الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها توفّى الشيخ أبو سعد المعمّر بن علىّ [بن المعمّر «1» ] بن أبى عمامة الحنبلىّ الفقيه الواعظ، كان فقيه بغداد وواعظها.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ثمانى أذرع وخمس عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة ثمانى عشرة ذراعا وإصبعان.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 507]
السنة الثانية عشرة من ولاية الآمر منصور على مصر وهى سنة سبع وخمسمائة.
فيها توفّى إسماعيل بن أحمد بن الحسين بن علىّ بن موسى أبو علىّ البيهقىّ ولد أبى بكر «2» أحمد صاحب التصانيف. رحل البلاد، ولقى الشيوخ، وسكن خوارزم ودرس بها، ثم عاد إلى بيهق فتوفى بها. وكان إماما فاضلا صدوقا ثقة.
وفيها توفّى الأمير رضوان ابن الأمير تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان بن داود ابن ميكائيل بن سلجوق بن دقماق السلجوقىّ المنعوت بفخر الملك صاحب حلب.
ملكها بعد قتل أبيه تتش فى سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. وكان غير مشكور السّيرة.
قتل أخويه أبا طالب وبهرام؛ وقتل خواصّ أبيه. وهو أوّل من بنى بحلب دار الدعوة. وكان ظالما بخيلا شحيحا قبيح السّيرة، ليس فى قلبه رأفة ولا شفقة على المسلمين. وكانت الفرنج تغاور وتسبى وتأخذ من باب حلب ولا يخرج إليهم.
ومرض أمراضا مزمنة، ورأى العبر فى نفسه، حتّى مات فى ثامن عشر جمادى
الاخرة، وملك بعده ابنه ألب أرسلان وعمره ستّ عشرة سنة، وقام بكفالته لؤلؤ الخادم.
وفيها توفّى محمد بن أحمد بن الحسين أبو بكر الشّاشىّ الفقيه الشافعىّ. ولد سنة سبع وعشرين وأربعمائة، وكان يعرف بالمستظهرىّ، تفقّه بجماعة وقرأ على ابن الصّبّاغ «1» كتابه «2» «الشامل» ودرس بالنظاميّة. ومات فى شوّال، ودفن عند أبى إسحاق الشّيرازىّ. وكان كثيرا ما ينشد:
[الوافر]
تعلّم يافتى والعود رطب
…
وطينك ليّن والطبع قابل
فحسبك يا فتى شرفا وفخرا
…
سكوت الحاضرين وأنت قائل
وفيها توفّى محمد «3» بن أحمد بن محمد الإمام العلّامة أبو المظفّر الأبيوردىّ، وهو من ولد معاوية بن محمد بن عثمان بن عتبة بن عنبسة بن أبى سفيان صخر بن حرب.
كان عالما بالأنساب وفنون اللغة والآداب، وسمع الحديث ورواه، وصنّف لأبيورد «4» تاريخا، وصنّف «المختلف والمؤتلف» فى أنساب العرب. وكان له الشعر الرائق.
وكان فيه كبروتيه بحيث إنّه كان إذا صلّى يقول: اللهم ملّكنى مشارق الأرض ومغاربها. وكتب قصّة للخليفة وعلى رأسها «الخادم المعاوىّ» (يريد بذلك نسبه إلى
معاوية) . فأمر الخليفة بكشط الميم وردّ القصة؛ فبقيت «الخادم العاوى» .
وكانت وفاته بأصبهان. ومن شعره وأجاد إلى الغاية:
[الطويل]
تنكّر لى دهرى ولم يدر أننى
…
أعزّ وأحداث الزمان تهون
وظلّ يرينى الخطب كيف اعتداؤه
…
وبتّ أريه الصبر كيف يكون
وفيها توفّى الأمير مودود صاحب الموصل. كان قدم الشام لمساعدة الأتابك ظهير الدين طغتكين وكسر الفرنج. وكان مودود هذا يدخل كلّ جمعة فيصلى بجامع دمشق ويتبرّك بمصحف عثمان رضى الله عنه. فدخل على عادته ومعه الأتابك طغتكين يمشى فى خدمته والغلمان حوله بالسيوف مسلّلة؛ فلمّا صار فى صحن الجامع وثب عليه رجل لا يؤبه له، وقرب من مودود هذا كأنّه يدعو له، وضربه بخنجر أسفل سرّته ضربتين، إحداهما نفذت إلى خاصرته، والأخرى إلى فخذه، والسيوف تأخذه من كلّ ناحية؛ وقطع رأسه ليعرف شخصه فما عرف.
ومات مودود من يومه، وكان صائما فلم يفطر، وقال: والله ما ألقى الله إلّا صائما.
وكان من خيار الملوك دينا وشجاعة وخيرا. ولمّا بلغ السلطان محمدا شاه السلجوقىّ موته أقطع الموصل والجزيرة لآق سنقر البرسقىّ، وأمره بتقديم عماد الدين زنكى والرجوع إلى إشارته. وزنكى هذا هو والد الملك العادل نور الدين محمود المعروف بالشهيد، المنشئ «1» لدولة بنى أيوب.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ثمانى أذرع وخمس عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة ثمانى عشرة ذراعا وإصبعان.