الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - بَابُ طَهَارَةِ بَدَنِ الْحَائِضِ
(1)
199 -
قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُلَائِيُّ، ثنا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ: قَالَ: نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ، قِيلَ: مَنْ؟ قَالَ: النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنِّي حَائِضٌ، فَقَالَ:(إن حيضتك ليست في يدك)(2).
(1) هذا الباب زيادة من (ك)، وهو في المجردة (1/ 59)، وفي (عم):(باب) بدون ترجمة.
(2)
في المجردة (يديك) بالتثنية.
تنبيه: هذا الحديث غير ظاهر الدلالة على أن المخاطبة بقوله: (إن حيضتك
…
) لأم أيمن، غير أن الطبراني ساقه في مسندها ومن طريقين عن صالح بن رستم -كما سيأتي في التخريج- أحدهما صريح في أن المخاطب أم أيمن، لكن إسناده لا يعتمد عليه، والسبب في هذا الإشكال أن هذا الحديث رواه الأئمة بمثل هذا السياق عن عائشة، فقد أخرجه مسلم (1/ 245)، وأبو داود (1/ 179)، والترمذي (1/ 241)، والنسائي (1/ 192)، وعبد الرزاق (1/ 327)، وابن ماجه (1/ 207)، وغيرهم عنها رضي الله عنها، قال لي رسول الله:(ناوليني الخمرة) من المسجد، قالت: قلت: إني حائض، قال:(إن حيضتك ليست في يدك). وعلى هذا فيحتمل أن أم أيمن حضرت القصة وأن القائل المضمر في حديثها هو عائشة رضي الله عنها. أما سياق الطبراني الثاني فهو مما لا يحتمل تفرده، وأن القصة تعددت لأجله، ويؤيد هذا التوجيه أن أبا هريرة رضي الله عنه، روى هذه القصة التي وقعت لعائشة بمثل سياقها غير أن فيها (الثوب) بدل الخمرهّ، أخرجه مسلم (1/ 245)، والنسائي (1/ 192)، والله أعلم.
199 -
تخريجه:
الحديث أخرجه الطبراني في الكبير (25/ 87: 234، 225)، من طريق أبي نعيم به مثله.=
= ومن طريق مطهر بن سوار أبو بشر، عن أبي عامر الخزاز -وهو صالح بن رستم- به، بلفظ مقارب.
ومطهر لم أقف على ترجمته.
الحكم عليه:
هذا إسناد لين، لأن صالحًا تفرد به، وخالف غيره إلَّا إن حمل على الوجه الآنف الذكر، فيكون بشواهده حسنًا لغيره.
أما أصل الحديث فهو صحيح بلا شك، تقدم أنه جاء من طريق عائشة وأبي هريرة رضي الله عنهما.
وأما قول الهيثمي رحمه الله في المجمع (2/ 28) فيه أبو نعيم عن صالح بن رستم، فإن كان هو أبو نعيم الفضل بن دكين فرجاله ثقات كلهم، وإن كان ضرار بن صرد فهو ضعيف، والله أعلم. اهـ.
فعلّق على ذلك محقق المعجم الكبير: قلت: نعلم من تتبعنا للطبراني في معجمه الكبير أنه إذا أطلق أبا نعيم، فإنه يقصد الفضل بن دكين، وإذا أراد ضرار بن صرد فإنه يذكر اسمه أيضًا.
قلت: بل هو أبونعيم جزمًا كما جاء مصرحًا بنسبته هنا وهي (الملائي)، وصالح وأبو يزيد وإن وثقهما بعض الأئمة فالحق أنهما دون ذلك خصوصًا صالحًا فحديثه إلى الضعف أقرب.