الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن محارب
أبو محمد مُحارب بن محمد بن مُحارب: من أهل وادي آش، له يمدح القاضي أبا الفضل عياض بن موسى بن عياض أثناء مقامةٍ من إنشائه:
غَدا سَلِسَ القِيادِ فما يُراضُ
…
وعَمَّ جَميعَ لِمَّته البَياضُ
وأَضحى القلبُ لا تُصيبه هِندٌ
…
ولا سلمَى ولا الحَدَقُ المِراضُ
ولا يُشْجيه طِيبُ نَسيمِ نَجْدٍ
…
ولا تُسليه بالزَّهَرِ الرِّياضُ
وإنْ غنَّى الحَمامُ بغُصْنِ أيْكٍ
…
فمِن عضِّ الزَّمانِ به عِضَاضُ
وقائلةٍ أتكرعُ في ثِمادٍ
…
وقد لاحتْ لرائدها الحِياضُ
إلى كم ذا تقولُ لكُلِّ خَطْبٍ
…
مقالةَ من ألمَّ بها المَخاضُ
وتَنقبضُ انقباضَ العَيِّ حتَّى
…
أضرَّ بكَ السُّكون والانقباض
وَوَجْدُ بني عِياضٍ بالمَعالي
…
مَدَى الدُّنيا حديثٌ مُستفاضُ
إذا قُصِدوا أثاروا الجُودَ بحراً
…
وسالُوا بالمكارم ثمَّ فاضوا
فقلتُ لها ومَن منهم عِياذي
…
فقالت ذاك سيّدهم عِياض
إمامٌ زانَهُ عِلْمٌ وحِلم
…
له بالخُطةِ العُليا انتهاض
يُقارضُ من أساء بحُسْنِ صَبرٍ
…
وأمرُ الدِّينِ والدُّنيا قِراض
ففي الآداب جَدْولُ ماءِ مُزنٍ
…
وفي الآراء نَحرٌ لا يُخاض
ويُبرمُ ما يَرومُ فليس يُخشَى
…
على أمرٍ قد ابرمه مُضاض
يَهيم بكُل مَعْلُوةٍ وفَضْلٍ
…
كما قد هامَ بالعَلْيا مُضاض
ومَن تَعْلَقْ حِبالَ بني عِياضٍ
…
يداه فلا يُضامُ ولا يُهاضُ
قلت: أنشدني أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد العزيز الشاطبي صاحبنا بحضرة تونس قال: أنشدنا الإمام تقيّ الدين أبو عمرو ابن الصلاح لنفسه في " مشارق الأنوار " وكان لا يُغبُّ مطالعته والاستفادةَ منه بعد قعوده لإسماع الحديث بالدار الأشرفية بدمشق:
مَشارقُ أنوارٍ تبدَّتْ بِسَبتةٍ
…
وذا عجبٌ كونُ المَشارِقِ بالغَرْبِ
وذكر الأبيات التي أولها: " ظلموا عياضاً " ونسبها إلى عامر المالقي.