الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وضنَّ عليَّ الطّيف بالوصل في الكرى
…
فيا عجباً حتى الخيال له هجر! 301 محمد بن سهل، أبو بكر الكاتب الصقلي المعروف بالزُّريق
أحد كتاب الحساب بجزيرة صقلية، وله نثر ونظم، منه قوله: وافر:
لَهَا عندي وإن مُنِع الوصال
…
ونادى الكاشحون بنا وقالوا
سرائر لو نطقت بها لقَامت
…
بحُجَّتِها وإن كثر الجِدال
سأصبر ما استطعت على نواها
…
فيوشك أن يكون لها نوال
لعلَّ خيَالَهَا وَهْناً طروقُ
…
وهل مُجدٍ إذا طرق الخيال
وكيف يزورني طيف بليل
…
وما للنَّوم في عيني مجال؟
وقوله: سريع:
أنتَ المصفَّى جوهَراً حين لا
…
يصفُو لنَا من أحد جوهَر
عهْدُ الهَوَى عندك لا ينقضِي
…
وذِمَّة الإخوان لا تُخفر
لا تَمذق الوُدَّ لذي خُلَّة
…
ولا يُرَى الدَّهرَ به تغدر
ضرَائب الناس وأطباعهم
…
شتَّى ضروب عندما تخبُر
منها الزُّلال العذب إن ذُقته
…
يوماً، ومنها الآجن الأكدر
302 - محمد بن سعيد العشمي اليمنيّ
وَعشْم قرية شاميَّ تهامة، مما يلي الجبل بناحية الحَسْبَةِ، وأهلها من الأزد، وهو شاعر مذكور هناك، فمن شعره: خفيف:
راح عن جفن مقلتيَّ منامي
…
ورماني الهوى بسهمي سقام
ومن امسى له الفِراقُ قريناً
…
والهوَى أسقياه كأس غرام
كيف عذلِي ولست تعلم ما بي؟
…
جَلَّ ما بي فلا تَعُدْ لكلامي
لو تراني إذا تدلَّى سُهَيل
…
أودنا للمغيب بَعْض النَّعام
أتقلَّى على الفِراش ضجيعاً
…
مُدنِفاً تحته وهيج الضرام
ليت شعري وللزَّمان صروف
…
لم تزل وهي غير ذات انصرام
هل أنالنَّ ما أُؤمِّل ممَّن
…
يتمنى كدي بغير احترام
إذ رمتني بأسهم قاتلات
…
أثبتتني حتفاً، وطاشت سهامي
دِعص رمل حُرٍّ عَليه قضيب
…
سَيسَبَان عليه بدر التَّمام
وبخدين واضحين أسيليْ
…
ن وثغر يسبي ذوي الأحلام
ولها جيد مُغزل أمّ خشف
…
ترتعي بين عرفج وبشام
ومن شعره أيضاً: طويل:
بَكَيت فهل من مُسعد لبكائيا؟
…
وناديت هِنداً لو أجابت ندائيا
وهيَّج أشواقَ الفؤاد حمائم
…
تداعين بين الرقمتين تداعيا
يغنّين أحياناً ويضحكن تارة
…
فما رمت حتَّى خلتهنَّ بواكيا
فقلت: حمامات بهنَّ من الأسى
…
ولوعة تفريق النَّوى مثل ما بيا
خليليّ إني مسعد الورق إن بكت
…
فهل تريان الحقَّ أن تُسعدانيا؟
فإن تفعلا تستكملا أجر صحبتي
…
وإلا فكُفَّا صاحبَيَّ ملاميا
والعشميّ هذا كان في الزمان القريب، وكان في أيام الصُّلَيْحي، الدَّاعي باليمن.