الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من جعله زنديقا وهم الأكثر، ومن الناس من أوّل كلامه ودفع عنه. وممّا يستشهد عليه من المقالة الأولى قوله:
[الوافر]
عقول «1» تستخفّ بها سطور
…
ولا يدرى الفتى لمن الثّبور
كتاب محمد وكتاب موسى
…
وإنجيل ابن مريم والزّبور
وله فى غير هذا المعنى أشياء كثيرة، وتصانيف مشهورة، منها «سقط الزّند» وشرحه بنفسه وسماه «ضوء السقط» . وله غير ذلك.
وفيها توفّى إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عابد بن عامر أبو عثمان الواعظ المفسر الصّابونىّ النيسابورىّ شيخ الإسلام. قال أبو عبد الله المالكىّ: أبو عثمان ممن شهد له أعيان الرجال بالكمال فى الحفظ والتفسير وغيرهما.
وقال البيهقىّ: أنبأنا إمام المسلمين حقّا، وشيخ الإسلام صدقا أبو عثمان الصابونىّ.
وفيها توفّى علىّ بن هندىّ القاضى أبو الحسن قاضى حمص. ولد سنة أربعمائة.
كان عالما فاضلا نزها عفيفا فصيحا، مات بدمشق.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع سواء. مبلغ الزيادة سبع عشرة دراعا وثلاث أصابع.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 450]
السنة الثالثة والعشرون من ولاية المستنصر معدّ على مصر وهى سنة خمسين وأربعمائة.
فيها أقام أبو الحارث أرسلان البساسيرىّ الدعوة للمستنصر ببغداد وخطب له على منابرها. وقد استوعبنا واقعته مع الخليفة القائم بأمر الله العباسىّ فى أوّل ترجمة المستنصر هذا، فيطلب هناك.
وفيها ولّى المستنصر الأمير ناصر الدولة أبا محمد الحسن بن الحسين بن حمدان على دمشق، فدام بها إلى أن أمره المستنصر أن يتوجّه إلى حلب فى سنة اثنتين وخمسين لقتال العرب الذين استولوا عليها؛ فتوجّه إليها ودافع العرب بظاهرها فكانت بينهم وقعة هائلة انكسر فيها ناصر الدولة المذكور وعاد جريحا، واستولت العرب على أثقاله وما كان معه.
وفيها توفّى داود جغرى بك أخو السلطان طغرلبك السّلجوقى، وداود كان الأكبر. ولم يقدم بغداد، وكان مقيما بخراسان بإزاء أولاد محمود بن سبكتكين. وهو حمو الخليفة القائم بأمر الله. وكان ملكا شجاعا عاقلا جوادا مدبّرا حكيما. مات ببلخ.
وتوجّه ولداه ياقوتى «1» بك وقاورد «2» بك إلى عند أخيهما متملّك الأمر بعد أبيهما، واسمه ألب أرسلان، وقرّر عمّهما السلطان طغرلبك أمورهما، وكان بأصبهان وقد عزم على قصد العراق.
وفيها توفّى طاهر بن عبد الله بن طاهر أبو الطيّب الطّبرىّ القاضى الشافعىّ.
تفقّه بخراسان وبالعراق، وولى القضاء بربع الكرخ. ومولده سنة ثمان وأربعين وثلثمائة، ومات يوم السبت عشرين [شهر] ربيع الأوّل، وقد بلغ مائة سنة وسنتين وهو صحيح العقل ثابت الفهم سليم الأعضاء والحواسّ.
وفيها توفّى عبد الله بن علىّ بن عياض أبو محمد الصّورىّ، كان يلقّب بعين الدولة، كان جليلا نبيلا، ولى القضاء بصور، وسمع الكثير، وخرّج له أبو بكر الخطيب فوائد فى أربعة أجزاء وقرأها عليه بصور. وهو الذي أخذ الخطيب مصنّفاته وادّعاها لنفسه. ومات فجأة فى الزّيب (قرية بين عكّا وصور) فى شوّال. وكان صدوقا ثقة.