الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اضطراب الأمور والخلف بين السودان والعساكر بحيث قتل بين الفريقين العدد الكثير وسكنت الفتنة» . انتهى كلام ابن القلانسىّ.
وكانت ولاية الحافظ على مصر تسع عشرة «1» سنة وسبعة أشهر، وتولّى الخلافة بعده أصغر أولاده، حسب ما ذكرناه عن كلام صاحب المقلتين.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 525]
السنة الأولى من ولاية الحافظ عبد المجيد على مصر وهى سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
فيها توفّى حمّاد بن مسلم الرّحبىّ الشيخ الإمام الصالح المسّلك، أستاذ الشيخ عبد القادر فى التصوّف وشيخه. سمع الحديث. وكان على طريق التصوّف يدّعى «2» المعرفة والمكاشفة وعلوم الباطن. وكان يعطى كلّ من تصيبه حمّى لوزة وزبيبة فيأكلهما فيبرأ، وصار الناس يتردّدون إليه وينذرون إليه النذور، فيقبل الأموال ويفرّقها على أصحابه، ثم كره أخذ النذور، حتّى مات فى شهر رمضان ببغداد، ودفن بالشّونيزيّة «3» . وكان من الأبدال الصالحين. ويعرف بحمّاد الدّبّاس. رحمة الله عليه.
وفيها توفّى السلطان محمود بن السلطان محمد شاه ابن السلطان ملكشاه ابن السلطان ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقماق، عضد الدولة السلجوقىّ. كان ملكا شجاعا. وكان قد عزم على إفساد الأمور على الخليفة المسترشد
العباسىّ، فعاجله الموت بهمذان فى يوم الخميس خامس عشر شوّال؛ وعمره ثمان «1» وعشرون سنة؛ ومدّة مملكته أربع عشرة سنة. وكان قد عهد إلى ابنه داود وهو صغير فى حجر زوج أمّه أحمد «2» يلى صاحب أذربيجان. فجدّد أبو القاسم وزير محمود على الأمراء العهود، وكتب إلى أحمديلى بذلك. وكان مسعود أخو محمود المتوفّى ببلاد أرمينية، فتحرّك لطلب السلطنة، فكتب إلى الخليفة ولم يكتب لعمّه سنجر شاه السلجوقىّ، فمشى سنجر شاه وولى السلطنة لابن أخيه طغرل (أعنى لعمّ الصبىّ داود) ورتّب لداود ما يكفيه إلى أن يكبر. ووقع بعد ذلك أمور.
وفيها توفّى محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد أبو عبد الله الرازىّ «3» ثم المصرىّ المعدّل الشاهد، ويعرف بابن الحطّاب، مسند الديار المصريّة وشيخ الإسكندريّة، مات فى سادس جمادى الأولى وله إحدى وتسعون سنة.
وفيها توفّى هبة «4» الله بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العبّاس بن الحصين أبو القاسم الشيبانىّ الهمذانىّ الكاتب البغدادىّ مسند العراق. ولد سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، وسمع الكثير وحدّث وروى عنه غير واحد.
وفيها قتل الوزير أبو علىّ أحمد بن الأفضل شاهنشاه بن أمير الجيوش بدر الجمالىّ الأرمنىّ ثم المصرىّ وزير الحافظ العبيدىّ. قال الحافظ أبو عبد الله الذهبىّ: