الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ الإِضَافَةِ:
وَقَدْ يُجَرُّ الاسْمُ بِالإِضَافَهْ
…
كَقَوْلِهِمْ: دَارُ أَبِي قُحَافَهْ
[38/أ]
الإضافة هي: إمالة الشّيء إلى الشّيء ونسبته إليه1؛ فالأوّل: مُضاف، والثّاني: مُضافٌ إليه، وينزّلان2 بالتّركيب الإضافي3 منزلة4 الاسم الواحد؛ ولذلك سقط التّنوين من الأوّل؛ لأنَّه لا يكون حشوً الكلمة؛ فالاسم5 الأوّل مُعْربٌ بما يقتضيه العامل، والثّاني مجرورٌ به6 دائمًا.
1 وفي الاصطلاح هي: إسناد اسمٍ إلى غيره، على تنزيل الثّاني من الأوّل منزلة تنوينه، أو ما يقوم مقام تنوينه. شرح الشّذور 306.
وقيل: نسبة تقييديّة بين اسمين توجِب لثانيهما الجرّ.
يُنظر: الهمع 4/264، والصّبّان 2/237.
2 في أ: ويتّصلان.
3 في أ: للإضافة.
4 في أ: بمنزلة.
5 في ب: والاسم.
6 حكم المضاف إليه الجرّ دائمًا؛ وقد اختُلف في عامل الجرّ فيه:
فذهب سيبويه والجمهور إلى أنّه مجرورٌ بالمضاف؛ وذهب الزّجّاج إلى أنّه مجرور بحرف جرٍّ مقدّر.
وقيل: هو مجرورٌ بالإضافة؛ وقيل: هو مجرورٌ بحرف مقدّر ناب عنه المضاف.
تُنظر هذه المسألة في: الكتاب 1/419، والبسيط 2/886، وشرح ألفيّة ابن معطٍ 2/731، وأوضح المسالك 2/167، والتّصريح 2/24، 25، والهمع 4/265.
فَتَارَةً تَأْتِي بِمَعْنَى اللَاّمِ
…
نَحْوُ: أَتَى عَبْدُ أَبِي1 تَمَّامِ
وَتَارَةً تَأْتِي بِمَعْنَى مِنْ إِذَا
…
قُلْتَ: مَنَا2 زَيْتٍ فَقِسْ ذَاْكَ وَذَا
اعلم أَنَّ الإضافة تنقسم إلى قسمين: مَحْضَة، وغَيْر مَحْضَةٍ.
فالمحضة: تقع تارةً بمعنى (اللَاّم) ، وتسمّى إضافة المِلك، كقولك:(غُلام زيدٍ) ، أو الاختصاص3 كـ (باب الدّار) .
وتارةً بمعنى (مِنْ) ، وتُسمَّى إضافة الجنس، ويكونُ الأوّل بعض الثّاني، كقولك:(خاتم فِضَّةٍ) 4؛ وهذا5يجوز في إعراب المضاف إليه [38/ب] ثلاثة أوجهٍ6:
جرُّه بالإضافة، ونصبه إمَّا على الحال أو على التّمييز وهو الأولى7، واتباعه للأوّل إمَّا على الصّفة وإمَّا على البدل8؛ مثاله:(خاتم حديدٍ) و (حديدًا) و (حديدٌ) .
ومن شرطه9 أن يكون الأوّل نكرة، والثّاني معرفة؛ فيتعرَّفُ
1 في أ: بني.
2 في أ: منّي زيت وإن شئت فذا.
3 في أ: أو لاختصاص.
4 في ب: ذهب.
5 لو قال: (وبهذا) لكان أحسن.
6 يُنظر: الكتاب 2/117، 118، والبسيط 2/898، 899.
7 في أ: وهو أولى.
8 في كلتا النسختين: من البدل، وما أثبتّه هو الأولى.
9 في ب: ومن شرطها.
بإضافته إليه1، وإن كانا نكرتين فالتّنكير بَاقٍ، كقولك:(طالبُ عِلْمٍ)2.
ومنها: إضافةٌ بمعنى (في)، كقولك:(هؤلاء مسلمو المدينة)،وكقوله تعالى:{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ} 3، ومنه قولُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم – "رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَفْضَلُ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ" 4، ومنه قولُ حَسَّان5:
تُسَائِلُ عَنْ قَوْمٍ هِجَانٍ سَمَيْدَعٍ
…
لَدَى البَأْسِ مِغْوَارِ الْصَّبَاحِ جَسُورِ6
1 نحو: (غلام زيد) ؛ فـ (غلام) قبل الإضافة نكرة، فلمّا أضيف إلى المعرفة اكتسب التّعريف منها.
يُنظر: التّصريح 2/26.
2 في هذا المثال اكتسب المضاف من المضاف إليه التّخصيص؛ فـ (طالب) قبل الإضافة نكرةٌ خالية عن التّخصيص، فلمّا أُضيف إلى النّكرة تخصّص بها.
يُنظر: التّصريح 2/26.
3 من الآية: 39 من سورة يوسف.
4 يُنظر: صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب فضل الرِّباط في سبيل الله عز وجل، 3/1520، وسنن التّرمذيّ، كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل المرابِط، 4/188، وسنن النّسائيّ، كتاب الجهاد، باب فضل الرّباط، 6/39، ومسند أحمد 5/441، ومشكل الآثار 3/102.
5 هو: حسّان بن ثابت الخزرجيّ الأنصاريّ، يكنى أبا الوليد: شاعرُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وأحد المخضرَمين، عاش ستّين سنة في الجاهليّة ومثلها في الإسلام، كُفّ بصره في آخر عمره؛ ومات في زمن معاوية رضي الله عنه.
يُنظر: طبقات فحول الشّعراء 1/215، والشّعر والشّعراء 188، والأغاني 4/141، والاستيعاب 1/400، والإصابة 1/55.
6 هذا بيتٌ من الطّويل.
و (الهجان) : الكريم الحسَب. و (السّميدع) : الشّجاع الموطّأ الأكناف. و (لدى البأس) : عند الشّدّة في الحرب. و (مغوار) : من أغار على العدوّ يُغير إغارة، ورجلٌ مِغْوارٌ: مقاتِلٌ. و (جسور) : مِقْدَامٌ.
والشّاهد فيه: (مغوار الصّباح) أي: مغوارٌ في الصّباح فالإضافة فيه بمعنى (في) .
يُنظر هذا البيتُ في: شرح عمدة الحافظ 1/483، وشرح الكافية الشّافية 2/908، وابن النّاظم 381، والمقاصِد النّحويّة 3/358، والدّيوان 1/133.
وغير المحضة هي:1 ما يُقَدَّرُ فيها التّنوين، ولا2يتعرّف بها المضاف، كإضافة اسم الفاعل إذا أُريد به الحال أو الاستقبال، كقوله تعالى:{هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ} 3، والتّقدير في هذه الإضافة [الانفصال] 4 والتّنوين؛ وأصلُ هذا الكلام:(هديًا بالغًا الكعبة)، وتقول:(مررت برجلٍ حَسَنِ الوجه)[39/ أ] و (حَسَنٍ وجهًا) و (حَسَنٍ وَجْهُهُ)5.
ويجوز في الإضافة الّتي هي غير محضةٍ إدخال الألف واللَاّم على المضافين6، كقولك:(مررتُ بالرّجل الحسنِ الوجه)، كقوله تعالى:{وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ} 7.
1 في أ: هو، وهو تحريف.
2 في ب: فلا.
3 من الآية: 95 من سورة المائدة.
4 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.
5 وكذلك الصّفة المشبّهة باسم الفاعل لا يتعرّف بها المضاف كما مثّل.
ينظر: شرح الملحة 137.
6 يجوز دخول (أل) على المضاف في خمس مسائل.
ينظر: التّصريح 2/29، والأشمونيّ 2/245.
7 من الآية: 35 من سورة الحجّ.
والإضافة المحضة يجوز أن تَفْصِل بين المضاف والمضاف إليه اضطرارًا1، كما ورد في النّظم، [وذلك] 2 بنعتٍ في3 قول الشّاعر:
نَجَوْتُ4 وَقَدْ بَلَّ المُرَادِيُّ سَيْفَهُ
…
مِنَ ابْنِ أَبِي - شَيْخِ الأَبَاطِحِ - طَالِبِ5
1 هذا مذهب كثيرٍ من النّحويّين، وذهب ابن مالك إلى أنّه يجوز - في السّعة- الفصل بينهما في ثلاث صور:
الأولى: أن يكون المضاف مصدرًا، والمضاف إليه فاعله، والفاصل إمّا مفعوله كقراءة ابن عامرٍ:{قَتْلُ أَوْلَادَهُمْ شُرَكَائِهِمْ} [الأنعام: 137]، وإمّا ظرفه كقول بعضهم:(ترك - يوما - نفسك وهواها سعيٌ لها في رداها) .
الثّانية: أن يكون المضاف وصفًا، والمضاف إليه مفعوله الأوّل، والفاصل إمّا مفعوله الثّاني كقراءة بعضهم:{فَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدَهُ رُسُلِهِ} [إبراهيم: 47]، أو ظرف: كقوله صلى الله عليه وسلم: "هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو- لِي- صَاحِبي".
الثّالثة: أنْ يكون الفاصل القسَم، نحو قولهم:(هذا غلامُ - والله - زيدٍ) .
تُنظر هذه المسألة في: شرح التّسهيل 3/276-277، وابن النّاظم 405، والتّصريح2/57، والأشمونيّ 2/275، 276.
(وذلك) ساقطة من أ.
3 في أ: بنعتٍ من.
4 في أ: بقيت.
5 هذا بيتٌ من الطّويل، وهو لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.
و (بَلَّ) : لطّخ سيفه بالدّم. و (المُراديّ) : عبد الرّحمن بن مُلجم قاتِلُ عليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه. و (الأباطح) : جمع أبطح، وهو: كلّ مكان متّسع، أو هو مسيلٌ واسعٌ فيه دِقاقُ الحصى، وأراد بالأباطح: مكّة المكرّمة. و (شيخ الأباطح) : هو أبو طالب - والد عليّ رضي الله عنه.
والشّاهد فيه: (من ابن أبي شيخ الأباطح طالب) حيث فصل بين المضاف وهو (أبي) والمضاف إليه وهو (طالب) بالنّعت للضّرورة الشّعريّة.
يُنظر هذا البيتُ في: شرح الكافية الشّافية 2/990، وشرح عمدة الحافظ 1/496، وابن النّاظم 411، وابن عقيل 2/79، والمساعِد 2/372، والمقاصد النّحويّة 3/478، والتّصريح 2/59، والهمع 4/296، والأشمونيّ 2/278.
أو بجملةٍ1، كقول الآخر2:
لَهَا خَائِلٌ أَوْعَى - بِأَيَّةِ كُلَّمَا
…
تَنَاوَلَ كَفَّاهُ البِسَارَ - الجَوَانِحِ3
1 في ب: أو مجمله.
2 في أ: الرّاجز، وهو سهوٌ من النّاسخ.
3 في ب: الحوايج، وهو تصحيف.
وهذا البيتُ من الطّويل، وهو لِسُوَيد بن الصّامت الأنصاريّ رضي الله عنه من قصيدة قالها؛ وقد ادّان دَيْنًا وطُولب فاستغاث بقومه فقصّروا عنه؛ ومنها:
وَأَصْبَحْتُ قَدْ أَنْكَرْتُ قَوْمِي كَأَنَّنِي
…
جَنَيْتُ لَهُمْ بِالدَّيْنِ إِحْدَى الفَضَائِحِ
أَدَيْنٌ وَمَا دَيْنِي عَلَيْهِم بِمَغْرَمٍ
…
وَلَكِنْ عَلَى الشُّمِّ الجِلَادِ القَرَاوِحِ
أَدِينُ عَلَى أَثْمَارِهَا وَأُصُولِهَا
…
لِمَوْلَى قَرِيبٍ أَوْ لآخَرَ نَازِحِ
الإصابة 3/187، واللّسان (قرح) 2/562.
و (نخلة قِرْواح) : ملساء جَرْداءُ طويلة، والجمع قراويح ولكن حذفت الياء. و (الشّمّ) : الطِّوالُ من النّخل وغيرها. و (الجلاد) : الصّوابر على الحرّ والعطش وعلى البرد، والضّمير في (لها) يرجع إلى النّخل الّذي يصفه. و (الخائل) المتعهّد للشّيء والمصلِح له القائم به. و (أوعى الجوانح) : مجبورها بعد كسر، قال في اللّسان - (وعى) 15/396 -:"وَعَى العظم إذا انجبر بعد الكسر". و (البِسار) : الحَبْل الّذي يُرتقى به إلى النّخل.
والشّاهد فيه: (أوعى الجوانحِ) حيث فصل بين المضاف - وهو (أوعى) - والمضاف إليه - وهو (الجوانح) - بنعت هو جملة؛ للضّرورة الشّعريّة.
يُنظر هذا البيت في: التّقفية في اللّغة 389، وشرح التّسهيل 3/276، وشرح عمدة الحافظ 1/497.
أو بظرفٍ، كقول الشّاعر:
.................................
…
لِلَّهِ دَرُّ - اليَومَ - مَنْ لَامَهَا1
1 هذا عجُز بيتٍ من السّريع، وصدره:
لَمَّا رَأَتْ سَاتِيدَمَا اسْتَعْبَرَتْ
وهو لعمرو بن قميئة.
و (سَاتِيدَمَا) : جبلٌ متّصلٌ من بحر الرّوم إلى بحر الهند، يقال: إنه سُمِّيَ بذلك لأنّه ليس مِنْ يومٍ إلاّ ويُسْفكُ عليه دمٌ، كأنّهما اسمان جعلا اسمًا واحدًا.
يُنظر: معجم ما استُعجم 2/711، ومعجم البلدان 3/168.
و (استعبرتْ) بكت من وحشة الغُربة، ولبُعدها عن أراضي أهلها؛ والعرب تقول:(لله درُّ فلان) إذا دعوا له، أو تعجّبوا من بلوغه الغاية في شيءٍ مّا.
والمعنى: وصفَ الشّاعر امرأةً نظرت إلى (سَاتِيدَمَا) - وهو جبلٌ بعيد من ديارها- فتذكّرتْ به بلادها، فاستعبرتْ شوقًا إليهم.
والشّاهد فيه: (درّ اليوم من لا مها) فإنّ (درّ) مضاف و (من لامها) اسمٌ موصولٌ مضافٌ إليه، وقد فصَل بين المُضاف والمضاف إليه بالظّرف وهو (اليوم) للضّرورة الشِّعريّة.
يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب 1/178، والمقتضب 4/377، ومجالس ثعلب 125، وتحصيل عين الذّهب 147، والإنصاف 2/ 432، وشرح المفصّل 1/103، 3/20، والأشباه والنّظائر 2/232، والخزانة 4/406، والدّيوان 182.
[و] 1 كقول الآخر:
كَمَا خُطَّ الكِتَابُ بِكَفِّ - يَوْمًا -
…
يَهُودِيٍّ يُقَارِبُ أَوْ يُزِيْلُ2
أو بجارّ ومجرور، كقول الشّاعر:
[هُمَا أَخَوَا3 - فِي الحَرْبِ - مَنْ لَا أَخَا لَهُ 4
…
......................................
1 العاطف ساقط من ب.
2 هذا بيتٌ من الوافر، وهو لأبي حَيَّةَ النُّمَيْرِيِّ، يصف رسم دار.
و (يقارِب) : يضم بعض ما يكتبه إلى بعض. (أو يزيل) يفرِّق كتابته.
والمعنى: وصف رسوم الدّار فشبّهها بالكتاب في دقّتها والاستدلال بها؛ وخصّ اليهود لأنّهم أهلُ كتابٍ، وجعل كتابته بعضها متقاربٌ وبعضها متفرّق ومتباين؛ لاقتضاء آثار الدّار تلك الصّفة والحال.
والشّاهد فيه: (بِكَفِّ - يومًا - يهوديّ) حيث فصَل بين المضاف - وهو (كف) - والمضاف إليه - وهو (يهوديّ) - بالظّرف - وهو (يومًا) - للضّرورة الشّعريّة.
يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب 1/179، والمقتضب 4/377، والخصائص 2/405، والإنصاف 2/432، وشرح المفصّل 1/103، وشرح التّسهيل 3/273، وابن النّاظم 410، وابن عقيل 2/78، والخزانة 4/419، وشعره - ضمن مجلّة المورِد، المجلّد الرّابع، العدد الأوّل - 142.
3 في ب: إلي، وهو تحريف؛ والصّواب ما هو مثبت.
4 هذا صدرُ بيتٍ من الطّويل، وعجزه:
إِذَا خَافَ يَوْمًا نَبْوَةً فَدَعَاهُمَا
نُسِبَ إلى عَمْرَة الخثعميّة، وقيل: لدُرْنا بنت عَبْعَبَةَ، وقيل: لامرأة من بني سعد.
و (النّبوَة) أصلُها: أنْ يضرِب بالسّيف فينبوَ عن الضّريبة ولا يمضي فيها. (فدعاهما) : استغاث بهما.
والمعنى: ترثي الشّاعرة أخويها فتقول: كانا لمن لا أخا له في الحرب ولا ناصر، أخوين ينصرانه إذا غشيه العدوّ فخاف أن ينبوَ عن مقاومته.
والشّاهد فيه: (هما أخوا - في الحرب - من لا أخا له) حيث فصَل بين المضاف - وهو (أخوا) - والمضاف إليه - وهو (مَن) - بالجارّ والمجرور- وهو (في الحرب) - للضّرورة الشّعريّة.
يُنظر هذا البيت في: الكتاب 1/180، ونوادر أبي زيد 115، 116، والخصائص 2/405، وتحصيل عين الذّهب 149، والإنصاف 2/434، وشرح المفصّل 3/21، وابن النّاظم 410، والمقاصِد النّحويّة 3/472، والهمع 4/295.
أو بنداء ومنادى1، كقول الآخر:] 2
كَأَنَّ بِرْذَوْنَ - أَبَا عِصَامِ3 -
…
زَيْدٍ حِمَارٌ دُقَّ بِاللِّجَامِ4
1 في ب: ومنادى إلى؛ ويستقيم الكلامُ بدون حرف الجرّ.
2 ما بين المعقوفين ساقط من أ.
3 في أ: عاصم.
4 هذا بيتٌ من الرّجز، ولم أقفْ على قائله.
و (البرذون) من الخيل ما ليس بعربيّ.
والمعنى: يشبّه برذون زيد بحمار ملجّم.
والشّاهد فيه: (برذون أبا عصام زيد) حيث فصَل بين المضاف - وهو (برذون) - والمضاف إليه - وهو (زيد) - بالمنادى - (أبا عصام) - للضّرورة الشّعريّة.
يُنظر هذا البيت في: الخصائص 2/404، وشرح التّسهيل 3/275، وابن النّاظم 412، وابن عقيل 2/81، والمقاصد النّحويّة 3/480، والتّصريح 2/60، والهمع 4/296، والأشمونيّ 2/278.
[39/ ب]
وَفِي المُضَافِ مَا يُجَرُّ أَبَدَا
…
مِثْلُ: لَدُنْ زَيْدٍ وَإِنْ شِئْتَ لَدَى
وَمِنْهُ سُبْحَانَ وَذُو وَمِثْلُ
…
وَمَعْ وَعِنْدَ وَأُوْلُو وَكُلُّ
ثُمَّ الجِهَاتُ السِّتُّ فَوْقُ وَوَرَا
…
وَيَمْنَةً وَعَكْسُهَا بِلَا مِرَا
وَهَكَذَا غَيْرُ وَبَعْضُ وَسِوَى
…
فِي كَلِمٍ شَتَّى رَوَاهَا مَنْ رَوَى1
الأسماء المضافة إضافة معنويّةً؛ لازمة الإضافة، وغير لازمة.
فاللاّزمةُ على ضربين: ظروف، وغير ظروف2.
فمن الظّروف: (لَدُنْ) ، وهو بمنزلة (عند) 3، وهو مع الظّاهر آخره ألفٌ، ومع المضمَر ينقلب4 ياءً؛ تقول:(لدى زيد ولديك) ؛ فإذا استقبلها الألف5واللاّم تسقط نُونها، كقولك:(لدى الرّجل) ؛ ومن العرب مَن ينصب بها6.
وتكون بمعنى (مُنْذُ) ؛ تقول: (ما رأيته من لَدُنْ غُدْوَةً)، قال أبو سفيان7 بن حَرْبٍ:
1 في ب: قُدِّمَ هذا البيتُ على الّذي قبله.
2 يُنظر: شرح المفصّل 2/126.
3 إلَاّ أنّ (لدن) تختصّ عن (عند) بستّة أمور.
يُنظر: التّصريح 2/45، والأشمونيّ 2/264.
4 في ب: تنقلب.
5 أي: دخل الألف واللاّم على المضاف إليه.
6 يُنظر: الكتاب 1/58، 210، 3/119، والتّصريح 2/45.
7 في أ: أبو اسفين، وفي ب: أبو سفين، وكلتاهُما محرّفة، والصوّاب ما هو مثبت.
وأبو سفيان هو: صخر بن حرب بن أُميّة القرشيّ الأمويّ، مشهور باسمه وكنيته: كان من دُهاة العرب، ومن أهل الرّأي والشّرف فيهم، أسلم عام الفتح، وشهد حنينًا والطّائف، وكان من المؤلَّفة قلوبهم؛ توفّي بالمدينة سنة (30هـ) .
يُنظر: الاستيعاب 2/270، وسير أعلام النّبلاء 2/105، والعبر 1/23، والإصابة 3/332.
وَمَا زَالَ مُهْرِي مَزْجَرَ الكَلْبِ مِنْهُمُ
…
لَدُنْ1 غُدْوَةً حَتَّى دَنَتْ لِغُرُوبِ2
(سُبحان الله) معناه: التّنزيه.
[و] 3 (ذو) 4: بمعنى صاحب لازم الإضافة، ومن إضافته إلى المضمَر5؛ ما أنشده الأصْمَعيُّ6:
1 في أ: لذن، وهو تصحيف.
2 هذا بيتٌ من الطّويل.
و (مزجَر الكلب) : مكان زجر الكلب وإبعاده.
والمعنى: ما زال مهري بعيدًا عن هؤلاء القوم من أوّل النّهار إلى آخره.
والشّاهد فيه: (لدن غدوة) حيث جاءت (لدن) بمعنى (مُنْذُ) أي: مُنْذُ غدوة.
وجميع النُّحاة استشهدوا به على نصب غدوة بعد (لدن) ولم تجرّ بالإضافة؛ وهذا نادر.
يُنظر هذا البيتُ في: حُروف المعاني 26، وشرح اللّمع لابن بَرْهان 2/429، واللّسان (لدن) 13/384، وابن عقيل 2/65، والمقاصد النّحويّة 3/429، والتّصريح 2/46، والهمع 3/218، والأشمونيّ 2/263، والدّرر 3/138.
3 العاطِف ساقطٌ من ب.
4 في أ: وذ، وهو تحريف.
5 في ب: إلى مضمرٍ.
6 هو: عبد الملك بن قُرَيب، أبو سعيد الأصمعيّ، البصريّ، اللّغويّ: أحدُ أئمّة اللّغة، والغريب، والأخبار، والملح، والنّوادر؛ مولده ووفاته بالبصرة؛ ومن مصنّفاته: الإبل، وخلق الإنسان، والخيل، والأضداد، وله قصائد اختارها، عُرفت بالأصمعيّات؛ توفّي سنة (216هـ) .
يُنظر: مراتب النّحويّين 80 - 105، وأخبار النّحويّين البصريّين 72 - 80، وطبقات النّحويّين واللّغويّين 167، ونزهة الألبّاء 90، وإنباه الرُّواة 2/197.
[40/أ]
إِنَّمَا يَصْطَنِعُ المَعْـ
…
رُوفَ فِي النَّاسِ ذَوُوهُ1
ومن إضافته إلى المضاف للمضمَر2قولُ عِثْيَر بن لَبِيد3:
يَبْكِي عَلَيْهِ غَرِيْبٌ لَيْسَ يَعْرِفُهُ
…
وَذُوْ قَرَابتَهِ فِي الحَيِّ مَسْرُورُ4
1 هذا بيتٌ من مجزوء الرّمل؛ أنشده الأصمعيّ ولم يعزه لقائل معيّن.
والشّاهد فيه: (ذووه) حيث أضاف (ذوو) - وهو جمع (ذو) - إلى المضمَر؛ والمختار: إضافة (ذو) إلى المضمَر.
يُنظر هذا البيت في: شرح المفصّل 3/38، وشرح الكافية الشّافية 2/928، وشرح التّسهيل 3/242، واللّسان (ذو) 15/458، والمساعِد 2/346، والهمع 4/284، والدّرر 5/27.
2 في كلتا النّسختين: ومن إضافته إلى المضاف المضمر، وهو تحريف، والصّواب ما هو مثبَت.
3 في ب: كبير. ولم أقف على ترجمةٍ له.
4 هذا بيتٌ من البسيط، وهو لِعثير بن لبيد العذريّ، وقيل: لعثمان بن لبيد العذريّ، وقيل: لحُرَيْث بن جَبَلة العذريّ.
والشّاهد فيه: (وذو قرابته) حيث أضاف (ذو) إلى المضاف للمضمر.
يُنظر هذا البيت في: المعمّرين 61، وعيون الأخبار 2/328، ومجالس ثعلب 1/221، ودرّة الغوّاص 73، 74، ونزهة الألبّاء 33، واللّسان (دهر) 4/293، وشرح شواهد المغني 1/244، والدّرر 3/101.
(مِثْل) : تسوية1، وقد يَدْخُلُ2 عليه الكاف تأكيدًا للتّشبيه.
(مَعَ) : كلمةٌ تَضُمُّ الشّيء إلى الشّيء، والغالب عليها الظّرفيّةُ، كقولك:(سِرْتُ مَعَ القوم) أي: في جَمْعهِمْ.
(عِنْد) : ظرف مكان، تقول:(كُنْتُ عِنْدَ زَيْدٍ) ؛ و [قد] 3 تكون ظرف زمان، كقولك:(كان هذا عند انتصاف4 النّهار) .
(أولو) : 5 اسم لجمع6 أسماء الإشارة.
(كلّ) : معناه العموم والإحاطة.
(فَوْقُ) و (تَحْتُ) : هما7 ظرفان، وقد8 يكونان اسمين9 في قولك:(تحتُكَ رجلاك) ؛ لأنَّ الرِّجْل هي التَّحْتُ نفسه10، وكذا:(فوقَكَ بناءٌ حَسَن)11.
1 في كلتا النّسختين: سويّه؛ ولعلّها محرّفة؛ والتّصويب من الكتاب 4/231.
2 في ب: تدخل.
(قد) ساقطة من ب.
4 في أ: انتصاب.
5 في أ: ألو، وهو تحريف.
6 في كلتا النّسختين: لجميع، وهو تحريف.
7 في أ: فهما.
8 في ب: وقيل.
9 يُنظر: الكتاب 1/411، 416، 420.
10 وكذا (فوقُكَ رأْسُك) ؛ لأنّ الفوق هو الرّأس.
يُنظر: حروف المعاني 27.
11 (فوق) في هذا المِثال ظرف، وكذا (تحت) في قولك: تحتَك بساطٌ.
يُنظر: حروف المعاني 27.
والجهات السِّت:1ظروف أمكنةٍ؛ ومنها: (يمين) و (شمال) و (أعلى) و (أسفل) و (قُبالَة) و (حِذاءَ) و (إِزاء)[و (تِلْقَاء) ] 2 و (تِجاه) و (أمام) و (وراء) و (بين ذلك) . ومنها:
(وسَْط) :3- بسكون السّين [وفتحها -؛ والفرق بينهما: أنَّ المتحرِّكة السّين] 4 تقع فيما لا ينقسم، كقولك:(ضربت وَسَطَ رأسه) ، والسّاكنة السّين تحلّ محلّ (بين)، تقول:(جلس5 وَسْط القوم)[40/ب]
(غَيْرُ) : كلمةٌ بمعنى (سِوى) ، ويستثنى بها بعضُ اختصاص من (كُلّ)، وبعض الشّيء: طائفةٌ مِنْهُ.
(سِوى) :6- تُضَمُّ سينه وتُفتح - وهي تكون اسمًا وظرفًا7؛
1 في أ: السّتّة.
2 ما بين المعقوفين ساقط من أ.
3 وسط: يكون اسمًا وظرْفًا: فإذا أردتّ الظّرف أسْكنت السّين، وإذا أردّت الاسم فتحتَ، فتقول:(وَسْط رأسك دهن) إذا أخبرت أنّه استقرّ في ذلك الموضع أسكنت السّين ونصبت لأنّه ظرف، وتقول:(وسَط رأسك صلب) فتحت السّين ورفعت لأنّه اسم غير ظرف.
يُنظر: الكتاب 1/411، والمقتضب 4/341، 342، وشرح المفصّل 2/128، والبسيط 2/880، والهمع 3/157.
4 ما بين المعقوفين ساقط من أ.
5 في ب: جلست.
6 يُنظر: حروف المعاني 10، 23.
7 هذا مذهب الكوفيين، وأما البصريون فإنها لا يكون عندهم إلا ظرفاً.
ينظر: الإنصاف، المسألة السادسة والثلاثون 1/214.
فإذا كانت اسمًا مُدَّت وقُصِرَت، ولا تُمَدُّ إلَاّ إذا كانت مفتوحة السّين.
فإذا كانت اسمًا فهي بمعنى (غير) 1، كقول الأعشى2:
.................................
…
وَمَا قَصَدَتْ مِنْ أَهْلِهَا لِسَوائِكَا3
وإذا4 كانت ظرفًا فهي بمنزلة (وَسَط) ، وتكون ممدودةً للتّحقيق، تقول:(مررتُ برجُلٍ سَواءٍ) أي: مثلك.
1 في ب: عن، وهو تحريف.
2 هو: ميمون بن قيس، المعروف بأعشى قيس، ويكنى أبا بصير: شاعرٌ جاهليّ من شعراء المعلَّقات العشر، لقِّب بـ (صنّاجة العرب) لجودة شعره، وقيل: لأنّه كان يتغنّى بشعره؛ أدرك الإسلام في أواخر عمره ولم يُسْلِم.
يُنظر: طبقات فحول الشّعراء 1/65، والشّعر والشّعراء 154، والأغاني 9/127، والمؤتلف والمختلف 10، والخزانة 1/175.
3 في ب: لسواكه، وهو تحريف.
وهذا عجز بيتٍ من الطّويل، وصدره:
تَجَانَفُ عَنْ جُوّ اليَمَامَةِ نَاقَتِي
و (التّجانف) : الميل والانحراف.
والشّاهد فيه: (لسوائكا) على أنّ (سِوى) تكون اسمًا بمعنى (غير) أي: لغيرك.
يُنظر هذا البيت في: الكتاب 1/32، 408، والمقتَضب 4/349، وتحصيل عين الذّهب 68، وأمالي ابن الشّجريّ 1/359، 2/250، والإنصاف 1/295، وشرح المفصّل 2/84، والهمع 3/162، والخزانة 3/435، والدّيوان 89.
4 في أ: وإنْ.