الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
***
[ما وقع من الحوادث سنة 474]
السنة السابعة والأربعون من ولاية المستنصر معدّ على مصر وهى سنة أربع وسبعين وأربعمائة.
فيها توفّى داود ولد السلطان ملكشاه السّلجوقىّ فى يوم الخميس حادى عشرين ذى الحجة بأصبهان، وحزن عليه والده ملكشاه حزنا جاوز الحدّ، وفعل فى مصابه ما لم يسمع بمثله، ورام قتل نفسه دفعات وخواصّه تمنعه من ذلك، ولم يمكّن من أخذه وغسله لقلّة صبره على فراقه، حتّى تغيّر وكادت رائحته تظهر، فحينئذ مكّن منه.
وامتنع عن الطعام والشراب. واجتمع الأتراك والتّركمان فى دار المملكة وجزّوا شعورهم، واقتدى بهم نساء الحواشى والحشم والأتباع والخدم، وجزّت نواصى الخيول وقلبت السروج، وأقيمت الخيول مسوّدات، وكذا النساء المذكورات؛ وأقام أهل البلد المأتم فى منازلهم وأسواقهم. وبقيت الحال على هذا سبعة أيام، حتى كلّمه أرباب الدولة فى منع ذلك؛ وأرسل إليه الخليفة يحثّه على الجلوس بالديوان.
وفيها سار تنش صاحب دمشق فافتتح أنطرطوس «1» وغيرها.
وفيها أخذ شرف الدولة صاحب الموصل حرّان «2» من بنى وثّاب النّميريين، وصالحه صاحب الرّهاء وخطب له بها.
وفيها تملّك الأمير سديد الملك «3» أبو الحسن علىّ بن مقلّد بن نصر بن منقذ الكنانىّ حصن شيزر، وانتزعه من الفرنج، بعد أن نازلها وتسلّمها بالأمان وبمال
للأسقف. فلم تزل شيزر بيده وبيد أولاده إلى أن هدمتها الزلزلة وقتلت أكثر من كان بها؛ فعند ذلك أخذها السلطان الملك العادل نور الدين محمود الشهيد وأصلحها وجدّدها. وأمّا سديد الملك فلم يحيى بعد أن تملّكها إلّا نحو السنة ومات. وكان شجاعا فارسا شاعرا. وملكها بعده ابنه أبو المرهف نصر.
وفيها توفّى سليمان بن خلف بن سعد بن أيّوب بن وارث الإمام أبو الوليد التّجيبيّ القرطبىّ الباجىّ صاحب التصانيف. أصله بطليوسىّ، «1» وانتقل آباؤه إلى باجة، وهى مدينة قريبة من إشبيلية. وولد فى ذى القعدة سنة ثلاث وأربعمائة.
ورحل البلاد وحجّ وسافر إلى الشام وبغداد، وسمع بهما الكثير. قال القاضى عياض: وولى قضاء مواضع من الأندلس، وذكر مصنّفاته وأثنى على علمه وفضله.
وفيها توفّى نور الدولة دبيس بن علىّ بن مزيد أبو الأغرّ صاحب الحلّة «2» . عاش ثمانين سنة، كان فيها أميرا نيّفا وستّين سنة؛ وكان الطبول تضرب على بابه فى أوقات الصلوات، وكان جوادا ممدّحا، كان محطّ رحال الرافضة- أخزاهم الله- وملك بعده ابنه أبو كامل بهاء الدولة منصور.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وثمانى عشرة إصبعا. وفتح الخليج فى خامس عشرين مسرى، والماء على ثمانى عشرة إصبعا من ستّ عشرة ذراعا. وكان الوفاء أوّل أيّام النسىء. وبلغ ثمانى عشرة ذراعا وثلاث عشرة إصبعا. ونقص فى ثالث بابة.