الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الهلال الطبيب. والعلّامة أبو شجاع عمر بن محمد البسطامىّ ثم البلخىّ. وأبو عاصم قيس بن محمد السّويقىّ المؤذّن. وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن ثابت المصرىّ الكيزانىّ «1» الواعظ فى المحرّم. وأبو المعالى محمد بن محمد بن محمد فى شهر ربيع الآخر.
والمبارك بن المبارك بن صدقة السمسار. وأبو طالب المبارك بن خضير الصيرفىّ.
وأبو الفرج مسعود بن الحسن الثقفىّ فى رجب وله مائة سنة. وأبو القاسم هبة الله ابن الحسن الدقّاق «2» فى المحرّم.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وأربع وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا وثلاث وعشرون إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 563]
السنة الثامنة من ولاية العاضد على مصر وهى سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
فيها أبيع الورد ببغداد مائة رطل بقيراط وحبّة.
وفيها زاد ظلم أبى جعفر بن البلدىّ وزير الخليفة، واستغاث أهل بغداد منه.
وفيها توفّى ظافر بن القاسم الأديب أبو منصور الجذامىّ الإسكندرىّ المعروف بالحدّاد الشاعر المشهور. كان فصيحا فاضلا بليغا. وشعره فى غاية الحسن. وهو صاحب القصيدة الذالية التى أوّلها:
[الكامل]
لو كان بالصبر الجميل ملاذه
…
ما سحّ وابل دمعه ورذاذه
ما زال جيش الحبّ يغزو قلبه
…
حتّى وهى وتقطّعت أفلاذه
لم يبق فيه من الغرام بقيّة
…
إلّا رسيس يحتويه جذاذه
من كان يرغب فى السلامة فليكن
…
أبدا من الحدق المراض عياذه
لا تخدعنّك بالفتور فإنّه
…
نظر يضرّ بقلبك استلذاذه
يأيّها الرّشأ الذي من طرفه
…
سهم إلى حبّ القلوب نفاذه
درّ يلوح بفيك من نظّامه
…
خمر يجول عليه من نبّاذه
وقناة ذاك القدّ كيف تقوّمت
…
وسنان ذاك اللّحظ ما فولاذه
رفقا بجسمك لا يذوب فإنّنى
…
أخشى بأن يجفو عليه لاذه «1»
هاروت يعجز عن مواقع سحره
…
وهو الإمام فمن ترى أستاذه
تالله ما علقت محاسنك امرأ
…
إلّا وعزّ على الورى استنقاذه
أغربت حبّك بالقلوب فأذعنت
…
طوعا وقد أودى بها استحواذه
مالى أتيت الحبّ «2» من أبوابه
…
جهدى فدام نفاره ولواذه
إيّاك من طمع المنى فعزيزه
…
كذليله وغنّيه شحّاذه
ومنها:
دالّية ابن دربد استهوى بها
…
قوما غداة نبت به بغداذه
دانوا لزخرف قوله فتفرّقت
…
طمعا بهم صرعاه أو جذاذه
ويحكى أنّ ابن ظفر أمير الإسكندريّة أحضره مرّة ليبرد له خاتما قد ضاق فى خنصره؛ فقال ظافر المذكور:
[السريع]
قصّر عن أوصافك العالم
…
فاعترف «3» الناثر والناظم
من يكن البحر له راحة
…
يضيق عن خنصره الخاتم
وكانت وفاته فى هذه السنة. وقال ابن خلّكان: فى سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
وفيها توفّى عبد الكريم «1» بن محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبّار الإمام الحافظ أبو سعيد بن السّمعانىّ «2» التميمىّ، مولده بمرو. وكان إماما فاضلا محدّثا فقيها. ذيّل على تاريخ أبى بكر الخطيب، ورحل إلى دمشق. قال ابن عساكر: ثمّ عاد من دمشق إلى بغداد فسمّع تاريخ الخطيب وذيّله، وعاد إلى خراسان وعبر النهر «3» ، وحدّث ببلخ وهراة. وصنّف كتابا سماه «فرط الغرام إلى ساكنى الشام» وأرسل به إلى دمشق وهو بخطّه فى ثمانية أجزاء تشتمل على أخبار وحكايات. ومات بمرو فى شهر ربيع الأوّل.
وفيها توفّى الأمير زين الدّين علىّ بن بكتكين بن مظفّر الدّين كوكبورى «4» ، المعروف كوجك «5» ، التركىّ. كان حاكما على الموصل وغيرها، وكان حسن السّيرة عادلا فى الرعيّة.
وكان أوّلا بخيلا مسيكا، ثمّ إنّه جاد فى آخر عمره، وبنى المدارس والقناطر والجسور.
وحكى أنّ بعض الجند جاءه بذنب فرس وقال له: مات فرسى، فأغطاه عوضه؛ وأخذ ذلك الذنب آخر وجاءه به وقال له: مات فرسى، فأعطاه عوضه؛ ولا زال يتداول الذنب اثنا عشر رجلا، وهو يعلم أنّه الأوّل ويعطيهم الخيل. فلمّا أعجزوه أنشد:
[الكامل]
ليس الغبىّ بسيّد فى قومه
…
لكنّ سيّد قومه المتغابى
فعلموا أنّه علم فتركوه. ولما كبر سنّه سلّم البلاد إلى قطب الدين مودود، وقال له:.
إنّك لا تنتفع بى، فقد كبرت وضعفت قوّتى وخاننى سمعى وبصرى. وكان الأتابك
زنكى قد أعطاه إربل «1» ، فمضى إليها وأقام بها حتّى مات فى ذى الحجّة. وكانت أيّامه على الموصل إحدى وعشرين سنة ونصفا. وملك بعده ابنه زين الدّين يوسف ابن علىّ بن مظفّر الدّين كوكبورى.
وفيها توفّى محمد بن عبد «2» الحميد أبو الفتح علاء الدّين الرازىّ «3» السّمرقندىّ صاحب «التعليقة» و «المعترض والمختلف» على مذهب الإمام الأعظم أبى حنيفة، رضى الله عنه. وكان إماما بارعا مفتنّا، كان من فرسان الكلام؛ قدم بغداد وناظر وبرع وفاق أهلها. وكان شحيحا بكلامه؛ فكانوا يوردون عليه أسئلة وهو عالم بأخوبتها، فيكاد ينقطع ولا يذكرها لشحّه ولئلّا تستفاد منه؛ وعلم ذلك منه علماء عصره. وقيل: إنّه تنسّك وترك المناظرة مع شهادة أهل عصره من العلماء له بالسّبق والفضيلة.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو المعالى أحمد ابن عبد الغنى الباجسرائىّ «4» . والقاضى الرشيد أبو الحسين «5» [أحمد بن] علىّ بن الزّبير الأسوانى الكاتب بمصر. وأبو المظفّر أحمد بن محمد بن علىّ الكاغدىّ فى رجب ببغداد. وأبو بكر أحمد بن المقرّب الكرخىّ فى ذى الحجّة. وأبو المناقب حيدرة بن عمر بن إبراهيم العلوىّ الزّيدىّ فى ذى الحجّة بالكوفة. وأبو طاهر الخضر بن الفضل
الصّفّار، ويعرف بزحل، فى جمادى الأولى، وله إجازة عالية. وأبو الفضل شاكر ابن علىّ الأسوارىّ «1» . وأبو محمد عبد الله بن علىّ الطّامذىّ «2» المقرئ بأصبهان فى شعبان. والشيخ العلّامة أبو النجيب عبد القاهر بن عبد الله السهروردىّ «3» عن ثلاث وسبعين سنة. وأبو الحسن علىّ بن عبد الرحمن الطّوسىّ بن تاج القرّاء.
وعمرو بن سمّان البغدادىّ. وأبو الحسن محمد بن إسحاق بن محمد بن الصابئ.
والشريف الخطيب أبو الفتوح ناصر بن الحسن «4» الحسينىّ المقرئ بمصر. وأبو بكر محمد ابن علىّ [بن عبد الله «5» ] بن ياسر الجيّانىّ «6» الأندلسىّ. ونفيسة بنت محمد بن علىّ البزّازة «7» .
والصائن هبة الله بن الحسن بن هبة الله بن عساكر فى شعبان وله خمس وسبعون سنة. وأبو المظفّر هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن السّمرقندىّ. وأبو الغنائم هبة الله بن محفوظ بن صصرى. ومدرّس النّظاميّة أبو الحسن يوسف بن عبد الله ابن بندار الدمشقىّ.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وأربع عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وثلاث وعشرون إصبعا.