الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ستّ أذرع وتسع عشرة إصبعا.
وزاد فى نصف بشنس، ثم نقص نصف ذراع، ثم زاد فى أوانه حتى أوفى فى ثالث أيام النسىء. وكان مبلغ الزيادة فى هذه السنة سبع عشرة ذراعا وخمس عشرة إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 480]
السنة الثالثة والخمسون من ولاية المستنصر معدّ على مصر وهى سنة ثمانين وأربعمائة.
فيها بعث تتش أخو السلطان ملكشاه يقول لأخيه: قد استولى المصريّون على الساحل وضايقوا دمشق، وأسأل السلطان أن يأمر آق سنقر وبوزان «1» أن ينجدانى.
فكتب ملكشاه إليهما أن ينجداه. وكان الأمير بوزان بالرّهاء وآق سنقر بحلب.
وسبب ذلك أنّ أمير الجيوش بدرا الجمالىّ لمّا قوى أمره بمصر، وصار هو المتحدّث عن المستنصر صاحب الترجمة بهذه البلاد، واسترجع كثيرا مما كان ذهب من ممالكهم، جهّز «2» جيشا إلى الساحل. فعظم ذلك على تتش صاحب دمشق.
وفيها بنى تاج الملك أبو الغنائم «3» ببغداد المدرسة التاجيّة بباب أبرز «4» وضاهى بها النّظاميّة. قلت: ومن باب أبرز هذا أصل بنى البارزى كتّاب سرّ زماننا هذا.
كان جدّهم مسلم يسكن فى بغداد بباب أبرز المذكور، ثم خرج من بغداد فى جفلة التتار إلى حلب فسمّى الأبرزىّ، ثم خفّف فسمّى البارزىّ. ويأتى ذكر جماعة منهم فى هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
وفيها توفّى شافع بن صالح بن حاتم أبو محمد الفقيه الحنبلىّ «1» . كان إماما عالما، تفقّه على أبى يعلى، ومات فى صفر ودفن بباب حرب، وكان صالحا زاهدا ثقة.
وفيها توفّى محمد بن هلال بن المحسّن بن إبراهيم الصابئ أبو الحسن الملقّب بغرس النعمة صاحب التاريخ المسمّى ب «عيون التواريخ» ذيّله على تاريخ أبيه، وأبوه ذيّله على تاريخ ثابت بن سنان، وثابت ذيّل على تاريخ محمد بن جرير الطّبرىّ. وكان تاريخ الطبرىّ انتهى إلى سنة اثنتين أو ثلاث وثلثمائة. وتاريخ ثابت انتهى إلى سنة ستين وثلثمائة. وتاريخ هلال انتهى إلى سنة ثمان وأربعين وأربعمائة. وتاريخ غرس النعمة هذا انتهى إلى سنة تسع وسبعين وأربعمائة. وكان غرس النعمة هذا فاضلا أديبا مترسّلا، وله صدقة ومعروف، محترما عند الخلفاء والملوك والوزراء.
وجدّ أبيه إبراهيم الصابئ هو صاحب «الرسائل» فى أيام عضد الدولة بن بويه.
وقد تقدّم ذكره فى محلّه من هذا الكتاب.
وفيها توفّى أمير الملثّمين «2» بمرّاكش وغيرها من بلاد المغرب الأمير أبو بكر بن عمر. أصله من ولد تاشفين. كان أميرا جليلا يجاهدا فى سبيل الله تعالى. ركب فى بعض غزواته فى خمسمائة ألف مقاتل من رجال الديوان والمطّوّعة. وكان يخطب فى بلاده للدولة العباسيّة، وكان يصلّى بالناس الصلوات الخمس، ويقيم الحدود، ويلبس الصوف، وينصف المظلوم، ويعدل فى الرعيّة، وكان بين رعيّته كواحد منهم. رحمه الله تعالى.