الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إنَّ هذا الوصف الرائع المبهج الممتع يأسرك، ويملك عليك نفسك، ولذا دعانا ربُّنا إلى النظر إليه بأبصارنا، ننظر إلى ثماره من النخيل والأعناب والزيتون والرمان، وننظر إلى ينعه، أي إلى نضجه، وكمال النظر وغايته أن يحصل الاعتبار بما نراه ونشاهده، فإذا هو آياتٌ للمؤمنين، تدلُّهم على ربِّهم، وتهديهم إليه سبحانه.
أعد النظر في هذه الآية التي حدَّثتنا عن إنزال الماء من السماء، وفعل المليك سبحانه بالأرض التي ارتوت بالغيث {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 99].
خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا تبارك وتعالى بنفسه في هذه الآيات:
عرَّفنا ربُّنا ربُّ العزَّة سبحانه وتعالى في هذه الآيات بنفسه على النحو التالي:
1 -
الله تبارك وتعالى هو خالق السموات خلقاً كائناً بالحقِّ، فقد خلقهما سبحانه وتعالى لغايةٍ عظيمةٍ هي أن يعبد ويطاع سبحانه.
2 -
الله تعالى له الملك التَّام في يوم القيامة، فلا يملك أحدٌ معه شيئًا.
3 -
في يوم القيامة يأمر ربُّ العباد بالنفخ في الصور، فتقوم القيامة، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون.
4 -
الله تعالى عالم الغيب والشهادة، وهو الحكيم في شرعه وفعله، وهو الخبير.
5 -
الله تعالى هو فالق الحبِّ والنوى، يخرج من الحبَّة الصماء النبتة الخضراء، ويخرج من النبتة الخضراء الحبَّة الصماء.
6 -
الله سبحانه هو فالق الإصباح، فبعد ظلمة الليل يثور الضياء، ولا يزال يتزايد، ويتوهجُّ حتى يملأ الضياء الكون.
7 -
جعل الله تعالى الليل لنا سكناً، ننقطع فيه عن الحركة، وتهدأ فيه أفعالنا، وقد جعل الله لنا النهار ننبعث فيه إلى العمل.
8 -
جعل الله سبحانه وتعالى لنا الشمس والقمر حسباناً، فبالشمس نعرف مقدار الليالي والأيام، وبالقمر نعرف مقدار الشهور والأعوام.
9 -
وجعل الله تعالى لنا النجوم لنهتدي بها في ظلمات البرِّ والبحر، ونعرف مسارنا فوق ظهر أرضنا في أسفارنا، فكثير من الناس يعرفون طرقاتهم في أسفارهم بالنظر في النجوم الثابتة في ظلمة الليل.
10 -
الله تعالى هو الذي خلقنا بخلق أبينا آدم من نفسٍ واحدةٍ، فقد خلق منه زوجه حوَّاء. وخلق منهما جميع الرجال والنساء.
11 -
الله تعالى الذي أنزل الماء من السماء، فأخرج بذلك المطر نبات الأرض، فأخرج من ذلك النبات القمح والشعير والذرة وغيرها، يخرج من نبتها وسنابلها حبّاً متراكباً، نشاهده في القمح والشعير والذرة ونحوها، وأخرج لنا من أشجار النخيل من طلعها قنواناً دانيةً. يخرج لنا منها قطوفاً قريبة المأخذ، وجعل لنا فيما ينبته من الأشجار جناتٍ من أعنابٍ والزيتون والرمان، يشبه بعضه بعضاً أحياناً، وقد يختلف فلا يتشابه.
* * *