الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال وأنشدني أيضاً: بسيط
عليكَ بالمال فاجمعه لتعطيَهُ
…
لا خيرَ في الفقر ذو الاعدام محتقرُ
إحسانه غيره معتدٍّ به أبداً
…
وذو الغنى ذنبه في الناس مغتفرُ
59 - محمد بن أحمد بن الحسين بن علي بن أحمد بن سليمان بن
فرج البغدادي، أبو الفضل بن أبي سعد من أهل أصبهان، من بيت العلم والحديث، كان واعظاً، حلو المنطق عالماً بالتفسير ومعاني القرآن، حسن الاعتقاد، سمع الكثير، وله شعر، كتب إليّ أبو المظفر عبد الرحيم المروزي: أنشدنا أبي في كتابه، أنشدنا سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن البغدادي إملاء بالمدينة، أنشدنا والدي عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم:
أتيتك راجلاً ووددت أنّي
…
جعلتُ سوادَ عيني امتطيه
ومالي لا أسير على المآقي
…
إلى قبرٍ رسولُ الله فيه
وبالاسناد قال تاج الإسلام: قرأت بخطّ شجاع بن فارس الذُّهلي: مات أبو الفضل محمد بن أبي سعد الأصبهاني المعروف بالبغدادي الواعظ عند رجوعه من الحجّ في يوم الثلاثاء، من عشر صفر سنة ثمانين وأربعمئة ودفن في مقبرة باب أبرز.
60 - محمد بن إبراهيم أبو حمزة الصوفي
من كبار شيوخهم، كان يتكلم في جامع الرُّصافة، ثم انتقل إلى
جامع المدينة، وكان عالماً بالقراءات وبقراءة أبي عمرو، خصوصاً، جالس أحمد بن حنبل، وبشر بن الحارث، وأبا نصر التمّار، وسَرِيّا السَّقطي، وسافر مع أبي تراب النخشبي، حكى عنه محمد ابن علي الكناني، وخير النساج وغيرهما، قال أبو نعيم: أبو حمزة بغدادي، واسمه محمد بن إبراهيم، وكان مولى عيسى بن أبان القاضي، وكان شديد التوكل على الله، يسافر على التوكل ويغزو على التوكل، فمن عجيب ما جرى له في السعي على التوكل ما أنبأنا به زيد بن الحسن الكندي قال: أنبأنا أبو منصور القزاز قال: حدّثنا ابن ثابت قال: أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم قال: حدثني أبو بدر الخياط الصوفي قال: سمعت أبا حمزة يقول: سافرت سفرة على التوكل، فبينما أنا أسير ذات ليلة والنوم في عيني، إذ وقعت في بئر، فرأيتني قد حصلت فيها، فلم أقدر على الخروج لبعد مرتقاها، فجلست فيها، فبينما أنا جالس إذ وقف على رأسها رجلان فقال أحدهما لصاحبه: نجوز ونترك هذه في طريق السابلة والمارة؟! فقال الآخر: وما نصنع؟ قال: نطُمُّها. قال: فبدرتْ نفسي أن تقول: أنا فيها، فنوديت: تتوكل علينا، وتشكو بلاءنا إلى سوانا؟ فسكتُّ ومضيا ثم رجعا ومعهما شيء جعلاه على رأسها غطوها به؛ فقالت لي نفسي: أمنت طَمَّها ولكن حصلت مسجوناً فيها، فمكثت يومي وليلتي. فلما كان الغد ناداني شيء يهتف بي ولا أراه، تمسك بي شديداً، فمددت يدي فوقعت على شيء خشن، فتمسّكت به، فعلاها وطرحني، فتأملت
فوق الأرض فإذا هو سبعٌ؛ فلما رأيته لحق نفسي من ذلك ما يلحق من مثله، فهتف بي هاتف: يا أبا حمزة! استنقذناك من البلاء بالبلاء، وكفيناك ما تخاف بما تخاف. وبالاسناد حدثنا أحمد بن علي الخطيب، أنبأنا أبو القاسم رضوان بن محمد بن الحسن الدِّنيوري قال: سمعت أحمد في محمد بن عبد الله النيسابوري يقول: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب الحمافظ يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن نعيم يحكي عن أبي حمزة الصوفي أنه لما أُخرج من البئر أنشأ يقول: طويل.
نهاني حيائي منك أن أكشف الهوىوأغنيتِني بالقرب منك عن الكشف تراءيتَ لي بالغيب حتّى كأنَّماتُبشرني بالغيب أنَّك في الكهفِ
أراك وبي من هيبتي لك وحشة
…
فتؤنسني بالعطف منك وباللطفِ
وتُحيِي مُحِباً أنت في الحب حتفه
…
وذا عجب كون الحياة مع الحتْفِ
أنبأنا زيد، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، حدثنا ابن ثابت، أخبرني أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة النيسابوريّ بالريّ، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد بن الحسن الأزديّ الخطيب بسمنَان يقول، قال جعفر بن محمد الخلدي: خرج طائفة مشايخ الصوفيّة يستقبلون أبا حمزة الصوفي في قدومه من مكة، فإذا به قد شحب لونه، فقال الجريري: يا سيدي هل تتغير الأسرار إذا تغيرت الصفات؟ قال: معاذ الله لو تغيرت الأسرار بتغير الصفات لهلك العالم، ولكنه ساكن الأسرار فجملها وأعرض عن الصفات فلاشاها، ثم تركنا وولَّى وهو يقول: رجز مجزوء:
كما ترى صيَّرني
…
قطعُ قةإرالدَّمّنِ
شرَّدني عن وطني
…
كأانني لم أَكُن