المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌بَابُ الإِضَافَةِ: وَقَدْ يُجَرُّ الاسْمُ بِالإِضَافَهْ … كَقَوْلِهِمْ: دَارُ أَبِي قُحَافَهْ [38/أ] الإضافة - اللمحة في شرح الملحة - جـ ١

[ابن الصائغ]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌مقدمة

- ‌القسم الأول: قسم الدراسة

- ‌التمهيد

- ‌الفصل الأول: الصايغ

- ‌المبحث الأول: اسمه، ونسبُه، وكنيته، ولقبه

- ‌المبحث الثاني: مولده، ونشأته، ووفاته

- ‌المبحث الثالث: شيوخه، وتلاميذه

- ‌المبحث الرابع: مصنّفاته

- ‌الفصل الثاني: اللمحة في شرح الملحة

- ‌المبحث الأول: توثيق اسم الكتاب، ونسبته إلى مؤلفه

- ‌المبحث الثاني: منهج المؤلّف في الكتاب

- ‌المبحث الثالث: مصادره

- ‌المبحث الرابع: شواهده

- ‌المبحث الخامس: موازنة بين اللّمحة وشرح الحريريّ على الملحة

- ‌المبحث السادس: تقويم الكتاب

- ‌القسم الثاني: قسم التحقيق

- ‌وصف النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق

- ‌منهجي في التّحقيق

- ‌النص المحقق

- ‌كتاب اللمحة في شرح الملحة

- ‌[بَابُ الكَلَامِ]

- ‌بَابُ الاسْمِ:

- ‌بَابُ الْفِعْلِ:

- ‌ باب الحرف

- ‌باب النكرة والمعرفة:

- ‌باب قسمة الأفعال:

- ‌باب الأمر:

- ‌باب الفعل المضارع:

- ‌باب الإعراب

- ‌باب التنوين:

- ‌بَابُ الأَسْمَاءِ المُعْتلَّةِ المُضَافَةِ:

- ‌بَابُ حُرُوفِ الْعِلَّةِ:

- ‌بَابُ الاِسْمِ الْمَنْقُوصِ:

- ‌بَابُ الاِسْمِ الْمَقْصُورِ:

- ‌بَابُ التَّثْنِيَةِ

- ‌بَابُ جَمْعِ التَّأْنِيْثِ:

- ‌بَابُ جَمْعِ التَّكْسِيْرِ:

- ‌بَابُ حُرُوفِ الْجَرِّ:

- ‌[بَابُ رُبَّ]

- ‌بَابُ القَسَمِ:

- ‌بَابُ الإِضَافَةِ:

- ‌بَابُ كَمِ الْخَبَرِيَّةِ:

- ‌بَابُ الْمُبْتَدَأ [وَخَبَرِهِ]

- ‌بَابُ الفَاعِلِ:

- ‌بَابُ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ:

- ‌بَابُ المَفْعُولِ بِهِ:

- ‌بَابُ أَفْعَالِ القُلُوبِ:

- ‌بَابُ اسْمِ الفَاعِلِ:

- ‌بَابُ الْمَصْدَرِ:

- ‌باب المفعول له ويقال: المفعول من أجله

- ‌بَابُ الْمَفْعُولِ مَعَهُ:

- ‌بَابُ الحَالِ: [

- ‌بَابُ التَّمْيِيز: ِ [

- ‌بَابُ نِعْمَ وَبِئْسَ:

- ‌بَابُ حَبَّذَا وَأَفْعَل الَّذِي لِلتَّفْضِيلِ:

- ‌بَابُ كَمِ الاسْتِفْهَامِيَّةِ:

- ‌بَابُ الْمَفْعُولِ فِيهِ وَهُوَ الظَّرْفُ

- ‌بَابُ الاسْتِثْنَاءِ:

- ‌بَابُ لَا فِي النَّفْيِ:

- ‌بَابُ التَّعَجُّبِ:

الفصل: ‌ ‌بَابُ الإِضَافَةِ: وَقَدْ يُجَرُّ الاسْمُ بِالإِضَافَهْ … كَقَوْلِهِمْ: دَارُ أَبِي قُحَافَهْ [38/أ] الإضافة

‌بَابُ الإِضَافَةِ:

وَقَدْ يُجَرُّ الاسْمُ بِالإِضَافَهْ

كَقَوْلِهِمْ: دَارُ أَبِي قُحَافَهْ

[38/أ]

الإضافة هي: إمالة الشّيء إلى الشّيء ونسبته إليه1؛ فالأوّل: مُضاف، والثّاني: مُضافٌ إليه، وينزّلان2 بالتّركيب الإضافي3 منزلة4 الاسم الواحد؛ ولذلك سقط التّنوين من الأوّل؛ لأنَّه لا يكون حشوً الكلمة؛ فالاسم5 الأوّل مُعْربٌ بما يقتضيه العامل، والثّاني مجرورٌ به6 دائمًا.

1 وفي الاصطلاح هي: إسناد اسمٍ إلى غيره، على تنزيل الثّاني من الأوّل منزلة تنوينه، أو ما يقوم مقام تنوينه. شرح الشّذور 306.

وقيل: نسبة تقييديّة بين اسمين توجِب لثانيهما الجرّ.

يُنظر: الهمع 4/264، والصّبّان 2/237.

2 في أ: ويتّصلان.

3 في أ: للإضافة.

4 في أ: بمنزلة.

5 في ب: والاسم.

6 حكم المضاف إليه الجرّ دائمًا؛ وقد اختُلف في عامل الجرّ فيه:

فذهب سيبويه والجمهور إلى أنّه مجرورٌ بالمضاف؛ وذهب الزّجّاج إلى أنّه مجرور بحرف جرٍّ مقدّر.

وقيل: هو مجرورٌ بالإضافة؛ وقيل: هو مجرورٌ بحرف مقدّر ناب عنه المضاف.

تُنظر هذه المسألة في: الكتاب 1/419، والبسيط 2/886، وشرح ألفيّة ابن معطٍ 2/731، وأوضح المسالك 2/167، والتّصريح 2/24، 25، والهمع 4/265.

ص: 273

فَتَارَةً تَأْتِي بِمَعْنَى اللَاّمِ

نَحْوُ: أَتَى عَبْدُ أَبِي1 تَمَّامِ

وَتَارَةً تَأْتِي بِمَعْنَى مِنْ إِذَا

قُلْتَ: مَنَا2 زَيْتٍ فَقِسْ ذَاْكَ وَذَا

اعلم أَنَّ الإضافة تنقسم إلى قسمين: مَحْضَة، وغَيْر مَحْضَةٍ.

فالمحضة: تقع تارةً بمعنى (اللَاّم) ، وتسمّى إضافة المِلك، كقولك:(غُلام زيدٍ) ، أو الاختصاص3 كـ (باب الدّار) .

وتارةً بمعنى (مِنْ) ، وتُسمَّى إضافة الجنس، ويكونُ الأوّل بعض الثّاني، كقولك:(خاتم فِضَّةٍ) 4؛ وهذا5يجوز في إعراب المضاف إليه [38/ب] ثلاثة أوجهٍ6:

جرُّه بالإضافة، ونصبه إمَّا على الحال أو على التّمييز وهو الأولى7، واتباعه للأوّل إمَّا على الصّفة وإمَّا على البدل8؛ مثاله:(خاتم حديدٍ) و (حديدًا) و (حديدٌ) .

ومن شرطه9 أن يكون الأوّل نكرة، والثّاني معرفة؛ فيتعرَّفُ

1 في أ: بني.

2 في أ: منّي زيت وإن شئت فذا.

3 في أ: أو لاختصاص.

4 في ب: ذهب.

5 لو قال: (وبهذا) لكان أحسن.

6 يُنظر: الكتاب 2/117، 118، والبسيط 2/898، 899.

7 في أ: وهو أولى.

8 في كلتا النسختين: من البدل، وما أثبتّه هو الأولى.

9 في ب: ومن شرطها.

ص: 274

بإضافته إليه1، وإن كانا نكرتين فالتّنكير بَاقٍ، كقولك:(طالبُ عِلْمٍ)2.

ومنها: إضافةٌ بمعنى (في)، كقولك:(هؤلاء مسلمو المدينة)،وكقوله تعالى:{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ} 3، ومنه قولُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم – "رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَفْضَلُ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ" 4، ومنه قولُ حَسَّان5:

تُسَائِلُ عَنْ قَوْمٍ هِجَانٍ سَمَيْدَعٍ

لَدَى البَأْسِ مِغْوَارِ الْصَّبَاحِ جَسُورِ6

1 نحو: (غلام زيد) ؛ فـ (غلام) قبل الإضافة نكرة، فلمّا أضيف إلى المعرفة اكتسب التّعريف منها.

يُنظر: التّصريح 2/26.

2 في هذا المثال اكتسب المضاف من المضاف إليه التّخصيص؛ فـ (طالب) قبل الإضافة نكرةٌ خالية عن التّخصيص، فلمّا أُضيف إلى النّكرة تخصّص بها.

يُنظر: التّصريح 2/26.

3 من الآية: 39 من سورة يوسف.

4 يُنظر: صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب فضل الرِّباط في سبيل الله عز وجل، 3/1520، وسنن التّرمذيّ، كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل المرابِط، 4/188، وسنن النّسائيّ، كتاب الجهاد، باب فضل الرّباط، 6/39، ومسند أحمد 5/441، ومشكل الآثار 3/102.

5 هو: حسّان بن ثابت الخزرجيّ الأنصاريّ، يكنى أبا الوليد: شاعرُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وأحد المخضرَمين، عاش ستّين سنة في الجاهليّة ومثلها في الإسلام، كُفّ بصره في آخر عمره؛ ومات في زمن معاوية رضي الله عنه.

يُنظر: طبقات فحول الشّعراء 1/215، والشّعر والشّعراء 188، والأغاني 4/141، والاستيعاب 1/400، والإصابة 1/55.

6 هذا بيتٌ من الطّويل.

و (الهجان) : الكريم الحسَب. و (السّميدع) : الشّجاع الموطّأ الأكناف. و (لدى البأس) : عند الشّدّة في الحرب. و (مغوار) : من أغار على العدوّ يُغير إغارة، ورجلٌ مِغْوارٌ: مقاتِلٌ. و (جسور) : مِقْدَامٌ.

والشّاهد فيه: (مغوار الصّباح) أي: مغوارٌ في الصّباح فالإضافة فيه بمعنى (في) .

يُنظر هذا البيتُ في: شرح عمدة الحافظ 1/483، وشرح الكافية الشّافية 2/908، وابن النّاظم 381، والمقاصِد النّحويّة 3/358، والدّيوان 1/133.

ص: 275

وغير المحضة هي:1 ما يُقَدَّرُ فيها التّنوين، ولا2يتعرّف بها المضاف، كإضافة اسم الفاعل إذا أُريد به الحال أو الاستقبال، كقوله تعالى:{هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ} 3، والتّقدير في هذه الإضافة [الانفصال] 4 والتّنوين؛ وأصلُ هذا الكلام:(هديًا بالغًا الكعبة)، وتقول:(مررت برجلٍ حَسَنِ الوجه)[39/ أ] و (حَسَنٍ وجهًا) و (حَسَنٍ وَجْهُهُ)5.

ويجوز في الإضافة الّتي هي غير محضةٍ إدخال الألف واللَاّم على المضافين6، كقولك:(مررتُ بالرّجل الحسنِ الوجه)، كقوله تعالى:{وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ} 7.

1 في أ: هو، وهو تحريف.

2 في ب: فلا.

3 من الآية: 95 من سورة المائدة.

4 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

5 وكذلك الصّفة المشبّهة باسم الفاعل لا يتعرّف بها المضاف كما مثّل.

ينظر: شرح الملحة 137.

6 يجوز دخول (أل) على المضاف في خمس مسائل.

ينظر: التّصريح 2/29، والأشمونيّ 2/245.

7 من الآية: 35 من سورة الحجّ.

ص: 276

والإضافة المحضة يجوز أن تَفْصِل بين المضاف والمضاف إليه اضطرارًا1، كما ورد في النّظم، [وذلك] 2 بنعتٍ في3 قول الشّاعر:

نَجَوْتُ4 وَقَدْ بَلَّ المُرَادِيُّ سَيْفَهُ

مِنَ ابْنِ أَبِي - شَيْخِ الأَبَاطِحِ - طَالِبِ5

1 هذا مذهب كثيرٍ من النّحويّين، وذهب ابن مالك إلى أنّه يجوز - في السّعة- الفصل بينهما في ثلاث صور:

الأولى: أن يكون المضاف مصدرًا، والمضاف إليه فاعله، والفاصل إمّا مفعوله كقراءة ابن عامرٍ:{قَتْلُ أَوْلَادَهُمْ شُرَكَائِهِمْ} [الأنعام: 137]، وإمّا ظرفه كقول بعضهم:(ترك - يوما - نفسك وهواها سعيٌ لها في رداها) .

الثّانية: أن يكون المضاف وصفًا، والمضاف إليه مفعوله الأوّل، والفاصل إمّا مفعوله الثّاني كقراءة بعضهم:{فَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدَهُ رُسُلِهِ} [إبراهيم: 47]، أو ظرف: كقوله صلى الله عليه وسلم: "هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو- لِي- صَاحِبي".

الثّالثة: أنْ يكون الفاصل القسَم، نحو قولهم:(هذا غلامُ - والله - زيدٍ) .

تُنظر هذه المسألة في: شرح التّسهيل 3/276-277، وابن النّاظم 405، والتّصريح2/57، والأشمونيّ 2/275، 276.

(وذلك) ساقطة من أ.

3 في أ: بنعتٍ من.

4 في أ: بقيت.

5 هذا بيتٌ من الطّويل، وهو لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.

و (بَلَّ) : لطّخ سيفه بالدّم. و (المُراديّ) : عبد الرّحمن بن مُلجم قاتِلُ عليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه. و (الأباطح) : جمع أبطح، وهو: كلّ مكان متّسع، أو هو مسيلٌ واسعٌ فيه دِقاقُ الحصى، وأراد بالأباطح: مكّة المكرّمة. و (شيخ الأباطح) : هو أبو طالب - والد عليّ رضي الله عنه.

والشّاهد فيه: (من ابن أبي شيخ الأباطح طالب) حيث فصل بين المضاف وهو (أبي) والمضاف إليه وهو (طالب) بالنّعت للضّرورة الشّعريّة.

يُنظر هذا البيتُ في: شرح الكافية الشّافية 2/990، وشرح عمدة الحافظ 1/496، وابن النّاظم 411، وابن عقيل 2/79، والمساعِد 2/372، والمقاصد النّحويّة 3/478، والتّصريح 2/59، والهمع 4/296، والأشمونيّ 2/278.

ص: 277

أو بجملةٍ1، كقول الآخر2:

لَهَا خَائِلٌ أَوْعَى - بِأَيَّةِ كُلَّمَا

تَنَاوَلَ كَفَّاهُ البِسَارَ - الجَوَانِحِ3

1 في ب: أو مجمله.

2 في أ: الرّاجز، وهو سهوٌ من النّاسخ.

3 في ب: الحوايج، وهو تصحيف.

وهذا البيتُ من الطّويل، وهو لِسُوَيد بن الصّامت الأنصاريّ رضي الله عنه من قصيدة قالها؛ وقد ادّان دَيْنًا وطُولب فاستغاث بقومه فقصّروا عنه؛ ومنها:

وَأَصْبَحْتُ قَدْ أَنْكَرْتُ قَوْمِي كَأَنَّنِي

جَنَيْتُ لَهُمْ بِالدَّيْنِ إِحْدَى الفَضَائِحِ

أَدَيْنٌ وَمَا دَيْنِي عَلَيْهِم بِمَغْرَمٍ

وَلَكِنْ عَلَى الشُّمِّ الجِلَادِ القَرَاوِحِ

أَدِينُ عَلَى أَثْمَارِهَا وَأُصُولِهَا

لِمَوْلَى قَرِيبٍ أَوْ لآخَرَ نَازِحِ

الإصابة 3/187، واللّسان (قرح) 2/562.

و (نخلة قِرْواح) : ملساء جَرْداءُ طويلة، والجمع قراويح ولكن حذفت الياء. و (الشّمّ) : الطِّوالُ من النّخل وغيرها. و (الجلاد) : الصّوابر على الحرّ والعطش وعلى البرد، والضّمير في (لها) يرجع إلى النّخل الّذي يصفه. و (الخائل) المتعهّد للشّيء والمصلِح له القائم به. و (أوعى الجوانح) : مجبورها بعد كسر، قال في اللّسان - (وعى) 15/396 -:"وَعَى العظم إذا انجبر بعد الكسر". و (البِسار) : الحَبْل الّذي يُرتقى به إلى النّخل.

والشّاهد فيه: (أوعى الجوانحِ) حيث فصل بين المضاف - وهو (أوعى) - والمضاف إليه - وهو (الجوانح) - بنعت هو جملة؛ للضّرورة الشّعريّة.

يُنظر هذا البيت في: التّقفية في اللّغة 389، وشرح التّسهيل 3/276، وشرح عمدة الحافظ 1/497.

ص: 278

أو بظرفٍ، كقول الشّاعر:

.................................

لِلَّهِ دَرُّ - اليَومَ - مَنْ لَامَهَا1

1 هذا عجُز بيتٍ من السّريع، وصدره:

لَمَّا رَأَتْ سَاتِيدَمَا اسْتَعْبَرَتْ

وهو لعمرو بن قميئة.

و (سَاتِيدَمَا) : جبلٌ متّصلٌ من بحر الرّوم إلى بحر الهند، يقال: إنه سُمِّيَ بذلك لأنّه ليس مِنْ يومٍ إلاّ ويُسْفكُ عليه دمٌ، كأنّهما اسمان جعلا اسمًا واحدًا.

يُنظر: معجم ما استُعجم 2/711، ومعجم البلدان 3/168.

و (استعبرتْ) بكت من وحشة الغُربة، ولبُعدها عن أراضي أهلها؛ والعرب تقول:(لله درُّ فلان) إذا دعوا له، أو تعجّبوا من بلوغه الغاية في شيءٍ مّا.

والمعنى: وصفَ الشّاعر امرأةً نظرت إلى (سَاتِيدَمَا) - وهو جبلٌ بعيد من ديارها- فتذكّرتْ به بلادها، فاستعبرتْ شوقًا إليهم.

والشّاهد فيه: (درّ اليوم من لا مها) فإنّ (درّ) مضاف و (من لامها) اسمٌ موصولٌ مضافٌ إليه، وقد فصَل بين المُضاف والمضاف إليه بالظّرف وهو (اليوم) للضّرورة الشِّعريّة.

يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب 1/178، والمقتضب 4/377، ومجالس ثعلب 125، وتحصيل عين الذّهب 147، والإنصاف 2/ 432، وشرح المفصّل 1/103، 3/20، والأشباه والنّظائر 2/232، والخزانة 4/406، والدّيوان 182.

ص: 279

[و] 1 كقول الآخر:

كَمَا خُطَّ الكِتَابُ بِكَفِّ - يَوْمًا -

يَهُودِيٍّ يُقَارِبُ أَوْ يُزِيْلُ2

أو بجارّ ومجرور، كقول الشّاعر:

[هُمَا أَخَوَا3 - فِي الحَرْبِ - مَنْ لَا أَخَا لَهُ 4

......................................

1 العاطف ساقط من ب.

2 هذا بيتٌ من الوافر، وهو لأبي حَيَّةَ النُّمَيْرِيِّ، يصف رسم دار.

و (يقارِب) : يضم بعض ما يكتبه إلى بعض. (أو يزيل) يفرِّق كتابته.

والمعنى: وصف رسوم الدّار فشبّهها بالكتاب في دقّتها والاستدلال بها؛ وخصّ اليهود لأنّهم أهلُ كتابٍ، وجعل كتابته بعضها متقاربٌ وبعضها متفرّق ومتباين؛ لاقتضاء آثار الدّار تلك الصّفة والحال.

والشّاهد فيه: (بِكَفِّ - يومًا - يهوديّ) حيث فصَل بين المضاف - وهو (كف) - والمضاف إليه - وهو (يهوديّ) - بالظّرف - وهو (يومًا) - للضّرورة الشّعريّة.

يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب 1/179، والمقتضب 4/377، والخصائص 2/405، والإنصاف 2/432، وشرح المفصّل 1/103، وشرح التّسهيل 3/273، وابن النّاظم 410، وابن عقيل 2/78، والخزانة 4/419، وشعره - ضمن مجلّة المورِد، المجلّد الرّابع، العدد الأوّل - 142.

3 في ب: إلي، وهو تحريف؛ والصّواب ما هو مثبت.

4 هذا صدرُ بيتٍ من الطّويل، وعجزه:

إِذَا خَافَ يَوْمًا نَبْوَةً فَدَعَاهُمَا

نُسِبَ إلى عَمْرَة الخثعميّة، وقيل: لدُرْنا بنت عَبْعَبَةَ، وقيل: لامرأة من بني سعد.

و (النّبوَة) أصلُها: أنْ يضرِب بالسّيف فينبوَ عن الضّريبة ولا يمضي فيها. (فدعاهما) : استغاث بهما.

والمعنى: ترثي الشّاعرة أخويها فتقول: كانا لمن لا أخا له في الحرب ولا ناصر، أخوين ينصرانه إذا غشيه العدوّ فخاف أن ينبوَ عن مقاومته.

والشّاهد فيه: (هما أخوا - في الحرب - من لا أخا له) حيث فصَل بين المضاف - وهو (أخوا) - والمضاف إليه - وهو (مَن) - بالجارّ والمجرور- وهو (في الحرب) - للضّرورة الشّعريّة.

يُنظر هذا البيت في: الكتاب 1/180، ونوادر أبي زيد 115، 116، والخصائص 2/405، وتحصيل عين الذّهب 149، والإنصاف 2/434، وشرح المفصّل 3/21، وابن النّاظم 410، والمقاصِد النّحويّة 3/472، والهمع 4/295.

ص: 280

أو بنداء ومنادى1، كقول الآخر:] 2

كَأَنَّ بِرْذَوْنَ - أَبَا عِصَامِ3 -

زَيْدٍ حِمَارٌ دُقَّ بِاللِّجَامِ4

1 في ب: ومنادى إلى؛ ويستقيم الكلامُ بدون حرف الجرّ.

2 ما بين المعقوفين ساقط من أ.

3 في أ: عاصم.

4 هذا بيتٌ من الرّجز، ولم أقفْ على قائله.

و (البرذون) من الخيل ما ليس بعربيّ.

والمعنى: يشبّه برذون زيد بحمار ملجّم.

والشّاهد فيه: (برذون أبا عصام زيد) حيث فصَل بين المضاف - وهو (برذون) - والمضاف إليه - وهو (زيد) - بالمنادى - (أبا عصام) - للضّرورة الشّعريّة.

يُنظر هذا البيت في: الخصائص 2/404، وشرح التّسهيل 3/275، وابن النّاظم 412، وابن عقيل 2/81، والمقاصد النّحويّة 3/480، والتّصريح 2/60، والهمع 4/296، والأشمونيّ 2/278.

ص: 281

[39/ ب]

وَفِي المُضَافِ مَا يُجَرُّ أَبَدَا

مِثْلُ: لَدُنْ زَيْدٍ وَإِنْ شِئْتَ لَدَى

وَمِنْهُ سُبْحَانَ وَذُو وَمِثْلُ

وَمَعْ وَعِنْدَ وَأُوْلُو وَكُلُّ

ثُمَّ الجِهَاتُ السِّتُّ فَوْقُ وَوَرَا

وَيَمْنَةً وَعَكْسُهَا بِلَا مِرَا

وَهَكَذَا غَيْرُ وَبَعْضُ وَسِوَى

فِي كَلِمٍ شَتَّى رَوَاهَا مَنْ رَوَى1

الأسماء المضافة إضافة معنويّةً؛ لازمة الإضافة، وغير لازمة.

فاللاّزمةُ على ضربين: ظروف، وغير ظروف2.

فمن الظّروف: (لَدُنْ) ، وهو بمنزلة (عند) 3، وهو مع الظّاهر آخره ألفٌ، ومع المضمَر ينقلب4 ياءً؛ تقول:(لدى زيد ولديك) ؛ فإذا استقبلها الألف5واللاّم تسقط نُونها، كقولك:(لدى الرّجل) ؛ ومن العرب مَن ينصب بها6.

وتكون بمعنى (مُنْذُ) ؛ تقول: (ما رأيته من لَدُنْ غُدْوَةً)، قال أبو سفيان7 بن حَرْبٍ:

1 في ب: قُدِّمَ هذا البيتُ على الّذي قبله.

2 يُنظر: شرح المفصّل 2/126.

3 إلَاّ أنّ (لدن) تختصّ عن (عند) بستّة أمور.

يُنظر: التّصريح 2/45، والأشمونيّ 2/264.

4 في ب: تنقلب.

5 أي: دخل الألف واللاّم على المضاف إليه.

6 يُنظر: الكتاب 1/58، 210، 3/119، والتّصريح 2/45.

7 في أ: أبو اسفين، وفي ب: أبو سفين، وكلتاهُما محرّفة، والصوّاب ما هو مثبت.

وأبو سفيان هو: صخر بن حرب بن أُميّة القرشيّ الأمويّ، مشهور باسمه وكنيته: كان من دُهاة العرب، ومن أهل الرّأي والشّرف فيهم، أسلم عام الفتح، وشهد حنينًا والطّائف، وكان من المؤلَّفة قلوبهم؛ توفّي بالمدينة سنة (30هـ) .

يُنظر: الاستيعاب 2/270، وسير أعلام النّبلاء 2/105، والعبر 1/23، والإصابة 3/332.

ص: 282

وَمَا زَالَ مُهْرِي مَزْجَرَ الكَلْبِ مِنْهُمُ

لَدُنْ1 غُدْوَةً حَتَّى دَنَتْ لِغُرُوبِ2

(سُبحان الله) معناه: التّنزيه.

[و] 3 (ذو) 4: بمعنى صاحب لازم الإضافة، ومن إضافته إلى المضمَر5؛ ما أنشده الأصْمَعيُّ6:

1 في أ: لذن، وهو تصحيف.

2 هذا بيتٌ من الطّويل.

و (مزجَر الكلب) : مكان زجر الكلب وإبعاده.

والمعنى: ما زال مهري بعيدًا عن هؤلاء القوم من أوّل النّهار إلى آخره.

والشّاهد فيه: (لدن غدوة) حيث جاءت (لدن) بمعنى (مُنْذُ) أي: مُنْذُ غدوة.

وجميع النُّحاة استشهدوا به على نصب غدوة بعد (لدن) ولم تجرّ بالإضافة؛ وهذا نادر.

يُنظر هذا البيتُ في: حُروف المعاني 26، وشرح اللّمع لابن بَرْهان 2/429، واللّسان (لدن) 13/384، وابن عقيل 2/65، والمقاصد النّحويّة 3/429، والتّصريح 2/46، والهمع 3/218، والأشمونيّ 2/263، والدّرر 3/138.

3 العاطِف ساقطٌ من ب.

4 في أ: وذ، وهو تحريف.

5 في ب: إلى مضمرٍ.

6 هو: عبد الملك بن قُرَيب، أبو سعيد الأصمعيّ، البصريّ، اللّغويّ: أحدُ أئمّة اللّغة، والغريب، والأخبار، والملح، والنّوادر؛ مولده ووفاته بالبصرة؛ ومن مصنّفاته: الإبل، وخلق الإنسان، والخيل، والأضداد، وله قصائد اختارها، عُرفت بالأصمعيّات؛ توفّي سنة (216هـ) .

يُنظر: مراتب النّحويّين 80 - 105، وأخبار النّحويّين البصريّين 72 - 80، وطبقات النّحويّين واللّغويّين 167، ونزهة الألبّاء 90، وإنباه الرُّواة 2/197.

ص: 283

[40/أ]

إِنَّمَا يَصْطَنِعُ المَعْـ

رُوفَ فِي النَّاسِ ذَوُوهُ1

ومن إضافته إلى المضاف للمضمَر2قولُ عِثْيَر بن لَبِيد3:

يَبْكِي عَلَيْهِ غَرِيْبٌ لَيْسَ يَعْرِفُهُ

وَذُوْ قَرَابتَهِ فِي الحَيِّ مَسْرُورُ4

1 هذا بيتٌ من مجزوء الرّمل؛ أنشده الأصمعيّ ولم يعزه لقائل معيّن.

والشّاهد فيه: (ذووه) حيث أضاف (ذوو) - وهو جمع (ذو) - إلى المضمَر؛ والمختار: إضافة (ذو) إلى المضمَر.

يُنظر هذا البيت في: شرح المفصّل 3/38، وشرح الكافية الشّافية 2/928، وشرح التّسهيل 3/242، واللّسان (ذو) 15/458، والمساعِد 2/346، والهمع 4/284، والدّرر 5/27.

2 في كلتا النّسختين: ومن إضافته إلى المضاف المضمر، وهو تحريف، والصّواب ما هو مثبَت.

3 في ب: كبير. ولم أقف على ترجمةٍ له.

4 هذا بيتٌ من البسيط، وهو لِعثير بن لبيد العذريّ، وقيل: لعثمان بن لبيد العذريّ، وقيل: لحُرَيْث بن جَبَلة العذريّ.

والشّاهد فيه: (وذو قرابته) حيث أضاف (ذو) إلى المضاف للمضمر.

يُنظر هذا البيت في: المعمّرين 61، وعيون الأخبار 2/328، ومجالس ثعلب 1/221، ودرّة الغوّاص 73، 74، ونزهة الألبّاء 33، واللّسان (دهر) 4/293، وشرح شواهد المغني 1/244، والدّرر 3/101.

ص: 284

(مِثْل) : تسوية1، وقد يَدْخُلُ2 عليه الكاف تأكيدًا للتّشبيه.

(مَعَ) : كلمةٌ تَضُمُّ الشّيء إلى الشّيء، والغالب عليها الظّرفيّةُ، كقولك:(سِرْتُ مَعَ القوم) أي: في جَمْعهِمْ.

(عِنْد) : ظرف مكان، تقول:(كُنْتُ عِنْدَ زَيْدٍ) ؛ و [قد] 3 تكون ظرف زمان، كقولك:(كان هذا عند انتصاف4 النّهار) .

(أولو) : 5 اسم لجمع6 أسماء الإشارة.

(كلّ) : معناه العموم والإحاطة.

(فَوْقُ) و (تَحْتُ) : هما7 ظرفان، وقد8 يكونان اسمين9 في قولك:(تحتُكَ رجلاك) ؛ لأنَّ الرِّجْل هي التَّحْتُ نفسه10، وكذا:(فوقَكَ بناءٌ حَسَن)11.

1 في كلتا النّسختين: سويّه؛ ولعلّها محرّفة؛ والتّصويب من الكتاب 4/231.

2 في ب: تدخل.

(قد) ساقطة من ب.

4 في أ: انتصاب.

5 في أ: ألو، وهو تحريف.

6 في كلتا النّسختين: لجميع، وهو تحريف.

7 في أ: فهما.

8 في ب: وقيل.

9 يُنظر: الكتاب 1/411، 416، 420.

10 وكذا (فوقُكَ رأْسُك) ؛ لأنّ الفوق هو الرّأس.

يُنظر: حروف المعاني 27.

11 (فوق) في هذا المِثال ظرف، وكذا (تحت) في قولك: تحتَك بساطٌ.

يُنظر: حروف المعاني 27.

ص: 285

والجهات السِّت:1ظروف أمكنةٍ؛ ومنها: (يمين) و (شمال) و (أعلى) و (أسفل) و (قُبالَة) و (حِذاءَ) و (إِزاء)[و (تِلْقَاء) ] 2 و (تِجاه) و (أمام) و (وراء) و (بين ذلك) . ومنها:

(وسَْط) :3- بسكون السّين [وفتحها -؛ والفرق بينهما: أنَّ المتحرِّكة السّين] 4 تقع فيما لا ينقسم، كقولك:(ضربت وَسَطَ رأسه) ، والسّاكنة السّين تحلّ محلّ (بين)، تقول:(جلس5 وَسْط القوم)[40/ب]

(غَيْرُ) : كلمةٌ بمعنى (سِوى) ، ويستثنى بها بعضُ اختصاص من (كُلّ)، وبعض الشّيء: طائفةٌ مِنْهُ.

(سِوى) :6- تُضَمُّ سينه وتُفتح - وهي تكون اسمًا وظرفًا7؛

1 في أ: السّتّة.

2 ما بين المعقوفين ساقط من أ.

3 وسط: يكون اسمًا وظرْفًا: فإذا أردتّ الظّرف أسْكنت السّين، وإذا أردّت الاسم فتحتَ، فتقول:(وَسْط رأسك دهن) إذا أخبرت أنّه استقرّ في ذلك الموضع أسكنت السّين ونصبت لأنّه ظرف، وتقول:(وسَط رأسك صلب) فتحت السّين ورفعت لأنّه اسم غير ظرف.

يُنظر: الكتاب 1/411، والمقتضب 4/341، 342، وشرح المفصّل 2/128، والبسيط 2/880، والهمع 3/157.

4 ما بين المعقوفين ساقط من أ.

5 في ب: جلست.

6 يُنظر: حروف المعاني 10، 23.

7 هذا مذهب الكوفيين، وأما البصريون فإنها لا يكون عندهم إلا ظرفاً.

ينظر: الإنصاف، المسألة السادسة والثلاثون 1/214.

ص: 286

فإذا كانت اسمًا مُدَّت وقُصِرَت، ولا تُمَدُّ إلَاّ إذا كانت مفتوحة السّين.

فإذا كانت اسمًا فهي بمعنى (غير) 1، كقول الأعشى2:

.................................

وَمَا قَصَدَتْ مِنْ أَهْلِهَا لِسَوائِكَا3

وإذا4 كانت ظرفًا فهي بمنزلة (وَسَط) ، وتكون ممدودةً للتّحقيق، تقول:(مررتُ برجُلٍ سَواءٍ) أي: مثلك.

1 في ب: عن، وهو تحريف.

2 هو: ميمون بن قيس، المعروف بأعشى قيس، ويكنى أبا بصير: شاعرٌ جاهليّ من شعراء المعلَّقات العشر، لقِّب بـ (صنّاجة العرب) لجودة شعره، وقيل: لأنّه كان يتغنّى بشعره؛ أدرك الإسلام في أواخر عمره ولم يُسْلِم.

يُنظر: طبقات فحول الشّعراء 1/65، والشّعر والشّعراء 154، والأغاني 9/127، والمؤتلف والمختلف 10، والخزانة 1/175.

3 في ب: لسواكه، وهو تحريف.

وهذا عجز بيتٍ من الطّويل، وصدره:

تَجَانَفُ عَنْ جُوّ اليَمَامَةِ نَاقَتِي

و (التّجانف) : الميل والانحراف.

والشّاهد فيه: (لسوائكا) على أنّ (سِوى) تكون اسمًا بمعنى (غير) أي: لغيرك.

يُنظر هذا البيت في: الكتاب 1/32، 408، والمقتَضب 4/349، وتحصيل عين الذّهب 68، وأمالي ابن الشّجريّ 1/359، 2/250، والإنصاف 1/295، وشرح المفصّل 2/84، والهمع 3/162، والخزانة 3/435، والدّيوان 89.

4 في أ: وإنْ.

ص: 287