المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌بَابُ الاسْتِثْنَاءِ: وَكُلُّ مَا اسْتَثْنَيْتَهُ مِنْ مُوْجَبِ … تَمَّ الْكَلَامُ عِنْدَهُ1 - اللمحة في شرح الملحة - جـ ١

[ابن الصائغ]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌مقدمة

- ‌القسم الأول: قسم الدراسة

- ‌التمهيد

- ‌الفصل الأول: الصايغ

- ‌المبحث الأول: اسمه، ونسبُه، وكنيته، ولقبه

- ‌المبحث الثاني: مولده، ونشأته، ووفاته

- ‌المبحث الثالث: شيوخه، وتلاميذه

- ‌المبحث الرابع: مصنّفاته

- ‌الفصل الثاني: اللمحة في شرح الملحة

- ‌المبحث الأول: توثيق اسم الكتاب، ونسبته إلى مؤلفه

- ‌المبحث الثاني: منهج المؤلّف في الكتاب

- ‌المبحث الثالث: مصادره

- ‌المبحث الرابع: شواهده

- ‌المبحث الخامس: موازنة بين اللّمحة وشرح الحريريّ على الملحة

- ‌المبحث السادس: تقويم الكتاب

- ‌القسم الثاني: قسم التحقيق

- ‌وصف النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق

- ‌منهجي في التّحقيق

- ‌النص المحقق

- ‌كتاب اللمحة في شرح الملحة

- ‌[بَابُ الكَلَامِ]

- ‌بَابُ الاسْمِ:

- ‌بَابُ الْفِعْلِ:

- ‌ باب الحرف

- ‌باب النكرة والمعرفة:

- ‌باب قسمة الأفعال:

- ‌باب الأمر:

- ‌باب الفعل المضارع:

- ‌باب الإعراب

- ‌باب التنوين:

- ‌بَابُ الأَسْمَاءِ المُعْتلَّةِ المُضَافَةِ:

- ‌بَابُ حُرُوفِ الْعِلَّةِ:

- ‌بَابُ الاِسْمِ الْمَنْقُوصِ:

- ‌بَابُ الاِسْمِ الْمَقْصُورِ:

- ‌بَابُ التَّثْنِيَةِ

- ‌بَابُ جَمْعِ التَّأْنِيْثِ:

- ‌بَابُ جَمْعِ التَّكْسِيْرِ:

- ‌بَابُ حُرُوفِ الْجَرِّ:

- ‌[بَابُ رُبَّ]

- ‌بَابُ القَسَمِ:

- ‌بَابُ الإِضَافَةِ:

- ‌بَابُ كَمِ الْخَبَرِيَّةِ:

- ‌بَابُ الْمُبْتَدَأ [وَخَبَرِهِ]

- ‌بَابُ الفَاعِلِ:

- ‌بَابُ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ:

- ‌بَابُ المَفْعُولِ بِهِ:

- ‌بَابُ أَفْعَالِ القُلُوبِ:

- ‌بَابُ اسْمِ الفَاعِلِ:

- ‌بَابُ الْمَصْدَرِ:

- ‌باب المفعول له ويقال: المفعول من أجله

- ‌بَابُ الْمَفْعُولِ مَعَهُ:

- ‌بَابُ الحَالِ: [

- ‌بَابُ التَّمْيِيز: ِ [

- ‌بَابُ نِعْمَ وَبِئْسَ:

- ‌بَابُ حَبَّذَا وَأَفْعَل الَّذِي لِلتَّفْضِيلِ:

- ‌بَابُ كَمِ الاسْتِفْهَامِيَّةِ:

- ‌بَابُ الْمَفْعُولِ فِيهِ وَهُوَ الظَّرْفُ

- ‌بَابُ الاسْتِثْنَاءِ:

- ‌بَابُ لَا فِي النَّفْيِ:

- ‌بَابُ التَّعَجُّبِ:

الفصل: ‌ ‌بَابُ الاسْتِثْنَاءِ: وَكُلُّ مَا اسْتَثْنَيْتَهُ مِنْ مُوْجَبِ … تَمَّ الْكَلَامُ عِنْدَهُ1

‌بَابُ الاسْتِثْنَاءِ:

وَكُلُّ مَا اسْتَثْنَيْتَهُ مِنْ مُوْجَبِ

تَمَّ الْكَلَامُ عِنْدَهُ1 فَلْيُنْصَبِ

تَقُولُ: جَاءَ الْقَوْمُ إِلَاّ سَعْدَا

وَقَامَتِ النِّسْوَةُ إِلَاّ هِنْدَا2

الاستثناء هو: إخراج شيءٍ3 ممّا دخل فيه غيره، أو إدخال شيء فيما خرج منه غيره؛ والاسم المستثنى ضدّ4المستثنى منه5.

والاستثناء نوعان: متّصل، ومنقطع.

فالمتصّل: إخراج مذكور بإِلَاّ أو ما في معناها من حكم شامل له، أو ملفوظٍ [به] 6، أو مقدّر7.

فالإخراج جنسٌ يشمل8 نوعي الاستثناء، ويخرج الوصف ?إِلاّ

1 في ب: دونه.

2 في متن الملحة 28، وشرح الملحة 209: إِلَاّ دَعْدَا.

3 في أ: الشّيء.

4 في أ: عند، وهو تحريف.

5 هذا تعريف الحريريّ في شرحه على ملحته 209.

وعرّفه ابن مالكٍ في التّسهيل 101 بقوله: "وهو المخرج تحقيقًا أو تقديرًا، من مذكور أو متروك، بـ (إِلَاّ) أو ما بمعناها بشرط الفائدة".

وقيل: "هو المذكور بعد (إلاّ) وأخواتها مخالفًا لِمَا قبلها نفيًا وإثباتًا".

شرح الرّضيّ 1/224.

6 ما بين المعقوفين ساقطة من أ.

7 هذا تعريف ابن النّاظم في شرحه على الألفيّة 287.

8 في أ: يشتمل.

ص: 457

[72/أ] كقوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَاّ اللهُ لَفَسَدَتَا} 1.

فقوله: إخراج مذكور ولم يقل: إخراج اسم ليعمّ استثناء2 المفرد، نحو: قام القومُ إلاّ زيدًا، واستثناء الجملة لتأوّلها بالمشتقّ، نحو: ما مررتُ بأحدٍ إلَاّ زيدٌ خيرٌ منه.

وقوله: بإلاّ أو ما في معناها ليخرُج التّخصيص3ونحوه، ويدخل الاستثناء بغَير وسِوَى وحَاشَا وخَلا وعَدا ولَيْسَ ولا يكون.

وقوله: من حكم شامل له ليخرج الاستثناء المنقطع.

وقوله: ملفوظ به أو مقدّر ليتناول الحدُّ الاستثناءَ التّامَّ والمفرّغَ.

والاستثناء التّامّ هو: أن يكون المخرج منه مذكورًا، نحو: قام القوم إلَاّ زيدًا.

1 من الآية: 22 من سورة الأنبياء.

فـ (إِلاّ) وما بعدها بمعنى (غير) صفة لآلهة؛ لأنّ المراد نفيُ الآلهة المتعدِّدة وإثبات الإله الواحد الفرْد؛ ولا يصحّ أن تكون استثنائيّة؛ لأنّ مفهوم الاستثناء فاسدٌ هُنا، إذْ حاصله أنّه لو كان فيهما آلهة لم يستثن الله منهما لم تفسدا؛ وليس كذلك فإنّ مجرّد تعدّد الآلهة يوجِبُ لزوم الفساد مطلَقًا.

2 في أ: الاستثناء.

3 المراد بالتّخصيص هُنا: التّخصيص بالصّفة، نحو:(اعتق رقبة مؤمنة)، والمراد بنحوه التّقييد بالشّرط نحو:(اقتل الذّمّيّ إنْ حارَب)، والتّقييد بالغاية نحو:{ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187] ؛ والتّقييد بالبدل نحو: (أكلتُ الرّغيف ثُلثه) .

يُنظر: المساعد 1/548، والتّصريح 1/346، والصّبّان 2/141.

ص: 458

والمفرّغ هو: أن يكون المخرج منه مقدّرًا في قوّة المنطوق به، نحو: ما قام إلَاّ زيدٌ التّقدير: ما1قام أحدٌ إلَاّ زيدٌ.

والمنقطع هو: الإخراج بإلَاّ أو غير أو بَيْد لِمَا دخل في حكم دلالة المفهوم.

فالإخراج جنس، وقولُه: بإلاّ، أو غير، أوبَيْد مدخل لنحو: ما فيها إنسان إلَاّ وتدًا2 وما عندي أحدٌ غير فرس3، وكنحو قوله صلى الله عليه وسلم:"أَنَا أَفْصَحُ مَنْ نَطَقَ بِالضَّادِ؛ بَيْدَ أَنِّي مِنْ قُرَيْشٍ، واسْتُرْضِعْتُ فِي بَنِي سَعْدٍ"4.

ومخرج الاستدراك ?لكن، نحو قوله تعالى:{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللهِ} 5؛ فإنّه إخراجٌ لِمَا دخل في حكم دلالة المفهوم، ولا يسمّى في اصطلاح النّحويّين استثناءً، بل يختصّ6 باسم7 الاستدراك. [72/ب]

1 في أ: أقام، وهو سهوٌ.

2 في أ: إلاّ زيدٌ، وهو تحريف.

3 في أ: قوس، وهو تحريف.

4 هذا الحديث لا أصل له في كتب السّنّة المعتدّ بها، كما صرّح بذلك جمعٌ ممّن ألّفوا في الموضوعات.

ومعناه صحيح؛ وقد سُمع بألفاظٍ متقارِبة.

يُنظر: المقاصد الحسنة 167، وكشف الخفاء 1/200، والمصنوع في معرفة الحديث الموضوع 60، 61، والفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة 289.

5 من الآية: 40 من سورة الأحزاب.

6 في ب: يخصّ، وهو تحريف.

7 في ب: بالاسم.

ص: 459

وقوله: لما دخل تعميمٌ لاستثناء المفرد والجملة - كما سيأتي -.

وقولُه: في حكم دلالة المفهوم مخرج للاستثناء1 المتّصل؛ فإنّه إخراجٌ لِمَا دخل في دلالة المنطوق.

من أمثلة المستثنى المنقطع الآتي مفردًا2، قوله تعالى:{مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلمٍ إِلَاّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ} 3 [فـ {اتِّبَاعَ الظَّنِّ} ] 4 مستثنى منقطع، مخرج ممّا أفهمه {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ} من نفي الأعمّ من العلم والظّنّ؛ فإنّ الظّنّ يستحضر5 بذكر العلم لكثرة قيامه مقامه، وكأنّه قيل: ما يأخذون6 بشيءٍ إلَاّ اتّباع الظّنّ.

ومنها: قولهم: له عَلَيَّ ألفٌ إلَاّ أَلْفَيْن وإنّ لفلانٍ مالاً إلَاّ أنّه شقيّ وما زاد إلاّ ما نقص وما نفع إلَاّ ما ضَرَّ وما في الأرض أخبث منه إلَاّ إيّاه وجاء الصّالحون إلَاّ الطّالحين7؛ فالاستثناء في هذه الأمثلة كلّها على [نحو] 8 ما تقدّم.

فالأوّل: على معنى له عليَّ ألف لا غير إلاّ ألفين.

والثّاني: على معنى عَدِم فلان البؤس إلَاّ أنّه شقيّ.

1 في أ: الاستثناء.

2 "والاستثناء المنقطع أكثر ما يأتي مستثناه مفردًا، وقد يأتي جملة. ابن النّاظم 288".

3 من الآية: 157 من سورة النّساء.

4 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

5 في ب: لمستحضر.

6 في أ: يدحذون، وهو تحريف.

7 في كلتا النّسختين: الصّالحين، وهو تحريف.

(نحو) ساقطةٌ من ب.

ص: 460

وعلى هذا فقِس الباقي من الأمثلة1.

وللاستثناء2 عدّة أدوات؛ إلَاّ أنّ3 المستولي عليه4: إلَاّ.

وقال الشّيخ بدر الدّين بن مالك رحمه الله [تعالى] 5-: "الاسم المستثنى بإلاّ في غير تفريغ يصحّ نصبه على الاستثناء، سواء كان متّصلاً أو منقطعًا. [73/أ]

والنّاصب هو: إلاّ لا ما قبلها بتقويتها، ولا به مستقلاًّ، ولا باستثني مضمرًا، خلافًا لزاعمي ذلك6.

1 "والثّالث: على معنى (ما عرض له عارضٌ إلاّ النّقص) .

والرّابع: على معنى (ما أفادَ شيئًا إلاّ الضّرّ) .

والخامس: على معنى (ما يليق خبثه بأحدٍ إِلَاّ إيَّاهُ) .

والسّادس: على معنى (جاء الصّالحون وغيرهم إلاّ الطّالحين) .

كأنّ السّامع توهّم مجيء غير الصّالحين، ولم يعبأ بهم المتكلّم فأتى بالاستثناء رفعًا لذلك التّوهُّم".

ومن أمثلة المستثنى المنقطع الآتي جملة قولهم: (لأَفْعَلَنَّ كذا وكذا إلاّ حِلُّ ذلك أن أفعل كذا وكذا) . وابن النّاظم 290. ويُنظر: شرح التّسهيل 2/266، 297.

2 في أ: والاستثناء.

3 في أ: لأنّ، وهو تحريف.

4 في ب: عليها.

5 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

6 وهو مذهب سيبويه، والجُرجانيّ، واختاره ابن مالكٍ، ونسبه للمبرّد.

وكلامُ المبرّد في كتابيه المقتضب والكامل يفيد أنّ النّاصب هو الفعل المحذوف، و (إلاّ) دليل وبدلٌ منه، وليس لـ (إلاّ) عملٌ في المستثنى.

يُنظر: الكتاب 2/331، والمقتضب 4/390، 396، والكامل 2/613، والمقتصد 2/699، والإنصاف، المسألة الرّابعة والثّلاثون، 1/260، والتّبيين، المسألة السّادسة والسّتّون، 399، وشرح التّسهيل 2/271، 273، وائتلاف النّصرة، فصل الحرف، المسألة الحادية والخمسون، 174، والتّصريح 1/349.

ص: 461

ويدلّ على أنَّ النّاصب هو إلَاّ أنّها حرف مختصّ بالأسماء غير متنزّل1 منها منزلة الجزء، وما كان كذلك فهو عامل؛ فيجب أنْ تكون عاملة ما لم تتوسّط2 بين عامل مفرّغ ومعمول، فتُلغى3 وُجوبًا إنْ كان التّفريغ محقّقًا4، [نحو: ما قام إلَاّ زيدٌ، وجوازًا إنْ كان مقدّرًا] 5، نحو: ما قام أحدٌ إلاّ زيدٌ [فإنّه في تقدير: ما قام إلاّ زيدٌ] 6؛ لأنّ أحدٌ مبدل منه، والمبدَل منه7 في حكم المطروح8.

1 في أ: مشترك، وهو تحريف.

2 في أ: يتوسّط، وهو تصحيف.

3 في أ: فيُلغى، وهو تصحيف.

4 في أ: مخفّفًا، وهو تصحيف.

5 ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السّياق، من ابن النّاظم 292.

6 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

(منه) ساقطةٌ من كلتا النّسختين.

8 في كلتا النّسختين: المطرح، والتّصويب من ابن النّاظم.

ص: 462

فإنْ قيل: إلاّ تدخُل على الفعل، كقولك: نشدتّك الله إلاّ فعلتَ وما تأتيني إلا قلتَ خيرًا.

الجواب: أنَّ دخولها على الفعل إذا كان في تأويل الاسم؛ فمعنى نشدتُك الله إلاّ فعلتَ: [ما] 1 أسألك إلَاّ فعلك؛ ومعنى الثّاني: ما تأتيني إلَاّ قائِلاً خَيْرًا.

والسّيرافيّ2 يذهبُ إلى أنّ النّاصب هو ما قبل إلاّ من فعل أو غيره بتعدية إلَاّ.

وذهب ابن خروف3 إلى أنّ النّاصب هو ما قبل إلَاّ على سبيل الاستقلال.

1 ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السّياق، من ابن النّاظم.

2 يُنظر: شرح الكتاب جـ2/ ق111/ أ.

والسّيرافيّ هو: الحسن بن عبد الله بن المرزبان، أبو سعيد القاضي، السّيرافيّ، النّحويّ: كان عالِمًا بالنّحو، واللغة، والفقه، والشِّعر؛ قرأ القرآن على ابن مجاهد، وأخذ النّحو عن ابن السّرّاج ومبرمان؛ ومن مصنّفاته: شرح كتاب سيبويه، وأخبار النّحويّين البصريّين؛ توفّي سنة (368هـ) .

يُنظر: نزهة الألبّاء 227، وإنباه الرّواة 1/348، وإشارة التّعيين 93، والبُلغة 86، وبُغية الوُعاة 1/507.

3 يُنظر رأيُه في: شرح التّسهيل 2/277، والجنى الدّاني 516، والمساعد 1/556، والتّصريح 1/349، والهمع 3/252.

ص: 463

وذهب الزّجّاج1 إلى أنّ النّاصب2 استثني مضمرًا"3.

1 يُنظر هذا الرّأي في شرح الكتاب جـ2/ ق111/ ب، وشرح المفصّل 2/76، والجنى الدّاني 516، والمساعد 1/556.

وإلى هذا القول ذهب المبرّد. يُنظر: المقتضب 4/390، 396، والكامل 2/613، وشرح الكتاب جـ2/ ق111/ ب.

والتّحقيق: أنّ مذهب الزّجّاج هو أنّ المستثنى منصوب بـ (إلاّ) لكونها بمعنى (استثني) ، وليس منصوبًا بفعل مقدّر تقديره (استثني) .

يُنظر: النّحو القرآنيّ بين الزّجّاج وأبي عليّ الفارسيّ 3/1627.

وقال الزّجّاج في معاني القرآن 2/141 - عند قوله تعالى: {أُحِلَّتْ لَكْم بَهِيْمَةُ الأَنْعَام إِلَاّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُم} [المائدة: 1]-: "موضع (ما) نصب بـ (إلاّ) ، وتأويله {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيْمَةُ الأَنْعَامِ إِلَاّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُم} من الميتة والدّمّ

".

وذكر صاحب النّحو القرآنيّ أنّ الزّجّاج حينما يذكر الفعل (استثني) يذكره مصدّرًا بكلمة: المعنى؛ وهذا يُشعر أنّ ما يذكره من ذلك تأويل معنى لا بيان عامل.

يُنظر: النّحو القرآنيّ بين الزّجّاج وأبي عليّ الفارسيّ 2/1132.

2 في أ: إلى أنّه استثني.

3 ينظر: شرح الألفيّة لابن النّاظم 291 - 293.

وهذه أربعة أقوال أوردها الشّارح في خلافهم في العامل في المستثنى.

وأوصلها السّيوطيّ في الهمع 3/252، 253 إلى سبعة أقوال؛ والمراديّ في الجنى الدّاني 516، 517 إلى ثمانية أقوال؛ منها:

أنّه منصوب بـ (إنّ) مقدّرة بعد (إلاّ) ؛ وعليه الكسائيّ، والتّقدير في (قام القوم إلاّ زيدًا) إلاّ أنّ زيدًا لم يقم.

وقيل: بـ (إنْ) المخفّفة المركّبة مع (لا) ؛ ونُسب للفرّاء.

وقيل: إنّه منتصب لمخالفته للأوّل؛ ألا ترى أنّك إذا قلتَ: (قام القومُ إلاّ زيدًا) أن ما بعد (إلاّ) منفيّ عنه القيام، وما قبلها موجِبٌ له القيام؛ وهو مذهب الكسائيّ.

وقيل: إنّ ناصبه تمامُ الكلام كما انتصب (درهمًا) بعد (عشرين) .

يُنظر: الإنصاف، المسألة الرّابعة والثّلاثون، 1/260، وشرح المفصّل 2/76، 77، وشرح الجمل 2/253، 254، وشرح التّسهيل 2/279، والتّصريح 1/349، والهمع 3/252، 253.

ص: 464

وَإِنْ يَكُنْ فِيمَا1 سِوَى الإِيجَابِ

فَأَوْلِهِ الإِبْدَالَ فِي الإِعْرَابِ

تَقُولُ: مَا المَفْخَرُ2 إِلَاّ الكَرَمُ

وَهَلْ مَحَلُّ الأَمْنِ إِلَاّ الْحَرَمُ3

[73/ب]

فَصْلٌ:

إذا كان قبل إلَاّ كلامٌ تامٌّ4؛ فلا يخلو من قسمين:

أحدهما: أنْ يكون موجَبًا5- كما تقدّم -، كقولك: قام القومُ إلَاّ زيدًا، أو6 غير موجب وهو: أن يكون الكلام نفيًا، أو استفهامًا، أو نهيًا؛ فالأجود أن يُعرب ما بعد إلَاّ بإعراب ما قبلها

1 في متن الملحة 28: فِيهِ سِوَى الإِيجَابِ.

2 في أ: الفَخْرُ؛ وعليها ينكسر البيت.

3 تمثيل الحريريّ في النّظم فيه نظر؛ لأنّه مثَّل للاستثناء الّذي يجوزُ فيه الإبدال بالاستثناء المفرّغ؛ وهذا سهو؛ لأنَّ الاستثناء الّذي يجوز فيه الإبدال هو غير الموجب؛ لكنّ الشّارح قد أتى في الشّرح بعد ذلك بالأمثلة الصّحيحة.

وقد تنبّه محقّق شرح ملحة الإعراب لذلك، واعتذر بأنّه ربّما يكون البيتُ قد نقل في غير موضعه سهوًا من النّاسخ. 211.

4 وهو الّذي يذكر فيه المستثنى منه.

5 وهو الّذي لم يتقدّم عليه نفيٌ ولا شبهه.

6 في أ: وغير موجب.

ص: 465

على سبيل البَدَل1؛ فتقول: ما قام أحدٌ إلَاّ زيدٌ وما ضربتُ أحدًا إلَاّ زيدًا وما مررتُ بأحدٍ إلَاّ زيدٍ2، ولك أن تنصب الاسم المستثنى على الأصل3، فتقول4: ما قام [أحدٌ] 5 إلَاّ زيدًا6.

وَإِنْ تَقُلْ: لَا رَبَّ إِلَاّ اللهُ

فَارْفَعْهُ وَارْفَعْ مَا جَرَى مَجْرَاهُ

1 هذا مذهب البصريّين.

وذهب الكوفيّون إلى أنّ (إلاّ) حرفُ عطفٌ بمعنى الواو، وما بعده معطوفٌ على ما قبله.

وردّه البصريّون بأنّ (إلاّ) موضوعة لمخالفة ما بعدها لِمَا قبلها، أمّا الواو فهي موضوعة لمشاركة ما بعدها لِمَا قبلها.

واحتجّ الكوفيّون بنحو قوله تعالى: {لِئَلَاّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَاّ الَّذِينَ ظَلَمُوا} [البقرة: 150] ، وتأوّله البصريّون بمعنى (لكن) .

يُنظر: الكتاب 2/311، والمقتضب 4/390، 394، والأصول 1/303،والإنصاف، المسألة الخامسة والثّلاثون، 1/266، والتّبيين، المسألة السّابعة والسّتّون، 403، والتّصريح 1/349،والأشمونيّ 2/145.

2 فيُعرب (زيدًا) في المواطن الثّلاثة إعراب (أحد) على البدليّة.

3 قال سيبويه في الكتاب 2/319: "هذا بابُ النّصب فيما يكون مستثنىً مبدلاً؛ حدّثنا بذلك يونس وعيسى جميعًا أنّ بعضَ العرب الموثوق بعربيّته يقول: ما مررتُ بأحدٍ إلَاّ زيدًا، وما أتاني أحدٌ إلَاّ زيدًا؛ وعلى هذا: ما رأيتُ أحدًا إلَاّ زيدًا، فينصب (زيدًا) على غير (رأيتُ) ؛ وذلك أنّك لم تجعل الآخر بدلاً من الأوّل، ولكنّك جعلته منقطعًا ممّا عمل في الأوّل".

4 في ب: تقول.

5 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

6 وتقول - أيضًا -: (ما مررتُ بأحدٍ إلاّ زيدًا) ؛ وعلى الوجهين قُرئ قولُه تعالى: {مَا فَعَلُوهُ إِلَاّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ} [النّساء: 66] برفع {قَلِيلٌ} ونصبه؛ وإنْ كان أكثرُ القرّاء على رفعه. شرح ملحة الإعراب 212.

ص: 466

[فَصْلٌ] 1:

إذا جِيء بالاسم المستثنى [بـ] 2 إلَاّ بعد عامل3 لم يشتغل4 بما قبلها، ولا بما بعدها، يليها عامل، فمطلوب العامل هو ما يليها؛ لتفريغ5 الطّلب له6، فيُرفع7 إنْ كان [يطلب] 8مرفوعًا - كما9 تقدّم -؛ ويُنصب إنْ كان يطلب منصوبًا، نحو: ما رأيتُ إلَاّ زيدًا، ويُجرُّ بالحرف الّذي يتعدّى به10، نحو: ما مررتُ إلَاّ بزيدٍ.

1 ما بين المعقوفين ساقطٌ من ب.

2 الباء ساقط من أ.

3 في أ: بعد أحد.

4 في أ: تشتغل، وهو تصحيف.

5 في ب: التّفريع.

6 يسمّى استثناء مفرّغًا؛ لأنّ ما قبل (إلاّ) تفرّغ لطلب ما بعدها، ولم يشتغل عنه بالعمل في غيره، وشرطُه كونُ الكلام غير إيجاب؛ وهو النّفي، نحو:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَاّ رَسُولٌ} [آل عمران: 144] ؛ والنّهي، نحو:{وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَاّ الْحَقَّ} [النّساء: 171] ؛ والاستفهام الإنكاريّ، نحو:{فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَاّ الْقَوْمُ الفَاسِقُونَ} [الأحقاف: 35] . يُنظر: أوضح المسالك 2/60، والتّصريح 1/348، والهمع 3/250، 251، والأشمونيّ 2/149.

7 في ب: ويرفع.

(يُطلب) ساقطةٌ من أ.

9 نحو: (ما قام إلاّ زيدٌ) .

10 في أ: يتعد به، وفي ب: يتقد به؛ وكلتاهما محرّفة، والتصويب من شرح عمدة الحافظ 1/382.

ص: 467

وَانْصِبْ إِذَا1 مَا قُدِّمَ المُسْتَثْنَى

تَقُولُ: هَلْ إِلَاّ العِرَاقَ مَغْنَى2

إذا قُدِّم المستثنى على المستثنى منه نُصِبَ؛ مُوجَبًا كان أو نفيًا، تقول: ما جاء إلَاّ زيدًا [74/أ]

أحدٌ، كقول الكميت3:

وَمَا لِي إِلَاّ آلَ أَحْمَدَ شِيْعَةٌ

وَمَا لِي إِلَاّ مَذْهَبَ الحَقِّ مَذْهَبُ4

امتنع جعلُ المستثنى بدلاً5؛ لأنَّ التّابع لا يتقدّم على المتبوع وكان الوجهُ نصبُه6.

1 في متن الملحة 28: وَانْصِبْ مَا قُدِّمَ.

2 المَغْنَى: المَنْزِلُ الّذي غَنِيَ به أَهْلُه، ثم ظَعَنُوا عنه. اللّسان (غنا) 15/139.

3 هو: الكميت بن زيد بن الأخنس الأسديّ، ويكنى أبا المستهلّ: كوفيّ مقدَّم، عالمٌ بلغات العرب وبأيّامها؛ وهوشاعرُ الهاشميّين، وكان خطيبًا، فارسًا، شُجاعًا؛ وكان شديد التّكلُّف للشّعر، كثير السّرقة له.

يُنظر: الشّعر والشّعراء 385، والأغاني 17/3 - 44، والمؤتلف والمختلف257، ومعجم الشّعراء 237، 238، والخزانة 1/144.

4 هذا بيتٌ من الطّويل.

والشّاهد فيه: (وما لي إلاّ آل أحمد) حيث نصب (آل) وهو مستثنى لتقدُّمه على المستثنى منه؛ ومثلُه قوله: (وما لي إلاّ مذهب الحق مذهبُ) .

يُنظر هذا البيت في: المقتضب 4/398، والكامل 2/614، والجمل 234، واللّمع 124، والتّبصرة 1/377، والإنصاف 1/275، وشرح المفصّل 2/79، وابن النّاظم 298، وأوضح المسالك 2/64، والمقاصد النّحويّة 3/111، وشرح هاشميّات الكميت 50.

5 لزم النّصب لأنّه إذا تأخّر المستثنى جاز إبدالُه، وجاز نصبُه؛ فإذا تقدّم امتنع الإبدال، والعلّة ذكرها الشّارح رحمه الله.

6 ويجوز الاتباع في المسبوق بالنّفي. قال سيبويه رحمه الله: "وحدّثنا يونس أنّ بعض العرب الموثوق بهم يقولون: ما لي إلاّ أبوك أحدٌ، فيجعلون (أحدًا) بدلاً، كما قالوا: ما مررتُ بمثله أحد، فجعلوه بدلاً". الكتاب 2/337. وهو مذهب الكوفيّين.

ويُنظر: شرح الكافية الشّافية 2/704، وابن النّاظم 298، والتّصريح 1/355، والأشمونيّ 2/148.

ص: 468

َإِنْ تَكُنْ مُسْتَثْنِيًا بِمَا عَدَا

وَمَا خَلَا1وَ2 لَيْسَ فَانْصِبْ أَبَدَا

تَقُولُ: جَاؤوا مَا عَدَا مُحَمَّدًا

وَ3 مَا خَلَا زَيْدًا وَلَيْسَ أَحْمَدَا

[فَصْلٌ] 4:

يُنصب المستثنى - من الموجِب - بإلَاّ وعَدَا وخَلا؛ كقولك: قامَ القومُ خلَا زيدًا وعدا عمرًا بالنّصب؛ وإنْ شئت جررتَ5 فقلت: قام القوم خَلَا زيدٍ وعَدَا عَمْرٍو؛ فالجرُّ على أنّهما حرفان مختصّان بالأسماء، والنّصبُ على أنّهما فِعْلان ماضيان غير متصرّفين؛ لوُقوعهما موقع الحرف6؛ فإذا تقدّم عليهما ما بَعُدَ من

1 في متن الملحة 29، وشرح الملحة 214: أَوْ مَا خَلَا أَوْ لَيْسَ.

2 في ب: أو.

3 في متن الملحة 29، وشرح الملحة 214: مَا خَلَا عَمْرًا.

4 ما بين المعقوفين ساقطٌ من ب.

5 والجرّ بـ (عدا) قليل؛ ولم يذكره سيبويه رحمه الله والمبرّد، وإنّما حكاهُ الأخفش.

يُنظر: الكتاب 2/348، والمقتضب 4/426، وشرح المفصّل 2/78، 8/49، وأوضح المسالك 2/72، والتّصريح 1/363.

6 والمستثنى بعدهما مفعولٌ به، وضمير ما سواه من المستثنى منه هو الفاعل؛ فإذا قلت:(قاموا خلا زيدًا) فالتّقدير: قاموا جاوز غير زيدٍ منهم زيدًا، وكذا إذا قلتَ:(قاموا عدا عَمْرًا) .

ابن النّاظم 308.

ص: 469

شبه الحرف؛ [لأنَّ الحرف لا يدخُل على الحرف1] 2؛ فتقول: جاءَ النّاسُ ما خلا زيدًا وما عدا عَمْرًا، كقول لبيد:

أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ3

..........................................

فوجب النّصب بهما؛ لتقدّم ما المصدريّة4.

ومن أدوات الاستثناء: ليس ولا يكون؛ فهما الرّافعان للاسم5، النّاصبان [74/ب] للخبر6؛ فلهذا يجب نصبُ المستثنى بهما؛ لأنّه الخبر.

1 "وقيل: لأنّ (ما) المصدريّة لا يليها حرفُ جرّ، وإنّما توصل بجملة فعليّة، وقد توصَل بجملة اسميّة". ابن النّاظم 308.

2 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

3 تقدّم تخريج هذا البيت في ص 104.

والشّاهد فيه هُنا: (ما خلا اللهَ) حيث ورد بنصب لفظ الجلالة بعد (خلا) ؛ فدلّ ذلك على أنّ الاسم الواقع بعد (ما خلا) يكون منصوبًا؛ وذلك لأنّ (ما) هذه مصدريّة، و (ما) المصدريّة لا يكون بعدَها إلاّ فعل؛ ولذلك يجب نصب ما بعدها على أنّه مفعولٌ به، وإنّما يجوز جرّه إذا كانت (خلا) حرفًا، وهي لا تكون حرفًا متى سبقها الحرف المصدري.

4 وحكى الجرميّ الجرّ مع (ما) عن بعض العرب.

يُنظر: شرح الكافية الشّافية 2/722، وابن النّاظم 308، والتّصريح 1/365، والأشمونيّ 2/164.

5 في أ: للأسماء.

6 في أ: الجبر، وهو تصحيف.

ص: 470

وأمّا الاسم1 فالتزم إضمارُه2؛ لأنّه لو ظهر فَصَلَهُمَا من المستثنى، وجُهِلَ قصد الاستثناء؛ تقول: قاموا ليس زيدًا، ونحو:"يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى كُلِّ خُلُقٍ لَيْسَ الخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ" 3، المعنى: إلَاّ الخيانة والكذب؛ والتّقدير: لَيْسَ بَعْضُ خُلُقِهِ الخِيَانَةَ والْكَذِبَ.

وتقول: قاموا لا يكون زيدًا، وتقديره: قاموا لا يكون بعضهم زيدًا.

وأمّا حاشا فَيَجُرُّ ما بعده، وينصب؛ فالجرُّ على أنّها4حرف، والنّصب على أنّها5 [فعل] 6 غير متصرّف7.

1 أي: اسمهما.

2 للنُّحاة في عائد الضّمير المستتر في (ليس) من قولك: (قاموا ليس زيدًا)، وفي (لا يكون) من قولك:(قاموا لا يكون زيدًا) ثلاثةُ أقول:

الأوّل: أنّه عائدٌ على البعض المدلول عليه بكلّه السّابق؛ فتقدير الكلام: قاموا ليس بعضهم زيدًا، وقاموا لا يكون بعضُهم زيدًا؛ وهو مذهب سيبويه والجمهور.

الثّاني: أنّه عائدٌ على اسم الفاعل المفهوم من الفعل السّابق؛ فتقدير الكلام: قاموا ليس القائم زيدًا، وقاموا لا يكون القائم زيدًا؛ ونُسب إلى سيبويه.

الثّالث: أنّه عائدٌ على المصدر المدلول عليه بالفعل تضمُّنًا؛ فتقدير الكلام: قاموا ليس القيام قيام زيد، وقاموا لا يكون القيام قيام زيد؛ فحذف المضاف وأُقيم المضاف إليه مقامه؛ وهو مذهب الكوفيّين.

يُنظر: الكتاب 2/347، وشرح التّسهيل 2/311، وأوضح المسالك 2/72، وابن عقيل 560، والتّصريح 1/362، والأشمونيّ 2/162.

3 أخرجه أحمد في مسنده 5/252.

4 في ب: أنّهما، وهو تحريف.

5 في ب: أنّهما، وهو تحريف.

6 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

7 والمستثنى مفعوله، وضمير ما سواه الفاعل، كما في النّصب بعد (خلا) . ابن النّاظم 309.

ص: 471

فمن الجرّ بها قولُ الشّاعر:

حَاشَا أَبِي ثَوْبَانَ إِنَّ بِهِ1

ضَنًّا عَنِ المَلْحَاةِ وَالشَّتْمِ2

وأنشد الأخفش بإلحاق ما المصدريّة:

رَأَيْتُ النَّاسَ مَا حَاشَا قُرَيْشًَا

فَإِنَّا نَحْنُ أَكْثَرُهُمْ فَعَالَا3

ويُقال في حَاشَا: حَاشَ كثيرًا، وحَشَا قليلاً.

وأنشدوا في حرفيّة عَدَا والجرّ بها:

تَرَكْنَا فِي الْحَضِيْضِ بَنَاتِ عُوْجٍ

عَوَاكِفَ قَدْ خَضَعْنَ إِلَى النُّسُورِ4

أَبَحْنَا حَيَّهُمْ قَتْلاً وَأَسْرًا عَدَا الشَّمْطَاءِ وَالطِّفْلِ الصَّغِيرِ5

1 في أ: له، وهو تحريف.

2 تقدّم تخريج هذا البيت في ص 238.

والشّاهد فيه هُنا: (حاشا أبي ثوبان) حيث جاءت (حاشا) حرف جرٍّ، فجرّت ما بعدها (أبي) ، ويجوز أن تأتيَ فعلاً ماضيًا فتنصب ما بعدها.

3 تقدّم تخريج هذا البيت في ص 239.

والشّاهد فيه هُنا: (ما حاشا قريشًا) حيث أدخل (ما) المصدريّة على (حاشا) وهو قليل.

4 في أ: النّشور، وهو تصحيف.

5 هذان بيتان من الوافر، ولم أقف على قائلهما.

و (الحضيض) : القرار من الأرض عند منقطع الجبل، والحضيض - أيضًا -: الأرض. و (بنات عوج) : يريد أفراسًا كريمات الأصول غير مهجّنات. و (عواكف) : جمع عاكفة، والعُكوف: الإقامة على الشّيء وبالمكان ولزومهما. و (خضعن) : ذللن وخشعن. و (أبحنا) : أهلكنا واستأصلنا. و (الحيّ) : القبيلة. و (الشّمطاء) : هي العجوز الّتي يخالِط سواد شعرها بياض.

والشّاهد فيه: (عدا الشّمطاء) حيث استعمل (عدا) حرْفَ جرٍّ؛ وهو قليل، ولِقِلَّته لم يحفظه سيبويه.

يُنظر هذان البيتان في: شرح التّسهيل 2/310، وابن النّاظم 310، وأوضح المسالك 2/72، وابن عقيل 1/563، والمقاصد النّحويّة 3/132، والتّصريح 1/363، والهمع 3/285، والأشمونيّ 2/163، والدّرر 3/178.

ص: 472

وَغَيْرُ إِنْ جِئْتَ بِهَا مُسْتَثْنِيَهْ

جَرَتْ عَلَى الإِضَافَةِ المُسْتَوْلِيَهْ

وَرَاؤُهَا تَحْكُمُ فِي إِعْرَابِهَا

مِثْلَ اسْمِ إِلَاّ حِينَ يُسْتَثْنَى بِهَا

غير: يستثنى بها بشرط صلاحيّة إلَاّ مكانها؛ فيجرّ1المستثنى بها، وتعرب هي بما يستحقّه المستثنى بإلَاّ؛ من نَصْبٍ لازمٍ2، أو نصب مرجّح3عليه الإتباع4، [أو نصب مرجّح على الإتباع5] 6، أو تأثّر7بعاملٍ مُفرَّغ؛ تقول في اللاّزم: جاءني القومُ غيرَ زيدٍ، والمرجّح عليه الإتباع8: ما جاءني أحدٌ غيرُ زيد، والمرجّح على9 الإتباع:

1 في ب: فتجرّ، وهو تصحيف.

2 إذا كان بعد كلام تامّ موجب.

3 إذا كان بعد كلام تامّ غير موجب، وكان الاستثناء متّصلاً.

4 في أ: للأتباع.

5 إذا كان بعد كلامٍ تامّ غير موجب، وكان الاستثناء منقطعًا.

6 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

7 في أ: يأثر، وهو تصحيف.

8 في أ: للأتباع.

9 في أ: والمرجّح للأتباع.

ص: 473

ما لزيدٍ علم غيرَ ظنِّ، وإيجابُ التّأثّر1 بالعامل المفرّغ: ما جاءني غيرُ2 زيدٍ فغير هُنا3 كإلَاّ4؛ وقد جاءت إلَاّ كغير في قول الشّاعر:

وَكُلُّ أَخٍ مُفَارِقُهُ أَخُوهُ

لَعَمْرُ أَبِيكَ إِلَاّ الفَرْقَدَانِ5

وسُوى وسَواء لغتان في سِوَى6؛ وهي مثل غير

1 في أ: التّأثير.

2 في ب: ما جاءني أحدٌ غير زيد، وهو سهو.

3 في ب: ها هنا.

4 وليس بينهما من الفرْق إِلاّ أنّ نصب ما بعد (إلاّ) في غير الإتباع، والتّفريغ نصب بـ (إلَاّ) على الاستثناء، ونصب (غير) هُناك بالعامل الّذي قبلها على أنّها حال، تؤدِّي معنى الاستثناء. ابن النّاظم 304.

5 هذا بيتٌ من الوافر، وهو لعمرو بن معد يكرب، ويُنسب إلى حضرميّ بن عامرٍ الأسديّ.

و (الفرقدان) : نجمان قريبان من القطب لا يفترقان.

والمعنى: كلّ أخوين غير الفرقدين لا بدّ أن يفترقا بسَفرٍ أو موت.

والشّاهد فيه: (إلاّ الفرقدان) حيث استعمل (إلَاّ) بمعنى (غير) .

واستشهد به النُّحاة على نعت (كلّ) بقوله: (إلاّ الفرقدان) على تقدير (غير) .

وفيه ردٌّ على المبرّد الّذي زعم أنّ الوصف بـ (إلَاّ) لم يجيء إلا فيما يجوز فيه البدل؛ فـ (إلاّ الفرقدان) صفة ولا يمكن فيه البدل.

يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب 2/334، والمقتضب 4/409، والإنصاف 1/268، وشرح المفصّل 2/89، ورصف المباني 177، والجنى الدّاني 519، وتذكرة النُّحاة 90، والمغني 101، 739، والهمع 3/273، والخزانة 3/421، والدّيوان 178.

6 في أ: سوا.

ص: 474

معنىً واستعمالاً؛1 فيستثنى2 بها3 [متّصل] 4، نحو: قاموا سِوى زيد، [منقطع] 5، كقول الشّاعر:

لَمْ أُلْفِ فِي الدَّارِ ذَا نُطْقٍ سِوَى طَلَل

قَدْ كَادَ6 يَعْفُو وَمَا بِالْعَهْدِ مِنْ قِدَمِ7

[وفي شرح الشّيخ بدر الدّين: "ويوصَف بها"8]

1 ما ذكره الشّارح هُنا من أنّ (سوى) حكمها كحكم (غير) معنىً واستعمالاً؛ هو ما ذهب إليه الزّجّاج وابن مالك.

وقد احتجّ ابن مالكٍ لهذا في بعض كتبه؛ وذهب سيبويه والجمهور إلى أنّ (سوى) ظرف يلزم النّصب غير متصرّف؛ وقالوا: لا تخرُج عن الظّرفيّة إلاّ في الشّعر.

وذهب الرّمّانيّ والعكبريّ وابن هشام إلى أنّها تستعمل ظرفًا غالبًا، وكـ (غير) قليلاً.

يُنظر: الكتاب 1/407، 409، 2/350، والمقتضب 4/349، 351، والتّبصرة 1/381، 382، والتّبيين، المسألة الحادية والسّبعون، 419، وشرح الكافية الشّافية 2/716، 718، وأوضح المسالك 2/70، 72، والتّصريح 1/362، والأشمونيّ 2/159، 160.

2 في أ: فيستغنى، وهو تحريف.

3 في أ: بها وسوى.

4 ما المعقوفين ساقط من أ.

5 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

6 في ب: كان، وهو تحريف.

7 هذا بيتٌ من البسيط، ولم أقف على قائله.

و (ألف) : أجد. و (الطّلل) : ما شَخَصَ من آثار الدّار. و (يعفو) : يدرُس ويتغيّر.

والشّاهد فيه: (سوى طلل) فإنّه دلّ على أنّ (سوى) يستثنى بها في المنقطع.

يُنظر هذا البيت في: شرح التّسهيل 2/314، وابن النّاظم 304، والارتشاف 2/304، والمقاصد النّحويّة 3/119، والهمع 3/163، والدّرر 3/95.

8 شرح الألفيّة لابن النّاظم 304.

9 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

ص: 475

[ومن الاستثناء بها1،] كقول الآخر: [75/ب]

أَصَابَهُمْ بَلَاءٌ كَانَ فِيْهِمْ سِوَى

مَا قَدْ أَصَابَ بَنِي النَّضِيرِ2

وتقبل أثر العوامل المفرّغة، كقوله - صلّى الله عليه3 وسلّم-:"مَا أَنْتُمْ فِي سِوَاكُمْ مِنَ الأُمَمِ إِلَاّ كَالشَّعْرَةِ البَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ، أَوْ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأَبْيَضِ" 4، وتأتي فاعلةً كقول بعضهم - حكاه الفرّاء -:"أَتَانِي5 سِوَاكَ6"، وكقول الشّاعر:

1 كذا في النسختين؛ والظاهر أنها مقحمة، بدليل قوله بعد ذلك:(كقول الآخر) ؛ وإلاّ قال: قول الآخر؛ ويدلّ على ذلك: عدم ورودها في شرح ابن الناظم.

2 هذا بيتٌ من الوافر، وهو لحسّان بن ثابت رضي الله عنه.

و (أصابهم) : نزل بهم.

والشّاهد فيه: خروج (سوى) عن الظّرفيّة ووقوعها صفة.

يُنظر هذا البيت في: شرح التّسهيل 2/314، وابن النّاظم 304، والمقاصد النّحويّة 3/120، والهمع 3/163، والدّرر 3/95، والدّيوان 245.

3 في ب: على.

4 أخرجه البخاريّ في صحيحه، كتاب الرّقاق، باب كيف الحشر، 8/197، 198 - والرّواية فيه:"وَمَا أَنْتُمْ فِي أَهْلِ الشِّرْكِ إِلَاّ كَالشَّعْرَةِ البَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ، أَوْ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأَحْمَر" -، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب كون هذه الأمّة نصف أهل الجنّة، 1/200، 201 - والرّواية فيه كالرّواية في صحيح البخاريّ، وفيه رواياتٌ قريبةٌ من ذلك -، وابن ماجه في سننه، كتاب الزّهد، باب صفة أمّة محمّد صلى الله عليه وسلم، 2/1432 - والرّواية فيه كالرّواية في صحيح البخاريّ -، وأحمد في مسنده 1/445، 6/441.

5 في أ: أياي، وهو تحريف.

6 هذه الحكاية تفرّد بها الفرّاء عن أبي ثَرْوان - كما ذكر ذلك الأنباريّ في الإنصاف 1/298 -.

يُنظر: شرح التّسهيل 2/315، وابن النّاظم 305، وأوضح المسالك 2/70، وتعليق الفرائد 6/138، والتّصريح 1/362، والأشمونيّ 2/159.

ص: 476

وَلَمْ يَبْقَ سِوَى العُدْوَا

نِ دِنَّاهُمْ كَمَا دَانُوا1

وأنشد ابن جنّي مجرورًا:

أَلَا مِنْ مُنَادٍ أَبَا مَالِكٍ

أَفِي أَمْرِنَا هُوَ أَمْ فِي سِوَاه2

وتأتي مبتدأة، كقول الآخر:

وَإِذَا تُبَاعُ كَرِيْمَةٌ أَو تُشْتَرَى

فَسِوَاكَ بَائِعُهَا وَأَنْتَ المُشْتَرِي3

1 هذا بيتٌ من الهزج، وهو للفِنْد الزِّمَّانيّ، واسمُه شَهْل بن شيْبان، من قصيدةٍ قالها في حرب البَسوس.

و (العدوان) : الظُّلم الصّريح. و (دنّاهم) : جازيناهم، من الدِّين، وهو: الجزاء والمُكافأَة.

والشّاهد فيه: (ولم يبق سوى العدوان) حيث وقعت سوى) فاعلاً، وخرجت عن الظّرفيّة.

يُنظر هذا البيتُ في: أمالي القالي 1/260، وشرح الحماسة للتّبريزيّ 1/6، وشرح التّسهيل 2/315، وشرح الكافية الشّافية 2/719، وابن النّاظم 305، وأوضح المسالك 2/71، وابن عقيل 1/558، والمقاصد النّحويّة 3/122، والتّصريح 1/362، والهمع 3/161، والأشمونيّ 2/159، والخزانة 3/431.

2 هذا بيتٌ من المتقارِب، وهو للمتنخّل الهذلي.

والشّاهد فيه: (أم في سواه) حيث وقعت (سوى) مجرورة بحرف الجرّ، وخرجت عن الظّرفيّة.

يُنظر هذ البيتُ في: ديوان الهذليّين 2/30، وأمالي المرتضى 1/306، - 307، والخزانة 4/146- 147.

3 هذا بيتٌ من الكامل، وهو لابن المولى - محمّد بن عبد الله بن مسلم المدنيّ -، يخاطب به يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلّب، ويمدحه به.

والشّاهد فيه: (فَسِوَاكَ) حيث وقعت (سوى) مرفوعةً بالابتداء، وخرجت عن النّصب على الظّرفيّة.

يُنظر هذا البيتُ في: شرح الحماسة للتّبريزيّ 2/357، وشرح التّسهيل 2/315، وشرح الكافية الشّافية 2/718، وابن النّاظم 305، وابن عقيل 1/557، والمقاصدالنّحويّة 3/125، والهمع 3/161، والأشمونيّ 2/159، والدّرر 3/92.

ص: 477

ولا سِيَّمَا1 يستثنى بها، ومعناها: التّخصيص، ويجرّ ما بعدها2، كقولك: أكرمني النّاس [ولا] 3 سِيَّمَا زيدٍ أي: لا مثل زيدٍ؛

1 قال ابن مالكٍ في شرح الكافية الشّافية 2/724: "وجرت عادة النّحويّين أنْ يذكُروا (لا سيّما) مع أدوات الاستثناء مع أنَّ الّذي بعدها مُنَبَّهٌ على أَوْلَوِيَّته بما نُسِبَ إلى ما قبلها".

وقال في شرح التّسهيل 2/318: "ومن النّحويين مَن جعل (لا سيّما) من أدوات الاستثناء؛ وذلك عندي غيرُ صحيح؛ لأنّ أصل أدوات الاستثناء هو (إلاّ) ؛ فما وقع موقعه وأغنى عنه فهو من أدواته، وما لم يكن كذلك فليس منها؛ ومعلومٌ أنّ (إلاّ) تقع موقع (حاشا) و (عدا) و (خلا) و (ليس) و (لا يكون) و (غير) و (سِوى) وغير ذلك ممّا لم يختلف في الاستثناء به؛ فوجب الاعتراف بأنّه من أدواته، و (لا سيّما) بخلاف ذلك فلا يعدّ من أدواته، بل هو مضادٌّ لها؛ فإنّ الذي يلي (لاسيّما) داخلٌ فيما قبله ومشهودٌ له بأنّه أحقّ بذلك من غيره".

و (لا سِيَّمَا) بتشديد الياء، ودخول (لا) عليها ودخول الواو على (لا) واجب؛ ويجوز أن تخفّف، وأن يُحذف الواو.

2 الجرُّ على جعل (ما) زائدة مؤكّدة، وجَرّ ما بعدها بإضافة السّي إليه، كأنّه قال:(ولا سي زيدٍ) أي: ولا مثل زيدٍ.

يُنظر: شرح المفصّل 2/85، وشرح الكافية الشّافية 2/724، وشرح التّسهيل 2/318، والمغني 187، والأشمونيّ 2/167.

3 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

ص: 478

ويرفع1 ما بعدها، كقول الشّاعر:

...............................

وَلَا سِيَّمَا يَوْمٌ بِدَارَةِ جُلْجُلِ2

[76/أ]

أي: ولا مثل الّذي هو يوم.

ولا سِيَّمَا زيدًا3 بمعنى: [إلَاّ]4.

1 الرّفع على أنّه خبرٌ لمبتدأ محذوف، و (ما) موصولة، أو نكرة موصوفة بالجملة، والتّقدير: ولا مثل الّذي هو يوم، أو ولا مثل شيء هو يوم.

ويجوز النّصب في الاسم الّذي بعدها إذا كان نكرة.

يُنظر: المصادر السّابقة.

2 هذا عجُز بيتٍ من الطّويل، وصدرُه:

أَلَا رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِحٍ

وهو لامرئ القيس.

و (دَاْرَةُ جُلْجُلِ) : موضع.

والشّاهد فيه: (ولا سِيَّمَا يَوْمٌ) حيث يجوز في (يوم) الرّفع على أنّه خبرٌ لمبتدأ محذوف، ويجوزُ فيه - أيضًا -: الجرّ على الإضافة، والنّصب على التّمييز.

يُنظر هذا البيت في: شرح المفصّل 2/86، وشرح التّسهيل 2/318، وشرح الكافية الشّافية 2/725، واللّسان (سوا) 14/411، والجنى الدّاني 334، والمغني 186، والمساعد 1/597، والهمع 3/293، والخزانة 3/444، 451، والدّرر 3/183، والدّيوان 10.

3 انتصاب المعرفة منعه الجمهور، وجوّزه بعضهم موجِّهًا إيّاه بأنّ (ما) كافّة، وأنّ (لا سيّما) نزلت منزلة (إلاّ) في الاستثناء؛ فما بعدها منصوبٌ على الاستثناء المتّصل، لإخراجه عمّا قبل (لا سيّما) من حيث عدمُ مساواة ما قبلها له. وضُعِّف بأنّ (إِلَاّ) لا تقترنُ بالواو، ولا يُقال:(جاء القوم وإلاّ زيدًا) . ووجّهه الدّمامينيّ بأنّ (ما) تامّة بمعنى (شيء)، والنّصب بتقدير:(أعني) أي: ولا مثل شيء أعني زيدًا. يُنظر: المغني 187، والأشمونيّ 2/168، والصّبّان 2/168.

4 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

ص: 479