الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التطيلي الأصغر
أبو إسحاق إبراهيم بن محمد التُّطَيلي - بضم التاء المثناة من فوق وفتح الطاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبعدها لام وياء النسبة - الضرير، نشأ بقُرْطُبَة وسكن إشبيلية، وكان يُعرف بالتطيلي الأصغر، واشتهر بالشعر بعد أبي العباس التطيلي الأعمى بزمان يسير، وهو القائل من قصيدةٍ، منها في عماه:
يَثْني إلى وطءِ ما يغتاله قَدَماً
…
يُهوِي إلى لمسِ ما يعدو عليه يدا
يمشي فتحسبُهُ يقضي الصَّلاةَ خطاً
…
إذا استوى راكعاً من ركعةٍ سجدا
تهوي به قدماه صولَجَيْ لَعِبٍ
…
تنزو السِّلامُ كراتٍ عنهما بددا
مخالطٌ لبني الدُّنيا مفارقُهُمْ
…
قد غابَ عنه من الأشياء ما شهدا
شمسُ الظَّهيرةِ أعشتْ كوكَبَيْ بصري
…
كذا سنا النّجم في ضوءِ الضّحى خَمَدا
إن نازَعَ الدَّهرُ في ثنتَيْنِ من عَدَدي
…
فواحدٌ في ضلوعي يبهرُ العَدَدا
يَغنى عن الشُّهْبِ في أجفانه مُقَلاً
…
مَن كانت الشَّمسُ في أضلاعه خَلدا
مَنْ طالَ خُلقاً نَفَى في خَلقه قِصَراً
…
لا تَقْدُرِ الجِلْدَ منه واقدُرِ الجَلدا
لا يُدركُ الرمحُ شأوَ السهمِ في غَرَضٍ
…
ولو تسلسَلَ فيه لَدْنُهُ مددا
لك يكف أنِّي غريبُ الشّخصِ في نَفَري
…
حتَّى غدوتُ غريبَ الطّبع متّحدا
ومنها:
إن تجفُ حمصٌ فتجفو غيرَ ذي رحمٍ
…
تعصُّباً فيه إذ مجدا
وغاظها أن رأتْ إنجابَ ضَرَّتها
…
ومن رأى كرماً في ندِّهِ حقدا
فإن نمتني وليداً دارُ قُرْطُبَةٍ
…
وأنكرتني وسنّي قد وفى رشدا
فعُذْرُها أن أمَّ الليثِ تُرضعُهُ
…
شِبلاً وتمنعُ منه دَرَّها أَسدا
وهو القائل:
أتاك العِذارُ على غرَّةٍ
…
وقد كنتَ في غَفلة فانتَبِهْ
وقد كنتَ تأبى زكاةَ الجمالِ
…
فصار شُجاعاً وطُوّقتَ بهْ
ومن شعره:
ومعذَّرٍ رقَّتْ له خمرُ الصِّبا
…
حيث العِذارُ حبَابُها المترَقْرِقُ
ديباجُ حُسنٍ كانَ غُفلاً ناقصاً
…
فأتمَّه عَلَمُ الشَّباب المونقُ
وشكا الجمالُ مقيله في وَرْده
…
فأظلَّهُ آسُ العذار المشرقُ
عامت بماء الفضل شامةُ خدِّهِ
…
فغدا العذار زُوَيرقاً لا يغرقُ
إن كانَ يمحو نَقْشَهُ مِنْ وجهِهِ
…
فطُلَى الغزالِ بمسكها تَتَفلَّقُ
وله من قصيدة يصف رمحاً:
وأسمرَ يضحَى في شُعاعِ سنانِهِ
…
وإن كانَ من خفقِ اللواءِ لفي ظلِّ
حوَى جُرأَةَ الأعرابِ من سُمرةِ القنا
…
وحاز دهاءَ الروم من زُرقةِ النصل
علا نَصْلُهُ للشهبِ فانحطَّ لَدْنُهُ
…
إلى القُضْبِ عن فرعٍ يحنُّ إلى الأصلِ
يقدِّمُهُ بأسُ الحديد إلى الوغى
…
فيعطفُهُ لينُ القضيبِ إلى الدّلِّ
ومنها يصف سيفاً:
وأبيضَ يحكي الموتَ فعلاً ودقّةً
…
فلولا شعاعُ الصَّقْلِ لم يبدُ عنْ نَصْلِ
يذيبُ بماء الصقلِ كلَّ مُفاضةٍ
…
فما تقعُ الغربانُ إلَاّ على مُهْلِ
وقد عجمت دودَ النوائبِ نصلُهُ
…
فعضَّتْ وما أبدَتْ سوى أثَرِ النملِ
وله يصف قلماً:
وأعجمِ الصوتِ قد ألقتْ به العَرَبُ
…
أقلُّ شيءٍ لديه الشعرُ والخطبُ
يَزْهَى بياناً إذا ما شُقَّ مقولُهُ
…
وإذ يقطُّ ففي إفصاحِهِ العجبُ