الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحصل له بها تقدم، وولده هذا كان نقيباً في الأيام المصرية، فلما دخلت الغُزُّ البلاد، ولّوا رجلاً أعجمياً النقابة، يعرف بأبي الدّلالات، ثم ولّي هذا الشريف بآخرةٍ نقابة النقباء الأقارب من ولد إسماعيل نسباً، صاحب للقصر كان (؟) وكان أكثر زمانه منقطعاً في داره إلى التصنيف في علم الأنساب، أدركته ورأيته، وكان يكثر، إلى أن يغلب على الظن كذبه رحمه الله وغفر لنا وله - وكان له شعر ولوالده أيضاً، فمن شعره قوله لبعض الأشراف بدمشق: طويل:
أَحنُّ إلى ذكراك يا ابن محسَّنٍ
…
وأرجو من الله اللقاءَ على قُرْبِ
لما لكَ في قلبي من الموضع الذيترى فيه كل الحب جزءاً من الحب وللمفخر السامي الذي قد حويتَهوسار مسير الشمس في الشرق والغرب فأصبحتَ تاجاً للفخار ومَفرِقاًوقطب المعالي بل أجلَّ من القطبِ
فلا عدِمَت روحي الحياة فإنها
…
قرينة ما يأتي إليّ من الكتبِ
وله أشعارٌ كثيرة في المدح لأجلاّء زمانه. توفي بعد سنة خمس وثمانين وخسمئة.
118 - محمد بن أسلم الأنصاري الساعدي
قال يوم الحرَّة: طويل:
فإن تقتلونا يوم حرَّة واقم
…
فنحن على الإسلام أول من قَتلْ
ونحن تركناكم ببدر أذلة
…
وأُبنا بأسلاب لنا منكم نَفَلْ
فإن ينج منها عائذُ البيت سالماً
…
فما نالنا منكم وإن شفَّنا جَللْ
119 - محمد بن أسعد بن محمد بن نصر الحليمى العراقي
أبو المظفر، المعروف بأبي حليم الحنفي. أنبأاني أبو المظفر عبد الرحيم
المروزي، قال: أخبرني أبي في كتابه، قال: سكن دمشق معي ابن حليم، ورأيته بها، واجتمعت به نُوَباً عدة في دار صاحب دمشق، أُنَر، وكانت تجري بيننا مفاوضات في الشعر وغيره، وكان يحفظ أشعاراً كثيرة ويتعاطى قول الشعر. أنشدني محمد بن أسعد الحنفي لنفسه، وكتب لي بخطه بدمشق: بسيط:
حلفت إن عاد أحبابي وضعت لهم
…
خدِّي وطاءً، ودمع العين شافعُهُ
فأحرق الدمع جفني من حرارته
…
يوم الفراق، وأحشائي تتابعُه
فقلت للخدِّ: نُب عنه فقال: قدي
…
من النيابة ما خَدَّت مدامعُه
قال: وأنشدني محمد بن أسعد العراقي لنفسه، وكتب لي بخطه أيضاً: خفيف:
هجَرتني فكان ليلي بلا فجر
…
وزارت فلم تكن غير فجر
ليس للصيف والشتاء أثرٌ في الليْل
…
لكن لوصلها والفجرِ
قال: ثم سمعت أن البيتين لأبي علي بن عمار الموصلي. قال: وأنشدني محمد بن أسعد البغدادي لنفسه: كامل:
الدهر يخفض عامداً
…
فيلاً، ويرفع قدر نملهْ
فإذا تنبه لِلِّئا
…
مِ وقام للنُّوَّام نَمْ لهْ
وقال أنشدني محمد بن أسعد الحنفي لنفسه بدمشق: طويل:
تقدَّمتُم بالحظِّ حتى سَبَقتُم
…
جيادَ المذاكي بالحمير الأظالِعِ
كأنَّكمُ الأعدادُ لا يبتدى بها
…
لدَى عَقْدِها إلا بصُغر الأصابع
وبالإسناد قال السمعاني: في الوقت الذي أنشدني محمد بن أسعد الحنفي البيتين، كان مؤيِّد الدولة أُسامة بن مُرشد بن منقذ الشَّيْزَري حاضراً، فاستحسنها وقال: أنشدتني البيتين يوماً، فقد عملت في معناهما بيتين وأنشدهما لنفسه: كامل:
ما إن عَدَدْتكَ للمُلِمِّ وقد أرى
…
ما فيك من خَوَرٍ عن الإنجادِ
إلا كما تعتدُّ يمنى كاتبٍ
…
صِغر البنان لأوَّل الأعدادِ
توفي سنة سبع وستين وخسمئة ودفن بالباب الصغير وقد جاوز الثمانين كتب إليّ محمد بن هبه الله بن مميل الشيرازي، أنبأنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي من كتابه، قال: محمد بن أسعد بن محمد بن نصر أبو المظفر البغدادي المعروف بابن الحليم الفقيه الحنفي الواعظ، سكن دمشق مدة ودرّس بمدرسة طرخان ثم بنى له الأمير أُنَر المعروف بمعين الدين مدرسة ودرّس بالمدرسة القادرية أياماً، وظهر له قبول في الوعظ وصنف تفسيراً، وشرح " المقامات ". سمعت منه شيئاً من شعره؛ وكان فسلا في دينه، خليعه، قليل المروءة، ساقطاً كذاباً. أنشدنا أبو المظفر لنفسه بماردين وكتبه لي بخطه: طويل
ذكرت هوى سلمى وليلى بمعزل
…
وعدت إلى مصحوب أول منزل