الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أوصى بالملك لولده عماد الدين زنكى، وكان أكبرهم «1» وأعزّهم عليه. وكان الحاكم على الموصل فخر الدين عبد المسيح، وكان يكره عماد الدّين زنكى هذا؛ وكان عماد الدين قد أقام عند عمّه نور الدين محمود بحلب مدّة وتزوّج بابنته، فلا زال فخر الدين المذكور بقطب الدين مودود حتّى جعل العهد من بعده لولده سيف الدين غازى وعزل عماد الدين زنكى؛ فعزّ ذلك على نور الدين وقصد الموصل وقال: أنا أحقّ بتدبير ملك أولاد أخى.
الذين ذكرهم الذهبىّ فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو بكر عبد الله ابن محمد بن أحمد بن النّقور البزّاز فى شعبان عن إحدى وثمانين سنة. وأبو المكارم عبد الواحد بن محمد بن المسلّم بن الحسن بن هلال الأزدىّ العدل فى جمادى الآخرة.
وأبو القاسم محمود بن عبد الكريم الأصبهانىّ التاجر. وصاحب الموصل قطب الدين مودود ابن أتابك زنكى.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وثمانى عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا وأربع عشرة إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 566]
السنة الحادية عشرة من ولاية العاضد على مصر، وتحكّم وزيره الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيّوب، وهى سنة ست وستين وخمسمائة.
فيها سار الملك العادل نور الدين محمود من دمشق إلى الموصل وسلّمها لابن أخيه عماد الدين زنكى بعد أمور وقعت بينه وبين فخر الدين عبد المسيح المقدّم ذكره فى الماضية.
وفيها بنى الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيّوب مدرسة للشافعيّة «1» ، وكان موضعها حبس المعونة، وبنى بها أيضا مدرسة للمالكيّة تعرف بدار الغزل «2» . وولّى صدر الدّين عبد الملك بن درباس «3» الكردىّ القضاء بالقاهرة.
وفيها فى جمادى الآخرة خرج صلاح الدّين يوسف بن أيّوب بعساكر العاضد إلى الشام فأغار على غزّة وعسقلان والرملة ومضى إلى أيلة، وكان بها قلعة فيها
جماعة من الفرنج، والتقاه الأسطول فى البحر؛ فافتتحها وقتل من فيها وشحنها بالرجال والعدد؛ وكان على درب الحجاز منها خطر عظيم. ثم عاد صلاح الدين إلى مضر فى جمادى الآخرة.
وفيها فى شعبان اشترى تقىّ الدين عمر بن شاهنشاه منازل «1» العزّ بمصر، وعملها مدرسة للشافعيّة.
وفيها توفّى الخليفة المستنجد بالله أمير المؤمنين أبو المظفر يوسف بن المقتفى لأمر الله محمد بن المستظهر بالله أحمد بن المقتدى بأمر الله عبد الله الهاشمىّ العباسىّ البغدادىّ. استخلف يوم مات أبوه فى شهر ربيع الآخر سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
ومولده فى سنة ثمانى عشرة وخمسمائة. وأمّه أمّ ولد تسمى «طاوس» كرجيّة، أدركت خلافته. وكان المستنجد أسمر طويل اللّحية معتدل القامة شجاعا مهيبا عادلا فى الرعيّة ذكيّا فصيحا فطنا، أزال المظالم والمكوس. وكانت وفاته فى يوم السبت ثامن شهر ربيع الآخر، ودفن بداره. وكانت خلافته إحدى عشرة سنة وشهرا.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم سبع أذرع سواء. مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا وإحدى وعشرون إصبعا.