الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لولا تعرُّض ذكر من سكن الغضا ما كان جسمي للضنى متعرِّضا
لكن جفا جفني الكرى بجفائهم
…
وحشا حشاي فراقهم جمر الغَضا
ولو أن مالي بالرياح لمَا جَرتْ
…
والبدر لو يُمنّى به ما أومضَا
ولو أنني أفضي بأسرار الهوى
…
يوماً إلى أحدٍ لضاق بها الفضا
54 - محمد بن أحمد أبو عبد اللة الهاشمي الصقليّ
المعروف بابن الخالة الفرضيّ كان عالماً بالفرائض وعلم الوثائق، وكان يصنع الشعر رياضة لطبعه للتأدب لا للتكسب، فمن شعره قوله: طويل
صددت بوجهيْ عن حبيبي تستراً
…
وأبديت نكراً في الهوى وتغيُّرَا
وصرت كمن عن حِبه بعد حُبِّه
…
تجافاه من فرط الجفاء وأقصرَا
وفي كبدي من لاعجِ الشوق جمرةٌ
…
غدا لفحها بين الجوانح مُضمَرَا
ثوتْ بين أضلاعي فخامرتِ الحشا
…
وأذكى جواها جمرَها فتسعَّرَا
أحبُّك حب الماء في أرض قفرة
…
بهاجرةٍ ظمآن ظل مُهجِّرَا
وإن كنت قد أقصرت عنك العلة
…
فكا زِلت في عين الضمير مصوّرَا
وإني كمن قد غالب الشوق صبره
…
وأَورثه الأشجان أن يتصبرَا
وكم عذل العذّالُ فيه ولو رأَوْا
…
محيَّاهُ كانوا لا محالة أعذرَا
وكم من صحيح أَسقمَتْ لحظاته
…
وعين امرئٍ نوّامة العين أسهرَا
كأن عليه من صفاءِ أديمِه
…
إذ اللحظ أدماه عقيقاً وجوهَرَا