الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن غتال
أبو الحكم جعفر بن يحيى المعروف بابن غتال من أهل دانية، ولسلفه بها نباهة، وهو القائل:
حُبُّكَ لذٌّ بكلِّ معنًى
…
إلى كرًى ملتَ أو سهادِ
إن كانَ لا بدَّ من منامٍ
…
فأضلعي هاكَ عن وسادِ
ونمْ على خَفْقِها هُدُوّاً
…
كالطفلِ في نَهْنَهِ المهادِ
أبو بكر يحيى بن بقي كان أظرف معنًى وألطف ذهناً، حيث يقول:
باعدتُهُ عن أضلعٍ تشتاقُهُ
…
كي لا ينامَ على وسادٍ خافقِ
على أن بعض الأدباء نسبه إلى الجفاء لما قال: " باعدته عن أضلع تشتاقه " ولم يقل: " باعدت عنه أضلعاً تشتاقه "، وهذا تنبيه حسن.
وأنشدنا الربيع ابن سالم قال: أنشدنا عبد الرحمن بن محمد بن مغاور، قال: أنشدنا أبو الحكم ابن غتال ارتجالاً في غلام وسيم لسعته نحلة في شفته:
إن لَسَعَتْ لَعْسَاءة نحلةٌ
…
ولم تَسَعْها رُخْصَةٌ في اللَّمَمْ
عذرتُها إذ أخذَتْ شَهْدَها
…
من شفةٍ تشهدُ فيها لفم
لا غروَ في النحلِ ويُوحى لها
…
أن تلثمَ الزهرَ إذا ما ابتسم
ودخل هو وأبو بكر ابن مغاور وصاحبٌ لهما من الأدباء حمام بيار من جهة شاطبة، فصادفوا هواء بارداً فقال ابن مغاور:
شَرُفَتْ بحمامِ النوارِ بيار
…
فدخانه تَعْشَى به الأبصارُ
وقال الآخر:
بينا ترومُ في دفئه
…
يغشاك قرٌّ ما عليه قرار
وقال أبو الحكم بن غتال:
لو أن لي فيه عصا موسى على
…
آياتها ما فرَّ عنِّي الفار
فقال ابن مغاور: هذا على أنك ابن غتال، وهو اسم الهر مصغراً باللسان الأعجمي.