الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها توفّى عبيد الله بن أحمد بن عثمان بن الفرج بن الأزهر أبو القاسم الصّيرفىّ «1» المحدّث، كان صالحا ثقة مكثرا فى الحديث.
وفيها توفّى السلطان أبو طاهر جلال الدولة بن بهاء الدولة فيروز بن عضد الدولة بويه بن ركن الدولة الحسن بن بويه. ولد سنة ثلاث وثمانين وثلثمائة.
وكان ملكا محبّبا للرعيّة حسن السيرة، وكان يحبّ الصالحين. ولقى فى سلطنته من الأتراك شدائد. ومات ليلة الجمعة خامس شعبان، وغسّله أبو القاسم بن شاهين الواعظ وأبو محمد عبد القادر بن السمّاك، ودفن بداره فى دار المملكة فى بيت كان دفن فيه عضد الدولة وبهاء الدولة قبل نقلهما إلى الكوفة، ثم نقل بعد سنة إلى مقابر قريش. وكان عمره لمّا مات إحدى وخمسين سنة وشهرا؛ ومدّة ولايته على بغداد ستّ عشرة سنة وأحد عشر شهرا. ولمّا مات كان ابنه الملقّب بالملك العزيز بواسط، فكتب إليه الخليفة القائم بأمر الله يعزّيه فيه. قلت: وجلال الدولة هذا أحسن بنى بويه حالا إن لم يكن رافضيّا على قاعدتهم النّجسة.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع واثنتان وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة ثمانى عشرة ذراعا وستّ أصابع.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 436]
السنة التاسعة من ولاية المستنصر معدّ على مصر وهى سنة ست وثلاثين وأربعمائة.
فيها دخل أبو كاليجار بغداد ولم يخرج الخليفة القائم بأمر الله إلى لقائه، فنزل فى دار المملكة وأخرج منها عيال جلال الدولة، وضرب الدّبادب على بابه
فى أوقات الصلوات الخمس؛ فروسل بالاقتصار على ثلاثة أوقات، كما كانت العادة، فلم يلتفت إلى رسول الخليفة، واستمرّت الدّبادب فى خمسة أوقات.
وفيها توفّى الحسين بن علىّ بن محمد بن جعفر أبو عبد الله الصّيميرىّ «1» العلّامة.
ولد سنة إحدى وخمسين وثلثمائة، وكان أحد الفقهاء الحنفيّة الأعلام؛ كان جيّد النظر حسن العبارة وافر العقل صدوقا ثقة، انتهت إليه رياسة الحنفية ببغداد، وولى القضاء بالمدائن وغيرها؛ وكان فى ولايته نزها عفيفا ديّنا ورعا. مات ليلة الأحد حادى عشرين شوّال ودفن فى داره بدرب الزرّادين «2» .
وفيها توفّى عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن أبو محمد الأصبهانىّ ويعرف بابن اللبّان، كان صائما قائما صدوقا ثقة أحد أوعية العلم، وله التصانيف الحسان.
وفيها توفّى علىّ بن الحسن بن إبراهيم أبو الحسن الصوفىّ الوكيل، كان ديّنا خيّرا، سكن مصر، وبها كانت وفاته فى شعبان.
وفيها توفّى محمد بن أحمد بن بكير أبو بكر التّنوخىّ الخيّاط الدمشقى، كان يؤمّ بمسجد أبى صالح خارج الباب الشرقىّ بدمشق، وكان صالحا ثقة.
وفيها توفّى محمد بن علىّ بن الطيّب أبو الحسين البصرىّ المتكلم، سكن بغداد ودرس بها على مذهب المعتزلة، وله تصانيف كثيرة «3» : منها «المعتمد فى أصول الفقه «4» » لم يصنّف فى فنه مثله.
وفيها توفّى محسّن بن محمد بن العبّاس الشريف الحسينىّ، كان نقيب الطالبيّين بدمشق، وولى القضاء بها بعد أخيه لأمّه فخر الدولة «1» نيابة عن أبى [محمد القاسم «2» بن] النّعمان قاضى قضاة خليفة مصر. ومات بدمشق فى المحرّم.
وفيها توفّى علىّ بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علىّ زين العابدين بن الحسين بن علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه، الشريف أبو طالب العلوىّ الموسوىّ المعروف بالشريف المرتضى نقيب الطالبيّين ببغداد، وهو أخو الشريف الرضى. قال الحافظ أبو عبد الله الذهبىّ: وكلّ منهما رافضىّ، وكان المرتضى أيضا رأسا فى الاعتزال كثير الاطلاع والجدل. ثمّ ذكر كلاما عن ابن حزم فى هذا المعنى، أنّزه الشريف عن ذكره «3» مراعاة لسلفه الطاهر لا لاعتقاده القبيح فى الصحابة. وكان الشريف المرتضى عالما فاضلا أديبا شاعرا. ومن شعره من جملة قصيدة قوله:
[الخفيف]
والتقينا «4» كما اشتهينا ولا عي
…
ب سوى أنّ ذاك فى الأحلام
وإذا كانت الملاقاة ليلا
…
فالليالى خير من الأيام
وكانت وفاة الشريف فى يوم الأحد الخامس والعشرين من شهر ربيع الأوّل.
وفيها توفّى محمد بن عبد الله بن أحمد أبو الوليد المرسى يعرف بابن منقذ «5» ، حدّث عن سهل بن إبراهيم وغيره، وكان عالما فاضلا ورعا محدّثا صدوقا ثقة.