الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر ولاية الظافر على مصر
الظافر بالله أبو منصور إسماعيل بن الحافظ لدين الله أبى الميمون عبد المجيد ابن الأمير محمد ابن الخليفة المستنصر معدّ بن الظاهر علىّ بن الحاكم منصور بن العزيز بالله نزار بن المعزّ لدين الله معدّ، التاسع من خلفاء مصر من بنى عبيد، والثانى عشر منهم ممّن ولى من أجداده خلفاء المغرب.
بويع بالخلافة بعد موت أبيه الحافظ فى جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وهو ابن سبع عشرة سنة وأشهر؛ لأنّ مولده فى يوم الأحد منتصف شهر ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وخمسمائة. وأمّه أم ولد تدعى ستّ الوفاء، وقيل: ست المنى.
قال العلّامة شمس الدين أبو المظفّر يوسف بن قزأوغلى سبط ابن الجوزىّ فى تاريخه مرآة الزمان-، بعد أن سمّاه يوسف، والصواب ما قلناه أنّه إسماعيل- قال:«وكانت أيّامه مضطربة لحداثة سنّه واشتغاله باللهو، وكان عبّاس «1» الصّنهاجىّ لمّا قتل ابن سلّار «2» وزر له واستولى عليه. وكان له ولد اسمه نصر، فأطمع نفسه فى الأمر وأراد قتل أبيه، ودسّ إليه سمّا ليقتله. فعلم أبوه واحترز وأراد أن يقبض عليه فما قدر؛ ومنعه مؤيّد «3» الدولة أسامة بن منقذ وقبّح عليه ذلك، وقال:
إن فعلت هذا لم يبق لك أحد ويفرّ الناس عنك. فشرع أبوه يلاطفه (يعنى
الوزير عباس يلاطف ابنه نصرا) وقال له: عوض ما تقتلنى اقتل الظافر. وكان نصر ينادم الظافر ويعاشره، وكان الظافر يثق به وينزل فى الليل إلى داره متخفّيا.
فنزل ليلة إلى داره وكانت بالسوفيّين «1» داخل القاهرة ومعه خادم «2» له، فشربا ونام الظافر؛ فقام نصر فقتله ورمى به فى بئر. فلمّا أصبح عبّاس (يعنى الوزير أبا نصر المذكور) جاء إلى باب القصر يطلب الظافر؛ فقال له خادم القصر: ابنك يعرف أين هو [ومن «3» ] قتله. فقال عبّاس: ما لا بنى فيه علم. وأحضر أخوى الظافر وابن أخيه فقتلهم صبرا بين يديه؛ وأحضر أعيان الدولة وقال: إنّ الظافر ركب البارحة فى مركب فانقلبت به فغرق «4» . ثمّ أخرج عيسى ولد الظافر. فتفرّقوا عن عبّاس وابنه، وثار الجند والعبيد وأهل القاهرة وطلبوا بثأر الظافر من عبّاس وابنه نصر.
فأخذ عبّاس وابنه نصر ما قدرا عليه من المال والجواهر وهربا إلى الشام. فبلغ الفرنج فخرجوا إليهما، وقتلوا عبّاسا وأسروا ابنه نصرا؛ وقتل نصر فى السنة الآتية» .
انتهى.
وقال القاضى شمس الدّين أحمد بن خلّكان: «بويع يوم مات أبوه بوصية أبيه، وكان أصغر أولاد أبيه سنّا. كان كثير اللهو واللّعب، والتفرّد بالجوارى، واستماع المغانى. وكان يأنس بنصر بن عبّاس. فاستدعاه إلى دار أبيه ليلا سرّا
بحيث لا يعلم به أحد، وتلك الدار فى المدرسة الحنفيّة السيوفيّة «1» الآن، فقتله بها وأخفى أمره. قال: وقصّته مشهورة، وذلك فى نصف المحرّم سنة تسع وأربعين وخمسمائة. وكان من أحسن الناس صورة. والجامع «2» الظّافرىّ الذي بالقاهرة داخل بآب زويلة منسوب إليه، وهو الذي عمّره وأوقف عليه شيئا كثيرا» .
انتهى كلام ابن خلّكان. قلت: والجامع الظافرىّ هو المعروف الآن بجامع الفاكهانيّين على الشارع «3» الأعظم بالقرب من حارة الدّيلم «4» .
وقال ابن القلانسىّ: «إنّ الظافر إنّما قتله أخواه يوسف وجبريل وابن عمهما صالح بن الحسن. قلت: وهذا القول يؤيّده قول ما نقله أبو المظفر من أنّ عبّاسا قتل أخوى الظافر وابن عمه صبرا (أعنى لمّا بلغه قتلهم للظافر قتلهم به) ؛ غير أنّ جمهور المؤرخين اتّفقوا على أنّ قاتل الظافر نصر بن عبّاس المقدّم ذكره.
قال: وكان الظافر قد ركن إليهم (يعنى أخويه وابن عمه) وأنس بهم فى وقت مسرّاته؛ فاتّفقوا عليه واغتالوه، وذلك فى يوم الخميس سلخ صفر. وحضر العادل عبّاس الوزير وابنه ناصر الدين نصر وجماعة [من «1» ] الأمراء والمقدّمين [للسلام «2» ] على الرسم. فقيل لهم: إن أمير المؤمنين ملتاث الجسم. فطلبوا الدخول إليه فمنعوا؛ فألحّوا فى الدخول بسبب العيادة فلم يمكّنوا. فهجموا ودخلوا القصر وانكشف أمره، فقتلوا الثلاثة وأقاموا ولده عيسى وهو ابن ثلاث سنين، ولقّبوه بالفائز بنصر الله وبايعوه؛ وعبّاس الوزير إليه تدبير الأمور. ثم ورد الخبر بأن طلائع بن رزّيك فارس المسلمين قد امتعض من ذلك وجمع وحشد وقصد القاهرة، وكان من أكابّر الأمراء. وعلم عبّاس أنّه لا طاقة له به، فجمع أمراءه وأسبابه وأهله وخرج من القاهرة. فلمّا قرب من عسقلان وغزّة خرج عليه جماعة من خيّالة الفرنج، فاغترّ بكثرة من معه؛ فلمّا حمل عليهم قتل أكثر أصحابه وانهزموا، فانهزم هو وابنه الصغير وأسر ابنه الكبير الذي قتل ابن سلّار مع ولده وحرمه وماله وكراعه «3» ، وصار الجميع للفرنج، ومن هرب مات من الجوع والعطش.
ووصل طلائع بن رزّيك إلى القاهرة، فوضع السيف فيمن بقى من أصحاب عبّاس، وجلس فى منصب الوزارة» . انتهى كلام ابن القلانسىّ. وما نقله غالبه مخالف لغيره من المؤرّخين. والله أعلم.
وقيل غير ذلك: إنّ خدّام القصر كتبوا إلى طلائع بن رزّيك وهو والى قوص «1» وأسوان «2» والصعيد يخبرونه بقتل الظافر ويستنجدونه على عبّاس وابنه نصر. وكتب إليه فيمن كتب القاضى الجليس أبو المعالى عبد العزيز بن الحبّاب «3» قصيدته الدالية التى أوّلها:
[الطويل]
دمعى عن نظم القريض غوادى «4»
…
وشفّ فؤادى شجوه المتمادى
وأرّق عينى والعيون هواجع
…
هموم أقضّت مضجعى ووسادى
بمصرع أبناء الوصىّ وعترة الن
…
بىّ وآل الذاريات وصاد
فأين بنو رزّيك عنهم ونصرهم
…
ومالهم من منعة وذياد
أولئك أنصار الهدى وبنو الردّى
…
وسمّ العدا من حاضرين وباد
لقد هدّ ركن الدّين ليلة قتله
…
بخير دليل للنّجاة وهاد
تدارك من الإيمان قبل دثوره
…
حشاشة نفس آذنت بنفاد
وقد كاد «1» أن يطفى تألّق نوره
…
على الحقّ عاد من بقية عاد
فلو عاينت عيناك بالقصر يومهم
…
ومصرعهم لم تكتحل برقاد
وهى طويلة كلّها على هذا المنوال فى معنى النجدة. وقد نقلتها من خطّ عقد لا يقرأ إلّا بجهد. فلمّا بلغ ذلك طلائع بن رزّيك جمع ودخل القاهرة فى تاسع شهر ربيع الأوّل، وجلس فى دست الوزارة، وتلقّب بالملك الصالح؛ وهو صاحب الجامع «2» خارج بابى زويلة، وأخرج جسد الظافر من البئر التى كان رمى فيها بعد قتله وجعله فى تابوت ومشى بين يديه حافيا مكشوف الرأس، وفعل الناس كذلك، وكثر الضجيج والبكاء والعويل فى ذلك اليوم.
وقال بعضهم وأوضح الأمر، وقوله: إنّ الظافر كان قد أحبّ نصر بن عبّاس حبّا شديدا، وبقى لا يفارقه ليلا ولا نهارا. فقدم مؤيّد الدولة أسامة بن منقذ من الشام، فقال لعبّاس الوزير يوما: كيف تصبر على ما أسمع من قبيح القول! قال عبّاس: وما يقولون؟ قال يقولون: إن الظافر بنى «3» على ابنك نصر. فغضب عبّاس من ذلك، وأمر ابنه نصرا، فدعا الظافر لبيته فوثب عليه وقتله. وساق نحوا مما سقناه من قول أبى المظفّر وابن خلّكان. وانتهى كلامه.
وقال صاحب كتاب المقلتين فى أخبار الدولتين: «ولمّا تمّ أمر الظافر ركب بزىّ الخلافة وعاد إلى القصر؛ ولم يقدّم شيئا على انتقامه من ابنى الأنصارى لما كان يبلغه عنهما فى أيام والده الحافظ.
وخبر ابنى الأنصارىّ أنّهما كانا من جملة الكتّاب، وتوصّلا إلى الحافظ، فاستخدمهما فى ديوان الجيش قصدا لتمييزهما؛ وهما غير قانعين بذلك، لما يعلمانه من إقبال الحافظ عليهما؛ فوثبا على السادة من رؤساء الدولة مثل الأجلّ الموفّق أبى «1» الحجّاج يوسف كاتب دست الخليفة ومشورته، ومن يليه مثل القاضى المرتضى «2» المحنّك، والخطيرى البوّاب؛ فتجرّأا على المذكورين وغيرهم من الأمراء مع قلّة دربة.
فتتبّع القوم عوراتهم، والخليفة الحافظ لا يزداد فيهما إلّا رغبة. ووقع لهما أمور قبيحة، والقوم يبلّغون الخليفة خبرهم شيئا بعد شىء، وهو لا يلتفت إلى قولهم.
ولا زال ابنا الأنصارىّ حتى صار الأكبر شريك الأجلّ الموفّق فى ديوان المكاتبات، ولكن خصّص الموفّق بالإنشاء جميعه. ولمّا تولّى ابن الأنصارىّ نصف الديوان نعت بالقاضى الأجلّ سناء الملك، بعد أن وصّاه الخليفة الحافظ أن يقنع مع الموفق بالرتبة ويدع المباشرة، ويخدم الموفّق. وصبر الأجلّ الموفّق على ذلك مراعاة لخاطر الخليفة. وأمّا ابن الأنصارى الصغير فإنّه تجنّد فتأمّر فى يوم، وخلع عليه بالطّوق وما يلزم الأمريّة، وصار أمير طوائف الأجناد. فقال الناس: هو الأمير الطارى ابن الأنصارى!. وبينما هم فى ذلك مرض الخليفة الحافظ ومات، وآلت الخلافة لولده الظافر هذا. فنرجع لما كنّا عليه من أمر الظافر مع ولدى «3» الأنصارىّ المذكورين. فركب الخليفة الظافر بعد العشاء الآخرة فى الشمع بالقصر، ووقف على باب الملك بالإيوان المجاور للشباك، وأحضر ابنى الأنصارىّ واستدعى متولّى؟؟؟
السّتر، وهو صاحب العذاب، وأحضرت آلات العقوبة، فضرب الأكبر بحضوره بالسّياط إلى أن قارب الهلاك، وثنىّ بأخيه كذلك؛ وامر بإخراجهما وقطع أيديهما وسلّ ألسنتهما من قفيّهما، وصلبا على بابى زويلة الأوّل والثانى زمانا.
وأقام الظافر ابن مصال «1» المغربىّ وزيرا مدة شهرين. فخرج عليه ابن سلّار، وكان واليا على البحيرة والإسكندرية، ولم يرض بوزارة ابن مصال المذكور، وتابعه عباس وكان واليا على الغربية، وهو ولد زوجته. فلمّا بلغ الوزير ابن مصال ذلك، خرج إلى الصعيد لكونه لم يطق لقاء ابن سلّار ومن معه على غير موافقة من الخليفة الظافر. ودخل ابن سلّار إلى القاهرة وزيرا؛ فما طابت به نفس الخليفة الظافر بالله، فباشر الأمور مباشرة بجدّ. وأقام الظافر خليفة إلى أوائل سنة تسع وأربعين وخمسمائة، ولم يصف بين الخليفة والوزير عيش قطّ، وجرت بينهما أمور؛ وثبت عند ابن سلّار كراهة الخليفة فيه، فاحترز على نفسه منه، وأقام كذلك أربع سنين وبعض الخامسة، حتّى قتله نصر بن عبّاس اغتيالا فى داره. وذكر أنّ ذلك بموافقة الخليفة الظافر على ذلك؛ لأنّ هذا نصرا كان قد اختلط بالخليفة اختلاطا دائما أدّى إلى حسد أكثر أهل الدولة له على ذلك. وخشى عبّاس على نفسه من ولده نصر المذكور لما تمّ منه فى حقّ ابن سلّار؛ فرمى بينه وبين الخليفة بموهمات قبيحة، حتّى قتل نصر الخليفة أيضا. ودفنه فى داره التى بالسيوفيّين «2» ، وقتل أستاذين معه.
ولمّا عدم الخليفة استخلف ولده بعده، وهو أبو القاسم عيسى، ونعت بالفائز بنصر الله، وكان عمره يومئذ خمس سنين. أخرجه الوزير عبّاس من عند جدّته أمّ
أبيه الخليفة يوم قتل عمّيه يوسف وجبريل ابنى الحافظ- وهما مظلومان- بتهمة أنّهما قتلا أخاهما الخليفة الظافر حسدا على الرتبة لينالاها بعده. وليس الأمر كذلك، بل عبّاس الوزير وولده نصر قتلاه. فرآهما الخليفة هذا الصغير مقتولين، فتفزّع واضطرب وغشى عليه، ولازمه ذلك وكثر به.
قلت: وقول هذا عندى فى قتل الخليفة الظافر أثبت الأقاويل. وبكلامه أيضا يعرف جميع ما ذكرناه فى أمره من أقوال المؤرّخين؛ فانّه ساق أمره على جليّته من غير إدخال شىء معه.
وأمّا تفصيل أمر عبّاس الوزير وابنه نصر فإنّ عبّاسا كان رجلا من بنى تميم ملوك الغرب، ودخل عبّاس القاهرة فاجتمع بالخليفة، فأكرمه وأنعم عليه بأشياء ثم خلع عليه بالوزارة على العادة ولقبه؛ فباشر عبّاس الوزارة وخدم الأمور وأكرم الأمراء وأحسن إلى الأجناد لينسيهم العادل ابن سلّار. واستمرّ ابنه نصر على مخالطة الخليفة الظافر؛ حتّى اشتغل الظافر عن كلّ أحد بآبن عبّاس المذكور، وأبوه عبّاس يكره خلطته بالخليفة. وانتهى الخليفة معه إلى أن يخرج من قصره لزيارة ابن عبّاس بداره التى بالسيوفيين، بحيث لا يعلم عبّاس بذلك. فلمّا علم استوحش من الخليفة لجرأة ابنه، وتوهّم أنّه ربما يحمله الخليفة على قتله. فقال عباس لابنه سرّا: قد أكثرت من ملازمة الخليفة حتى تحدّث الناس فى حقّك معه بما أزعج باطنى، وربّما يتناقل الناس ذلك ويصل إلى أعدائنا منه ما لا يزول، ففهم ابنه نصر عنه وأخذته حدّة الشباب؛ فقال نصر لأبيه: أيرضيك قتله؟ فقال أزل التهمة عنك كيف شئت. فخرج الخليفة ليلة إلى نصر بن عبّاس على عادته، فقتله بالجماعة الذين قتل بهم الوزير ابن سلّار، وقتل أيضا أستاذين كانا مع الخليفة
الظافر، وطمرهم فى بئر هناك. وأصبح عبّاس فبايع عيسى بن الظافر، ولقّبه الفائز، على ما يأتى ذكره فى أوّل ترجمة الفائز.
ولما تمّ لعبّاس ما قصده من قتل الخليفة وتولية ولده الخلافة، كثرت الأقاويل ووقع الناس على الخبر الصحيح بالحدس، فاستوحش الناس قتل هؤلاء الأئمة.
وكان طلائع بن رزّيك واليا على الأشمونين «1» والبهنسا «2» ؛ فتحرّك حاشدا على عبّاس، ولبس السواد وحمل شعور النساء حرم الخليفة على الرماح. فتخلخل أمر عبّاس وتفرّق الناس عنه، وصار الناس تسمبه المكروه فى الطّرقات من كلّ فجّ، حتى إنّه رمى من طاق ببعض الشوارع وهو جائز بهاون نحاس، وفى يوم آخر بقدر مملوءة ماء حارّا؛ فقال عبّاس: ما بقى بعد هذا شىء. فصار يدبّر كيف يخرج وأين يسلك. فأشار عليه بعض أصحابه بتحريق القاهرة قبل خروجه منها فلم يفعل، وقال: يكفى ما جرى. فلمّا قرب طلائع بن رزيك إلى القاهرة خرج عبّاس وابنه ومعهما كلّ ما يملكانه طالبّا للشرق. فحال الفرنج بينه وبين طريقه، فقاتل حتّى قتل وأسر ولده نصر، وفاز الفرنج بما كان معه، وذلك فى شهر ربيع الأوّل سنة تسع وأربعين وخمسمائة. وأمّا ولده نصر فنذكر أمره وقتله فى أوّل ترجمة الفائز بأوسع من هذا إن شاء الله تعالى.
وكانت قتلة الخليفة الظافر هذا فى سلخ المحرّم سنة تسع «3» وأربعين وخمسمائة على قول من رحّج ذلك، وله اثنتان وعشرون سنة؛ وكانت خلافته أربع سنين وسبعة أشهر وسبعة أيام. وتولّى الخلافة بعده ولده الفائز عيسى.
ونذكر إن شاء الله أمر قتله أيضا فى ترجمة الفائز بأوسع من هذا هناك.