الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الموضع القرآني [9]
الله وليُّ الذين آمنوا
عرَّفنا ربُّنا - سبحانه - أنه {وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا} [البقرة: 257] والولي هو الذي يتولى أمورهم، وينصرهم، ويحفظهم، ويرعاهم، ومن آثار ولايته سبحانه أنه يخرج المؤمنين من ظلمات الكفر والشرك والجهل إلى النور، أي: إلى نور القرآن ونور الإسلام {يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور} [البقرة: 257].
وخير مثال يُضرب في هذا المجال تولي ربُّ العزَّة لصحابة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد كانوا كفارًا مشركين، فأخرجهم من الكفر والشرك إلى نور القرآن ونور الإسلام، فاستنارت قلوبهم وعقولهم، وصلحت أعمالهم، وكانوا خير أمة أخرجت للناس.
أما الذين كفروا فأولياؤهم الطاغوت {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ} [البقرة: 257]. وأعلمنا ربُّنا عز وجل أن الذين كفروا أنصارهم الطواغيت، والطاغوت كل ما عبد من دون الله تعالى، وأعظم الطواغيت الشيطان، ونشأ في كل عصر طواغيت تحاد الله تعالى ورسوله، وتحارب المؤمنين، وتحاول أن تضل عباد الله تعالى.
وهؤلاء الطواغيت في كل عصر ومصر يخرجون أتباعهم ومن يتولون أمرهم من النور إلى الظلمات، فترى طواغيت الفكر اليوم بما يطرحونه من نظريات فاسدة، وآراء جائزة، وعقائد ضالة، يخرجونهم من بقايا النور التي عندهم إلى الجهل والكفر والباطل.
ولك أن تتصور منطقتين إحداهما منيرة مضيئة، والأخرى مظلمة معتمة، ثمَّ ترى عمليتين دائبتين، ينتقل الناس في الأولى من الدائرة المظلمة إلى الدائرة المضيئة، أي: ينتقلون من الكفر إلى الإسلام، وفي الثانية ينتقلون من النور إلى الظلمة، أي: من الإسلام إلى الكفر.
* * *