الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها توفّى أبو الفضل «1» بن الخازن الشاعر المشهور. كان ديّنا فاضلا شاعرا.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم سبع أذرع سواء. مبلغ الزيادة ثمانى عشرة ذراعا وأربع أصابع.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 513]
السنة الثامنة عشرة من ولاية الامر منصور على مصر وهى سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.
فيها قدم السلطان سنجر شاه السلجوقىّ الرىّ وملكها؛ واصطلح مع ابن أخيه محمود بن محمد شاه بعد حروب، وزوّجه ابنته، وأقرّه على ملكه.
وفيها وقعت المباينة بين الآمر خليفة مصر (أعنى صاحب الترجمة) وبين مدبّر مملكته الأفضل بن أمير الجيوش؛ واحتجب الآمر عنه وتعلّل بمرض.
واجتهد الأفضل أن يغتاله بالسمّ فلم يقدر، ودسّ إليه السمّ مرارا فلم يصل إليه.
وكان للآمر قهرمانة كاتبة فاضلة تعرف أنواع العلوم: الطب والنجوم والموسيقى، حتّى كانت تعمل التحويلات وتحكم على الحوادث، فاحترزت على الآمر؛ ولم تزل تدبّر على الأفضل بن أمير الجيوش حتى قتل، حسب ما يأتى ذكره.
قال ابن القلانسىّ: وفيها ظهرت صور الأنبياء عليهم السلام: الخليل وولديه إسحاق ويعقوب «2» - صلوات الله عليهم- وهم مجتمعون فى مغارة بأرض بيت المقدس، وكأنّهم أحياء لم يبل لهم جسد ولا رمّ لهم عظم، وعليهم قناديل من ذهب وفضّة معلّقة، فسدّوا باب المغارة وأبقوا على حالهم.
وفيها توفّى علىّ بن محمد بن علىّ بن محمد بن الحسن بن عبد الملك بن حمّويه قاضى القضاة أبو الحسن الدامغانىّ الحنفىّ. ولد فى رجب سنة تسع وأربعين وأربعمائة، وقلّد القضاء وهو ابن ستّ عشرة سنة بعد موت أبيه؛ وولى القضاء لأربعة خلفاء. وهذا لم يقع لغيره إلّا للقاضى شريح. وأمّا القاضى أبو طاهر محمد ابن أحمد الكوفىّ فذاك ولى لخمسة خلفاء.
قلت: الشيء بالشيء يذكر؛ وهذا قاضى قضاة زماننا، جلال الدين عبد الرحمن بن عمر البلقينىّ، ولى القضاء لستة سلاطين: الناصر فرج، والمنصور عبد العزيز ابنى الظاهر برقوق، والخليفة المستعين بالله العباسى، والمؤيّد شيخ، وابنه المظفّر أحمد، والظاهر ططر. ووقع مثل هذا كثير فى آخر الزمان؛ والمقصود غير ذلك. وكان الدامغانىّ إماما عالما عفيفا ديّنا معظّما عند الخلفاء والملوك. وناب عن الوزارة، وانفرد بأخذ البيعة للخليفة المسترشد. وكان ذا مروءة وصدقات وإحسان، ومعرفة بصناعتى القضاء والشروط. ومات ليلة رابع عشر المحرّم، ودفن فى مشهد أبى حنيفة- رضى الله عنه- وعاش ثلاثا وستين سنة وأشهرا.
ولى القضاء منها تسعا وعشرين سنة وخمسة أيّام. وسمع الحديث من القاضى أبى يعلى الفرّاء والخطيب وغيرهما، وكان صدوقا ثقة.
وفيها توفّى الإمام العلّامة أبو الوفاء علىّ بن عقيل بن محمد بن عقيل البغدادىّ الحنبلىّ شيخ الحنابلة فى عصره. كان إماما عالما صالحا مفتنّا؛ ومات ببغداد وله اثنتان وثمانون سنة.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ست أذرع واثنتان وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة ثمانى عشرة ذراعا وسبع أصابع.