الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
41 - بَابُ التيمُّم
155 -
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ بُرْدٍ -هُوَ ابْنُ سِنَانٍ- عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ (1) لَمْ أَدْرِ كَيْفَ أَصْنَعُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (أَسْأَلُهُ)(2)، فَلَمْ أَجِدْهُ، فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُهُ فَاسْتَقْبَلْتُهُ، فَلَمَّا رَآنِي عَرَفَ الَّذِي جِئْتُ لَهُ، فَضَرَبَ (بِيَدَيْهِ)(3) إلى الأرض، فمسح (4) وجهه.
* هذا منقطع.
(1) هي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى. . .} [النساء: الآية 43].
(2)
هذه ليست في (مح)، وهي ثابتة في بقية النسخ.
(3)
من (عم) و (ك)، وفي بقية النسخ:(بيده) بالأفراد.
(4)
في (حس) بالواو بدل الفاء.
155 -
تخريجه:
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 159، باب التيمم كيف هو)، بمثله سندًا ومتنًا.
الحكم عليه:
قال البوصيري في الإتحاف (ص 443: 312): هذا إسناد رجاله ثقات.=
= وفي هذا نظر، لأن بردًا وسليمان صدوقان.
وأما قول الحافظ: هذا منقطع، فهو يعني، والله أعلم، أن سليمان لم يدرك أبا هريرة، وهذا حق، بل قال البخاري: لم يدرك أحدًا من أصحاب رسول الله، وعلى هذا فهو ضعيف بسبب هذا الانقطاع غير أن أصل الحديث ثابت في نصوص أخرى. انظر: جامع الأصول (7/ 252).
156 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ (ثنا)(1) ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: إِنَّ رِجَالًا أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالوا: إِنَّا نَاسٌ (2) نَكُونُ بِالرَّمْلِ، فَتُصِيبُنَا الْجَنَابَةُ، وَفِينَا (3) الْحَائِضُ، وَالنُّفَسَاءُ وَلَا نَجْدُ الْمَاءَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ (4)، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(عَلَيْكُمْ بالأرض)(5).
* فيه (6) ضعف.
(1) في (مح) كأنها (عن)، وما أثبته من بقية النسخ.
(2)
في المسند والمقصد العلى: (أناس) بالهمزة.
(3)
قوله: (فينا)، ليست في المسند ولا المقصد العلي.
(4)
في المسند والمقصد العلي زيادة: (أو خمسة أشهر).
(5)
الحديث في المسند (10/ 269: 5870)؛ والمقصد العلي (ص 252: 173).
(6)
في (ك): (متنه).
156 -
تخريجه:
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 236: 911، باب الرجل يعزب عن الماء)، عن المثنى بن الصباح، أخبرني عمرو بن شعيب، به، بنحوه، إلَّا أنه قال:(أعرابيًا) بدل (رجال).
وأحمد (2/ 278)، من طريق عبد الرزاق، به.
والطبراني في الأوسط (3/ 22، 2032).
قال رحمه الله: حدثنا أحمد بن محمد البزار الأصبهاني، ثنا الحسن بن حماد الحضرمي، ثنا وكيع بن الجراح، عن إبراهيم بن يزيد، عن سليمان الأحول، عن سعيد بن المسيب، به، نحوه، إلَّا أنه قال:(أقوامًا) بدل (رجال).
ثم قال: لا نعلم لسليمان الأحول، عن سعيد بن المسيب غير هذا، ولم يروه إلَّا وكيع، عن إبراهيم بن يزيد، وقد روي عن سعيد بن المسيب من وجه آخر، ورواه=
= الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عن سعيد.
وهذه متابعة جيدة، لولا أن فيها إبراهيم بن يزيد وهو الخوزي، لأنه متروك.
انظر: التقريب (ص 95: 272).
وأخرجه البيهقي في سننه (1/ 216، 217، كتاب الطهارة، باب الجنب يكفيه التيمم إذا لم يجد الماء)، من عدة طرق.
فأخرجه من طريق الثوري، عن المثنى، به نحوه، إلَّا أنه جعل السائل أعرابيًا، ثم قال: هذا حديث يعرف بالمثنى بن الصباح عن عمرو، والمثنى غير قوي، وقد رواه الحجاج بن أرطاة عن عمرو إلَّا أنه خالفه في الإسناد، فرواه عن عمرو، عن أبيه، عن جده، واختصر المتن، فجعل السؤال عن الرجل لا يقدر على الماء، أيجامع أهله؟ قال: نعم.
ورواه أبو الربيع السمان أشعث بن سعيد، عن عمرو بن دينار، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أن أعرابًا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه. أخبرناه محمد بن عبد الله ثم ساق بإسناده، وقال: وأبو الربيع السمان ضعيف.
ثم ساق بإسناده الى ابن المديني أنه قال: قلت لسفيان: أن أبا الربيع روى عن عمرو بن دينار، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ في الرجل يعزب في أبله فقال سفيان: إنما جاء بهذا الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وإنما قال عمرو بن دينار سمعت جابر بن زيد يقوله. قال علي: قلت لسفيان: إن شعبة رواه هكذا عن جابر، فقال: إن شعبة كان من أهل الحفظ والصدق ولم يكن ممن يريد الباطل. قال البيهقي: وقد روي عن ابن أبي عروبة، عن عمرو بن دينار، عن ابن المسيب عن أبي هريرة، وابن أبي عروبة إنما سمعه من أبي الربيع عن عمرو، كذلك رواه سعيد بن الصلت عن ابن أبي عروبة، وروي من وجه آخر ضعيف أخبرناه -ثم ساق بإسناده الى عبد الله بن سلمة الأفطس- عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، بنحوه ثم قال: عبد الله بن سلمة الأفطس=
= ضعيف، والله أعلم.
قال الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (14/ 168) عن إسناد أحمد الماضي: إسناده حسن -لأنه يرى تحسين حديث المثنى، والأولى أنه حسن إذا توبع كما سيأتي- ثم ذكر أن حديث الحجاج الذي أشار إليه البيهقي قد مضى في المسند برقم (7097)، قال: وإسناده عندنا صحيح، فهو شاهد قوي لهذا الحديث، لا نراه اختلافًا على عمرو بن شعيب، فيكون عنده الحديثان من وجهين.
قلت: ولكلامه رحمه الله وجه، خاصة وأن ابن لهيعة قد تابع المثنى على روايته كما في حديث الباب.
وعزاه الزيلعي رحمه الله إلى إسحاق بن راهويه في مسنده من طريق المثنى، به.
انظر: نصب الراية (1/ 156).
ومن طريق حجاج عن عمر وعن أبيه عن جده، أخرجه ابن المنذر (2/ 18 ث: 521، كتاب التيمم، ذكر جماع المسافر الذي لا يجد الماء
…
).
وعزاه صاحب الكنز (9/ 594: 27572) إلى سعيد بن منصور في سننه بنحوه.
الحكم عليه:
قول الحافظ (فيه ضعف) يعني، والله أعلم، كون ابن لهيعة في إسناده، وقال الهيثمي في المجمع (1/ 261: رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني في الأوسط
…
)، وفي المثنى بن الصباح، والأكثر على تضعيفه.
قلت: ومن تأمل في حاله علم أنه ضعيف بسبب سوء حفظه واضطرابه وإلا فقد كان عابدًا صالحًا، وهو مضطرب خاصةً في حديث عمرو بن شعيب وعطاء، فيخلط بينهما، وليس معنى هذا أن كل روايته مطرحة عن عمرو وعطاء، بل قد يحفظ ويضبط، فقد قال ابن عدي رحمه الله في كامله (6/ 2418): له حديث صالح عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده.
فموافقته لابن لهيعة تكسبه قوة ولو في أقل درجاتها، لأن كلًّا منهما أتاه الضعف=
= من قبل سوء حفظه، وعندي أن الحديث حسن لغيره خصوصًا إذا ضم إلى ذلك تلك الطرق الضعيفة التي ساقها البيهقي وغيره، وشواهد لمعناه، منها:
1 -
حديث عائشة رضي الله عنها في نزول آية التيمم، عندما فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الماء، وأنهم تيمموا. متفق عليه.
أخرجه البخاري (الفتح 1/ 431، 334)، ومسلم (1/ 279: 367)، وفي رواية أبي داود (1/ 224: 218)، والنسائي (1/ 166 - 168):(أنهم ضربوا بأيديهم الأرض).
2 -
حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه حين أصابته الجنابة فتمرغ مثل الدابة، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: إنما يكفيك أن تصنع هكذا، -وضرب بكفيه ضربة على الأرض-، متفق عليه.
أخرجه البخاري (الفتح 1/ 443: 338)، ومسلم (1/ 280: 368).
3 -
حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه في الرجل الذي اعتزل المصلى وأنه قال: أصابتني جنابة ولا ماء، فقال:(عليك بالصعيد فإنه يكفيك)، متفق عليه.
أخرجه البخاري (الفتح 1/ 457: 348)، ومسلم (1/ 474: 682).
157 -
(حَدَّثَنَا (1) شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ رَاشِدٍ (2) عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ (3)، فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ نَزَلَ (4) الْقَوْمُ، فَبَصُرَ بِهِمْ رَاعٍ (فَنَزَلَ)(5) فَضَرَبَ بِيَدِهِ الصَّعِيدَ، فَتَيَمَّمَ، ثُمَّ أَذَّنَ (6).
* الْحَدِيثَ فِيهِ ضعف (7).
(1) هذا الحديث سقط بكامله من (مح)، وهو ثابت في بقية النسخ. وصيغة التحمل لم تظهر في (حس)، وما أثبته من (عم) و (سد)، وفي (ك):(حدثنا سفيان)، وهو تصحيف. والقائل هو أبو يعلى.
(2)
في كل النسخ: (بن أبي راشد)، وهو خطأ، وما أثبته من المسند والمقصد العلي، وفي (عم):(بن زائدة)، وهو خطأ أيضًا.
(3)
في المسند: (سفر له).
(4)
قوله: (نزل)، زيادة من (ك)، وهي كذا في المسند والمقصد العلي، وفي (عم): بدلها (قام).
(5)
زيادة من المسند والمقصد العلي.
(6)
في (حس): (الدين)، ولا معنى لذلك.
(7)
في (حس): ضعيف.
والحديث في المسند (10/ 32: 5660)؛ والمقصد العلي (ص 253: 174).
157 -
تخريجه:
أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 1218): ثنا إبراهيم بن علي العمري، ثنا معلى بن مهدي، ثنا سعيد بن راشد، به، نحوه، ولفظه أتم.
الحكم عليه:
هذا إسناد واه، لأن فيه سعيد بن راشد وهو متروك، وبذا أعله الهيثمي في المجمع (1/ 263)، وانقطاعًا، لأن عطاء لم يسمع ابن عمر.
158 -
وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَنَشٍ (1)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَهْرَاقَ الْمَاءَ (فَتَمَسَّحَ)(2) بِالْتُرَابِ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّمَا الْمَاءُ مِنْكَ قَرِيبٌ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:(وَمَا يُدْرِينِي لَعَلِّي لا أبلغه)(3).
* ضعيف.
(1) في (ك): (حفش) بالفاء بدل النون، وهو تصحيف.
(2)
في (مح): (فتيمم)، وما أثبته من بقية النسخ، وهو كذا في بغية الباحث.
(3)
الحديث في بغية الباحث (1/ 145: 95، كاب الطهارة، باب التيمم).
158 -
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند (1/ 288)، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ أنا عَبْدُ اللَّهِ، أنا ابن لهيعة، به، بلفظ مقارب. وأخرجه أيضًا (1/ 303): ثنا يحيى بن إسحاق، وموسى بن داود، قالا: ثنا ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ -قال يحيى: عن الأعرج، ولم يقل موسى: عن الأعرج- عن حنش، عن ابن عباس، به، بلفظ مقارب.
وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 238: 12987): حدثنا بشر بن موسى، ثنا يحيى بن إسحاق، به، مثل إسناد أحمد الأول من الطريق الثاني.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده. انظر: التلخيص الحبير (1/ 164)، أنا زيد بن أبي الزرقاء، ثنا ابن لهيعة، به، نحوه.
الحكم عليه:
تقدم حكم الحافظ، وهو كما قال، وقال الهيثمي في المجمع (1/ 263): فيه ابن لهيعة، وهو ضعيف.
وقال البوصيري في الإتحاف (ص 444: 313): هذا إسناد ضعيف، فيه حنش وابن لهيعة.=
= وفي هذا نظر، لأن حنشًا كما تقدم ثقة، وإنما ظنه البوصيري ابن المعتمر، فإنه ضعيف، وبهذا تعقبه محقق بغية الباحث.
ومع ضعف ابن لهيعة اتضح من طريق أحمد الثاني، والطبراني أن في إسناد الباب انقطاعًا بين ابن لهيعة وبين حنش، لكن هذه العلة زالت بالطريق المذكور، ويبقى ضعف ابن لهيعة.
لكن يشهد للحديث، ما أخرجه أبو داود (1/ 241: 338)، والنسائي (1/ 213)، والدارمي (1/ 190)، والحاكم (1/ 178) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أن رجلين خرجا في سفر فحضرت الصلاة وليس معهما ماء، فتيمما صعيدًا طيبًا وصليا، ثم وجدا الماء في الوقت، فأعاد أحدهما الوضوء والصلاة، ولم يعد الآخر فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يعد:(أصبت السنة وأجزأتك صلاتك، وقال للذي أعاد: لك الأجر مرتين). قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، فإن عبد الله بن نافع ثقة، ووافقه الذهبي في تلخيصه.
وقال الشيخ عبد القادر الأرناؤوط: هو حديث حسن. جامع الأصول (7/ 266).
159 -
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ (أَبِي إِسْحَاقَ (1)) عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قال: التيمم عند كل صلاة.
* ضعيف.
(1) في (مح) مسح مكان الاسم، وما أثبته من بقية النسخ، وفي (حس):(عن ابن إسحاق)، وهو على ما أثبته في إتحاف الخيرة (ص 438: 308).
159 -
تخريجه:
أخرجه ابن المنذر (1/ 57: 550، كتاب التيمم، باب ذكر التيمم لكل صلاة
…
)، من طريق مسدد، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 160، باب التيمم كم يصلى به):
حدثنا هشيم، عن حجاج، عن أبي إسحاق، به، بلفظ مقارب.
ومن طريق ابن أبي شيبة، أخرجه البيهقي في سننه (1/ 221، كتاب الطهارة، باب التيمم لكل فريضة).
فاتضح أن هشيمًا دلس حجاجًا في حديث الباب، وحجاج كما مضى في ح (146) يدلس أيضًا وقد عنعن هنا.
وأخرجه الطبري في تفسيره (5/ 114) من طريقين عن هشيم، به، مثل سند ولفظ ابن أبي شيبة.
والدارقطني (1/ 184، كتاب الطهارة، باب التيمم، وأنه يفعل لكل صلاة)، حدثنا إسماعيل بن علي، نا إبراهيم الحربي، نا سعيد بن سليمان، نا هشيم، به مثل ابن أبي شيبة.
الحكم عليه:
هو كما قال الحافظ، فإن فيه حجاجًا مع تدليسه، وأبا إسحاق، وهو ضعيف، والحارث، وفيه ضعف، ويروي عن علي مناكير، وفي التلخيص (1/ 163) أعله الحافظ بحجاج والحارث، إلَّا أن مثل هذا القول ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما.
انظر: سنن البيهقي (1/ 221).
160 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا (عُبَيْدُ اللَّهِ)(1) الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ (2)، عَنْ قَابُوسَ -هُوَ ابْنُ (3) أَبِي ظَبْيَانَ- عَنْ أَبِيهِ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: أَطْيَبُ الصعيد حرث الأرض.
* موقوف حسن.
(1) من (عم) و (سد)، وفي (مح) و (حس) و (ك):(عبد الله) وهو خطأ.
(2)
في (ك): تصحفت (عبد) إلى (حميد).
(3)
سقط (ابن) من (ك).
160 -
تخريجه:
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 211: 814، باب أي الصعيد أطيب)، عن الثوري، عن قابوس، به، بنحوه.
وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 161، باب ما يجزىء الرجل في تيممه)، حدثنا جرير، به، بلفظ مقارب، وفيه زيادة.
والبيهقي (1/ 214، كتاب الطهارة، باب التيمم بالصعيد الطيب)، من طريق جرير، به مثله.
ومن طريق ابن إدريس، عن قابوس، به، بمعناه.
وعزاه ابن كثير والحافظ ابن حجر إلى ابن أبي حاتم في تفسيره بنحوه، وعزاه ابن كثير إلى ابن مردويه، ولكن ذكر أنه رواه مرفوعًا.
انظر: تفسير ابن كثير (2/ 280)؛ والتلخيص الحبير (1/ 157).
الحكم عليه:
قال البوصيري في الإتحاف (ص 445: 314): موقوف رجاله ثقات.
وفي هذا نظر، فإن قابوسًا ليس بثقة، ولا يقرب من ذلك بل هو لين الحديث=
= كما سلف، أما قول الحافظ فعجيب؛ فإنه قد حكم على قابوس باللين في تقريبه، فكيف يقول مثل هذا؟
إلَّا أن يكون قصده، بالنظر إلى شواهده، ومنها ما سبق عند ح (156)، وعلى هذا فيمكن أن يكون حسنًا لغيره، والله أعلم.
وإلَاّ فهذا الإسناد لين.