الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن يخلفتن
أبو زيد عبد الرحمن بن يَخْلَفْتن بن أحمد الفازازي: ولد بقُرْطُبَة ونشأ بها، وتجوّل ببلاد الأندلس والعُدوة، وكتب هو وأخوه أبو عبد الله كبيره لأمراء المغرب، وبلغا الرُّتبة العالية، وكانا من مفاخر وقتهما.
وأبو عبد الله مُقلٌّ من الشعر، وتوفي بقُرْطُبَة قاضياً سنة إحدى وعشرين وستمائة.
وأما أبو زيد فمُكثرٌ، وشعره مدوَّن. وكانت وفاته بمراكش سنة سبع وعشرين وستمائة.
ومما عُزي لي أنَّه من شعره في الحضّ على الحج والزيارة:
النَّاسُ قد رحلوا وأنت مُقيمُ
…
ودُعوا وأنت مُحجَّبٌ محرومُ
صَدقوا العزيمةَ فاستقلَّتْ عيسُهم
…
وهواك في نَيْل المُنى مَقْسوم
غَطَّتك من آذيِّ ذَنْبك مَوجةٌ
…
فيها الهلاكُ وما أراك تقومُ
وتُلام في تركِ الحجاز فتَنْثني
…
عن غير مَعْذرةٍ وأنت مَلومُ
أحسِنْ فقد فارقتَ كلَّ إساءة
…
مهلاً فأنت بعِلْمه مَعْلومُ
لا أنت في السَّفْر الذين تقدَّموا
…
نحو النبيِّ ولا أراك تقومُ
وإذا بدا لك دِرْهمٌ في جلَّق
…
بادرتَ تقعدُ نحوه وتقومُ
وإذا أراد الله تبليغَ امرئٍ
…
فالعُرْب خاضعةٌ له والرُّومُ
ما النَّاسُ إلَاّ الرَّاحلون لربِّهم
…
والآخَرون بلابلٌ وهُمومُ
لا خَلْق ألأم من مُحاذرِ عَيْلةٍ
…
في قَصْدِ ربِّ النَّاسِ وهو كريمُ
وذكر له:
يا نائمَ الطَّرف عن سُهدٍ وعن أرقِ
…
وفارغَ القلب من وجدٍ ومن حُرَق
بكمالها، وهي من جيد كلامه في النسيب.