الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: طويل:
رحلتَ على يُمْنٍ وأُبْتَ على سعدِ
…
وأُوليتَ إقبالاً يدومُ على سعدِ
وأوفى على الأرزاقِ جُودُك ساحباً
…
لديك نعيمَ الدَّهر بالقربِ والبعد
تُقلِّدُ أعناقَ الأنامِ عقودَه
…
مفصَّلةً بالشكر والذكر والحمد
أرى فيكَ: مقرونَينِ غيثاً وبارقاً
…
تهلّل في وجهٍ من المزنِ والعُهْد
305 - محمد بن سعيد الغزْنوي
شاعر مذكور، مشهور في ناحيته، وذكره البيهقي في " الوشاح "، قال في فتح هناك ويمدح السلطان بهرام شاه: بسيط:
حُكْمُ السياسةِ عدْلٌ فيه مزدجَرٌ
…
لمن أَصرَّ على سوءٍ وما انتصحَا
ظنَّ الظنونَ فغرَّته غباوتُه
…
وطرفُهُ لأكاذيب المنى طَمَحَا
أُمنيَّةُ كبُرَتْ عن وِزرِه فدعتْ
…
إلى المنِيَّةِ منه حالكاً وقحاَ
وأين تبدو السُّها والشمس قد طلعتْ
…
والكلبُ، كيف يَضُرُّ البدرَ إن نبحا
وهي طويلة في المدح.
306 - محمد بن السريّ بن السرَّاج
البغداديُّ، النحويُّ، الفاضل الكامل، صاحب المصنفات الجليلة في النحو، واحد زمانه، صحب المبرد وأكثر الأخذ عنه، وتصدر لأمر العلم؛ وكان له شعر أجلّ من شعر النحاة. وكان قد علق
محبَّة قينة، فأنفق عليها ماله، واتفق أن قدم المكتفي من الرَّقَّة إلى بغداد في الوقت الذي وَليَ الخلافة. قال الأوارجي الكاتب: وجلستُ في ذلك اليوم أنا وابن السرَّاج وأبو القاسم عبد الله بن حمدان الوصليُّ الفقيه في رَوْشن نتفرّج لما وافى المكتفي في الماء نظرنا واستحسنّاه. وكانت هذه القينة قد جفتْ ابن السراج لمّا قلّ - ماله، فقال في ذلك الوقت: قد حضرني شيء، فاكتبوه عني، فكتبته وهو قوله: كامل: قايست بين جمالِها وَفعالِها فإذا المَلاحةُ بالخيانةِ لا تَفي
حلفتْ لنا ألاّ تخونَ عهودنا
…
فكأنّما حلفتْ لنا ألاّ تَفي
والله لا كلَّمتُها ولو أنَّها
…
كالشمسِ أو كالبدرِ أو كالمكتفي
ومرَّ على هذا زمان، وكان زنجي الكاتب يهوى قينة، ويدعوها في أيام الجُمَع، ويحدِّث بأمرها وأمره معها أبا العباس أحمد بن محمد بن الفرات. قال الأوارجي: فحدثني زنجي أنّه غدا يوم سبت على أبي العباس، فسأله عن القينة في أمسه وما غنَّته؛ فقال: كان صوتي عليها:
" قايَسْتُ بين جمالها
…
" " البيتين "
قال: وسألني أبو العباس عنهما ولمن هما؟ فقلت: ما لعبد الله بن المعتز!
فقلت له: إنهما ليسا لعبد الله بن المعتز، وإنما هما لأبي بكر محمد بن السراج، وقصصت له قصتها؛ فعجب من ذلك. واجتمع أبو العباس أحمد بن محمد ابن الفرات بالمكتفي وأنشده البيتين؛ فسأله: من قائلهما؟ فقال: هما لعبيد الله ابن عبد الله بن طاهر، سهواً منه؛ فقال: أحمل إلية ألف دينار! فلما اجتمع زنجي بأبي العباس، أخبره بالقصة. فقال له زنجي: ما قلت إلا أنهما لعبد الله بن المعتز، وقد أخبرني بعدك الأوارجيّ أنهما لأبي بكر بن السرّاج. فقال: غلطت أنت، وغلطت أنا، وقد ساق الله تعالى لابن طاهر رزقاً، وأعطاني الألف دينار وقال: امضِ بها إلى عبيد الله بن عبد الله بن طاهر، وسلّمها له من يدك، وأخبره الخبر! ففعلت، فأخذها، وشكر. فانظرْ ما أعجب هذه القصة! حُرِمها صاحبها وأخذها غيره بالوهم!
وبعد هذا كلّه، لم يمت ابن السرّاج حتى ملك القينة وأولدها ولده، وكانت تحبّه حباً شديداً لحبها. قال بعض الرواة: حضرت مجلس ابن السراج وهو يُقريءُ الناس النحو وغيره من أنواع الأدب، وإلى جانبه ابن له صغير، وهو شديد الحنوِّ عليه؛ فقال له بعض الحاضرين: أتحبّه أيّها الشيخ؟ فقال متمثلاً: رجز:
أُحبُّه حُبَّ الشحيح مالَهْ
…
قد كان ذاقَ الفقر ثم نالَهْ
قال الأوارجيُّ: وأنشدني ابن السرّاج لنفسه، وقد جدّر إبن يانس المغني - وكان من أحسن الناس وجهاً - وكان قد علق به وهويه: سريع:
يا قمراً جُدِّر لما استوى
…
فزادني حُزْناً وزادتْ هُمومي
أظنه غنّى لشمسِ الضحى فنقَّطته طرَباً بالنجومِ