الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها كان الطاعون العظيم بالموصل والجزيرة وبغداد، وصلّى بالموصل على أربعمائة نفس دفعة واحدة، وبلغت الموتى ثلثمائة ألف إنسان.
وفيها توفّى عبد الواحد بن محمد بن يحيى بن أيّوب أبو القاسم البغدادىّ الشاعر المشهور، كان يعرف بالمطرّز «1» . مات ببغداد فى جمادى الآخرة.
وفيها توفّى محمد بن الحسين بن علىّ بن عبد الرحيم الوزير أبو سعد «2» وزير جلال الدولة بن بويه. لقى شدائد من المصادرات من الأتراك، حتى آل أمره أنّه خرج من بغداد مستترا وأقام بجزيرة «3» ابن عمر حتّى مات فى ذى القعدة.
وفيها توفّى محمد بن علىّ بن محمد بن إبراهيم أبو الخطّاب الشاعر الجبّلىّ، أصله من قرية جبّل عند النّعمانيّة ببغداد. كان فصيحا شاعرا. رحل إلى البلاد ثم عاد إلى بغداد، وقد كفّ بصره فمات بها. وكان رافضيّا خبيثا. ومن شعره:
[المنسرح]
ما حكم الحبّ فهو ممتثل
…
وما جناه الحبيب محتمل
تهوى وتشكو الضّنى وكلّ هوّى
…
لا ينحل الجسم فهو منتحل
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم سبع أذرع وثلاث وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا وسبع أصابع.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 440]
السنة الثالثة عشرة من ولاية المستنصر معدّ على مصر وهى سنة أربعين وربعمائة.
فيها تمت عمارة سور شيراز، ودوره اثنا عشر ألف ذراع، وارتفاع حائطه عشرون «1» ذراعا، وله عشرة أبواب.
وفيها ولّى المستنصر صاحب الترجمة خليفة مصر القائد طارقا الصّقلبىّ على دمشق؛ وعزل عنها ناصر الدولة الحسن بن الحسين بن عبد الله بن حمدان، وقبض عليه واستقدمه إلى مصر؛ ثمّ صرف المستنصر طارقا عن إمرة دمشق فى سنة إحدى وأربعين، وولّى مكانه عدة الدولة المستنصرىّ؛ ثمّ صرفه أيضا عنها وبعث به إلى حلب، وولّى دمشق حيدرة بن الحسين بن مفلح، ويعرف بأبى الكرم «2» المؤيّد؛ فأقام عليها حيدرة تسع سنين.
وفيها فى شعبان ختن الخليفة القائم بأمر الله العباسىّ ابنه أبا العبّاس محمدا، ولقبه بذخيرة الدين «3» وذكر اسمه على المنابر.
وفيها لم يحجّ أحد من العراق. وحجّ الناس من مصر وغيرها.
وفيها توفّى محمد بن جعفر [بن]«4» أبى الفرج الوزير أبو الفرج ويلقّب ذا «5» السعادات.
وزر لأبى كاليجار بفارس وبغداد. وكان وزيرا فاضلا عادلا شاعرا. ومات فى شهر ربيع الآخر، وقيل: فى جمادى الأولى. ومن شعره: [الوافر]
أودّعكم وإنى ذو اكتئاب
…
وأرحل عنكم والقلب آبى
وإنّ فراقكم فى كل حال
…
لأوجع من مفارقة الشباب
وفيها توفّى السلطان أبو كاليجار، واسمه المرزبان بن سلطان الدولة بن بهاء الدولة فيروز بن عضد الدولة بويه بن ركن الدولة الحسن بن بويه بن فنّا خسرو الدّيلمىّ.
ولد بالبصرة سنة تسع وتسعين وثلثمائة فى شوّال، ومات ليلة الخميس منتصف جمادى الأولى. وكانت ولايته على العراق أربع سنين وشهرين وأياما، ومدّة ولايته على فارس والأهواز خمسا وعشرين سنة. وكان شجاعا فاتكا مشغولا بالشرب واللهو.
ولمّا مات كان ولده أبو نصر ببغداد فى دار الملك نيابة عن أبيه، فلقّبه الخليفة القائم بأمر الله «الملك الرحيم» وخلع عليه خلعة السلطنة. وكانت الخلع سبع جباب كاملة والتاج والطّوق والسوارين واللواءين كما كان فعل بعضد الدولة.
وفيها توفّى الفضل- وقيل: فضل الله- بن أبى الخير محمد بن أحمد أبو «1» سعيد الميهنىّ العارف بالله صاحب الأحوال والكرامات. مات بقرية ميهنة من خراسان فى شهر رمضان وله تسع وسبعون سنة بعد أن سمع الحديث، وروى عنه جماعة، وتكلّم فى اعتقاده ابن حزم. والله أعلم بحاله.
وفيها توفّى محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن إسحاق بن زياد أبو بكر الأصبهانىّ التاجر المعروف بابن ريذة «2» . روى عن الطّبرانىّ معجميه الكبير والصغير.
وطال عمره، وسار ذكره، وتفرّد بأشياء. ذكره أبو زكريّا بن مندة وقال:«الفقيه «3» الأمين» . كان أحد وجوه الناس، وافر العقل، كامل الفضل.