الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها توفّى الحسن بن عبد الرحمن أبو علىّ الفقيه المكىّ الشافعىّ فى ذى القعدة، وكان من الفضلاء.
وفيها توفّى أبو عبد الله يحيى بن أبى مسعود عبد العزيز بن محمد الفارسىّ بهراة فى شوّال، وكان إماما فقيها نحويّا محدّثا.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم لم يتحرّر، «1» فإنّه زاد فى بؤونة خمس أذرع، ثم نقص ثلاث أذرع؛ ولم يزد إلى ثانى عشرين أبيب. وفتح الخليج فى عشرين مسرى والماء على تسع عشرة إصبعا من ستّ عشرة ذراعا. وكثرت زيادته فى توت، وانتهى إلى خمس عشرة ذراعا وثمانى عشرة إصبعا، ثم نقص فى ثانى بابة.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 473]
السنة السادسة والأربعون من ولاية المستنصر معدّ على مصر وهى سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.
فيها وصل السلطان ملكشاه السّلجوقىّ إلى الرّىّ لقتال ابن عمّه سلطان شاه بن قاورد بك؛ فخرج إليه سلطان شاه مستأمنا وقبّل الأرض بين يديه. فقام السلطان ملكشاه له وأجلسه بجانبه وتحالفا وزوّجه ابنته، وعاد السلطان ملكشاه إلى أصبهان.
وفيها ملك جلال الملك أبو الحسن بن عمّار قاضى طرابلس وصاحبها حصنّ جبلة «1» ، وكان ابن عمّار هذا قاضى طرابلس وصاحبها، غلب على تلك البلاد سنين، وعجز بدر الجمالىّ أمير الجيوش عن مقاومته.
وفيها عزل المقتدى بالله العباسىّ وزيره عميد الدولة واستوزر أبا شجاع «2» محمد ابن الحسين الرّوذراورىّ «3» ، وكان صالحا عفيفا دينا. فهجاه الموصلىّ فقال:
[الكامل]
ما استبدلوا ابن جهير «4» فى ديوانهم
…
بأبى شجاع لرفعة وجلال
لكن رأوه أشحّ أهل زمانه
…
فاستوزروه لحفظ بيت المال
وفيها توفّى محمد بن الحسين بن عبد الله بن أحمد بن يوسف بن الشّبلى أبو علىّ الشاعر البغدادىّ، كان شاعرا مجيدا؛ ومات فى المحرّم. ومن شعره:
[الكامل]
لا تظهرنّ لعاذل أو عاذر
…
حاليك فى السرّاء والضرّاء
فلرحمة المتوجّعين مرارة
…
فى القلب مثل شماته الأعداء
وفيها توفّى محمد بن سلطان بن محمد بن حيّوس الأمير الشاعر. كان أحد شعراء الشاميّين وفحولهم المجيدين، وكان له ديوان شعر. ومات بدمشق فى شعبان وقد جاوز الثمانين سنة. وأنشد له ابن عساكر قصيدة أولها:
[الطويل]
أسكّان نعمان الأراك تيقّنوا
…
بأنكم فى ربع قلبى سكّان
وفيها توفّى علىّ بن محمد بن علىّ أبو كامل «1» الصّليحىّ الخارج باليمن. قال ابن خلّكان: كان أبوه قاضيا باليمن سنّىّ المذهب، ثمّ ذكر عنه فضيلة وأشياء أخر تدلّ على أنّه كان رافضيا خبيثا، إلى أن قال: ثمّ إنه صار يحجّ بالناس على طريق السّراة «2» والطائف خمس عشرة سنة. انتهى كلام ابن خلّكان. قلت: وتغلّب على اليمن حتّى ملكه، وجعل كرسىّ ملكه بصنعاء، وبنى عدّة قصور، وطالت أيامه، ودخل سنة خمس وخمسين وأربعمائة إلى مكّة واستعمل الجميل مع أهلها، ورخصت الأسعار، وأحبّه الناس لتواضع كان فيه. ودخل معه مكّة زوجته «3» الحرّة التى كان خطب لها على منابر اليمن؛ وأقام بمكّة شهرا ثمّ رحل. وكان يركب فرسا بألف دينار، وعلى رأسه العصائب. وإذا ركبت زوجته الحرّة ركبت فى مائتى جارية بالحلىّ والجواهر، وبين يديها الجنائب بالسروج الذهب.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وإحدى وعشرون إصبعا. وفتح الخليج فى خامس توت والماء على خمس عشرة إصبعا من ستّ عشرة ذراعا. وكان الوفاء فى خامس عشرين توت. وكان مبلغ الزيادة فى هذه السنة ست «4» عشرة ذراعا وخمس عشرة إصبعا. ونقص فى ثالث بابة.