الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المماليك للأشرف برسباى، توفّى سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة. قلت: وهؤلاء الأعيان. وأمّا غير الأعيان فكثير. وقد استطردنا ذكرهم هنا جملة لئلّا يلتبس أحد منهم على من ينظر فى ترجمة أحدهم فى محلّه.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم سبع أذرع وثمانى أصابع. مبلغ الزيادة ثمانى عشرة ذراعا وثلاث عشرة إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 544]
السنة العشرون من ولاية الحافظ عبد المجيد على مصر- مات فى جمادى الآخرة، حسب ما تقدّم ذكره- وهى سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
فيها واقع السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكى بن آق سنقر المعروف بالشهيد صاحب دمشق الفرنج وكسرهم الكسرة المشهورة، وقتل منهم ألفا وخمسمائة، وأسر مثلهم؛ وعاد إلى حلب بالغنائم العظيمة والأسارى، وبعث بعضها إلى أخيه مودود. وفيها يقول ابن «1» القيسرانىّ الشاعر:
[السريع]
وكم «2» له من وقعة يومها
…
عند ملوك الشّرك مشهود
حتّى إذا عادوا إلى مثلها
…
قالت لهم هيبته عودوا
مناقب لم تك موجودة
…
إلا ونور الدين موجود
وكيف لانثنى على عيشنا ال
…
محمود والسلطان محمود
وفيها افتتح نور الدين محمود أيضا حصن فامية؛ وكان على حماة وحمص منه ضرر عظيم.
وفيها توفّى القاضى الإمام الأديب العلّامة ناصح الدين أبو بكر أحمد بن محمد ابن الحسين الأرّجانىّ قاضى تستر. قال ابن خلّكان: «والأرجانىّ: بفتح الهمزة وتشديد الراء والفتح والجيم وبعد الألف نون، هذه نسبة إلى أرّجان، وهى من كور الأهواز من بلاد خوزستان» . انتهى. وقال صاحب المرآة: «كان إمام عصره فقيها أديبا شاعرا صاحب النظم الرائق. وديوان شعره مشهور بأيدى الناس، سمع الحديث وتفقّه. وكان بليغا مفوّها. وهو القائل:
[الكامل]
أنا أشعر الفقهاء غير مدافع
…
فى العصر وانا أفقه الشعراء
قلت: ومن شعره- والبيت الثانى يقرأ معكوسا:-
[الوافر]
أحبّ المرء ظاهره جميل
…
لصاحبه وباطنه سليم
مودّته تدوم لكلّ هول
…
وهل كلّ مودته تدوم
وفيها توفّى الحافظ الناقد الحجة عياض بن موسى بن عياض بن عمرو «1» بن موسى ابن عياض بن محمد بن موسى بن عياض اليحصىّ السّبتىّ أبو الفضل المعروف بالقاضى عياض أحد عظماء المالكيّة. ولد بسبتة فى منتصف شعبان سنة ست وتسعين وأربعمائة. وأصله من الأندلس ثم انتقل أخير أجداده إلى مدينة قاس، ثم من فاس إلى سبتة. كان إماما حافظا محدّثا فقيها متبحّرا، صنّف التصانيف المفيدة، وانتشر
اسمه فى الافاق وبعد صيته. ومن مصنّفاته كتاب «الشفا فى شرف المصطفى» .
وكتاب «ترتيب المدارك وتقريب المسالك فى ذكر فقهاء مذهب مالك» وكتاب «العقيدة» وكتاب «شرح حديث أمّ زرع» وكتاب « [جامع «1» ] التاريخ» وهو كتاب جليل، وشىء كثير غير ذلك. ومات بمرّاكش فى جمادى الآخرة. ومن شعره رحمه الله:
[السريع]
انظر إلى الزرع وخاماته «2»
…
تحكى وقد هبّت «3» عليها الرياح
كتيبة خضراء مهزومة
…
شقائق النّعمان فيها جراح
وفيها توفّى الملك غازى بن زنكى بن آق سنقر التركىّ، أخو السلطان نور الدين محمود الشهيد الأتابك، سيف الدين صاحب الموصل، وهو أكبر أولاد زنكى.
مات فى سلخ جمادى الآخرة وله أربع وخمسون سنة، وأقام فى الملك ثلاث سنين وشهورا. وكان شجاعا جوادا. وهو أوّل من حمل السّنجق «4» على رأسه فى الأتابكيّة، ولم يحمله أحد قبله لأجل «5» ملوك السلجوقيّة.
وفيها توفّى الأمير معين الدين أنر «6» مملوك الأتابك طغتكين. كان مدبّر دولة أولاد أستاذه الأتابك طغتكين، وكان جليل القدر عالى الهمّة.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى القاضى أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين الأرّجانى الشاعر بتستر. ومعين الدين أنر الطّغتكىّ مدبّر دولة أولاد أستاذه. والحافظ لدين الله عبد المجيد بن محمد [بن] المستنصر العبيدىّ.
والقاضى عياض بن موسى بن عياض أبو الفضل اليحصبىّ السّبتىّ بمرّاكش فى جمادى الآخرة. وصاحب الموصل سيف الدين غازى ابن الأتابك.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ستّ أذرع وأربع وعشرون إصبعا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وثمانى عشرة إصبعا.