الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الموضع القرآني [12]
الله تبارك وتعالى لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء
عرَّفنا ربُّنا تبارك وتعالى عن نفسه في آيتين قصيرتين في فاتحة سورة آل عمران، فقال:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ * هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعزَّيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 5 - 6].
وقد تناولت هاتان الآيتان ثلاث قضايا مما عرف الله تعالى به نفسه:
الأولى: أنه لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، والأرض والسماء مخلوقان عظيمان فيهما ما لا يحصيه إلا رب العزَّة سبحانه من المخلوقات، ففي السماء الملائكة وما لا ندريه من مخلوقات الله تعالى، وفيها ما أبدعه الله تعالى من المجرات، وفي كل مجرةٍ ما لا يعلمه ولا يدريه إلا الله تعالى من الشموس والأقمار والنجوم، وكل ذلك لا يغيب عن الله لحظةً، ولا يخفى عليه منه خافية.
وفي الأرض ما لا يعلمه إلا الله تعالى من البحار والأنهار والعيون، وفيها الجبال والتلول والروابي، وفيها المرتفعات والوديان، وفيها الصحاري والأراضي الخصبة، وفيها الإنسان والحيوان والطيور، وفيها الأشجار والمعادن، وغير ذلك مما لا يعلمه إلا الله تعالى، ولا يغيب من ذلك عن رب العزَّة سبحانه شيءٌ.
الثانية: أن الله تعالى هو الذي يصوِّرنا في أرحام أمهاتنا كيف يشاء، فالله خلق كل واحد منا في رحم أمه، ثم صوره - سبحانه - كما يشاء، ولكل واحد من بني الإنسان صورة تختلف عن صورة الآخرين، مع كثرة تعداد البشر، ولذا فإن من أسماء الله التي يمدح بها نفسه اسم المصور.
الثالثة: الله تعالى هو المعبود الذي لا يستحق العبادة غيره سبحانه وتعال، وغيره مخلوق مربوب معبد، وقد ذم الله العباد الذين اتخذوا من دون الله أندادًا، وقد سمَّى ربُّ العزَّة نفسه في هذه الآية باسمين عظيمين هما: العزيز الحكيم، والعزيز الغالب الذي لا يعجزه أحد من خلقه، والحكيم، أي: في شرعه وفعله.
* * *