الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو عمران الميرتلي
أبو عِمران موسى بن حسين بن عمران الزاهد، يعرف بالمِيرتُلي، وأصله من ثغر مِيرتلة، وسكن إشبيلية، وكان لا يُعدلُ به أحدٌ من أهل عصره صلاحاً وعبادة مع تصرفه في فنون الأدب، وشعره في الزهديات مجموع. روى عنه ابن حوط الله. ولما احتضر ما زال يكرر:) إنَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات (، إلى أن قبض. توفي ليلة السبت مستهل جمادى الأولى سنة أربع وستمائة.
أنشدني أبو سليمان ابن حوط الله، قال: أنشدني لنفسه من أبيات:
إلى كم أقولُ ولا أفعلُ
…
وكم ذا أحومُ ولا أنزلُ
وأزجرُ نَفْسي فلا تَرْعوي
…
وأنصح نَفسي فلا تقبلُ
وكم ذا تعلل لي ويحها
…
بعلّ وسوف وكم تمطل
وكم ذا أؤمِّل طولَ البقاءُ
…
وأغفُلُ والموتُ لا يغفلُ
وفي كلِّ يوم ينادي بنا
…
منادي الرَّحيل ألا فارحلوا
أمن بعد سبعين أرجو البقا
…
وسبع أتت بعدها تعجلُ
كأنْ بي وشيكاً إلى مصرعي
…
يساق بنعشي ولا أمهلُ
فيا ليتَ شعريَ بعد السّؤال
…
وطول المقام لما أنقلُ
ومن شعره:
ما حالُ من أبلتُ الأيَّامُ جِدَّتَهُ
…
وخانه ثقتاه السمعُ والبصرُ
حالٌ يجاوبُ عنها من يسائلها
…
عينٌ فحسبُكَ مرأى العينِ لا الخبرُ
إن أخلقت جدّتي أو أذهبتْ جدّتي
…
أو مسَّني ضرّها فالله لي وَزَر
ما لي سوى الله من مولًى أؤمِّلُهُ
…
هو الرجاءُ وإن أودى بيَ الضررُ
وقوله:
وللنفوسِ وإن كانت على وَجَلٍ
…
من المنيَّة آمالٌ تقوّيها
فالمرءُ يبسطها والدَّهرُ يقبضها
…
والنفسُ تنشرها والموتُ يطويها
وقوله:
إلمامُ كلِّ ثقيلٍ قد أضرَّ بنا
…
يزيدُ بعضهمُ والشيءُ يزدادُ
ومن يَخِفُّ علينا لا يلمُّ بنا
…
وللثقيل مع السَّاعاتِ تردادُ
ووجد مكتوباً هذا البيت:
فلا تعتبنَّ علينا الصّبا
…
فنحن إذا ما خلونا صبونا
فنظم قوله عفا الله عنه:
فقد نستجمُّ بلغوِ الكلام
…
لكيما يكونَ على الحقِّ عونا
ونحن أولو الجِدِّ في المبتدا
…
وأهلُ الفكاهة مهما خلونا
ونستغفر الله في إِثر ذا
…
ونسأله العفوَ عما لغونا