الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
8 - بَابُ طَهَارَةِ النُّخَامَةِ وَالدُّمُوعِ
22 -
أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا ثَابِتُ بْنُ (1) حمَّاد -أَبُو زَيْدٍ- ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ (2) بْنِ المسيِّب، عَنْ عمَّار رضي الله عنه قَالَ: مرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَسْقِي نَاقَةً لِي، بَيْنَ يَدَيَّ (3) فَتَنَخَّمْت، فَأَصَابَتْ نُخَامتي (4) ثَوْبِي، فَأَقْبَلْتُ أَغْسِلُ ثَوْبِي مِنَ الرَّكوة الَّتِي بَيْنَ يَدَيَّ، فَقَالَ:(يَا عمَّار، مَا نَخَامَتُكَ وَدُمُوعُ (5) عَيْنَيْكَ إِلَّا بِمَنْزِلَةِ الْمَاءِ الَّذِي فِي رَكْوَتك، إِنَّمَا يُغْسَل (6) مِنَ الْبَوْلِ، وَالْغَائِطِ، والمَنِيِّ مِنَ الماء الأعظم، والدم، والقيء (7).
(1) كتَب في هامش (مح) و (حس): (ثابت بن حماد، ضعيف).
(2)
في (حى): (شعبة).
(3)
قوله: (بين يدي) ليست في المسند.
(4)
في المقصد العلي: (نخامي) بدون تاء.
(5)
في المسند: (ولا دموع
…
).
(6)
في المسند والمَقصَد: (تغسل) بالتاء الفوقية.
(7)
في المقصد، تقديم القيء على الدم، والحديث في المسند (3/ 185: 1611)، المقصد العلي (ص 113:200).
22 -
تخريجه:
أخرجه البزَّار في مسنده (كشف الأستار 1/ 131: 248)، والدارقطني في سننه =
= (1/ 127)، والطبراني في الأوسط. انظر: مجمع البحرين (ج 1، ل 51). والكبير.
انظر: مجمع الزوائد (1/ 283)، إذ يبدو أن مسند عمار في المفقود من المعجم الكبير، والبيهقي تعليقًا في سننه (1/ 14)، وأبو نُعَيم في ذكر أخبار أصبهان (2/ 309)، وابن عدي في الكامل (2/ 525)، ومن طريقه ابن الجوزي في العِلَل (1/ 331: 542)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 176: 220)، كلُّهم من طريق ثابت بن حمَّاد، عن علي بن زيد، به. قال البزَّار عن ثابت بن حماد: وإن ثقة. ثم قال: تفرَّد به إبراهيم بن زكريا، ولم يتابع عليه، وثابت بن حماد لا نعلم روى غير هذا الحديث.
وقال الدارقطني: لم يروه غير ثابت بن حماد، وهو ضعيف جدًا، وإبراهيم وثابت ضعيفان.
وقال الطبراني: لا يروى عن عمار إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به ثابت.
وقال البيهقي بعد ذكره للحديث: فهذا باطلٌ لا أصل له، وإنما رواه ثابت بن حمَّاد عن علي بن زيد، عن ابن المسيِّب، عن عمار، وعلي بن زيد غير مُجْتَج به، وثابت بن حماد متهم بالوضع.
وقال ابن عدي: ولا أعلم روى هذا الحديث عن علي بن زيد، غير ثابت بن حمّاد. (الكامل 2/ 525).
قلت: توثيق البزَّار لثابت هذا، وقوله إن إبراهيم بن زكريا تفرَّد به، فيه نَظَر.
أمَّا ثابت فليس بثقة، ولا يَقْرُب من ذلك، بل هو ضعيف جدًا، كما حَكَم عليه الأئمة بذلك، قال الذهبي: ضعيف باتفاقهم. (المغني 1/ 120). وأما إبراهيم بن زكريا، فقد تابعه محمد بن أبي بكر المقدَّمي، كما عند أبي يعلى، والطبراني، وابن عدي، والعُقَيلي.
كما تابعه إبراهيم بن عَرْعَرة، جاء ذلك عند ابن عدى.=
الحكم عليه:
الحديث ضعيف بهذا الإسناد، وذلك لتفرُّد ثابت بن حماد به وهو ضعيف جدًا، لا يحتج بحديثه.
وقد مضى قريبًا أن الدارقطني، والطبراني، والبيهقي وابن عدي، حكموا على هذا الحديث أنه تفرد به ثابت.
ومضى أيضًا قول البيهقي: فهذا باطل لا أصل له.
وقال الحافظ في لسان الميزان (2/ 76): وقال ابن تيميَّه فيما نقله عنه ابن عبد الهادي في التنقيح: هذا الحديث كذب عند أهل المعرفة. وقال ابن المُلَقِّن (البدر المنير ق 1، ص 457): هذا الحديث باطل لا يحل الاحتجاج به.
وأما قول الزيلعي رحمه الله في نصب الراية (1/ 211): قلت: وجدت له متابعًا عند الطبراني، رواه في معجمه الكبير من حديث حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، به سندًا ومتنًا. وبقيَّه الإسناد: حدثنا الحسين بن إسحاق التُسْتَرى، ثنا علي بن بحر، ثنا إبراهيم بن زكريا العجلي، ثنا حماد بن سلمة، به
…
-ثم قال-: وثابت هذا قال شيخنا علاء الدين: ما رأيت أحدًا بعد الكشف التام جعله متهمًا بالوضع غير البيهقي. اهـ.
قلت: ما نقله رحمه الله عن الشيخ علاء الدين -وهو التُرْكُماني- لا ينفي التضعيف الشديد الذي حكم به الأئمة. وأمَّا هذه المتابعة التي ساقها، فالذي يظهر أنها خطأ من إبراهيم بن زكريا، فإنه أهلٌ لذلك، ومما يؤيد هذا الاحتمال، عِدَّةُ أمور هي:
1 -
قول الهيثمي رحمه الله بعد أن خرّج الحديث من مُعْجَمي الطبراني الأوسط والكبير، ومسندي أبي يعلى والبزار: ومدار طُرُقه عند الجميع على ثابت بن حماد، وهو ضعيف جدًا، والله أعلم. انظر: مجمع الزوائد (1/ 283).
2 -
أن البزَّار، والدارقطني، وأبا نُعَيم، أخرجوا هذا الحديث من طريق إبراهيم بن زكريا عن ثابت بن حماد.=
= 3 - أن الدارقطني والبيهقي وابن عدي، وكلهم من الحفاظ ذوي الاستقراء العظيم للطرق والأسانيد، كلهم حكموا أن هذا الحديث تفرد به ثابت بن حماد فكيف تغيب عنهم هذه المتابعة المهمة من هذا الإِمام الكبير؟.
بل إن الطبراني -نفسه- الذي نقل الزيلعي هذه المتابعة من معجمه قال: لا يُرْوَى عن عمار إلَّا بهذا الإسناد، تفرَّد به ثابت.
4 -
وقد جزم الحافظ ابن حجر، وابن الملقن بغلط إبراهيم بن زكريا في ذلك.
قال الحافظ في التلخيص (1/ 44): قلت: رواه البزَّار والطبراني من طريق إبراهيم بن زكريا العجلي، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، ولكنَّ إبراهيم ضعيف وقد غلط فيه، إنما يرويه ثابت بن حماد.