الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَلِفٌ
التَّعْرِيفُ:
1 -
الْحَلِفُ لُغَةً الْيَمِينُ: وَأَصْلُهَا الْعَقْدُ بِالْعَزْمِ وَالنِّيَّةِ (1) .
قَال أَبُو هِلَالٍ الْعَسْكَرِيُّ: وَالْحَلِفُ مِنْ قَوْلِكَ: سَيْفٌ حَلِيفٌ أَيْ: قَاطِعٌ مَاضٍ. فَإِذَا قُلْتَ: حَلَفَ بِاللَّهِ، فَكَأَنَّكَ قُلْتَ: قَطَعَ الْمُخَاصَمَةَ بِاللَّهِ.
وَقَال ابْنُ فَارِسٍ: الْحَلِفُ بِمَعْنَى الْيَمِينِ أَصْلُهُ مِنَ الْحَلِفِ بِمَعْنَى الْمُلَازَمَةِ. وَذَلِكَ أَنَّ الإِْنْسَانَ يَلْزَمُهُ الثَّبَاتُ عَلَى الْيَمِينِ.
وَاصْطِلَاحًا: تَوْكِيدُ حُكْمٍ بِذِكْرٍ مُعَظَّمٍ عَلَى وَجْهٍ مَخْصُوصٍ (2) .
حِكْمَةُ التَّحْلِيفِ وَمَشْرُوعِيَّتُهُ:
2 -
التَّحْلِيفُ تَكْلِيفُ أَحَدِ الْخَصْمَيْنِ الْيَمِينَ وَيَجْرِي التَّحْلِيفُ لِلْفَصْل فِي الْخُصُومَاتِ وَإِنْهَاءِ
(1) لسان العرب في المادة ط بيروت.
(2)
الفروق في اللغة ص 47 ومعجم مقاييس اللغة لابن فارس 2 / 98 ومطالب أولي النهى 6 / 357 ومجلة الأحكام العدلية م 1681.
النِّزَاعِ فِي الدَّعَاوَى، وَثَبَتَ بِفِعْل النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِهِ: لِلْمُدَّعَى عَلَيْهِ: احْلِفْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إلَهَ إِلَاّ هُوَ، مَا لَهُ عِنْدَكَ شَيْءٌ. (1)
وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم لِلأَْشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ: بَيِّنَتُكَ وَإِلَاّ فَيَمِينُهُ. (2)
صِفَةُ التَّحْلِيفِ:
3 -
الْحَلِفُ الْمُنْعَقِدُ هُوَ الْقَسَمُ بِاللَّهِ تَعَالَى أَوْ بِصِفَاتِهِ، مِثْل: لَا، وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ، وَبِالَّذِي رَفَعَ سَبْعًا وَبَسَطَ سَبْعًا، وَهَذَا مِصْدَاقًا لِقَوْلِهِ تَعَالَى:{الَّذِي جَعَل لَكُمُ الأَْرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَل مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} . (3)
وَقَدْ نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْحَلِفِ بِغَيْرِ اللَّهِ بِقَوْلِهِ (4) : أَلَا إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ،
(1) حديث: " احلف بالله الذي لا إله إلا هو، ماله. . . " أخرجه أبو داود (4 / 41 - تحقيق عزت عبيد دعاس) من حديث عبد الله بن عباس.
(2)
حديث: " بينتك وإلا فيمينه " أخرجه البيهقي (10 / 178 - ط دائرة المعارف العثمانية) من حديث الأشعث بن قيس، وأصله في البخاري (الفتح 5 / 73 - ط السلفية) ومسلم (1 / 123 - ط الحلبي) .
(3)
سورة البقرة / 22.
(4)
شرح فتح القدير 7 / 182، وحاشية الدسوقي 2 / 192، مغني المحتاج للشربيني 4 / 473، والمغني لابن قدامة 8 / 718.