الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عنه إلى العراق؛ ومن شعر محمد بن أبان - وإن كان كثيراً - ما قاله عند نصرته على بني حَرْب من خولان ونفيهم عن اليمن إلى الحجاز وهو: وافر:
سما بي الحارثان من آل زُرْعٍ
…
إلى شُمٍّ منفنفة القِلالِ
بنا لي العزّ آباءٌ كرام
…
وشيَّد ما بنوا عمّي وخالي
إذا سارت تعابيهم لجمعٍ
…
حَسبْتَ الأرضَ مادت بالجبال
فلا تفخرْ عليَّ أبا يزيد
…
فإني في الصميم وفي الموالي
وإني في الأرومة من ملوكٍ
…
مساكننا المحافدُ من (أزال)
وفي (صِرواحَ) كان لنا ملوك
…
وفي (رَيْمان) في الأمم الخوالي
وفي (صَبِرٍ) لنا شادَ المعالي
…
أبونا ذو المهابة والجلال
معاويةُ بن صّيفي بن زرْع
…
رفيع البيت محمود النوال
وفوق (التَّعْكَرَيْن) لنا قصور
…
تشاييد الشرامخة الطوال
بها سُلُحٌ تظِلُّ معلَّقاتٍ
…
ورَنّاتِ الصوافنِ في الجِلال
وهم سلَكوا بها بَرّاً وبحراً
…
تفيءُ لهم مخبِّأةُ الحجال
فما حيٌّ كمثل بني أبينا
…
إذا هبَّت بصُرَّادِ الشمال
107 - محمد بن إدريس بن العباس بن علي بن عثمان، بن شافع بن السائب بن
عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب
ابن عبد مناف الشافعي الفقيه أبو عبد الله ولد بغزَّة، وقيل باليمن، وحمل إلى مكة ونشأ بها، وأخذ عن مالك بن أَنسٍ وطبقته، ثم عاد إلى مكة، واستخدم في أحد الخدم
الديوانية باليمن، فتوجه وأقام متولياً مدة ثم عاد إلى مكة وخرج إلى يثرب، وناظر مالك في أنس، وسأله عن مسائل، وراجعه فيها الجواب، وأكثر من قوله لمالك: فإن قيل كذا، ما الجواب؟! وكان مالك ضجوراً، فقال له مالك:" إذا أردت فإن قيل قلنا، فاقصد هنا "!! وأشار بيده إلى جهة العراق، إشارة إلى أصحاب أبي حنيفة لأنهم أهل نظر وجدال. وكان مالك في أكثر أمره يقف مع ظواهر الأخبار، فخرج الشافعي رضي الله عنه مغضباً وقال: لا يحلُّ لمالك أن يفتي!. وقصد العراق ولقي محمد بن الحسن، فأخذ عنه وأكثر، حتى قال: أخذت عنه وسق بعير وعاد إلى مكة ثم عاد إلى العراق مرة ثانية، وخرج إلى مصر وأكرمه أهلها، وأخذوا عنه. وتعرّض له بعض أصحاب مالك في مسألة ردّ فيها الشافعي على مالك، فباشره بيده مباشرة أحدثت له ألماً مات منه في سنة أربع ومئتين. وكان له شعر أجلّ من شعر الفقهاء، فمنه ما رواه علي في سراج عن الربيع بن سليمان المرادي أن الشافعي أعار محمد بن الحسن الفقيه كتاباً فأخّره عنه: رجز مجزوء:
قل للذي لم ترعي
…
ن من رآه، مثلهُ
ومن كأنَّ مَن رآ
…
هـ قد رأى من قبله:
العلمُ ينهي أهله
…
أن يمنعوه أهله
لعله يبذله
…
لأهله، لعله!!
وله رضي الله عنه: وافر:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
…
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال: اعلم بأن العلم نورٌ
…
ونور الله لا يؤتى لعاصي!
أنبأنا الكندي، أنبأنا القزاز، حدثنا أحمد بن علي البغدادي في، تاريخه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي، قال: سمعت إبراهيم بن علي بن عبد الرحيم بالموصل يحكي عن الربيع قال: سمعت الشافعي يقول في قصة ذكرها: طويل:
لقد أصبحَت نفسي تتوق إلى مصرومن دونها أرض المهامة والقفرِ فوالله ما أدري أَللفوز والغنىأُساق إليها أم أُساق إلى قبري؟!
قال: فوالله ما كان إلا بعد قليل حتى سيق إليهما جميعاً.
كتب إليّ عبد الرحيم بن تاج الإسلام السمعانيّ من مَرْو رحمه الله أنبأنا أبي تاج الإسلام ببخارى قال: سمعت أبا محمد الحسن بن محمد بن أحمد الحنفي في داره بالري يقول: سمعت أبا حاجب محمد بن إسماعيل الفقيه إملاء باستراباذ يقول: سمعت أبا الحسن محمد بن المثنى يقول: سمعت أبا بكر أحمد ابن عبد الرحمن يقول: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: لما أُشخص الشافعي رضي الله عنه إلى سُرَّ من رأى ودخلها عليه أَطمارُ رثّة، وطال شعره، فتقدم إلى مزيِّن، فاستقذره لما نظر إلى زيَّه فقال: تمضي إلى غيري! فأشتد على الشافعي أمره، فالتفت إلى غلام معه، فقال: أي شيء معك من النفقة؟! قال له: عشرة دنانير. قال: أدفعها إلى المزين. فدفعها الغلام إليه وولى الشافعي وهو يقول: طويل:
عليَّ ثياب لو تباع جميعها
…
بفلس لكان الفلس منهن أكثرا
وفيهنَّ نفسٌ لو يُقاسُ ببعضِها
…
جميع الورى كانت أَجلَّ وأخطرا
فما ضرَّ نصل السيف إخلاق جَفنه
…
إذا كان يمضي، حيث أنفذته برَا
فإن تكن الأيام أَزرَينَ بِزَّتي
…
فكم من حُسامٍ في غلاف تكسرَا
كتب إليّ شهاب الدين محمود الهروي، أنبأنا عبد الكريم بن محمد بن منصور من كتابه بالجامع القديم، حدثنا إسماعيل بن أبي الفضل الناصحي أبو القاسم من لفظه بِآمل، أنبأنا أبو جعفر محمد بن خالد بن هارون المخزومي، أنبأنا محمد بن حامد في الحسن الخيام قال: سمعت أبا بكر محمد بن يحيى ابن إبراهيم المزكي، سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت محمد ابن عبد الله الراضي يقول: سمعت قعنب بن أحمد بن عمرو يقول: سمعت محمد في أحمد بن وردان يقول: سمعت الربيع ابن سليمان يقول: قال عبد الله في عبد الحكم للإمام الشافعي رضي الله عنه: إن عزمتَ أن تسكن هذا البلد - يعني مصر - فليكن لك مجلس من السلطان فتُعَزّز، وليكن لك قوت سنة! فقال له الشافعي:" يا أبا محمد! من لا تعِزّه التقوى فلا عزَّ له، ولمد ولدتُ بغزَّة، وربيت بالحجاز وما عندنا قوت ليلة، وما بتنا جياعاً قط ". رحمه الله ومن شعر الشافعي رضي الله عنه: وافر:
نعيبُ زماننا والعيبُ فينا
…
وما لزماننا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا الزمانَ بغير جرم
…
ولو نطق الزمانُ إذاً هجانا
قال: أنبأنا عبد الكريم بني محمد تاج الإسلام المروزي قال: أخبرنا الإمام أبو نصر أحمد بن عمر بن محمد الغازي، أنبأنا الشيخ الإمام أبو
الأسعد عبد الرحمن ابن عبد الواحد القشيري عن أبي سعيد مسعود بن ناصر السجزي عن أبي الحسن الليثي عن أبي الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم الآبري رضي الله عنه في كتابه سماعاً منه بجامع سِجِسْتان قال: سمعت محمد بن عبد الرحمن الهمذاني بحلب يحكي عن زكريا بن يحيى البصري عن الربيع بن سليمان قال: كنّا عند الشافعي إذ جاءه رجل برُقْعَة، فنظر فيها وتبسم، ثم كتب فيها ودفعها إليه. قال: قلنا سُئِل الشافعي عن مسألة؟ لننظر ما جوابها! فلحقنا الرجل، فأخذنا الرقعة، فقرأناها، فإذا فيها: طويل:
سلِ المفتيَ المكِّيَ هل في تزاورٍ
…
وضمَّةِ مُشتاقِ الفؤادِ جناحُ؟!
قال: وقد أجابه أسفل من ذلك: طويل:
أقول: معاذ الله أن يُذهِبَ التُّقى
…
تلاصُقُ أكبادٍ بهنَّ جرَاحُ
وبالإسناد حدثنا الآبري بجامع سجستان من كتابه، حدثتنا أبو جعفر محمد بن عبد الجبار القراطيسي الدمشقي بدمشق قال: حدثني محمد بن إدريس يعني أبا حاتم عن ابن عم الشافعي قال: كان لأبي عبد الله الشافعي امرأة يحبها، فقال لها: كامل مجزوء:
ومن البليَّة أن تُ
…
حِبَّ ولا يحبُّك من تحبُّه
ويصُدُّ عنك بوجهه
…
وتلَجُّ أنتَ فلا تُغِبُّه
وبالإسناد أخبرنا الآبُريُّ كل من كتابه بجامع سجستان، حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن يعقوب بن إسحاق بن عيسى بن عبد الدمشقي مستملي أهل دمشق
قال: حدثني أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يحيى القرشي الفهري المصري، قدم علينا قال: حدثنا أبو محمد الربيع بن سلمان قال: حدثني محمد بن إدريس الشافعي قال: رحلت إلى اليمن لأسمع من عبد الرزاق، فمررت بباب دار عليه شيخ كبير بين يديه هاوَن يدق فيه خبزاً يابساً فقلت: ما هذا؟ قال: فتوتاً لزوجتي. فقلت: إن حقَّها لواجب عليك! فقال: إي وأبيك! أقم لترى ذلك عياناً، فأقمت، فلم يكن بأسرع من أن أقبل خمسة مشايخ بيض الرؤوس واللحى، كأن صورتهم صورة واحدة، وكأانما مسح على رؤوسهم بكفّ واحدة، فأكبّوا على الشيخ، فقبّلوا رأسه وسلّموا عليه، وقاموا هنيهة، فقال لهم: ادخلوا إلى أمكم فسلموا عليها، فدخلوا إلى الدار، فقلت: يا شيخ! هؤلاء ولدك منها؟ قال: نعم. فقلت: بارك الله لك! فلقد رأيت قرَّة عين ثم هممت بالنهوض، فقال لي: أقم لترى ما هو أعجب من ذلك! قال: فلم يكن بأسرع من أن أقبل خمسة كهول. ففعلوا مثل الأولين. فقلت له كقولي الأول. فقال: أقم لترى ما هو أعجب! فأقمت، فأقبل خمسة رجال سود الرؤوس واللحى في قدر واحد، ففعلوا كالأولين، وقلت له مثل قولي الأول وأردتُ النهوض وقم؛ فقال: أقم لترى أعجب من ذلك. فأقمت، فأقبل خمسة شباب قد اخضرت شواربهم ففعلوا كالأولين فقلت له مثل قولي الأول، وقمت، فقال: أقِمْ لِتَرَ أعجب من ذلك. فأقمتْ. فأقبل خمسة صبية على ثيابهم أثر المداد. ففعلوا مثل فعل من تقدَّمهم. فقلت له مثل قولي الأول، فقال لي: يا فتى هؤلاء الخمسة وعشرون ذكراً ولدي منها في خمسة أبطُن! قال محمد في الحسين: قال لنا إسحاق بن يعقوب: قال لي أبو الحسين القرشي: سمعت الربيع يقول: لو جاء بهذا غير الشافعي ما قبلناه منه.