الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن قزمان
محمد بن عيسى بن عبد الملك بن قُزمان القرطبي المتفرّد بإبداع الزجل، وتوفي سنة أربع وخمسين وخمسمائة، والأمير أبو عبد الله محمد بن سعد إذ ذاك محاصر في قُرْطُبَة؛ فمن قوله:
يا رُبَّ يومٍ زارني فيه مَن
…
أطلعَ من غرَّتهِ كوكبا
ذو شفةٍ لمياءَ معسولةٍ
…
ينشعُ من خدَّيه ماءُ الصبَا
قلتُ له هَبْ لي بها قُبلةً
…
فقال لي مبتسماً مرحبا
فذقتُ شيئاً لم أذقْ مثلَهُ
…
للهِ ما أحلَى وما أعذبا
أسعدني اللهُ بإسعاده
…
يا شقوتي يا شقوتي لو أبَى
ومن شعره:
كثير المال تبذلُهُ فيفنَى
…
وقد يبقَى من الذكرِ القليلُ
ومَن غرستْ يداه ثمارَ جُودٍ
…
ففي ظلِّ الثناءِ له مقيلُ
ومنه:
يمسكُ الفارسُ رمحاً بيدٍ
…
وأنا أُمسكُ فيها قَصَبَهْ
فكِلانا بَطَلٌ في حربه
…
إنَّ الأقلامَ رماحُ الكَتَبَهْ
ومنه:
وعهدي بالشباب وحسنُ قدِّي
…
حكى ألِفَ ابن مُقلةَ في الكتَابِ
وقد أصبحتُ مُنحنياً كأنِّي
…
أُفتِّشُ في الترابِ على شبابي
وقال يعتذر ارتجالاً:
يا أهل ذا المجلس السَّامي سرادقُهُ
…
ما مِلتُ لكنَّني مالتْ بيَ الراحُ
فإن أكنْ مُطفئاً مصباحَ بيتكمُ
…
فكلّ مَن فيكمُ في البيت مصباحُ
وله:
خليليَّ ما لي بالتّجلّد حيلة
الأبيات المشهورة.
ومن أزجال ابن قزمان:
أُفني زماني على اختياري
…
ونقطع العمر باجتهاد
لم يحلُ حسّ الطَّرَبْ بداري
…
حتَّى يميلْ راسِ للوساد
واحدْ مؤذّنْ سكنْ جواري
…
شيخ مليحْ أزهد العباد
إذا طلعْ في السحرْ يَعِظْني
…
يقول حيَّ على الفلاحْ
يبدّل العودْ سماعَ أُذني
…
حيَّ على العشق للملاحْ
نهارِ أم ليلِ كانْ مودّي
…
لم نخل من شُربِ أو مجونْ
لمَّا يكون الحبيب عندي
…
ليس نعرف النَّوم إيش يكونْ
وانا هو شيخ الخلاعَه وحدي
…
نسهَرْ إذا نامت العيونْ
وليلة الهجر تفتقِدْني
…
إذا طلعْ كوكب الصَّباحْ
لا شكَّ بين الغصونْ تَجِدْني
…
نعلّم القُمرِي النواحْ
لأيْ سببْ قُلِّيَ انتَ غضبانْ
…
إيش اخبروكْ عنِّي من قبيحْ
أكثَرْ نحبَّكْ من كلِّ إنسانْ
…
ونكتم السرّ ما نبيحْ
إيَّاكَ أن تبتلى بهجرانْ
…
تذوق ما ذقتُ يا مليحْ
من الجفا والصدودْ أَجِرْني
…
فقال مَن يعشق الملاحْ
يكونْ أخا ذلَّةٍ وحُزنِ
…
فقلت زدني فلا براحْ