الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرفَّاء المرسي
أبو علي الحسن بن عبد الرحمن الكناني الأستاذ: من أهل مرسية، ويعرف بالرفَّاء، صاحب مقطّعات وتذييلات حِسان، وكان حُلو النَّادرة فَكِهاً ممتعاً. وتوفي ببلده سنة ثلاث وثلاثين وستمائة.
وله:
أتى فأسَى كلَّ ما كَلَّما
…
وبان الأسى كُلَّما كَلَّما
وروَّى الغليلَ ومن بعدما
…
شفَى الصّبَّ ماءُ اللَّمى أَلَّما
وثلَّم ما شاء من قُرْبِه
…
وزاد فقد ثلَّ ما ثلَّما
وسلَّ عليه حُسامَ النَّوى
…
ومن بأسِ ما سلَّ ما سَلَّما
وضرَّمَ نارَ الجوَى في حَشاه
…
فألحفَهُ ضَرَّ ما ضرَّما
وعدَّمه الصَّبرَ من بعده
…
يرَى فرصةً عَدَّ ما عَدَّما
أعيْنَيْهِ كُفَّا فأصْلُ الأسَى
…
إذا ما اعْتَرى وانتَمَى أنْتُما
ويا صاحبَيْهِ ألا عُدْتُما
…
وهلَاّ إذا عُدْتُما عُدْتُما
وقد قلتُما أن سَيَقضي هوًى
…
ومن قَبله قلتُ ما قُلتُما
خرج أبو علي هذا، وأبو بحرٍ صفوان بن إدريس، وأبو عبد الله
مرج الكحل، إلى متنزهات مُرسية، فمرُّوا في طريقهم بمسجد فجلسوا فيه يسيراً، فلمَّا همُّوا بالانفصال، كتب أبو بحرٍ في صفحة من حيطانه:
قُدِّست يا بيتُ في البيوتِ
…
ودمتَ للدِّين ذا ثُبوتِ
فكتب ابن مرج الكحل:
يعمُرُك النَّاسُ في سُجودٍ
…
وفي رُكوع وفي قُنوتِ
فكتب أبو علي المذكور:
وإن نَبا بالغَريبِ بيتٌ
…
كنتَ له موضِعُ المبيتِ
وله من أبيات في المجبَّنات:
شغفتُ بحبِّ أبكارٍ حبالى
…
وودِّي لو بنيتُ بها عروسا
إذا لاحتْ بدوراً في المقالي
…
تراءتْ للعيون بها شموسا
ولي فيها من أبيات:
بنفسي مثلجاتٌ في الصدورِ
…
لها سِمَتانِ من نارٍ ونورِ
حواملُ وهي أبكارٌ عذارى
…
تُزفُّ على الأكفِّ مع البكورِ
بياضُ الطَّلحِ ما تنشقُّ عنه
…
وفوقَ أَديمها صُهْبُ الخمورِ
كبردِ الطلِّ حين تذاق طعماً
…
وفي أَحشائها وَهَجُ الحرورِ
لها حالانِ بين فمٍ وكفٍّ
…
إذا وافتْكَ رائقةَ السفورِ
فتغربُ كالأهلَّةِ في لَهاةٍ
…
وتطلُعُ في يمينٍ كالبدورِ