الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها توفّى عبد الرحيم بن أحمد بن نصر الحافظ أبو زكريّا البخارىّ التميمىّ، سمع الحديث وطاف البلاد فى طلب الحديث، وسمع بعدّة أقطار واتّفقوا على صدقه وثقته. وكانت وفاته فى المحرّم بمصر.
وفيها توفّى محمد بن مكّى بن عثمان الحافظ أبو الحسين الأزدىّ المصرىّ فى جمادى الأولى، وكان إماما فاضلا محدّثا، سمع الحديث ورحل البلاد.
وفيها توفّى نصر بن عبد العزيز أبو الحسين الشّيرازىّ الفارسىّ المقرئ، كان إماما فى علم القراءات، وله سماع ورواية.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ستّ أذرع وأربع وعشرون إصبعا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وثمانى عشرة إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 462]
السنة الخامسة والثلاثون من ولاية المستنصر معدّ على مصر وهى سنة اثنتين وستّين وأربعمائة.
فيها كان معظم الغلاء بالديار المصريّة حتّى خربت وخرب غالب أعمالها. وأبطل صاحب مكّة و [صاحب «1» ] المدينة خطبة المستنصر، وخطبا للقائم بأمر الله العبّاسىّ؛ فلم يلتفت المستنصر لذلك لشغله بنفسه ورعيّته من عظم الغلاء.
وفيها وقف الوزير نظام الملك الأوقاف على مدرسته النظاميّة ببغداد.
وفيها توفّى الحسن بن علىّ بن محمد أبو الجوائز الواسطىّ الكاتب، ولد سنة اثنتين وخمسين وثلثمائة؛ وسكن بغداد دهرا طويلا. وكان شاعرا ماهرا. ومن شعره- رحمه الله تعالى-:
[الرجز]
واحربا «1» من قولها:
…
خان عهودى ولها
وحقّ من صيّرنى
…
وقفا عليها ولها
ما خطرت بخاطرى
…
إلا كستنى ولها
وفيها توفّى الشريف حيدرة بن إبراهيم أبو طاهر بن أبى الجنّ، الشريف العلوىّ. كان عالما قارئا محدّثا وكان عدوّا لبدر الجمالىّ؛ فلمّا دخل بدر الجمالىّ دمشق هرب منها حيدرة المذكور إلى عمّان «2» البلقاء؛ فغدر به بدر بن حازم وبعث به إلى بدر الجمالىّ بعد أن أعطاه بدر الجمالىّ اثنى عشر ألف دينار وخلعا كثيرة؛ فقتله بدر الجمالىّ أقبح قتله ثمّ سلخ جلده. وقيل: سلخه حيّا. وأظنّ القاضى شهاب الدين أحمد قاضى دمشق وكاتب مصر فى زماننا هذا كان من ذرّيّة ابن أبى الجنّ هذا. والله أعلم.
وفيها توفّى محمد بن أحمد بن سهل أبو غالب بن بشران النحوىّ الواسطىّ الحنفىّ ويعرف بابن الخالة. كان إماما عالما فاضلا عارفا بالأدب والنّحو واللّغة والحديث وللفقه، وكان شيخ العراق ورحلته. وابن بشران جدّه لأمّه. ومات بواسط.
ومن شعره:
[المتقارب]
يقول الحبيب غداة الوداع
…
كأن قد رحلنا فما تصنع
فقلت أواصل سفح «3» الدموع
…
وأهجر نومى فما أهجع