الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لتفدك أكبادٌ ظماء أجفَّها
…
هواك، وأجفان جفاها هجودها
ومهجة صَبٍ لم تزل صبَّة بها
…
يد الوجد حتَّى عاد عدماً وجودها
ضنى جسدي، إن كان يرضيكِ، برؤهوإتلاف نفسي في هواك خلودها ولولا الهوى لم ترض نفس نفيسةهواناً ولكن حُبُّ نفس قؤودها
وله قصيدة لايخلو بيت منها من تجنيس: بسيط:
ألفى عذاب الهوى عذباً فآلفه
…
فما يصيخ إلى عذر ولا عذَل
يا دمع بث كمينَ البثِّ قد تركت
…
كَلاًّ عليك هواها رَبَّةُ الكِلَل
لا أُوسع العين عُذراً أو تسيل دماً
…
إذا مدامعْها سيلت فلم تسِل
271 - محمد بن الخضَر بن الحسن بن القاسم، أبو اليمن
التنوخي المعرّي يعرف بابن أبي المهزول، الشاعر المعروف بالسابق.
قدم دمشق، وروى بها شيئاً من شعره؛ وقُرِىء عليه بعض نظمه ونثره؛ سمع منه أبو محمد بن صابر في سنة ثمان وثمانين وأربعمئة. أنبأنا محمد ابن هبة الله قال: حدثنا أبو القاسم من كتابه، أنبأنا أبو محمد بن صابر، أنشدنا أبو اليمن محمد بن الخضر بن الحسن التنوخي لنفسه: وافر:
حَلمتُ عن السفيه فزاد بَغياً
…
وعاد فكفَّهُ سفَهي عليهِ
وفعْلُ الخيرِ من شِيَمي ولكن
…
أتيتُ الشرَّ مدفوعاً إليه
قال وأنشدني له أيضاً: كامل:
ولقد عَصَيْتُ عواذلي وأطعْتُهُ
…
رشأٌ يُقَتِّل عاشقيه ولا يَدِي
إنْ تَلقَ شوك اللوم فيه مسامعي
…
فَبِما جَنتْ من وَجْنتِهِ مقلته يدي
قال وأنشدني له أيضاً: بسيط مجزوء:
وشادنٍ بتُّ صارفاً هِمَمِي
…
عن المُنَا فِيه، والمنافيهِ
كالبدر والشمس أو يفوقهما
…
فما تُدانيه كافُ تشبيه
قابلَ مرآتَهُ فقلتُ له:
…
مولاي عَوِّذْ ما أنتَ رائيه
وقلتُ سرّاً لصاحبيَّ: أما
…
تراعيانِ الذي أُراعيه؟
إن نظرتْ عينُه محاسنُه
…
تاهَ علينا بل زاد في التيه
قال وأنشدني له أيضاً: طويل:
سأرحلُ عن دارٍ أروحُ وأغتدي
…
وسِيّانِ فيها مَشهدي ومغيبي
فإنْ قَلَّ مني بالجفاءِ نصيبُها
…
فقد قَلّ منها بالوفاء نصيي
فإنْ لم أَرُعْها بالفراق فرَاعَني
…
ملامُ خليلي أو مَلالُ حبيبي
وبالإسناد: قال الحافظ أبو القاسم: قال لنا أبو عبد الله محمد بن الحسين ابن أحمد المِلْحي: السابق أبو اليمن ابن الخضر المعرّي شاعر مجيد، ويضع القلادة في الجيد، كثير المختار في الهجاء والتمجيد، عالم في اللغة والنحو؛ وصل إلى بغداد وعاشر العلماء بها والشعراء، وأسمعهم شعره، كالأبيوردي وطبقته، وعرف كلٌّ منهم إحسانه، وما خُصّ به من هذا الفن زمانه، واستفاد من جميع الأئمة كلَّما يحتاج إليه الشاعر المفلق، والبليغ المحقق، حتى لحق بطبقتهم.