الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان يقال له: شيخ العدليّة «1» ومات بالرّىّ، ودفن بجنب الإمام محمد بن الحسن صاحب أبى حنيفة. وكان قرأ على ألف وثلثمائة شيخ، وقرأ عليه ثلاثة آلاف.
قال ابن عساكر: سمع نحوا من أربعة آلاف «2» شيخ، ومات وله أربع وتسعون سنة.
وفيها توفّى محمد بن محمد بن أحمد أبو الحسن البصروىّ «3» ؛ كان شاعرا فصيحا فاضلا ظريفا صاحب نوادر. ومن شعره:
[الوافر]
ترى الدنيا وزهرتها فتصبو
…
وما يخلو من الشّبهات قلب
فضول العيش أكثرها هموم
…
وأكثر ما يضرّك ما تحبّ
وفيها توفّى المفضّل بن محمد بن مسعود «4» أبو المحاسن التّنوخىّ المعزى الفقيه الحنفى. تفقّه على القدورىّ، وأخذ الأدب عن أبى عيسى الرّبعىّ وبرع فى فنون، وناب فى القضاء بدمشق، وولى قضاء بعلبكّ؛ وصنّف تاريخ النحاة وأهل اللغة.
ومات بدمشق، ولم يخلف بعده مثله.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع سواء. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا واثنتا عشرة إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 444]
السنة السابعة عشرة من ولاية المستنصر معدّ على مصر وهى سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
فيها برز محضر من ديوان الخليفة القائم بأمر الله العبّاسىّ بالقدح فى أنساب خلفاء مصر وأنّهم ديصانيّة «1» خارجون عن الإسلام، من جنس المحضر الذي برز فى أيام للقادر بالله، وقد ذكرناه فى وقته، وأخذ فيه خطوط القضاة والشهود والأشراف وغيرهم.
وفيها كانت فى مدينة أرّجان والأهواز زلازل عظيمة ارتجّت منها الأرض، وقلّعت الجبال وخرّبت القلاع، وامتدّت هذه الزلازل إلى بلاد كثيرة.
وفيها استولى طغرلبك محمد بن ميكائيل السّلجوقىّ على همذان ونواحيها، وطمع فى قصد العراق.
وفيها توفّى الحسن بن علىّ بن محمد بن علىّ أبو علىّ التميمىّ الواعظ، سمع الحديث الكثير وروى عنه مسند الإمام أحمد عن القطيعىّ «2» .
وفيها توفّى سهل بن محمد بن الحسن أبو الحسن الفاسىّ «3» الصوفىّ، سمع الكثير وحدّث بالعراق ودمشق وصور، وتوجه إلى مصر فمات بها. وكان أديبا شاعرا على طريق القوم. فمن ذلك قوله:
[الطويل]
إذا كنت فى دار يهنيك أهلها
…
ولم تك محبوبا بها فتحوّل
وأيقن بأن الرّزق يأتيك أينما
…
تكون ولو فى قعر بيت مقفّل