الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها استولى عبد المؤمن بن علىّ على مدينة مرّاكش من المغرب بالسيف وقتل من بها من المقاتلة، ولم يتعرّض للرعيّة، وأحضر اليهود والنصارى وقال:
إنّ الإمام المهدىّ أمرنى ألّا أقرّ الناس إلّا على ملّة واحدة وهى الإسلام، وأنتم تزعمون أن بعد الخمسمائة عام يظهر من يعضد شريعتكم، وقد انقضت المدّة؛ وأنا مخيّركم بين ثلاث: إمّا أن تسلموا، وإمّا أن تلحقوا بدار الحرب، وإمّا أن أضرب رقابكم. فأسلم منهم طائفة، ولحق بدار الحرب أخرى. وأخرب عبد المؤمن الكنائس والبيع وردّها مساجد، وأبطل الجزية، وفعل ذلك فى جميع ولاياته.
وفيها قتل الوزير رضوان بن ولخشى أمير الجيوش وزير الحافظ صاحب الترجمة ومدبّر ممالكه بديار مصر وغيرها. كان استوزره الحافظ صاحب مصر المذكور.
فلمّا ولى الوزر استولى على مصر، وحجر على الخليفة الحافظ، وسلك فى ذلك طريق الأفضل بن أمير الجيوش بدر الجمالى. وزاد أمره، حتى دسّ عليه الحافظ السودان فوثبوا عليه وقتلوه.
وفيها توفّى الأستاذ هبة الله بن على بن محمد بن حمزة أبو السعادات العلوىّ النحوىّ، ويعرف بابن الشّجرىّ. انتهى إليه فى زمانه علم النحو والعربيّة ببغداد، وسمع الحديث وطال عمره وأقرأ وحدّث.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وثلاث أصابع.
مبلغ الزيادة ثمانى عشرة ذراعا وثلاث عشرة إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 543]
السنة التاسعة عشرة من ولاية الحافظ عبد المجيد على مصر وهى سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
فيها أزال السلطان نور الدين محمود بن زنكى صاحب دمشق من حلب الأذان ب «حىّ على خير العمل» وسبّ الصحابة بها، وقال: من عاد إليه قتلته؛ فلم يعد أحد. رحمه الله تعالى.
وفيها ظهر بمصر رجل من ولد نزار ابن الخليفة المستنصر العبيدىّ يطلب الخلافة، فاجتمع عليه خلق، حتّى جهّز إليه الخليفة الحافظ صاحب الترجمة العساكر فالتقوا بالصعيد، وقتل من الفريقين جماعة. ثم انهزم النّزارىّ الذي خرج وقتل ولده.
وفيها أغار نور الدين محمود صاحب دمشق المعروف بالشهيد المقدّم ذكره على بلاد الفرنج وفتح عدّة حصون- تقبّل الله منه- وأسر وقتل وغنم.
وفيها حجّ بالناس من العراق الأمير قايماز.
وفيها توفّى قاضى القضاة أبو القاسم علىّ بن الحسين بن محمد بن علىّ الزينبى البغدادىّ الحنفىّ. ولد فى نصف شهر ربيع الأول سنة سبع وأربعين وأربعمائة، وسمع الحديث وتفقّه وبرع فى مذهبه. ولّاه الخليفة المسترشد قضاء القضاة، وطالت مدّته وحسنت سيرته، وناب فى الوزارة فى بعض الأحيان.
وفيها توفى الفقيه أبو الحجّاج يوسف «1» بن درناس الفندلاوىّ «2» شيخ المالكيّة بدمشق، استشهد بظاهر دمشق فى حرب الفرنج ومحاصرتهم لدمشق. وكان إماما عالما ديّنا بارعا فى فنون.
وفيها توفّى الأستاذ أبو الدرّ ياقوت الرومىّ الكاتب مولى أبى المعالى أحمد بن علىّ بن البخارىّ التاجر بدمشق. قلت: وتسمّى بهذا الاسم جماعة كثيرة لهم ذكر، فمنهم من يذكر هنا ومنهم من لا يذكر على حسب الاتفاق، وهم ياقوت هذا المذكور. وياقوت بن عبد الله الصّقلبى أبو الحسن المعروف بالجمالى مولى الخليفة المسترشد بالله الفضل العبّاسىّ، ووفاته سنة ثلاث وستين وخمسمائة. وياقوت بن عبد الله أبو سعيد مولى أبى عبد الله عيسى بن هبة الله بن النقّاش، ووفاته سنة أربع وسبعين وخمسمائة. وياقوت بن عبد الله الموصلىّ الكاتب أمين الدين المعروف بالملكىّ نسبته إلى أستاذه السلطان ملكشاه السّلجوقىّ، انتشر خطّه فى الآفاق، توفّى بالموصل سنة ثمانى عشرة وستمائة. وياقوت بن عبد الله الحموىّ الرومىّ شهاب الدين أبو الدرّ. كان من خدّام بعض التجار ببغداد يعرف بعسكر الحموىّ، وهو صاحب التصانيف؛ توفّى سنة ست وعشرين وستمائة. وياقوت بن عبد الله مهذّب الدين الرومىّ مولى أبى منصور الجيلىّ «1» التاجر، كان شاعرا ماهرا، وهو صاحب القصيدة التى أوّلها:
[البسيط]
إن غاض دمعك والأحباب قد بانوا
…
فكلّ ما تدّعى زور وبهتان
توفّى سنة اثنتين وعشرين وستمائة. وياقوت بن عبد الله المستعصمىّ الرومىّ جمال الدين أبو المجد صاحب الخطّ البديع، مولى الخليفة المستعصم بالله العباسىّ، توفّى سنة ثمان وتسعين وستمائة. وياقوت الشّيخىّ افتخار الدين الحبشى مقدّم المماليك فى دولة الأشرف شعبان بن حسين، توفّى سنة سبع وسبعين وسبعمائة.
وياقوت بن عبد الله الحبشىّ المعزّىّ المسعودىّ المحدّث الفاضل، توفّى سنة أربع وخمسين وستمائة. وياقوت بن عبد الله الأرغون شاوى الحبشىّ مقدّم