الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 -
إرسال الله - تعالى الرياح بشرًا بين يدي رحمته:
ذكر الله تعالى في الآية التالية وجهًا خامساً عرَّفنا فيه بنفسه، فقال:{وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الأعراف: 57].
أعلمنا سبحانه أنَّه هو الذي يرسل الرياح بشرًا بين يدي رحمته، فترى بعض الناس يكونون في جوٍّ صافٍ، فتهبُّ عليهم الرياح نديَّةً رطبةً، فيقولون لك: هذه الرياح تبشِّر برحمة الله، أي: بالمطر، فلا يمضي طويل وقتٍ، حتى ترى السحاب الثقال آتٍ من بعيدٍ، تسوقه الرياح، فتهطل الأمطار، فيحيي الله بذلك المطر بلادًا ميتة، يحييها بالنبات، ومثل هذا الإحياء للأرض الميتة بالمطر، يحيي يوم القيامة العباد، فإذا شاء الله إحياء الخلق في يوم القيامة أنزل عليهم مطرًا كمنيِّ الرجال، فينبت الناس من الأرض، حتى إذا تمَّ خلقهم نفخ في الصور، فعادت أرواح الناس إلى أجسادهم، فقاموا لربِّ العالمين.
خامساً: كيف عرَّفنا ربُّنا بنفسه في هذه الآيات
عرَّفنا ربُّنا تبارك وتعالى بنفسه في هذه الآيات بإيراد الأمور التالية:
1 -
خلق الله ربُّنا تبارك وتعالى السموات والأرض في ستة أيام، ولولا أنَّ الله تعالى أعلمنا بهذا العلم ما علمناه، ونحن لا ندري بمدَّة كلِّ يوم من هذه الأيام، فلم يصحَّ فيه آيةٌ ولا حديثٌ، فربنا أعلم به.
2 -
استوى ربُّنا تبارك وتعالى على عرشه استواءً يليق بجلاله سبحانه وتعالى، وعرشه سبحانه سرير ملكه، وهو أعظم مخلوقاته، والاستواء معلومٌ والكيف مجهولٌ، والإيمان به واجبٌ، والسؤال عن الكيف بدعةٌ.
3 -
الله تعالى يغشي الليل النهار، فبعد ضياء النهار يأتي الليل الذي يكسو الأرض بظلامه.
4 -
سخَّر ربُّ العزَّة لعباده الشمس والقمر والنجوم بأمره، ولو لم يخلق الله تبارك وتعالى لنا هذه المخوقات لما صلحت حياتنا فوق ظهر هذه الأرض.
5 -
الله تبارك وتعالى له الخلق والأمر، فالله تعالى هو الذي أنشأ هذا الوجود من العدم، وكما له الخلق له الأمر بنوعيه الديني الذي يحوي الشرائع، والقدري الذي يكون به الخلق.
6 -
الله تبارك وتعالى الذي يرسل الرياح الرَّطبة الندية بين يدي السحاب الثقال الممتلئ بالمطر، ويسوق الله تلك الرياح تبشِّر بقرب رحمة الله بنزول المطر، ويرسل الله تعالى السحب المحمَّلة بالمطر إلى بلد أمحلت أرضه، وجفت مياهه، ومات نباته، وذوت أشجاره، فأحياه الله، فنما زرعه، واخضرَّ شجره، وخرجت ثماره، وكما أحيا الله الأرض بالماء الهاطل من السماء، يحيي العباد في يوم المعاد.
* * *