الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن مطروح
أبو محمد عبد الله بن محمد بن مَطْروح التُّجيبي القاضي من أهل بلنسية. توفي بها والرُّوم يحاصرونها في ذي قعدة سنة خمس وثلاثين وستمائة.
ومن شعره يرثي أباه من قصيدةٍ:
دعاكَ فلبَّيتَ داعي البِلَى
…
وفارقتَ أهلكَ لا عن قِلى
رمتْكَ وسَهْم الرَّدى صائبٌ
…
شعوبُ فما أخطأتْ مَقْتَلا
تقاضاكَ منَّا الغريمُ الَّذي
…
أبى قدرُ اللهِ أنْ يمطُلا
أيا ظاعناً هدَّنا فقدُهُ
…
جميعاً ألم يأْنِ أنْ نقفُلا
أحنُّ إلى موردٍ أمَّه
…
وإنْ لم يكن مورداً سلسَلا
وأَذهلُ مهما دَعوا باسمِهِ
…
وحُقَّ لمثليَ أنْ يذهَلا
وهوَّنَ وجدِي على فقدِهِ
…
لحاقي به بعدُ مُستعجِلا
إذا جفَّ من شجرٍ أصلُهُ
…
فلا بدَّ للفرعِ أن يذبُلا
سأبكيه ما دمتُ ذا مقلةٍ
…
وأعصي العواذلَ والعُذَّلا
وأتركُ حكمَ لبيدٍ سُدًى
…
كما يَنسخُ الآخِرُ الأوَّلا
وقال القاضي أبو محمد يرثي الشيخ أبا عبد الله ابن نوحٍ من قصيدة:
ناداكَ إذا أزِفَ الرَّحيلُ مُنادي
…
فظعنْتَ في قودِ الحِمامِ الغَادي
والنَّاسُ في الدُّنيا كسَفْرٍ أزمَعوا
…
ظَعْناً وما غيرُ المنيَّةِ حادي
هل نحنُ إلَاّ من أرومة هالك
…
فالفرعُ تِلْوُ الأصلِ في المُعتادِ
كلّ الجسومِ وإنْ تطاولَ مكثُها
…
فمصيرُها لجواهِرٍ أفرادِ
قضتِ العقولُ بأنَّ كلَّ مركَّبٍ
…
ينحلُّ عند تغالُبِ الأضدادِ
تتلُو المَبادي في الأُمورِ نهايةٌ
…
والكونُ يُؤذِنُ طبعُهُ بفسادِ
لَهْفي ولَهْفي لا يُجيرُ منَ الرَّدى
…
لَهْفي على قمَر العُلى والنَّادي
أودَى ابن نوحٍ فالشَّريعةُ بعده
…
تبكي وتلبسُ فيه ثوبَ حدادِ
كم ذبَّ عنها كم أقامَ لواءها
…
فرْداً وجلَّى مِن ظلامِ عنادِ
من لم يَلِجْ أُذُنيهِ مُؤلِمُ نَعْيه
…
لم يَدْرِ كيف تَصَدَّعُ الأكبادِ
وسئل تذييل هذا البيت:
وإذا ذكرتك لم أجدْ لك لوعةً
…
إذ لا تفارقُ قلبيَ المعهودا
فقال:
ما غبتَ عن قلبي فديتكَ لحظةً
…
وكفى بقلبكَ لي لديك شهيدا
لكنَّ حظَّ العينِ منكَ فقدتُهُ
…
فالشَّوقُ منِّي لا يزالُ جديدا
وله شعر كثير.