرًا. و (قتمه) : الغبار. و (الجهرم) : البساط.
والمعنى: رُبّ بلدٍ بعيدٍ موصوف بأنّ غباره يملأ الطّرق الواسعة والآكام، وبأنّه لا يُشترى كتّانه ولا بسطه، قَطَعْتُه وتجاوزْتُه.
والشّاهد فيه: (بل بلد) حيث جرّ (بلدٍ) بـ (رُبّ) المحذوفة بعد (بل) .
يُنظر هذا البيتُ في: أمالي ابن الشّجريّ 1/218، 2/135، والإنصاف 2/529، وشرح المفصّل 8/105، وشرح عمدة الحافظ 1/273، وابن النّاظم 376، ورصف المباني 232، والمغني 152، وابن عقيل 2/36، والأشمونيّ 2/232، والدّيوان 150.
[35/ب] وقد تدخل عليها (ما) فتكفّها عن العمل، فتأتي بعدها المعرِفة، كقولك:(رُبّما زَيْدٌ قائم) .
ويأتي بعدها الفعل، كقولك:( [رُبَّما] 1 يقوم زيد)، قال اللهُ تعالى:{رُبَّمَا2 يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ} 3.
وقد تدلّ على التّكثير4، كقول أبي عَطَاءٍ السِّنديّ5:
(رُبَّما) ساقطة من ب.
2 قرأ أبو جعفر، ونافع، وعاصم:{رُبَمَا} بالتّخفيف.
وقرأ الباقون: {رُبَّمَا} بالتّشديد.
يُنظر: السّبعة 366، والمبسوط 259، وحجّة القراءات 380، والكشف 2/29.
3 من الآية: 2 من سورة الحجر.
4 في أ: التّنكير، وهو تحريف.
5 في أ: السُّدي، وهو تحريف.
وأبو عطاء السّنديّ اسمه: أفلح بن يسار: نشأ في الكوفة، وهو من مخضرمي الدّولتين الأمويّة والعبّاسيّة، شاعرٌ فحلٌ من شعراء بني أميّة؛ مات أيّام المنصور.
يُنظر: الشّعر والشّعراء 518، والأغاني 17/327، والخزانة 9/545.
فَإِنْ تُمْسِ مَهْجُورَ الْفِنَاءِ فَرُبَّمَا
…
أَقَامَ بِهِ بَعْدَ الوُفُودِ وفُودُ1
وقد تقع زائدة2 فلا تمنعها عن العمل، كقول عَديّ الغَسَّانيّ3:
رُبَّمَا ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ صَقِيْلٍ
…
دُوْنَ بُصْرَى وَطَعْنَةٍ نَجْلَاءِ4
وفيها لغاتٌ5:
(رُبَّ) مضمومة الرّاء مشدّدة الباء، أو مخفّفة؛ و (رُبَّتَ) بإلحاق التّاء
1 هذا بيتٌ من الطّويل.
و (الفِناء) : ساحة الدّار. و (الوُفود) : الزّوّار وطُلاّب الحاجات.
والشّاهد فيه: (فربّما) حيث جاءت (ربّما) للتّكثير.
يُنظر هذا البيتُ في: الحماسة 1/391، والشّعر والشّعراء 519، وشرح اللّمع لابن بَرْهان 1/170، والمقتصد 2/829، واللّسان (عهد) 3/313، وجواهر الأدب 366، والأشباه والنّظائر 3/186، والخزانة 9/539، وشعره - ضمن مجلّة المورِد، المجلّد التّاسع، العدد الثّاني - 282.
2 أي: (ما) .
3 هو: عديّ بن الرّعلاء الغسّانيّ: شاعرٌ جاهليّ؛ والرّعلاء: اسم أمّه، اشتُهر بها.
يُنظر: معجم الشّعراء 77، والخزانة 9/586.
4 هذا بيتٌ من الخفيف.
و (صقيل) : بمعنى مصقول، أي: مجلوّ، صفة لسيف. و (بُصرى) : بلدٌ بالشّام. و (الطّعنة النّجلاء) : الواسعة البيِّنة الاتّساع.
والشّاهد فيه: (ربّما ضربة) حيث جرّ (ضربة) بـ (رُبّ) مع دخول (ما) عليها.
يُنظر هذا البيت في: الأصمعيّات 152، والأزهيّة 82، 94، وأمالي ابن الشّجريّ 2/566، ورصف المباني 271، والجنى الدّاني 456، والمغني 183، وأوضح المسالك 2/155، والهمع 4/230، والأشمونيّ 2/231، والخزانة 9/582.
5 في (رُبّ) ستّ عشرة لغة أحصاها ابن هشام في المغني 184.
مشدّدة أو مخفّفة، كقول1 الشّاعر:
وَرُبَّتَ سَائِلٍ عَنِّي2 حَفِيَّ
…
أَغَارَتْ عَيْنُهُ أَمْ لَنْ تَغَارَا3
وقد تدخُل (ما) الكافّة بعد التّاء، فلا تمنعها عن العمل، كقول الشّاعر:
مَاوِيَّ يَا رُبَّتَمَا غَارَةٍ
…
شَعْوَاءَ كَاللّذعَةِ4 بِالْمِيْسَمِ5
ولا يتعلّق إلا بفعلٍ متأخّر.
1 في ب: قال.
2 في ب: عن.
3 هذا بيتٌ من الوافر، وهو لابن أحمر الباهليّ.
و (الحفيّ) : المبادر في السّؤال المستقصي له. و (غارت العين) : دخلت في الرّأس؛ ويروى (عارت) أي: سال دمعها.
والشّاهد فيه: (ربّت) حيث جاءت (رُبّ) ملحقة بالتّاء مشدّدة.
يُنظر هذا البيتُ في: أدب الكاتب 398، واشتقاق أسماء الله 36، والأزهيّة 262، وأمالي ابن الشّجريّ 3/48، وشرح المفصّل 10/75، واللّسان (عور) 4/612، (غور) 5/34، وتذكرة النّحاة 382، وشرح شواهد الشّافية 353، والدّيوان 76.
4 في أ: كالدغة، وفي ب: كالذعة والصواب ما هو مثبت.
5 هذا بيتٌ من السّريع، وهو لِضَمْرَةَ بْنِ ضَمْرَةَ النَّهْشَلِيِّ.
(ماويّ) - مرخم ماويّة -: اسم امرأة. و (الشّعواء) : الغارة الكثيرة المنتشرة. و (الميسم) : ما يوسَم به البعير؛ وذلك بوضعه في النّار وكَيِّ البعير به ليكون علامة مميّزة له.
والشّاهد فيه: (رُبَّتَمَا غارة) حيث دخلت (ما) الزّائدة على (رُبَّتَ) فلم تكفّها عن العمل.
يُنظر هذا البيتُ في: نوادر أبي زيد 55، والأزهيّة 262، والإنصاف 1/105، وشرح المفصّل 8/31، والأشباه والنّظائر 3/186، والخزانة 9/384.