الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها توفّى علىّ بن أبى يعلى بن زيد الشيخ أبو القاسم الدّبوسىّ من أهل دبوسية، وهى بلدة بين بخارى وسمرقند. كان إماما عالما. أقدمه الوزير نظام الملك إلى بغداد للتدريس [فى] مدرسته النظاميّة. وكان عارفا بالفقه والجدل والمناظرة.
ومات ببغداد فى شعبان.
وفيها توفّى أحمد بن محمد بن صاعد رئيس نيسابور وعالمها وقاضيها أبو نصر النيسابورىّ الحنفىّ. كان إمام وقته ووحيد دهره علما وزهدا وفضلا ورياسة وعفّة. انتهت إليه رياسة السادة الحنفيّة فى زمانه.
وفيها توفّى الشيخ الإمام أبو حامد أحمد بن محمد السّرخسىّ الشّجاعىّ البلخىّ الفقيه العالم المشهور. كان إماما عالما فاضلا، سمع الحديث الكثير وتفقّه وبرع فى فنون.
وفيها توفّى إبراهيم بن سعيد الحافظ أبو إسحاق النّعمانىّ مولاهم الحبّال. كان إماما فاضلا حافظا، سمع الكثير ورحل البلاد وحدّث وسمع منه خلائق، ثمّ سكن مصر، وبها كانت وفاته، ومات وله تسعون سنة.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وثمانى عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وتسع أصابع.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 483]
السنة السادسة والخمسون من ولاية المستنصر معدّ على مصر وهى سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
فيها نزل تتش على حصن بعلبكّ «1» وبها ابن ملاعب ومع تتش آق سنقر وبوزان فقاتلوه مدّة، وقالوا له: أنت توجّهت إلى مصر وخطبت للمستنصر. فلمّا أخافوه طلب الأمان فأعطوه؛ فنزل من القلعة وتوجّه إلى مصر؛ وملك تتش بعلبكّ «2» . وأقام ابن ملاعب بمصر مدّة، وأحسن إليه المستنصر صاحب الترجمة، ثمّ عاد إلى الشام ودبّر الحيلة على حصن فامية حتّى ملكه.
وفيها توفّى الشيخ الإمام علىّ بن محمد القيروانىّ. كان فقيها عالما شاعرا. ومن شعره- وأجاد إلى الغاية-:
[الكامل]
ما فى زمانك ماجد
…
لو قد تأمّلت الشواهد «3»
فاشهد بصدق مقالتى
…
أو لا فكذّبنى بواحد
قلت: لله درّه! لقد عبّر عن زماننا هذا كأنّه قد رآه.
وفيها توفّى محمد بن محمد بن جهير الوزير أبو نصر فخر الدولة. أصله من الموصل وبها ولد، وقدم ميّافارقين. وكتب للخليفة القائم بأمر الله العبّاسىّ يسأله أن يستوزره، فأجابه ثم نقم عليه ونفاه إلى الحلّة ثم أعاده. ولما تولّى المقتدى الخلافة وزرله، ثم عزل ونفى؛ فمضى إلى السلطان ملكشاه وانتمى إليه، وفتح له ديار بكر وأتحفه بالأموال. ثم تغيّر عليه السلطان؛ فاستأذن فى الإقامة بالموصل فأذن له؛ فتوجّه إليه فلم يقم به إلّا اليسير، ومرض ومات ودفن بالموصل. وكان سخيّا كريما شجاعا مدبّرا عارفا.