الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
273 - محمد بن داود بن علي بن خلف، أبو بكر الأصبهاني
كان عالماً، أديباً وشاعراً ظريفاً، وله في " الزَّهرة " أحاديث عن عباس بن محمد الدُّوري وطبقته. أنبأنا ابن طبرزد عمر قال: أنبأنا ابن خيرون قال: أنبانا أحمد بن علي، أخبرنا أبو نعيم الأصبهاني، أخبرني جعفر المخلدي في كتابه إلي قال: سمعت رٌوَيم بن رويم بن يزيد يقول: كنا عند داود ابن علي الأصبهاني إذ دخل عليه ابنه محمد يبكي، فضمّه إليه وقال: ما يبكيك؟ قال الصِّبيان يلقِّبوني! - قال: فعلى إيش حتى أنهام؟ قال: يقولون لي شيئاً. قال: قل لي ما هو حتى أنهام عن الذي يقولون؟ قال: يقولون يا " عصفور الشوك! " قال: فضحك داود، قال: فقال له ابنه: أنت أشدّ عليّ من الصبيان! مم تضحك؟ قال: لا إله إلا الله! ما الألقاب إلا من السماء! ما أنت يا بني إلا عصفور الشوك! وبالإسناد أنبأنا أحمد بن علي البغدادي، أنبأنا علي بن أبي علي، حدثنا القاضي أبو الحسن الخرزي الداودي قال: لما جلس محمد بن داود بن علي الأصبهاني بعد وفاة أبيه - يعني في حلقته - يفتي، استصغروه عن ذلك، فدسّوا إليه رجلاً وقالوا له: سَلْه عن حدّ السُّكْر ما هو؟ فأتاه الرجل، فسأله عن حد السكر ما هو؟ ومتى يكون الإنسان سكران؟ فقال محمد رحمه الله:
إذا عزبت عنه الهموم، وباح بسرِّه المكتوم. فاستحسن ذلك منه، وعلم موضعه من العلم. وبالإسناد: أنبأنا أحمد بن علي البغدادي، أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين الحازري، حدثنا المعافى بن زكريا الجريري، حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: كنت عند ثعلب جالساً، فجاءه محمد بن داود الأصبهاني، فقال له: أهاهُنا شيء من صبوتك؟ فأنشده: طويل:
سقى الله أيَّاماً لنا وليالياً
…
لهنَّ بأكناف الشباب ملاعب
إذ العيش غضّ والزمان بغرة
…
وشاهد أنَّات المُحبِّين غائب
أنبأنا زيد عن القزّاز حدثنا أحمد بن الخطيب، أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، أو بعض أصحابنا قال: كتب بعض أهل الأدب إلى أبي بكر بن داود الفقيه الأصبهاني: خفيف:
يا ابن داود يا فقيه العراق
…
أفتنا في قواتل الأحداق
هل عليها القصاص في القتل يوماً
…
أم مُباح لها دم العشَّاق؟
فأجابه ابن داود: كامل:
عندي جواب مسائل العشَاق
…
فاسممه من قلق الحشا مشتاق
لما سألت عن الهوى أهلَ الهوى
…
أجريت دمعاً لم يكن بالرَّاقي
أخطأت في نفس السؤال وإن تصِب
…
ك في الهوى شنقاً من الأشناق
لو أن معشوقاً يعذب عاشقاً
…
كان المعذَّب أنعم العُشَّاق
وبالإسناد: حدثنا الخطيب، حدثني الأزهري قال: أنشدنا محمد بن جعفر الهاشمي قال: أنشدنا عبد الله بن أحمد الأنباري قال: أنشدني محمد بن داود الأصبهاني لنفسه: طويل:
وإني لأدري أن في الصبر راحةً
…
ولكن إنفاقي على الصَّبر من عمري
فلا تُطف نارَ الشوق بالشوق طالباًسُلوّاً فإن الجمر يسعر بالجمر وبالإسناد: حدثنا الخطيب، أخبرنا الحسن بن أبي طالب، أنبأنا أحمد بن محمد
ابن عمران قال: أنشدنا القاسم بن وهب بن جامع لمحمد بن داود الأصبهاني: بسيط:
قُدِّمْتُ قَبْلَكِ قد والله برَّح بي
…
شوق إليك فهل لي فيك من حظِّ؟
قلبي يغار على عيني إذا نظرت
…
بُقياً عليك فما أروى من اللحظ
قال: وأنشدنا لنفسه أيضاً: وافر:
جُعِلْت فداك إن صلحت فداءلنفسك نفس مثلي أو وقاءَ
وكيف يجوز أن تفديك نفسي
…
وليس محلُّ نفسينا سواءَ
وبالإسناد: حدثنا الخطيب أحمد بن علي حدثني الحسن بن أبي طالب قال: أنشدنا يحيى بن علي بن يحيى المعمّري قال: أنشدنا أبو محمد جعفر بن محمد الصوفي قال: أنشدنا بعض إخواننا لأبي بكر محمد بن داود الفقيه: طويل:
حملت جبال الحُبِّ فيك وإنني
…
لأعجز عن حمل القميص وأضعُف
وما الحُبُّ من حُسن ولا من سماجة
…
ولكنَّه شيء به الرُّوح تكلف
وبالإسناد أخبرنا أحمد بن علي حدثني مكي بن إبراهيم الفارسي قال: أنشدنا
أبو كامل الدمشقي لأبي بكر محمد بن داود بن علي في حبيبه محمد بن زُخْرف: بسيط:
يا يوسف الحُسن تمثيلاً وتشبيهاً
…
يا طلعة ليس إلا البدر يحكيها
من شك في الحور فلينظر إليك فما
…
صيغت معانيك إلا من معانيها
ما للبدور وللتحذيف يا أملي
…
نور البدورعن التحذيف يغنيها
إن الدنانير لا تجلى وإن عتقت
…
ولا يُزاد على النَّقش الذي فيها
وبالإسناد: حدثنا الخطيب علي بن أحمد البغدادي قال: اخبرني علي ابن المحسن التنوخي، أخبرنا أبي حدثني أبو العباس أحمد في عبد الله بن أحمد ابن إبراهيم بن البحتري القاضي الداودي حدثني أبو الحسن عبيد الله بن أحمد أبن محمد بن المغلس الداودي قال: كان أبو بكر محمد بن داود، وأبو العباس ابن سُريج إذا حضرا مجلس القاضي أبي عمر، يعني محمد بن يوسف، لم يجر بين اثنين فيما يتفاوضانه أحسن مما يجري بينهما؛ وكان ابن سريج كثيراً ما يتقدم أبا بكر في الحضور؛ فتقدّمه في الحضور أبو بكر يوماً، فسأله حدَثٌ من الشافعيين عن العَود الموجب للكفّارة في الظِّهار، ما هو؟ فقال: إنه إعادة القول ثانياً، وهو مذهبه ومذهب داود، فطالبه بالدليل؛ فشرع إليه، ودخل ابن سريج، فاستشرحهم ما جرى، فشرحوه؛ فقال
ابن سريج لابن داود: أولاً يا أبا بكر - أعزك الله - هذا قول مَنْ من المسلمين تقدَّمكم فيه؟! فاستشاط أبو بكر من ذلك وقال: أتقدر أن من اعتقدت قولهم، إجماع في هذه المسألة، إجماع عندي؟! أحسن أحوالهم أن أعدّهم خلافاً، وهيهات أن يكونوا كذلك! فغضب ابن سريج وقال له: أنت يا أبا بكر بكتاب " الزهرة " أمهر منك في هذه الطريقة! فقال أبو بكر: وبكتاب " الزهرة " تُعيّرني؟ والله ما تحسن تستتم قراءته قراءة من يفهم! فإنه لمن أحد المناقب إذ كنت أقول فيه: طويل: أُكرِّر في روض المحاسن مقلتي وأمع نفسي أن تنال محرَّما
وأَحملُ من ثِقلِ الهوى ما لو أنَّه
…
يُصَبُّ على الصخر الأصم تهدُّما
وينطقُ سرِّي عن مُترْجم خاطري
…
ولولا اختلاسي رَدَّهُ لتكلَّمَا
رأيت الهوى دَعوى من الناس كلِّهم
…
فما إنْ أرى حُبّاً صحيحاً مسلَّما
قال ابن سريج: أوَ عليَّ تفتخر بهذا؟ وأنا الذي أقول: كامل:
ومساهرٍ بالغنج من لحظاتهقدْ بتُّ أمنعُه لذيذَ سِناتهِ
ضنّاً بحسن حديثهِ وعتابه
…
وأُكرِّر اللحظات في وَجَناتِهِ
حتى إذا ما الصُّبحُ لاح عمودُه
…
ولَّى بخاتم رَبِّهِ وبَراتهِ
قال ابن داود لأبي عمر: أيّد الله القاضي: قد أقرّ بالمبيت على الحال التي ذكرها، وادّعى البراءة مما توجبه، فعليه إقامة البينة! فقال له ابن سريج: من مذهبي أنَّ المُقِرَّ إذا أقرّ إقراراً وناطه بصفة، كان إقراره
موكولاً إلى صفته. فقال ابن داود: للشافعي في هذه المسألة قولان. فقال ابن سريج: فهذا القول الذي قلته اختياري الساعة.
أنبأنا محمد بن محمد بن طبرزذ الدّارقزيّ قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون المقري، قال: حدثنا الخطيب أحمد بن علي ابن ثابت بن مهدي في كتابه، أخبرنا أبو الحسن علي بن أيوب بن الحسين ابن أيوب القُمِّي إملاء من لفظه، حدثنا أبو عبيد الله المرزُباني وأبو عمر ابن حَيَّوَيه وأبو بكر بن شاذان، قالوا: حدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد ابن عرفة النحوي نفطويه قال: دخلت على محمد بن داود الأصبهاني في مرضه الذي مات فيه، فقال: كيف تجدك؟ فقال: حبُّ من تعلم أورثني ما ترى! قلت: فما منعك من الاستمتاع به مع القدرة عليه؟ فقال: الاستمتاع في وجهين: أحدهما النظر المباح، والثاني اللذة المحظورة. فأمّا النظر المباح، فأررثني ما ترى، وأما اللذة المحظورة فأنه منعني منها ما حدثني به أبي، حدثنا سُويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر عن أبي يحيى القتّات، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي - (- أنه قال:" من عشق وكتم، وعفَّ وصبر، غفر الله له وأدخل الجنة "، ثم أنشدنا لنفسه: بسيط:
أنظر إلى السحر يجري في لواحظِهوانظر إلى دَعجِ في طرفه الساجي وانظر إلى شَعَراتٍ فوق عارضهكأنهُنَّ نِمالٌ دَبَّ في عاجِ
وأنشدنا لنفسه: خفيف: