المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌رابعا: شرح آيات هذا الموضع - الله يحدث عباده عن نفسه

[عمر سليمان الأشقر]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌الموضع القرآني [1]

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: الآيات التي يحدَّثنا فيها ربُّنا عن نفسه

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات هذا الموضع

- ‌رابعًا: شرح هذا الموضع

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا على نفسه في هذه الآيات

- ‌الموضع القرآني [2]الله تعالى خالقنا وخالق من قبلنا

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: الآيات التي عرَّفنا فيه بنفسه في سورة البقرة

- ‌ثالثًا: تفسير المفردات في هذه الآيات

- ‌رابعًا: شرح هذه الآيات

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا بنفسه في هذه الآيات

- ‌الموضع القرآني [3]تعجيبُ الله من الكفار الذين يكفرون بالله

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: الآيات التي عرَّفنا الله بنفسه في سورة البقرة

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات هذه الآيات

- ‌رابعًا: شرح الآيات التي عرَّفنا الله فيها بنفسه

- ‌خامساً: كيف عرف ربُّنا تبارك وتعالى بنفسه في هذه الآيات

- ‌الموضع القرآني [4]وقالوا اتخذ الله ولدًا سبحانه

- ‌الموضع القرآني [5]الآيات الدالة على رب العباد

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: الآيات التي عرَّفنا فيها بنفسه في سورة البقرة

- ‌ثالثًا: تفسير المفردات في هذه الآيات

- ‌رابعًا: شرح الآيات التي عرَّفنا الله فيها بنفسه

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا الله تعالى بنفسه في هذه الآيات

- ‌الموضع القرآني [6]الله تعالى قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: آيات هذا الموضع من سورة البقرة

- ‌ثالثًا: شرح الآية التي حدَّثنا الله تعالى فيه عن نفسه

- ‌رابعًا: كيف عرَّفنا ربُّنا تبارك وتعالى بنفسه في هذه الآية

- ‌الموضع القرآني [7]ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض

- ‌الموضع القرآني [8]تعريف الله تعالى بنفسه في آية الكرسي

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: آية هذا الموضع الذي حدَّثنا الله عن نفسه في سورة البقرة

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات الآية التي حدثنا فيها ربنا عن نفسه

- ‌رابعًا: شرح الآية التي عرَّفنا فيها ربُّنا بنفسه

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا بنفسه في هذه الآية الكريمة

- ‌الموضع القرآني [9]الله وليُّ الذين آمنوا

- ‌الموضع القرآني [10]{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى}

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: آيات هذا الموضع من سورة البقرة

- ‌ثالثًا: غريب الآيات

- ‌رابعًا: تفسير هذه الآيات

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا تبارك وتعالى بنفسه في هذه الآيات

- ‌الموضع القرآني [11]حكمة الله تعالى في التشريع

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: آية هذا الموضع من سورة البقرة

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات هذه الآية

- ‌رابعًا: شرح هذه الآية التي عرَّفنا فيها ربُّنا بنفسه

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا بنفسه في هذه الآية الكريمة

- ‌الموضع القرآني [12]الله تبارك وتعالى لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء

- ‌الموضع القرآني [13]شهد الله أنه لا إله إلا هو

- ‌الموضع القرآني [14]الله تعالى مالك الملك يؤتي الملك من يشاء

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: آيات هذا الموضع من القرآن من سورة آل عمران

- ‌ثالثًا: تفسير آيات هذا الموضع من القرآن

- ‌رابعًا: شرح آيات هذا الموضوع من كتاب الله تعالى

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا تبارك وتعالى بنفسه

- ‌الموضع القرآني [15]نصرُ الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في غزوة بدر

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: أيات هذا الموضع من سورة آل عمران

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات هذا الموضع من الآيات

- ‌رابعًا: شرح الآيات التي عرَّفنا فيها ربُّنا بنفسه

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا بنفسه في هذا الموضع من الآيات

- ‌الموضع القرآني [16]لله ملك السموات والأرض

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: الموضع القرآني الذي عرَّفنا فيه ربُّنا بنفسه

- ‌ثالثًا: تفسير المفردات في هذا الموضع من الآيات

- ‌رابعًا: شرح آيات هذا الموضع

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا بنفسه في هذه الآيات

- ‌الموضع القرآني [17]اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة

- ‌الموضع القرآني [18]الله تعالى لا يغفر أن يشرك به

- ‌الموضع القرآني [19]جعل الكعبة البيت الحرام قيامًا للناس

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: آيات هذا الموضع من سورة المائدة

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات هذا الموضع من الآيات

- ‌رابعًا: شرح هذا الموضع من الآيات

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا عز وجل بنفسه في هذه الآيات

- ‌الموضع القرآني [20]الحمد لله الذي خلق السموات والأرض

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: آيات هذا الموضع من سورة الأنعام

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات هذه الآيات في هذا الموضع

- ‌رابعًا: شرح آيات هذا الموضع من سورة الأنعام

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا عز وجل بنفسه

- ‌الموضع القرآني [21]الله تعالى له ما سكن في الليل والنهار

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: آيات هذا النص من سورة الأنعام

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات هذا الموضع من الآيات

- ‌رابعًا: شرح آيات هذا الموضع

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا رب العزَّة تبارك وتعالى بنفسه

- ‌الموضع القرآني [22]الله الذي يتوفانا بالليل ويعلم ما جرحنا بالنهار

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانياً: آيات هذا الموضع من سورة الأنعام

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات هذا الموضع من الآيات

- ‌رابعًا: شرح آيات هذا الموضع

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا تبارك وتعالى بنفسه في هذه الآيات

- ‌الموضع القرآني [23]إن الله فالق الحب والنوى

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: آيات هذا الموضع من سورة الأنعام

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات هذه الآيات

- ‌رابعًا: شرح آيات هذا الموضع

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا تبارك وتعالى بنفسه في هذه الآيات:

- ‌الموضع القرآني [24]الله تعالى الذي أنشأ جنات وعروشات وغير معروشات

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: آيات هذا الموضع من سورة الأنعام

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات هذه الآيات

- ‌رابعًا: شرح آيات هذا الموضع

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا العلي الأعلى سبحانه بنفسه

- ‌الموضع القرآني [25]تمكين الله تعالى لنا في الأرض

- ‌الموضع القرآني [26]الله تعالى الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: آيات هذه الموضع من سورة الأعراف

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات هذه الآيات

- ‌رابعًا: شرح آيات هذا الموضع

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا بنفسه في هذه الآيات

- ‌الموضع القرآني [27]ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: آيات هذا الموضع من سورة الاعراف

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات هذه الآيات

- ‌رابعًا: شرح آيات هذا الموضع

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا بنفسه في هذه الآيات:

- ‌الموضع القرآني [28]الله الذي يحيي ويميت

- ‌الموضع القرآني [29]الله الذي خلق السموات والأرض

- ‌أولًا: التقديم

- ‌ثانيًا: آيات هذا الموضع من سورة يونس

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات هذا الموضع

- ‌رابعًا: شرح آيات هذا الموضع

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا بنفسه

- ‌الموضع القرآني [30]الله تبارك وتعالى الذي يرزقنا من السماء والأرض

- ‌الموضع القرآني [31]الله تعالى الذي جعل لنا الليل لنسكن فيه

- ‌الموضع القرآني [32]أرزاق الدواب على الله تعالى

- ‌الموضع القرآني [33]الله تبارك وتعالى رفع السموات والأرض بغير عمد

- ‌أولًا: التقديم

- ‌ثانيًا: آيات هذا الموضع من سورة الرعد

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات هذه الآيات

- ‌رابعًا: شرح آيات هذا الموضع

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا بنفسه تبارك وتعالى

- ‌الموضع القرآني [34]الله يعلم ما تحمل كلَّ أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا آيات هذا النص من سورة الرعد

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات هذه الآيات

- ‌رابعًا: شرح هذا الموضع من الآيات

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا تعالى بنفسه في هذه الآيات

- ‌الموضع القرآني [35]بعض ما سخره الله للإنسان

- ‌الموضع القرآني [36]خلق الله الإنسان من نطفة

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: آيات هذا الموضع من سورة النحل

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات هذه الآيات

- ‌رابعًا: شرح هذه الآيات

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا على نفسه في هذه الآيات

- ‌الموضع القرآني [37]{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}

- ‌الموضع القرآني [38]لله يسجد ما في السموات وما في الأرض

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: آيات هذا الموضع

- ‌ثالثًا: غريب الآيات

- ‌رابعًا: تفسير هذه الآيات الكريمات

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا بنفسه في هذه الآيات الكريمات

- ‌الموضع القرآني [39]إيحاءُ الله تعالى إلى النحل

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: آيات هذا الموضع

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات هذه الآيات

- ‌رابعًا: تفسير آيات هذا الموضع من سورة النحل

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا بنفسه في هذه الآيات:

- ‌الموضع القرآني [40]الله تبارك وتعالى أخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئاً

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: آيات هذا النص من سورة النحل

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات آيات هذا الموضع

- ‌رابعًا: شرح الآيات

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا بنفسه في هذه الآيات

- ‌الموضع القرآني [41]{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى}

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: آيات هذا النص من سورة الإسراء

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات هذه الآيات

- ‌رابعًا: شرح آيات هذا الموضع

- ‌خامساً كيف عرَّفنا ربُّنا تبارك وتعالى بنفسه في هذه الآيات:

- ‌الموضع القرآني [42]قل ادعو الله أو ادعو الرحمن

- ‌الموضع القرآني [43]القرآن تنزيل من عند الله الذي خلق الأرض والسموات العلا

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانياً: آيات هذا النص من سورة طه

- ‌ثالثاً: تفسير آيات هذا الموضع من سورة طه

- ‌رابعاً: شرح هذه الآيات

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا عز وجل بنفسه:

- ‌الموضع القرآني [44]موسى عليه السلام يعرِّف بربِّه

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: آيات هذا الموضع من سورة طه

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات الآيات

- ‌رابعًا: شرح هذه الآيات

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا - عزَّل وجلَّ - في هذه الآيات بنفسه:

- ‌الموضع القرآني [45]مشهد القيامة في القرآن

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: آيات هذه الموضع من سورة طه

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات هذه الآيات

- ‌رابعًا: شرح هذه الآيات

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا عز وجل بنفسه:

- ‌الموضع القرآني [46]لم يخلق الله السموات والأرض لعبًا وباطلًا

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: آيات هذا النص من سورة الأنبياء

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات هذه الآيات

- ‌رابعًا: شرح آيات هذا الموضع

- ‌خامساً: كيف عرف ربُّنا تبارك وتعالى بنفسه في هذه الآيات

- ‌الموضع القرآني [47]كانت السموات والأرض رتقًا ففتقهما ربُّ العزَّة

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: آيات هذا الموضع من سورة الأنبياء

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات هذه الآيات

- ‌رابعًا: شرح هذه الآيات

- ‌خامساً: كيف عرَّف الله تعالى بنفسه في هذه الآيات

- ‌الموضع القرآني [48]إنا خلقناكم من تراب

- ‌الموضع القرآني [49]سجود من في السموات والأرض لله تعالى

- ‌الموضع القرآني [50]والبدن جعلناها لكم من شعائر الله

- ‌الموضع القرآني [51]الله تبارك وتعالى يولج الليل في النهار والنهار في الليل

- ‌أولًا: تقديم

- ‌ثانيًا: آيات هذا الموضع من سورة الحج

- ‌ثالثًا: تفسير مفردات هذه الآيات

- ‌رابعًا: شرح آيات هذا الموضع

- ‌خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا تبارك وتعالى بنفسه في هذه الآيات

الفصل: ‌رابعا: شرح آيات هذا الموضع

الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الأعراف: 54 - 57].

‌ثالثًا: تفسير مفردات هذه الآيات

استوى على العرش: معنى استوى علا وارتفع واستقرَّ، أما كيفية الاستواء فلا يعلمه إلا الله تعالى، والعرش سرير ملك الله تعالى، وهو أعظم مخلوقاته سبحانه.

يغشى الليل النهار، أي: يغطيه، ويستره.

يطلبه حثيثاً، أي: يطلب الليل النهار في غاية السُّرعة.

أقلَّت: حملت.

الثقال: ثقلها بسبب ما تحمله من المياه.

الميِّت: القاحل الممحل.

‌رابعًا: شرح آيات هذا الموضع

عرَّفنا الله ربُّنا في هذه الآيات بنفسه تبارك وتعالى، حتى لو أنَّك سألت فقلت: من ربنا؟ لكانت الآيات جواباً عن السؤال، وإنَّ صيغة الآيات لتدلُّ على أن مراد الله تعالى بالآيات هو تعريف عباده بنفسه، اقرأ طليعة الآيات في قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى

ص: 129

الْعَرْشِ} [الأعراف: 54] وأقرأ خاتمة هذه الآية {تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} وتدبَّر ما قرأته ستجد صدق ما ذكرتُه.

وقد عرَّفنا ربُّنا بنفسه تبارك وتعالى من خمسة أوجه، هي:

1 -

خلقه سبحانه السموات والأرض في ستة أيام:

أخبرنا ربُّنا - سبحانه - أنه وحده الذي خلق السموات والأرض وما فيهما وما بينهما في ستة أيام، وهذه الأيام تبدأ من يوم الأحد، وتنتهي في يوم الجمعة، وهذه الأيام من أيام الله تعالى، ولا ندري طولها، وقد أعلمنا ربُّنا تبارك وتعالى أنَّ يوماً عنده كألف سنةٍ من سنواتنا، وأعلمنا ربُّنا أنَّ مقدار يوم القيامة خمسون ألف سنةٍ من سنوات الدنيا {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} [الأعراف: 54].

2 -

استواء ربِّنا جل جلاله على العرش:

{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54] العرش في لغة العرب سرير الملك، قال تعالى في كرسي ملكة سبأ {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} [النمل: 23] وقال نبي الله سليمان: {أَيُّكُمْ يَاتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَاتُونِي مُسْلِمِينَ} [النمل: 38] وقال الله تعالى في عرش نبيِّ الله يوسف {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ} [يوسف: 100] والعرش أعظم مخلوقات الله تعالى، وهو لله تعالى سرير ملكه وقد وصفه الله تعالى بأنَّه عظيم {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة: 129] ووصفه بأنَّه مجيدٌ في قوله {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} [البروج: 15].

ص: 130

وكان عرش الله في الأزل علي الماء {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7]. ويحمل عرش ربِّنا في يوم القيامة ثمانيةٌ من الملائكة {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17]. وهؤلاء الملائكة الذين يحملون العرش في يوم القيامة يسبِّحون بحمد ربِّهم {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} [غافر: 7]. وفي يوم القيامة ترى الملائكة حافِّين من حول العرش يسبحون بحمد الله {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} [الزمر: 75] وقد ضلَّ قومٌ كثيرون في تعريف عرش الرحمن، والنصوص التي سقناها تدلُّ على أنَّ عرش الرحمن سريرٌ عظيمٌ كريمٌ مجيدٌ، استوى عليه الرحمن ومعنى استوى في اللغة العرب: ارتفع، واستقرَّ وعلا.

3 -

يغشي الله تعالى الليل النهار يطلبه حثيثاً:

عرَّفنا ربُّنا تبارك وتعالى أنه {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا} [الأعراف: 54] أي: يجعل الليل غشاءً وساتراً للنهار ومغطياً له، وفي الآية محذوفٌ دلَّ عليه المقام، أي: يغشي النهار الليل أيضًا، فيأتي ضوء النهار ويغشى ظلام الليل، فيذهبه، ويحلُّ محلَّه، كما قال:{وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعزَّيزِ الْعَلِيمِ} [يس: 37 - 38].

وقوله تعالى: {يَطْلُبُهُ حَثِيثًا} أي: يطلبه طلباً حثيثاً مسرعاً غاية الإسراع فلا يمهله لحظةً [العذب النمير: 3/ 381].

ص: 131

4 -

جعل الله الشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره:

وقوله تعالى: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ} أي: أنَّ الله خلق السموات والأرض، وخلق الشمس والقمر والنجوم، وجعلهن مسخراتٍ بأمره، أي: في طلوعهنَّ وغروبهنَّ وحركاتهنَّ، كلُّ ذلك مقدَّرٌ وفق ما يريده الله ويحدِّده.

والله تعالى {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} فالخلق له كلُّه وحده، والأمر له كلُّه وحده. وقوله:{فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} أي: تبارك وتقدَّس، وأصل تبارك تفاعل إذا كثرت بركاته وخيراته.

وبعد أن عرَّفنا ربُّنا تبارك وتعالى بنفسه أمرنا أن ندعوه تضرعاً وخفية، وأمرنا أن ندعوه خوفاً وطمعاً، فالدعاء هو العبادة كما صحَّ في الحديث، والله هو الذي يستحقُّ أن يعبد.

وقد أمرنا ربُّنا عز وجل أن ندعوه تضرُّعاً وخفيةً في قوله: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55] ومعنى {تَضَرُّعًا} أي: متذللين بخشوعٍ واستكانةٍ، ومعنى. . . {وَخُفْيَةً} أي: سراً وهمساً، ندعوه راجين رحمته خائفين عذابه. والدعاء الذي أمرنا الله به هو العبادة، وقد كان دعاء الصالحين خفيةً، فزكريا عليه السلام {نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا} [مريم: 3].

وقوله تعالى: {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} فالله لا يحبُّ المعتدين، لا في الدعاء ولا في غيره، ومن الاعتداء في الدعاء رفع الصوت بالدعاء، أو

ص: 132

الدعاء بأن يؤتى الداعي مقام الملائكة ومقام الرُّسل والأنبياء، ومن ذلك ما رواه أبو داود أنَّ عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول:«اللهم إنِّي أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها» فقال: أي بنيَّ، سل الله الجنَّة، وتعوذ به من النَّار، فإنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«إنَّه سيكون في هذه الأمَّة قومٌ يعتدون في الطهور والدُّعاء» [صحيح سنن أبي داود: 87].

وأمرنا ربُّنا أن ندعوه سبحانه خوفاً وطمعاً {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56].

أمرنا ربُّنا تبارك وتعالى أن ندعوه جامعين بين الخوف منه والطَّمع في ثوابه.

وجمع الله - تعالى - بين الخوف والطَّمع، ليكون العبد خائفاً راجياً، كما قال تعالى:{وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} [الإسراء: 57] فإنَّ موجب الخوف معرفة سطوة لله وشدَّة عقابه، وموجب الرجاء معرفة رحمة الله وعظيم ثوابه، قال تعالى:{نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} [الحجر: 49 - 50]. ومن عرف فضل الله رجاه، ومن عرف عذابه خافه.

ويستحب أن يكون العبد طول عمره يغلب عليه الخوف، ليقوده إلى فعل الطاعات وترك السيئات، وأن يغلب عليه الرجاء عند حضور الموت، لقوله صلى الله عليه وسلم:«لا يموتنَّ أحدكم إلَاّ وهو يحسن الظَّن بربِّه» [التسهيل، لابن جزي: 2/ 35].

ص: 133