الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وست أصابع. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا واثنتا عشرة إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 489]
السنة الثانية من ولاية المستعلى أحمد على مصر وهى سنة تسع وثمانين وأربعمائة.
فيها حكم المنجّمون بأن يكون طوفان مثل طوفان نوح عليه السلام. فسأل الخليفة ابن عيسون المنجّم، فقال: أخطأ المنجّمون، طوفان نوح قد اجتمع فى برج الحوت الطوالع السبعة، والآن قد اجتمع فيه ستة، زحل لم يجتمع معها؛ ولكنّى أقول: إنّ بقعة من البقاع يجتمع بها عالم من بلاد كثيرة فيغرقون. فقيل:
ما ثمّ أكبر من بغداد، ويجتمع فيها ما لا يجتمع فى غيرها، وربّما كانت هى؛ فقال ابن عيسون: لا أدرى غير ما قلت. فأمر الخليفة بإحكام المسنّيات «1» وسدّ الفروج، وكان الناس يتوقّعون الغرق؛ فوصل الخبر بأن الحاج نزلوا فى واد عند نخلة «2» ، فأتاهم سيل عظيم وأخذ الجميع بالجمال «3» والرجال، وما نجا منهم إلّا من تعلّق برءوس الجبال. فخلع الخليفة على ابن عيسون وأجرى له الجراية وأمن الناس.
وفيها ورد كتاب المستعلى صاحب مصر وكتاب وزيره الأفضل أمير الجيوش إلى رضوان بن تتش السلجوقىّ بالدخول فى الطاعة. فأجاب وخطب للمستعلى صاحب الترجمة.
وفيها خرج العسكر المصرىّ إلى الساحل ونزل على صور وفتحوها عنوة، وأخذوا منها أموالا عظيمة، وكان بها رجل يعرف بالكتيلة، فأسر وحمل إلى مصر.
وفيها سار الأفضل أمير الجيوش المذكور من مصر بالعساكر إلى القدس، وكان به سكمان بن أرتق وأخوه ايلغازى؛ فحصّر البلد ونصب عليها المجانيق وقاتلهم أربعين يوما؛ وأرسل أهل القدس فواطئوه على فتح الباب، وطلبوا منه الأمان فأمّنهم وفتحوا له الباب، وخرج سكمان من باب آخر ومضى إلى الرّها، ومضى أخوه ايلغازى إلى بغداد. وهما أول ملوك الارتقيّة ظهورا.
وفيها تواترت الأخبار بخروج ملك الروم من بلاد الروم بقصد البلاد الشاميّة.
وفيها قتل رضوان بن تاج الدولة تتش السلجوقىّ وقتل ولده ونهبت داره.
وكان ظالما فاتكا. كان استوزر أبا الفضل بن الموصلىّ مشيّد الدين.
وفيها توفّى عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله أبو حكيم الخيرىّ- وخير: إحدى بلاد فارس- وهو جدّ [أبى «1» ] الفضل بن ناصر لأبيه «2» . تفقّه على أبى إسحاق الشيرازىّ وبرع فى الفرائض، وله فيها مصنّف. وكان فقيها صالحا حسن الطريقة.
وفيها توفّى عبد الرزّاق بن عبد الله بن المحسّن أبو غانم التّنوخىّ المعرّىّ. كان فاضلا شاعرا. ومن شعره فى كوز فقّاع «3» :
[الوافر]
ومحبوس بلا ذنب جناه
…
له سجن بباب من رصاص
يضيّق بابه خوفا [عليه «4» ]
…
ويوثق بعد ذلك بالعفاص «5»
إذا أطلقته خرج أرتقاصا
…
وقبل فاك من فرح الخلاص